ألناشط القومي ألياس يلدا .. والحلم الاشوري
آشور قرياقوس ديشو
تورونتو – كنداashourdisho@yahoo.com
كل واحد منا يحمل في نفسه على الاقل حلماً واحداً أو امنية يريد أن تصبح حقيقة واقعة في حياته . لا يهم كم من الوقت يمكن أن تعتمر هذه الامنية في ذهنه ولكنه يبقى يحلم بها ويريد ان ينالها . وقد تكون الاحلام في بعض الاحيان غير ملموسة أو يستبعد تحقيقها الا انه لا عيب منها طالما تبعث في حياتنا الامل وتدعو للنشاط والعمل والجد والاجتهاد.
الحلم هو غير الهدف ولكن الحلم فقط يصبح هدفاً عندما يضع الانسان له خطة ويعمل على تحقيقه او انجازه ولذلك كثيراً ما نرى ان الحياة تصبح مملة وغير جديرة بالعيش اذا كان الانسان لا يحمل احلاماً ولا أهدافاً يسعى الى تحقيقها لان الاحلام والطموحات غالباً ما تكون المسارات التي تجلب الهمة والنشاط والابداع في حياتنا
ان تحقيق الاهداف القومية المتميزة تتطلب رجالاً شجعاناً ونشطاء يطاردون أحلامهم ويسعون الى تحقيقها بكل ما تطلبت من تضحيات وجهد وعمل. وعبر التاريخ ظهر رجالاً اشداء ومتميزين من ابناء شعبنا الاشوري من الذين سعوا الى مواجهة اعداءهم في ساحات القتال أو الذين عملوا بجهدهم من أجل نهضة أمتنا وشعبنا أوخدمته في قضيته القومية من خلال محافل دولية ونشاطات سياسية وثقافية وأدبية ومؤتمرات عديدة . بعضهم لم يوفقوا في خدمتهم و فشلوا في سعيهم ولم يكن هناك صداً لاعمالهم وافعالهم ونشاطاتهم لأنهم لم يكونوا بمستوى المسؤولية ومنهم من نجح وتوفّق في سعيه فوضع بصماته في مسيرة شعبنا ليترك أثره النافذ في هذه المسيرة لانه سلك طريقاً سليماً معززاً بوسائل النجاح والازدهار.
وظهرمؤخراً السيد ألياس يلدا كظاهرة فريدة لناشط آشوري بعد أن قررالخروج من صندوق الخيالات المغلق وترك خانة أبناء شعبنا الحالمين الى قائمة العاملين المجتهدين وأستطاع أن يجمع في شخصيته وعمله صفات الناشط القومي الناجح بعد أن حمل لوحده شجاعة شعب بكامله واطلق صوت الغالبية فخرج يتحدث علناً من دون خوف ليعبر عن طموحات شعبنا الاشوري لتحقيق أهدافه القومية وبدأ يضخ دماء العمل والحمية في نفوس أبناء شعبنا من خلال برنامجه في آشور سات ليصبح ملهماً بطريقة جعلت أبناء شعبنا الاشوري متفاعلين ومتحفزين لقضيته وهو يشرح لهم ما يجب القيام به للوصول الى الاهداف المنشودة والتي هي المطالبة بأقليم آشور في الوطن وهو مطلب حق ولا غبار عليه كان قد دعا اليه سابقاً الاتحاد العالمي الاشوري وتبنته جبهة انقاذ آشور في مؤتمر السويد .هذه الصفات التي حملها السيد يلدا جعلته يرتقي الى منزلة الناشط المبادر الخلاق الذي وضع مصلحة شعبه قبل نفسه وهو الذي سعى منذ سنوات ومن خلال جهد شخصي فعال على بلورة هذا الحلم وتحويله الى هدف واضح وضع له خارطة طريق وآليات عمل سعى من خلالها الى تدويل قضية شعبنا الاشوري القومية لتأخذ طريقها الى محافل دول العالم الكبيرة .
