إن الاهتمام بالأغذية الطبية في عصرنا الحاضر في ازدياد مستمر ، فهي دواء تقليدي فعال لعلاج الكثير من الأمراض وقد استخدمت منذ آلاف السنين ولا تزال تستخدم حتى الآن لما لها من منافع طبية. تعتبر الخضراوات الغنية بالألياف من أهم الأغذية التي نتناولها ومن أكثرها غنى بالألياف الجزر ، الذي عرف عنه أنه يقوي النظر فهو سريع الهضم ومهدئ لجهاز الهضم وغني بفيتامين A)) فهو يساعد على حماية الجسم من السرطان والكوليسترول.
ويحتوي الجزر على فيتامين (B) وفيتامين (C) وعلى الحديد والكالسيوم والبوتاسيوم والسكر. ويجعل السكر الجزر المصدر الأفضل والأهم للطاقة المستمرة أكثر مما تفعله الحلويات بشكل عام. فالجزر مفيد جداً للأسنان بسبب الألياف الموجودة فيه. كما يعتبر تناول الجزر الطازج علاجاً تقليدياً للديدان الطفيلية عند الأطفال.
ويعتبر الجزر المطحون وعصير الجزر والمصنوع في الحساء غذاء ممتاز في فترة التماثل للشفاء. كما يقوم الجزر في التخفيض من اضطرابات الجهاز الهضمي عند الصغار والكبار على حد سواء وهو يعمل كمسكن للذين يعانون من فتق خرجي أو اندفاع المعدة إلى القفص الصدري عبر فرجة المريء والتهاب غشاء المعدة المخاطي والحموضة وقرحات المعدة ، خاصة عند تناولها قبل الوجبات.
والجزر مفيد أيضاً للسعال الحاد والكلى والكبد إذ يساعد على التخلص من السموم. إلا أن الطريقة المثلى للحصول على فوائد الجزر تكمن في تناوله بشكل منتظم كجزء من نظام حمية متوازن.
الجزر مصدر عنيّ للكاروتين الضروري للنظر، كما أنه يحتوي أيضاً على عدد كبير من الفيتامينات.
يقال أن الشرق الأوسط وآسيا الوسطى هما موطنا الجزر. وقد انتشر منهما إلى جميع أنحاء العالم.
وقد استخدم الجزر أولاً كعلاجٍ عشبيٍ أكثر منه أحد الخضروات. وكانت جذوره هزيلة، ثمره قاس، ولونه إمّا أحمر أو ليلكي. وقد تطور الجزر مع مرور الزمن، فأصبح من أكثر أنواع الخضروات البصلية المعروفة لنا والتي تستخدم عموماً في الحمية، وتؤكل نيئة كوجبة خفيفة، أو يؤخذ عصيرها، أو تطبخ حيث تدخل في الكثير من وصفات الطعام.
فوائد الجزر
طعم الجزر حلو، ودافئ، ممتع، منبه لحرقان المعدة، مـُدرّ للبول، يسبب الإمساك، يساعد في التخلص من بعض ديدان المعدة والمغص، وكذلك السعال ونزلات البرد.
ويشكل الجزر مصدراً غنياً للكاروتين الضروري للنظر كما يفيد في إعادة بناء البروتوبلازما في الجسم. ويتحول الكاروتين بواسطة الكبد إلى فيتامين" أ " حيث يخزن هناك. ويحتوي الجزر على كميات كبيرة من الكالسيوم السهل الهضم، والفيتامين " آي" ، والفيتامين " سي" والفيتامين " دي" .
حين يؤكل الجزر ويمضغ فإنه ينظف ويقوي الأسنان. وقطع الجزر مع قليل من الملح لها تأثير نافع على مرض الأكزيما. ويحتوي الجزر على هرمون نافع جداً في علاج أعراض السكري.
لقد جرت إختبارات كثيرة لتحديد فوائد الجزر. وقد دلت النتائج أن الجزر له خواص المضادات الحيوية، فهو يدمر البكتيريا التي تزهر في الأمعاء. كما يساعد عصير الجزر في التخلص من الإلتهابات المعوية. بل أنه يساعد في شفاء قرحة المعدة. بالإضافة إلى أنه مدر للبول، فإنه يمكن إستخدامه طعاماً ودواءً في علاج إلتهابات الكلى.
