من عادتي .. كــلّ يـوم <> عندمــا يتمّلكي الضجر ,
أذهب وأجلس عند حافة النهر <>
في مدينتي في المهجـــر <> أحمــل معي كيس من الحبوب
يقدّر ب 2 كلـغم <> وأتّجــه بنظري صوب
صفحــة السّماء الزّرقاء , عسى ولعلّ أن يمر سرب الطّيور <>
وذات يوم مر سرب كبير ! فنثـرتُ الحبوب
علـــى الأرض <> ولم تمر لحظات حتّى نزل ذلك السّرب الى
الأرض , وأخذ يلتقـطُ الحبوب فرحـــــا لهذا
الرّزق الوفيـــــر ! <> فقلت لهُــمْ : من منكُــم هو قائــد
السرب ؟ <> فتوجــهَ اليّ بكل شجاعة أحدهم ,
وقالَ لي : أنا هــو القائــد ! فماذا تريد ؟ <> قلتُ لهُ :
من أي مكان أنتُم قادمون ؟ أجابنــي : نحنُ قادمون
من الوطـن ~ هربنا من جحيم الحرب التي تحدثُ فيه الآن !
بعد أن كانَ مرتعــاً خصباً للنّعيم ! <>
فقـد آحترقت الأرض والأشجار فلم يبقي فيــه زرعٌ ولا حبوب <>
أصبحَ كالصّحراء القاحــلة لا فيها نبتٌ ولا
ولا حبوب ! <> قلتُ لهُ : حدّثني عن الوطـــن ..
هل لا يزال يعاني من المآسي والمحن ؟ <> قالَ لــــي
أنا محتارٌ يا عراقـــي ! ولا أدري من أينَ أبدأ ! <> ولكــن ساخبركَ
: العراق ـ الوطــن ـ لم يبقى منــهُ شيء
يذكر ! فأعــداد الأرامــل في آزديـادْ ومعهُــم أعـدذُ اليتامــى ! <>
عــدا أن أغلبيّة العراقيين باتوا يعيشونَ تحــــتَ
خـــط الفقـــر ! <> كنّـــا نعيشُ في شقوق من بنايــة كبيرة ,
وفجاة هبّتْ علينا السنة الناّر يصحبها دخّـــانٌ
كثيـــف ! آحترق من آحترق منا ومات من ماتَ بسبب رائحـة الدّخــان !
<> وكنّــا نرى كل يوم سيّارة مفخّخــــة
أو عبوة ناسفة .. تودي بحياة العشرات ! <>
في الشّوارع لا ترى عينكَ غير المعوّقين بغير عربات العوق !
والأحســـن حالاً منهُــم يمشونَ بعكّــازات ! <>
كلّ يوم نرى سيّارات عليها أرقام أجنبيّــة محملــة بأكياس
بلا ستيكية مليئــــة بالعملــة الوطنية ـ بعد تحويلها الى
دورلارلات أمريكيــة ! <> وإذا سردتُ لكَ عن الحوادث
الباقيـــة ! فأخشى عليــكَ من أن ترمي نفســكَ في
هذا النّهر العميق , وتنتحـــر ! <> ولكن أرجوكَ يا عراقـــي
أنْ تتحمّـــل وتصبـــر وتنتطــــر ! فإن رحمــة الله لم
تنتهــي بعـــد ! وهو على كلّ شيئ قدير ! <>
بعد أن نأكــلَ هــذا الحب , سنواصل رحلتنـــا في فضاء الله الواســـعة ! <>
ونبحث عن وطــن خالي من الحروب ,
ومن الصّراعات الدّاخليّة والفتنــة الطّائفيّـــة والكتل والزّمــر
التي تخدم المصالح الأجنبيّة ! <> سنبحث عن بلاد
تحترم حقوق الأقليّـــة وتحفظ كرامــة الإنســان !
ولسنا نفكّر الآن في الرّجوع <> فباطل بات في وطننــــــــــــا
السجود والرّكــــوع ! <> وما هــيَ إلا خديعـــــة
كبرى يراد منها ذر الرّماد في عيـــون الجمـــوع ! <>
<> وطار السّربُ عاليـــــــاً نحو الأعالي تحت قبــة السّــــــماء ! ...
<> بقلمــي <>