تمرالقضية الاشورية اليوم في محنة كبيرة بعد أن ساءت ظروف الوطن وأصبح شعبنا يعيش ظروفاً صعبة وفاصلة من تاريخه بسبب الهجرة والتهجير والقتل والتشريد والتجاوزات والتغييرات الديموغرافية على أراضي وقرى شعبنا وسلب حقوقه وحرياته الدينية والأجتماعية والثقافية. ولقد دعت الصورة الهزيلة التي يتمتع بها النظام السياسي الطائفي والمذهبي في الوطن الحاجة للذهاب الى أبعد من السياقات السياسية التقليدية وبعد أن أصبح العمل من داخل الوطن للحصول على حقوق شعبنا الاشوري صعباً ولا يمكن تحقيقه ولا يمكن أستخدام أدوات العمل الديمقراطية مع مؤسسات الدولة الطائفية الحالية والتي لا تتعامل بشفافية مع حقوق القوميات والمذاهب الاخرى . كل هذا العوائق أعطت للسيد ألياس يلدا ومجموعته رؤية واضحة بأن العمل في ظل هذه الاوضاع هو ضياع للوقت ولن يلبي حقوق وطموحات شعبنا في العيش الامن والكريم والحصول على حقوقه في أرضه التاريخية .لذا قرر العمل بنشاط لمواصلة الضغط من اجل تحقيق وفرض تغيير جذري في رؤية مؤسسات الدولة العراقية الحالية وأجبارهم على قبول الاخر فلجأ الى أستخدام الوسائل الخارجية المختلفة من خلال شرح ظروف ومآسي شعبنا وطرح المشاكل التي يواجهها شعبنا الاشوري في الوطن وبناء علاقات وصداقات مع السياسيين والمسؤولين في بلدان العالم المختلفة والاتصال بالمؤسسات المدنية الدولية ودوائر الامم المتحدة فأستطاع أن يكسب صفوف ومساندة وتعاطف العديد من الدول الكبرى حتى خلص الى الحصول على الدعم والاسناد الرسمي والخاص من قبل دولة اليابان التي فتحت ذراعيها للمشروع القومي للمطالبة بأقامة أقليم آشور لشعبنا . ودولة اليابان فاتحت دولاً اخرى التي بدورها أبدت العديد منها تعاطفها ومنها من قدمت مساندتها ودعمها الرسمي بجانب دولة اليابان . وخلصت اليابان مع هذه الدول المساندة للمشروع بأقامة مؤتمر آشوري عالمي في 21 تموز 2014 تتبناه اليابان مادياً وسياسياً يعقد في العاصمة طوكيو يحضره ويشرف عليه مسؤولين من الدول المساندة وذلك لأنتخاب الحكومة الاشورية في المنفى والتي بعدها ستقوم اليابان بتدريب أفرادها ورعايتهم ليكونوا على اهبة الاستعداد ليمثلوا الشعب الاشوري في المحافل الدولية .
وما يجب أن لا نخفيه أن النظام السياسي والحزبي والاجتماعي الهزيل التي تتمتع بها مؤسساتنا القومية في الوطن والمهجر تجعلها غير قادرة على حماية مصالحنا في الوطن او المطالبة بحقوقنا القومية والوطنية في ظل سراب الديمقراطية التي تظلل العملية السياسية في العراق وتقوّض اية محاولة أو اجراء يمكن أن تقوم بها مؤسساتنا السياسية او الحزبية وحتى الدينية لتغيير الظروف والاحوال الصعبة لشعبنا الاشوري في ظل الظلم و الفساد والجريمة والارهاب الذي يعيشه شعبنا في الوطن اليوم .
ولضمان حقوقنا القومية والادارية والسياسية والثقافية والاجتماعية والدينية في الوطن دفعت السيد يلدا وفريقه الى العمل بهذا الشكل المنهجي و المثمر من أجل أنفتاح قضيتنا على المجتمع الدولي مما جعل أبناء شعبنا يشعرون بان أهدافنا القومية قريبة جداً بل يستطيع أن يتلمسها وأعطى أنطباعاً واضحاً بأن السيد ألياس يلدا قد اختار الطريق الامثل والصحيح في السير والعمل لنيل حقوق شعبنا الاشوري في أرض الاجداد والتي انتظرها لسنوات طويلة وخاصة أن عمله تركز على ثلاثة نقاط أساسية لم تخرجه عن القوانين والنقاط الثلاث هي :
أولاً : أن السيد ألياس يلدا في سعيه من اجل حقوق شعبنا الاشوري قد أتبع الاسلوب السلمي والحضاري والانساني الذي يتبعه النشطاء المخلصين لقضيتهم وشعبهم وكما اقرته أصول النشاط السياسي فأنحصر عمله الطوعي في تعزيز وتنظيم عمله السياسي القومي من خلال نشاط سلمي من اجل الحقوق السياسية والثقافية والدينية ومن اجل أقامة أقليم خاص لابناء شعبنا الاشوري بعيداً عن استخدام العنف والتخريب أو ما يشكل تهديداً لمصلحة الوطن العليا .