أما عصير الجزر، فيطرد الحامض البولي من الدم، ولذا فهو يساعد مرضى النقرس. كذلك فهو علاج لأوجاع حصى المرارة وأمراض الكبد، والسل. وقد ظهرت حالات عديدة ثبت أن إمتصاص كميات من عصير الجزر، تساعد أحياناً في مقاومة أو معالجة السرطان وذلك لأنه يحتوي على نسبة عالية جداً من فيتامين" آي" ، وكما ان ثمار الجزر ليست مصدرا كبيرا للنشويات والسعرات الحرارية فإن العصير كذلك يجب ألا يتخوف أي شخص منه بالنسبة لاحتوائها على السعرات الحرارية حيث ان كأس عصير يحتوي على 200مل من العصير يعطي فقط 60سعرا حراريا أي تقريبا أقل من العديد من القواسم مثل الموز والكوكتيل والفراولة والبرتقال بأكثر من ضعفين إلى ثلاثة أضعاف، وللمعلومية فإن عصير الجزر له العديد من الفوائد الصحية العالية حيث انه يعتبر أكثر مصادر البوتاسيوم فيه وكما هو معروف فإن هذا العنصر يرتبط بشكل كبير في الحد من أمراض القلب حيث يساهم بشكل جيد في المحافظة على العضلات ونشاطها وقوتها لذلك فإن استهلاك كمية جيدة من عصير الجزر سوف يساهم في نشاط وحيوية القلب ولكي تكمن الفائدة في أي عصير ومنها عصير الجزر يمكن شربه بدون اضافة أي خليط من الثلج لأن ذلك يمكن ان يقلل من قيمته الصحية وتركيز بعض العناصر الاساسية كما ان اضافة السكر له سوف ترفع من السعرات الحرارية مثله مثل أي عصير الفواكه الأخرى لذلك انصح بعدم اضافة أي مواد أخرى للعصير الطازج "كما يفعل في بعض محلات العصائر والمطاعم" وخصوصا السكر لكي يستفيد الجسم من العصير وبدون أي مشاكل.
كشف باحثون مختصون في كلية الطب بجامعة نيويورك الأمريكية، عن أن الإكثار من تناول الجزر وغيره من الأطعمة الغنية بفيتامين (أ) ومركبات الكاروتينويد المضادة للأكسدة، يسهم في وقاية النساء وتقليل خطر إصابتهن بسرطان الثدي.
ووجد الباحثون أثناء متابعتهم ل 14275 امرأة، راوحت أعمارهن بين 35 - 65 عاما، شاركن في دراسة جامعة نيويورك عن الصحة النسائية، وقياس مستويات مركبات الكاروتينويد وفيتامين (أ) في دمائهن، أن الاستهلاك القليل من الكاروتينويد من خلال سوء التغذية أو نقص الفيتامين والعناصر المغذية، قد يترافق مع زيادة ملحوظة في خطر ظهور الأورام السرطانية في الثدي.
وأوضح الخبراء أن هذه المركبات المفيدة هي مضادات قوية للأكسدة، تعمل على تعديل آثار عمليات التأكسد التي تدمر الخلايا وتتلف البروتينات والمادة الوراثية، لذا فهي تسهم في الوقاية من السرطانات والأمراض الخطرة الأخرى.
ولاحظ الباحثون أن السيدات اللاتي امتلكن مستويات أقل من مركبات الكاروتينويدات أو فيتامين (أ) في البداية، شهدن زيادة في خطر الإصابة بسرطان الثدي بنحو 1،6 الى 2،2 مرة، مقارنة مع السيدات اللاتي تمتعن بأعلى تركيز، مشيرين إلى أن اللاتي عانين من أكثر انخفاض في نسبة هذه المركبات ضاعفن خطر إصابتهن بالسرطان. وأشار الباحثون في المجلة الأمريكية لعلوم الوباء، إلى أن وجود المركبات المذكورة في الغذاء قد يرتبط باستهلاك عناصر غذائية أخرى كالفايتواستروجين والفيتامينات والمعادن التي تعطي تأثيرات وقائية ضد الأورام. ويرى العلماء أن هذه الدراسة تمثل إثباتا جديدا يدعم النظرية المعروفة بأن الإكثار من استهلاك الخضراوات والفواكه والثمار الطازجة يساعد على حماية النساء وحتى الرجال من مخاطر الأمراض الخبيثة
