هناك اشخاص يتحدثون عن الوحدة بشكل يبدو بانها لو تحققت اليوم فانها ستكون غير مفيدة لانها ستنهار غدا. يريدون وحدة في كل خلية دماغية , وحدة تبدوا وكأن الجميع عبارة عن توائم...ومن جانب اخر من يقول باننا شعب منقسم فلن يصدق احد هذه المبالغة الغير الواقعية. المسيحين في العراق يعتبرون انفسهم كلهم شعب واحد وهذا الكل متاكد منه. ولكن مع هذا هناك من يعتبر هذا الشعب الغير المنقسم بانه ليس متوحد. لماذا الكل متفق باننا شعب غير منقسم وفي نفس الوقت هناك من يقول باننا لا نملك وحدة؟ الجواب بسيط جدا: الانقسام يؤدي الى الفشل , والفشل يمكن قياسه , نحن نعرف كلنا متى سنفشل , سنفشل عندما نكون منقسمين. ولكن السؤال متى نمتلك وحدة فهذه لا تشبه دراسة "متى سنفشل", وانما تتطلب التوجه نحو الحقائق وهنا كل شخص يمتلك حقائق مختلفة, بينما في دراسة متى سنفشل فاننا كلنا نمتلك جواب واحد. لذلك فالوحدة نفسها لا يمكن دراستها ولا يمكن اعطاء دراسة عنها, لا يمكن الاجابة عن السؤال متى يكون لنا وحدة ومتى نكون متحدين, وانما يمكن الاجابة عن السؤال متى نكون غير منقسمين.
عندما يحاول احدهم بان يقسمنا فانا ارى محاولته هذه , اما عندما يحاول شخص بمحاولة ان يوحدنا فانا لا ارى شيئا.
انا استطيع ان اقف ضد محاولات شخص يحاول ان يقسمنا وافعل ذلك على الاقل انترنتيا , ولكن اذا طلب مني شخص بان اعمل من اجل الوحدة فلا اعرف ماذا علي ان افعل.
اما قضية شعار البطريركية في الوحدة فهذه المقصود منها الوحدة بين الكنائس واللاهوت والاسرار, واذا تحدثت احزاب عن الوحدة فالمقصود منها الوحدة بين الاحزاب, وهذه كلها لا علاقة لها لا من قريب ولا من بعيد في العلاقة بيننا كابناء شعب واحد, لا علاقة لها لا من قريب ولا من بعيد في العلاقة بيني وبين ميخائيل وهاني وشانو وادويشو وغيرهم...
يعني هكذا مناقشات هي تجري حسب اية قواعد ومناهج؟ اقرب قواعد لها ربما ستكون قواعد علم الاجتماع , وعلم الاجتماع لا يعرف مطلقا ولا يدرس مطلقا متى سينجح شعب او مجتمع ما, كل ما يستطيع ان يبحث فيه او ان يدرسه هو متى سيفشل هكذا شعب او مجتمع.
الوحدة الكنسية هي كما قلت مختلفة فهي تجري حسب قواعد الدين واللاهوت والتي تتطلب التوجه نحو الحقيقة والحقيقة هي ما اراده السيد المسيح. هكذا وحدة من المستحيل تطبيق قواعدها لدراسة العلاقة بين افراد الشعب والاواصر بينهم ووعيهم , لان قضية العلاقة بين افراد الشعب او المجتمع تمتلك قواعد اخرى لدراستها. عالم الاجتماع لا يستطيع القول بانه يعرف الحقيقة والتي لو ان الكل والجميع سار عليها فانهم سينجحون ويحققون الوحدة. كلا عالم الاجتماع لا يستطيع قول ذلك وانما هو يستطيع فقط ان يشرح الحالات التي ستقودنا الى الفشل , واحدى هذه الحالات ستكون عندما ننقسم. فاذا كان عالم الاجتماع لا يستطيع التحدث هكذا فوفق اية قواعد او مناهج تجري المناقشات عن الوحدة في هذا المنتدى؟
ومع هذا السؤال الذي اريد طرحه هو : لو افترضنا بان هناك وحدة قد حدثت فعليا حسب طريقة شرح البعض, فكم هي نسبة التباين او نسبة الاختلاف التي يمكن للوحدة ان تتحملها بشكل يجعلها بان تصمد وبان لا تنهار؟