أمريكا هي بلد الأحلام لمن له أحلام..!!
بداية لابد من القول إنني لا امتهن الكتابة، لكنني قارئة ومتابعة جيدة لما يحدث في بلدي الحبيب العراق.. ولأنني أقيم في أمريكا منذ 13 عاما مع زوجي وأطفالي، فقد أرسل لي احد أقربائي رابطا لمقال كتبه السيد احمد نعيم الطائي في موقع البرلمان العراقي تحت عنوان (حقائق للحالمين بأرض الأحلام.. الفرق بين أمريكا والعراق).. وبعدما قرأته لم استطع من منع نفسي من توضيح جانب من الصورة التي سعى الطائي لتشويهها لسبب أو أسباب لا اعرفها ولا يهمني أن اعرفها..
وعليه أؤكد وأقول إن ما سأدونه هنا ينبع من تجربتي الخاصة والمبنية على وقائع وحقائق ملموسة ومن إنسانة لم تعرف الكذب في حياتها.. وأقول:
أمريكا هي بلد الأحلام لمن له أحلام، هي ارض الحرية لمن سلبت حريته، هي ارض المستقبل لمن ليس له مستقبل، أمريكا ليست للكسالى والذين يحلمون بالجلوس في بيوتهم ويتقاضون الرواتب دون أن ينضحوا نقطة عرق من جبينهم..
الم يعمل أبي وأباك وأنا وأنت وأختي وأختك وأخي وأخوك للحصول على لقمه العيش في العراق؟ وهل كان عملنا سهل للغاية؟ وهل جلسنا في بيوتنا وتقاضينا الرواتب من حكومتنا التي تسرق أموال البلد منذ عده عقود؟ وهل صرفت علينا حكومتنا عندما كنا طلاب؟
إنني أتذكر بلدنا الغني عندما كنت طالبة في ألجامعة وكنت أتقاضى 20 دينار فقط في الشهر، وهذه الأموال استرجعتها حكومتنا الغنية بعد تخرجي، بينما تلك الحكومة كانت تمنح الطلاب العرب 50 دينار غير قابلة للرد..!!
من المعيب على هذا الكاتب الذي يقارن بين الحصة التموينية في العراق، ارض النفط، بما تقدمه أمريكا عندما تمنح مبالغ جيدة ومحسوبة بدقة لتكفي أفراد العائلة جميعا، بواسطة كارت يوضع في الجيب، وللمواطن الأمريكي أو اللاجئ كامل الحرية بشراء ما لذ وطاب من آلاف الأصناف الغذائية المتوفرة في أمريكا وحتى المستوردة من جميع أنحاء العالم..
والشعب الأمريكي هو الشعب الذي يحتضن الشعوب المكسورة،
وهو الشعب الذي يأخذ بيد اللاجئين ويساعدهم ويحسسهم بأنهم في وطنهم وانه لا يختلفون عنهم في شيء، وهو الشعب الذي يغفر ويسامح الذين يقومون بتفجيرات في أمريكا، هو الشعب الذي لا يعرف الحقد والكره للشعوب الأخرى، هو الشعب الذي يجمع التبرعات ويرسلها إلى أطفال العالم المحرومة، هو الشعب الذي يتبنى أطفال الصين وأفريقيا..
الأمريكان واللاجئين يعيشون ويعملون ويتسوقون في نفس الأماكن ولا تفرض الدولة عليك مكان إقامتك لأنك لاجئ..
والعبارة التي قال فيها الطائي انه لا يمكنك الحصول على العلاج إلا بادعاء الجنون) عبارة مضحكة وعارية تماما عن الصحة..
فعلى سبيل المثال، أنا وزوجي وأطفالي نتمتع بالتامين الصحي المجاني الكامل، ونحن بكامل قوانا العقلية، ولم نضطر يوما لادعاء الجنون، والمعاملة سهله جدا، وتتم المراجعة مرة واحدة في السنة وعن طريق الهاتف، هذا بالنسبة لتامين الأطفال الصحي، حيث إننا لسنا بحاجه للذهاب إلى الدائرة..
