المحرر موضوع: الحاصود يقدم دراسة نقدية لقصائد بهنام عطا الله:تشكيل الصورة ورؤيا الذات أهم توصيفات المجموعة  (زيارة 3604 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل د. بهنام عطااالله

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1503
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني


الحاصود يقدم دراسة نقدية لقصائد بهنام عطا الله:
تشكيل الصورة  ورؤيا الذات أهم توصيفات المجموعة


سامر الياس سعيد/ الموصل

ينفتح باب الدراسة النقدية التي أصدرها  الناقد لؤي ذنون الحاصود ليفضي نحو  رواقين احدهما يتعلق بتشكيل الصورة والأخر  محدد برؤيا الذات وكلاهما يطل على نقد المجموعة الشعرية التي أصدرها الشاعر بهنام عطا الله في عام 2012والتي صدرت في عن دار  تموز للنشر في دمشق  بعنوان (هكذا أنت وأنا وربما نحن) ويرسخ الكتاب النقدي  الصادر حديثا عن منشورات دار صحارى حاملا عنوان (الوصف بين  تشكيل الصورة  ورؤيا الذات ) فكرته الأساسية من خلال مقدمة الناقد الحاصود الذي  يبرز الوصف كونه من الأغراض الشعرية  الأصلية  في الشعر العربي  متابعا وصفه حول الشاعر الواصف  كونه يقدر على  تصوير المحسوس  إلى صورة حية  يظهر فيها إبداعه الناتج عن  انفعالاته وتأثيره من حوله  ويستطرد المؤلف بالإشارة إلى انه اتخذ أولا توصيف الصورة باعتبارها  المعادل الموضوعي  للإحساس والذي يود الشاعر  إيصاله إلى المتلقي  بينما يتابع حول  المبحث الثاني المتلخص برؤيا الذات الشاعرة فيقول  انه محاولة لكشف شعر الرؤيا  الجديد والدال على  مخيلة  الشاعر الغنية  بالإبداع والموهبة  من خلال قدرته على إعادة تشكيل الواقع من منظور يتجاوز الطرائق التعبيرية القديمة .
الحاصود أراد قبل أن يدخل في صلب موضوعي  الكتاب النقدي  أن يمهد في الإشارة إلى الوصف كلغة واصطلاح فأشار من خلال هذا التمهيد إلى اثر الوصف في المعاجم اللغوية  مضيفا بان الوصف يعد جزء  من منطق الإنسان لان النفس محتاجة  إلى ما يكشف لها  من الموجودات ويكشف للموجودات منها  ولا يكون ذلك إلا بتمثيل  الحقيقة  وتأديتها  إلى التصور وحسب ما أشار إليه تاريخ آداب العرب لمصطفى الرافعي  كما اطل المؤلف إلى محاولات النقاد والكتاب العرب استنباط تعريف مختص بالوصف متناولا  ما يتحدد باعتماده على بعدين أساسيين  أولهما حسي والأخر خيالي  فالأول يتناول المحسوسات  فيصورها  وقد تباينت تلك التوصيفات ما بين عصر وأخر  في العصور العربية الغابرة  ويخلص المؤلف في نهاية تمهيده بالإشارة إلى  أن الصورة تعد بناءا لغويا ناتجا عن  العلاقة بين الكلمات داخل السلسلة الكلامية .. ويرتكز الكتاب على مبحثين أساسيين أولهما  يتخذ من الوصف وتشكيل الصورة مرتكزا لتناول هذه الموضوعة حيث يشير الحاصود في مقدمة المبحث إلى  أهمية  الصورة في القصيدة الحديثة  حيث غدت جزءا لا يتجزأ من البنية العضوية المتماسكة كما يعتبر  الصورة الشعرية  واحدة من ابرز  المقومات  الفنية للقصيدة  بوصفها  الجزء الأكثر  فنية في بنية القصيدة وفي سياق  إشارته لقصائد المجموعة الشعرية للدكتور بهنام عطا الله فيشير  إلى وجود الشخصية  داخل المتن النصي وبمستويات متعددة حيث يستعين الحاصود بنموذج من تلك القصائد والتي عنوانها (لوثر ايشو ..لوحة لم تكتمل) ويؤشر من خلالها  على الكثير من اللوحات التي  رسخها عطا الله في سياق قصيدته ومن أبرزها  توظيفه للتجربة التي  انتهت بها شخصية الفنان التشكيلي الراحل  فنهضت  الذات الشاعرة  في تجسيد الحجم الذي عانت  منه هذه الشخصية  وما أصابها  في النهاية على أساس تعبيري شعري ..ولا يكتفي الناقد بأنموذج شعري من بين عشرات النماذج التي تلونت بها قصائد الشاعر بهنام عطا الله بل يتابع في الإشارة إلى الكثير من تلك الصور  وأهمية اشتغالاتها حيث تبرز الحساسية  بدلالتها اللغوية  فضلا عن استعانة الشاعر  بصور الإحساس والعواطف والخيال مبرزا أهمية تلك الصور في إبراز معاناة  البلد الجريح وما يعانيه مواطنه من سلب حرياته في العيش بكرامة .