ثانياً : أن السيد يلدا أستند على دستور العراق الدائم لسنة 2005 الذي نص في المادة ( الاولى) على أن ( جمهورية العراق دولة مستقلة ذات سيادة . نظام الحكم فيها جمهوري نيابي –برلماني –ديمقراطي أتحادي ) .
وكذلك نصت المادة ( 112) من الباب الخامس في سلطات الاقاليم على ان : يتكون النظام الاتحادي في جمهورية العراق من عاصمة وأقاليم ومحافظات لا مركزية وادارات محلية ) .
وان قيام نظام أتحادي ( فيدرالي ) وممارسة ديمقراطية عادلة للعراقيين جميعاً بغض النظر عن الدين او العرق أو المذهب ومنع وقوع السلطة في يد جهة او فئة واحدة أو شخص واحد كان الهدف الرئيسي الذي دفع جميع المكونات والاحزاب التي شاركت في أسقاط نظام البعث الدكتاتوري.
واليوم يجب تحقيق النظام الاتحادي في العراق بعدالة فلا يجوز أن تكال حقوق القوميات والفئات العراقية الاخرى بمكيالين مختلفين . فأذا أقرالدستور الحق بأقامة أقليم لفئة أو قوم معين فأنه أي الدستور يجب أن يقره للأخرين أيضاً وألا اعتبر الامر خرقاً للقانون الاتحادي الذي يؤكد على ديمقراطية وشفافية الحكم والسلطة واحترام الحقوق الانسانية والاجتماعية والثقافية لجميع القوميات .
ثالثاً : أعتمد السيد ألياس يلدا في نشاطه من أجل حقوق شعبنا الاشوري على أعلان الامم المتحدة بشان حقوق الشعوب الاصلية . وقد أعتمد هذا الاعلان ونشر بموجب قرار الجمعية العامة للامم المتحدة رقم 295-61 والمؤرخ 13- سبتمبر—2007 – وكذلك وحسب الاعلان العالمي لحقوق الانسان والقانون الدولي لحقوق الانسان .
ويؤكد هذا الاعلان في مواده الستة والاربعين على احترام حقوق الانسان والحريات الاساسية للفرد والمجتمع المعترف بها في ميثاق الامم المتحدة ويدعو من أجل بقاء الشعوب الاصلية في العالم وحفظ كرامتها ورفاهيتها . ويؤكد على تساوي أفراد هذه الشعوب مع سائر الشعوب والافراد في الوطن الواحد .. كما يؤكد على حق الشعوب الاصلية في تقرير مصيرها ولها الحرية في تنميتها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ويؤكد أعلان أمم المتحدة بشان حقوق الشعوب الاصلية على مساواتها مع جميع الشعوب الاخرى .
أن السيد يلدا من خلال هذه النقاط الثلاثة يضفي على علمه ونشاطه الشرعية بعد ان أعتمد على أسس وحقائق جغرافية وتاريخية وهي اصالة شعبنا الاشوري وعراقته في الوطن كما انه لم يعمل من الخيال بل عمل بما يمليه المنطق والحق والواجب القومي الذي يتحتم علينا جميعاً ان نلتزم العمل به ونسعى الى تقديم الدعم والاسناد أليه لتحقيق هذا الهدف المقدس ولا نجعله يتلاشى في ضباب الخلافات والاختلافات التي يعيشها شعبنا اليوم.
كما أن تجربة شعبنا الطويلة و الفشل المستمر في مسيرتنا القومية الى أهدافنا المنشودة بسبب العداء القومي والديني من الشعوب التي عشنا بينها لابد أن تخلق لنا تصوراً واضحاً وتضعنا أمام الحقيقة التي توصل اليها السيد ألياس يلدا التي جعلته يتبنى رؤية جديدة للخروج من النفق المظلم الذي يعيش فيه شعبنا الاشوري في الوطن .
كما ندعوا الذين لا يسعون أو يطاردون احلامهم أن لا يقفوا في طريق من يسعى الى تحقيق حلمه . فقضيتنا القومية لا يجب ان تتوقف على الظروف التي يتسببها من لا يعرف كيف يخدم شعبه وامته ووطنه . الحكومة الاشورية المرتقبة في المنفى ستجلب رؤية أيجابية وامل جديد يدغدغ قلوب شعبنا الاشوري الذي حرم من انتصارات منذ زمن طويل .
06/27/2014