مسامير جاسم المطير 1200
حكومتنا مثل زجاجة دواء.. كلها مرارة ..!
على الرغم من عمق وخطورة الأوضاع في العراق فإن غالبية أعضاء مجلس النواب لا يملكون شجاعة القول بان الأمور تسير إلى وراء ولا يوجد وزير عراقي يقر بأخطائه ولا توجد مرجعية دينية تعترف بان انتقال الجينات الطائفية إلى وزارة الداخلية لا تؤدي إلى تعديل مسار العملية السياسية ولا إلى إيجاد الحل للأوضاع المتردية التي تحتاج إلى قدرات في الذكاء السياسي أولا وقبل كل شيء ..!! وإذا ما استشرى الذكاء الطائفي أكثر وأكثر ممتدا من البصرة حتى الكبيسات مرورا بالسماوة والاعظمية فان الحلول تظل شيئا من القدرات اللفظية وشيئا من الذاكرة التي لا تقاوم ثلاثة أشياء : الفوضى والفوضى والفوضى حتى غدت حكومتنا الوطنية مثل زجاجة دواء كلها مرارة ..!
ولأننا نحن العراقيين ما زلنا في مرحلة الاختبارات الطائفية للبحث عن الحلول ، لذلك بادر الصحفي البريطاني " توبي دودج " في مساعدتنا بمقالته المنشورة اليوم في جريدة التايمز في اكتشاف الحل الوحيد الباقي حيث قال "إذا كنا نريد وقف الانزلاق الحاد نحو الفوضى، فالحل هو الانضواء تحت حماية الأمم المتحدة".
كان هذا هو العنوان الفرعي للمقال والذي يشير إلى "الحل الوحيد" وهو وضع العراق تحت وصاية المنظمة الدولية.
بعد أن يورد دودج في مقاله الأرقام الرسمية التي أشارت إلى مقتل ستة آلاف وستمائة عراقي في شهري يوليو وأغسطس، والى أن حصيلة القتلى في أعمال العنف قد ارتفعت بنسبة 13 في المائة قياسا إلى الشهرين السابقين، يكتب دودج في مقاله قائلا: "إن قمة السخرية تكمن في أنه في المرحلة التي تلت غزو العراق، والذي برر بأنه تحرير، يأتي رئيس مستشاري الأمم المتحدة لشؤون التعذيب ويقول إن التعذيب في العراق "خرج عن نطاق السيطرة" وأن ما تفعله أجهزة الأمن العراقية والميليشيات والجماعات المسلحة من تعذيب هو أسوأ من ما كان في عهد صدام حسين".
في مقاله يحدد دودج ثلاث خطوات للحل وهي:
• اعتراف من قبل الولايات المتحدة بأن سياساتها الحالية في العراق قد فشلت، وأن "مهمة بناء الدولة العراقية من الصفر هي مهمة أعظم بكثير من أن تتولاها القوة الأعظم في العالم فكيف بمجموعة صغيرة من السياسيين العراقيين الذين ظلوا في المنفى لمدة طويلة".
• أن يغير المجتمع الدولي موقفه من الأزمة العراقية وخاصة الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن. "ففرنسا يجب أن تتخلى عن مواقفها الحادة السابقة التي أحاطت بالغزو. فانزلاق العراق نحو هاوية الحرب الأهلية سيؤدي إلى مشاكل ستطال العالم بأكمله. والعراق في نهاية الأمر هو أقرب بكثير إلى أوروبا من الولايات المتحدة. لذا فللمجتمع الدولي مصلحة لا يمكن إنكارها في حل الأزمة العراقية".
• هو أن تتدخل الأمم المتحدة، وذلك بدعم كامل من الاتحاد الأوروبي، وتتولى إدارة البلاد. وهذا الأمر سيؤدي إلى أن يسحب البساط من تحت الجماعات المسلحة التي تقول إنها تحارب القوات الأمريكية الغازية.
ويختم دودج مقاله بالقول إن البديل للحل الذي اقترحه هو أن "يغرق العراق أكثر وأكثر في دوامة العنف وهو ما يعني انتشار عدم الاستقرار خارج حدود الشرق الأوسط".
بهذا الاقتراح " الدودجي " يعتقد الصحفي البريطاني أن المخ الحكومي في العراق لن يستقم داخل جمجمة الديمقراطية إلا من خلال سيطرة الأمم المتحدة على تكوين حكومة خلوية لا تعمل بالموبايل الطائفي .. فهل تشعر أو تتيقظ حكومة السيد نوري المالكي إلى التفكير الدولي لتعديل الفصوص الصدغية والقفوية في مخ الحكومة العراقية قبل أن يفوت الأوان وتُعلن حكومة الإنقاذ الوطني بعد شهرين أو ثلاثة ..!؟
********************
• صبحكم الله بالخير يا معالي الوزير :
• من السهل أن تكون وزيرا لكن من الصعب أن تبقى وزيرا ..!!
*********************
بصرة لاهاي في 5 – 9 - 2006
منقولة من موقع الجيران