ندوة تفقتا الخاصة لمناقشة التغيرات المتسارعة في سهل نينوى شارك فيها كل من السادة
عبدالله النوفلي / رئيس الديوان المسيحي والديانات الأخرى/ سابقا
زيا زيا / مسؤول قاطع أستراليا للحركة الديمقراطية الآشورية
يونان يوسف / رئيس الجمعية الكلدانية األأسترالية

وكان ضمن المشاركين وضاح دلو/ قائممقام تلكيف /سابقا ولكن اعتذر قبل ساعات من انعقاد الندوة.
اقيمت الندوة مساء الثلاثاء 15 تموز 2014 على قاعة لانتانا في سيدني من قبل تفقتا ( ملتقى سيدني الثقافي )
قدم للندوة الاستاذ اديب كوكا مرحبا بالسادة المشاركين والحضور الكرام وتساءل كيف وبماذا وبأي كلمات يمكن وصف الوضع في العراق وفي محافظة نينوى وخاصة وان المسيحيين يعدون احد اكبر الخاسرين بعد الاحداث المتسارعة بعد سقوط نينوى بيد الارهاب وان لم يكونوا طرفا في حلقة وحلبة الصراع الدائر بين المتنازعين في مناطق تواجدهم.
تذكر الاحصاءات الاعداد الكبيرة للنازحين من الموصل ذاتها ومن قصبات سهل نينوى باتجاه دهوك واربيل ربما يتجاوز 65000 الف نسمة. وتعد مسألة تردي الاوضاع والنقص الحاد في الماء والكهرباء والوقود والطعام والتاثيرات الصحية المترتبة على ذلك النقص.. بات الكثير يفكر بالنزوح الى ابعد لا بل السفر والهجرة مضحيا بما يملك مصوبا اتجاهه نحو المجهول.
ان المسيحيين بشكل خاص يتعرضون الى ازمة قوية ربما تليها الضربة القاضية للوجود المسيحي في العراق. فالتغيرات متسارعة وما هو المطلوب منا اليوم وما العمل؟ تساؤل التقينا من اجله لنستمع الى الاراء والمقترحات في وقفة تضامن مع اهلنا في العراق.

وقال الاستاذ عبد الله النوفلي الى ان ما يحدث في العراق مسألة كبيرة وخطيرة وتصيب نتائجها الكيانات القليلة العدد بسبب تواجدها في المنطقة الساخنة. وجاءت الاحداث نتيجة خلل في السياسة خلل بين المكونين الاكبرين في الساحة العراقية بين السنة والشيعة. والنتيجة اضطراب كبير وسقوط المسيحيين في نقمة وصاروا ضحايا غياب المستلزمات الاساسية للحياة كالماء والغذاء والوقود. وظهر تاثير غياب الامن منذ البداية وصار التفكير في ايجاد ميليشيا وعناصر لحماية المناطق التي يتواجد فيها ابناء شعبنا وتبنى ديوان الاوقاف تخصيص رواتب للعمل في حماية الكنائس خاصة ثم تم تخصيص الاموال من قبل جهات اخرى. لكن هؤلاء صاروا كواجهة لبطالة مقنعة وفي اول مواجهة حقيقية هرب هؤلاء مثلما هرب افراد الجيش النظامي وتركت الموصل ومناطق اخرى اسيرة ما سمي داعش الذي ضم متشددين وارهابيين باسم الدين.. المشكلة على الارض شديدة التعقيد وحلها ليس سهلا فلا حكومة يمكن التفاهم معها وظل العالم يتساءل مع من يتعاون. وتعقدت الاوضاع المعيشية وتوفير الامان لابناء شعبنا في الواقع.
فيما ذكر الاستاذ يونان يوسف رئيس الجمعية الكلدانية الاسترالية انه كمواطن عراقي غادر الوطن منذ زمن بعيد يحس بمرارة وغصة فالعراق في الماضي كان بشكل اخر لم يكن هناك تشدد ديني وعصبية قومية واعتقد ان السياسات الخارجية قد اثرت بشكل كبير على ايجاد نقاط ضعف في تشكيلة الشعب. ويذكر انه ف الثمانينات تلقى مساعدة من اصدقاء مسلمين للهرب من الحرب انذاك الى خارج العراق. واكد انه لم يكن هناك فصل بين هذا وذاك ولكن ساءت الاحوال نتيجة التعصب الديني والتمييز القومي والعرقي وقيام البعض باجتثاث الاخر وتخريب البلد والمنطقة ايضا.
ان الاختلاف في عبادة الالهة ولدت العنف منذ السومريين رغم ان الالهة كانت من صنع الانسان .. واختلاف الحضارات اثرت في العراقيين وصارت التفرقة والعنصرية والارهاب. وساهم انعدام العدالة الاجتماعية اليوم وضعف الخدمات في ايجاد ارضية سهلة للارهاب.