أما نحن الكبار فنراجع الدائرة مرة أو مرتان في السنة للحصول على التامين بدون أي عراقيل... ولا تعمل المرأة في أحقر الأماكن كما يدعي الطائي، حيث إنني في أول سنة من قدومي لأمريكا ولم تكن لغتي الانكليزية قوية جدا حصلت على عمل في قسم الحسابات في شركه وكنت أقوم بإصدار فواتير الشركة لشركة موتورولا المعروفة، ولم تكن لدي خبرة في استعمال الكمبيوتر آنذاك، ومع هذا قبلوني لأنهم يشجعون القادمين لأمريكا على العمل والتطور في العمل، ولهم ثقة عالية بان المرأة العراقية ذكية ومخلصة..
وبعد ذلك بسنتين تركت العمل لأنني أصبحت أم وفضلت أن اربي أطفالي بنفسي، وليس كما يدعي الكاتب من إن الأم لا ترى أطفالها، مع الاعتراف انه هناك أمهات يعملن أعمالا شاقة ولا يقضون وقتا كافيا مع أطفالهن، ولكن ليس لأنها أمريكا، وإنما لان الأم لم تخطط حياتها بذكاء، أو إنها تعرضت لظروف معينة أجبرتها على ذلك.. ولكن الحكومة الأمريكية تساعد الأمهات بتوفير الحضانة المجانية وكذلك بطاقة الغذاء المجاني والتامين الصحي المجاني.
ومن جانب آخر أقول:
إن العراقيين الذين لا يحصلون على الجنسية وذلك لأنه لديهم مشكلة ما، وأنا اعرف هناك من العراقيين من يقول، انه ليس لديه أي جرم أو شائبة تعيب تاريخه في أمريكا ومع هذا لم يحصل على الجنسية، ولكنه كاذب ومن المؤكد انه مطلوب لمحاكمة ما أو إن أولاده المراهقين لصوص أو يتعاطون المخدرات..
للأسف هناك عدد من العراقيين المنافقين والكذابين ويحاولون أن يتلاعبوا على دائرة الضرائب أو على الحكومة، وفي نفس الوقت فإنهم كسالى ومتكبرين ومتعجرفين ولا يعجبهم العجب.. فتراهم يتلاعبون على دائرة الضرائب ويستلمون مبالغ منها ويحملونها معهم، ويغادرون ويسبون أمريكا وأهل أمريكا..
ولكل هؤلاء أقول: أمريكا للصادقين والمستقيمين ومحترمي النظام والقانون، ولمن يرغب في تحسين حياته ووضعه الاقتصادي والعلمي وعلينا أن نتعب للحصول على ما نريد ولكن الهدف والرغبة والإصرار هي أهم عناصر النجاح، أما إذا جلسنا نعد ونحسب عيوب أمريكا والشعب الأمريكي بدلا من إتقان الانكليزية والبحث عن فرصة جيدة ـ وأمريكا مليئة بالفرص ـ ومحاولة تطوير النفس، فالفشل هو مصيرنا وهذا هو الحال مع الأشخاص الذين يقولون لقد صدمنا بواقع أمريكا..!
ومن جانب آخر: كل العوائل العراقية التي تعيش في مدينتي منذ سنوات عديدة أغنياء وقد اغتنوا هنا في أمريكا ولديهم بيوت اشتروها بمبالغ باهظة. 250000 دولار إلى 500000 دولار ولديهم أعمال حرة ووظائف جيده كمهندسين واختصاصين كومبيوتر،وأطفالنا سعداء في المدارس حيث يعاملونهم باحترام، ويتمتع بكل مظاهر الحياة ويعيش حياه رفاهية، وكل شي متوفر على مدار الساعة، والنظام الذي نعيشه لا يضاهي نظام أي دولة أخرى.
ولهذا علينا دفع فواتير الخدمات الأساسية على الأقل لضمان استمرارها وللصيانة وأجور العمال، ولا اعرف أية فواتير هذه التي يتحدث عنها الكاتب في العراق، أين هي الخدمات لكي يدفع ثمنها العراقيين؟؟؟
لقد رجعت الكثير من العوائل العراقية إلى العراق بعد اللجوء إلى أمريكا في الفترة الأخيرة، رغم إن الحكومة الأمريكية وأصدقائهم الأمريكان وحتى أصدقائهم العراقيين الأمريكان وضّحوا لهم بكل صراحة إنهم يجب أن يعملوا في أمريكا لأن الدولة لا تعطي رواتب،فهنا يجب على الكل العمل .وشكرا
حجي فار غ ومابيه اي فايدة