 أما في المبحث الثاني للكتاب  والذي يضيء نحو  رؤيا الذات الواصفة فيتابع الحاصود قراءته النقدية الوافية للمجموعة الشعرية الخاصة بالدكتور بهنام عطا الله حيث ينسب الناقد الحاصود انتماء الذات الشاعرة  إلى شخصية الشاعر  وسعيها في الوقت نفسه  إلى الانفصال عنه في لعبة شعرية  تبرز إشكالية الإسهام من خلال الوعي الشعري والرؤية الشعرية  بتشكيل فضائهما  ويصل الناقد في سياق  رؤيته النقدية  إلى حقيقة ابتعاد اللغة  عن إبراز أي وظيفة  تعبيرية  أو جمالية  مضيفا بان اللغة تلعب  هنا دور الوسيلة  الكاشفة للحقائق وخلق المعاني والدلالات ورغم أن المكان يعد من أهم اللوحات التي يستعين بها  الشاعر وتبرز في الكثير من قصائد الشعراء إلا أن الناقد الحاصود يشير إلى اتخاذ الشاعر بهنام عطا الله من الأمكنة قضية جوهرية  ليكون  لهذه المسافات الفاصلة ما  بين عملية سقوط الحياة إلى الموت  عملية هجرة وحضور ومع الموت الذي  يثيره الشاعر نص ضحايا البراءة  من المجموعة الشعرية المذكورة  يشير الناقد الحاصود إلى توظيف الشاعر لظاهرة الموت من خلال توظيفه الألفاظ من جهة الإنسان  لجرحه الأبدي حيث اتخذ الشاعر عطا الله موقف الشعرية الواقعي إزاء هذا المصير المحتوم من خلال حصده  الضحايا في طريقة واوات جعلت من قامات التوابيت أن تتكسر عندما تحمل الموتى  وقد جاءت  اللغة الشعرية حسب الناقد والناتج عن  الموت لتحقيق تنوع السنوات بفاعلية  وذائقة لرائحة  التقاويم  بمفارقة شعرية حددها الشاعر  وهي تهرول مع القذائف.
وما بين سياحة موسعة يمضيها الناقد في فضاءات المجموعة الشعرية الخاصة بالشاعر بهنام عطا الله يصل لمحطة الخاتمة التي يشير من خلالها  إلى أهم ما حفلت به  قصائد الشاعر  عطا الله  التي اختيرت في المبحث الأول للكتاب  والمختص بالوصف وتشكيل الصورة واصفا إياها  بأنها كانت مجسدة  للوحات المتتالية  التي عرفت بعمقها في تصوير الحال الشعرية . أما في المبحث الثاني فتابع الناقد الكشف عن شعر الرؤيا من خلال الغنى الذي ازدانت به مخيلة الشاعر والذي تلخص بالدلالات والإبداع  وقد وصل إزائها الناقد إلى قناعة  التشكيل الرؤيوي المفضي إلى أن الشاعر  يمضي
 أيامه في عالم نقي وصاف ويتميز  بصفة  الوفاء والعطاء الدائم  وهذا ما أبرزته نصوصه الشعرية  والرؤيا المبثوثة  داخل النص ..والناقد الحاصود الذي يرفد المكتبة الأدبية  بمصدر جديد من مصادر  الدرس الأدبي كما يشير غلاف الكتاب الأخير هو من مواليد الموصل وحاصل  على شهادة الماجستير  في الأدب  العربي  الحديث والنقد الحديث من جامعة الموصل في العام الماضي  وقد نشر  العديد من المقالات والدراسات النقدية  في الصحف والمجلات العراقية  بالإضافة للعديد من المواقع الالكترونية المهتمة بالشأن الأدبي بينما تبرز سيرة الشاعر الموصلي المعروف بهنام عطا الله لتزخر  بالكثير من المجاميع الشعرية التي ابتدأت   في عام 1996 بفصول المكائد والتي صدرت  ضمن سلسلة نون الأدبية ذو الرقم (13).
 ولتتواصل تلك المجاميع بين أعوام وأعوام لتقف عند محطة المجموعة التي أضاء إليها الحاصود في سياق كتابه  والتي حملت عنوان (هكذا  أنت وأنا  وربما نحن ) والتي استهلتها مقدمة ضافية  للشاعر والناقد الدكتور جاسم خلف الياس  أشار  إلى أن المجموعة  ونصوصها إلى أنها  اتخذت من الحرب  هاجسها الأكثر توافرا  وتابع الياس في سياق المقدمة  أن نصوص عطا الله تفتح أمام  المتلقي فضاء يرفد عبر  انسيابية تتسربل  بغموض شفيف وتكتظ بمفردات من الموروث الديني والشعبي ليجتهد الشاعر بمنحها  دلالات معاصرة وتحوي المجموعة الشعرية  الأخيرة لبهنام عطا الله على 24قصيدة  منها قصائد بعنوان  مطر اليقظة  بينما تحمل القصيدة التالية عنوان  خوذة البراءة  وتهدى القصيدة الثالثة لروح الفنان الراحل لوثر ايشو  وتحمل عنوان لوحة لم تكتمل  أما  القصيدة الرابعة فعنوانها  تفاحة الكلمات والقصيدة الخامسة  بعنوان(أؤرخ لدمعة  خفقت خلف شرفة ) والتالية  تحمل عنوان خزائن الآهات وقد كتبت  هذه القصائد بين الأعوام 2007و2012 وألقيت  خلال مهرجانات شعرية  واماسي ثقافية كما نشرت في الصحف والمجلات العراقية والعربية ومنها جريدة (الزمان) ومجلة (الحركة الشعرية)  الصادرة في المكسيك ومجلة( الإبداع السرياني)  ومجلة (المثقف الكلداني ) وجريدة (صوت بخديدا ) وجريدة( صدى السريان) ومجلة (المجلس الشعبي ).