اما الاستاذ زيا زيا فقد شكر القائمين على هذه الندوة تفقتا ملتقى سيدني الثقافي وتمنى ان كانت قد بدأت بالوقوف دقيقة صمت حدادا على ارواح الشهداء الذين راحوا ضحية هذه الاوضاع . واكد على ان الاحتقان الحالي ليس وليد اليوم، الفكر الطائفي نما في بيئة مجلس الحكم المحلي الذي تشكل على اساس طائفي التاسيس الذي غذاه الصراع الطائفي.. والسبب الاخر الذي كان له اثر مباشر نحصد نتيجته اليوم هو حل القوات الامنية والجيش ومؤوسسات الدولة والانحلال التام الذي اصاب الدولة.. ولاحظنا ان تشكيل اي حكومة منذ ذلك الوقت يكون هناك تحفظات من جهات وطوائف .. القوات الامنية اليوم مبنية على اساس الانتماء الطائفي وليس الوطني اسوة بتشكيل الحكومات التي لم تسعى لايجاد حلول لا تقود البلد الى ما صار اليه الان. تعامل القوات الامنية ولد الاستياء وولد الضغوط التي جعلت مسألة تسليم المدن بيد الاعداء والارهاب مقبولا.
واضاف السيد زيا زيا ان الحركة الديمقراطية الاشورية ناضلت منذ تاسيسها الى جانب المعارضة ضد نظام صدام ومستمرة في نضالها.. ومن ضمن ما طالبت وعملت من اجله هو ايجاد منطقة امنة وبادرت الحركة بالطلب بتشكيل قوى امنية من ابناء شعبنا وسجلنا 1600 طلب من شبابنا ولكن اجهضت الفكرة والمسعى بالدعوة ان هؤلاء هم شرطة عراقية ويتم توزيعهم وفق ما ترتايه القيادات الامنية. وكذلك في سهل نينوى تم تشكيل قوات حمايات.. وكان لاعضاء الحركة حتى اليوم مبادرات وحضور لمساعدة المنكوبين وتقديم الخدمة للمهجرين والنازحين ولكن المسألة اكبر من طاقات الحركة وتجمعات ابناء شعبنا. ويقوم اعضاء الحركة بالتحرك على المستوى الدولي لايجاد هذه المنطقة الامنة ونطالب في فروعنا في الخارج بالتحرك نحو هذا الهدف. ونعمل هنا في سيدني للتحرك مع بقية تشكيلات ابناء شعبنا للقيام بايصال صوت شعبنا المظلوم الى اصحاب القرار في حكومة استراليا.

وتم فتح باب المناقشة وتقديم الاراء والمقترحات للتضامن مع شعب العراق وخاصة المتضررين وشارك اكثر الحاضرين في ابداء ارائهم وتضامنهم مع العراقيين في المناطق الساخنة ومن هذه المقترحات:
- تقديم الدعم المادي والمعنوي بشكل خاص والعمل معا كابناء العراق المغتربين وضرورة تحكيم الضمائر وايجاد وسائل لايصال القضية الى اكبر عدد ممكن من المتنفذين وخاصة السياسيين في بلدان الاغتراب وكذلك في الامم المتحدة كل من جانبه فكل جهد يصب في الهدف.
- توجيه دعوة من خلال رسالة او بيان الى الاحزاب لتوحيد خطابها ويمكن ان توقع الرسالة او البيان من قبل كل التجمعات.
- توجيه رسالة توقع من قبل اكبر عدد من ابناء الجالية لارسالها الى هيئة الامم المتحدة والتحرك الشخصي نحو هذا الاتجاه لكل من بامكانه تحريك الضمير العالمي.
- اقامة ندوات تثقيفية تصب في نبذ نظام المحاصصة الطائفي الذي تعتمده الكتل السياسية في العراق.
- مطالبة رؤساء الكنائس المسيحية بعقد مؤتمر من اجل الضغط على المجتمع الدولي والامم المتحدة لتأمين الحماية لابناء العراق الاصليين.
- لانه من الصعب جدا جمع تبرعات كبيرة من ابناء شعبنا ومن العراقيين في بلدان الاغتراب لاحتواء الحاجات الاساسية للمتضررين من كل الطوائف والاديان والاعراق في المناطق الساخنة ندعو الى الاتصال بالجمعيات والمؤسسات الخيرية والانسانية وطلب مساعدتها وتوجيه انظارها الى مآسي العراقيين هناك.
- زيادة المبادرات مهما كان نوعها والتحرك بتنفيذها والدعوة الى المشاركة فيها مهما كانت بسيطة لان اي مشاركة هي فعل تضامني واساسي مطلوب اليوم.
اعلام تفقتا