يونس كوكي اسماء الناس في المدلول القومي
مرت تسميات الاشخاص في بلاد بيث نهرن بمؤثرات عديدة ، فكانت الفترة الفارسية اخمينية فرثية ساسانية ، و الفترة الاغريقية ( الاسكندر المقدوني ) و المرحلة المسيحية و التاثير باسماء الانبياء في الكتاب المقدس و الاسماء الاوربية و قديسيهم و فترة العثمنة و اخيرا الموجة العربية ، حيث اجتاحت الاسماء العربية و لحد الان اسماء الاجيال بشكل كبير تحت مؤثرات و ضغوطا ت و مسايرة الوضع العام تارة اخرى لا بل لم يخلو التاثير الكردي ايضا خاصة في شمال بيث نهرن مثل شير كو ازاد هفال . و في بعض الموروث الديني خلق الله ادم و جعله خليفة له في الارض و علمه الاسماء ، اي ان لكل شئ منظور و محسوس له اسم و دلالة و منها اسماء الانسان ، و قبل قصة الطوفان بالتاكيد كان للناس اسماء فما هي ؟ سفر التكوين لا يذكر ذلك فاذن هناك فجوة . و اسماء الطوفان كما الفناها مثل نوح و قايين و هاويل و شيت و يافث ..... وهلم جرا، و قد يتذكر معي العديد عندما نزحنا في بداية الستينات من القرن الماضي الى بيث كذاذ ( بغداد ) لاول مرة كان لاسماء بعضنا دلالات مسيحية في اسماء الاباء و الاجداد،و كثيرين تحاشوا ذكر اسمهم امام الاخرين من غير المسيحيين قدر الامكان ، خشية استهزاء البعض منها ،و جعلها مثالا للسخرية و التندر. فقد عانى منا من كان اسمه حزقيال و اسخريا دانيال ، متى حنا يوسب بولص بطرس و غيرها من الاسماء ذات الدلالات العبرية او الرومانية و التي كانت غالبا اسماء انبياء فاستعارها المسيحيون في تسمية ابناءهم لا بل ان نظام صدام المقبور اجبرهم على تغيير اسماءهم الى الاسماء العربية ، علاوة على ذلك كانت هناك معاناة اخرى في الدوائر الحكومية نفسها ليس في السخرية من تلك الاسماء و اصحابها فقط ، و انما في كتابتها ايضا ، لا بل في عمليات الاحصاء السكاني كان بعض الموظفين يعمد الى تغيير بعضها و جعل العديد منها تدل اسماء اسلامية و هم مسيحيين . ما يعنينا الان نحن ابناء ( بيث نهرن ) و المهتمين بالشان القومي، فما يظهره علماء الاثار و المنقبون و العارفون بفك طلاسم اللغة المسمارية كما يقول الاستاذ ليون برخو ، يعددون اسماء قديمة ليس لها وجود الان ، الا القليل من الاسماء الاشورية ممن يطلقها على ابناءه و عن قناعة تامة ، في دلالة واضحة للتواصل مع تاريخنا القديم حتى الان و بتسلسل الحضارات المتعاقبة و يصحبها تاثيرات ثقافات مختلفة جيلا بعد جيل ، دخلت الينا ايضا اسماء فارسية مثل بهنام هرمزد قرداغ يزدان تيمنا ب يزداندوخت و يونانية رومانية مثل اسكندر بولس و غير ذلك ، ولكن بدخول اجدادنا الاؤائل الى المسيحية طغت موجة اخرى من الاسماء علينا هي اسماء عبرية لانبياء بني اسرائيل و لكن هذا لا يعني ان شعبنا ترك الاسماء القديمة كلها ، و انما بقي رواسب منها ، فهناك من الاسماء سومرية و ارامية و اكدية و ( اشورية ) لا زالت موروثة و متاداولةالى حد اليوم ، مثل اسم سمحيري ( سنحاريب ) ببي ، انو ، سيا ، اورو ، و لربما منها اوراهم اي ابراهيم الاكدية او تصغيرا لاسم الاله السومري اورورو و الاسم كلو مختصر الاسم الارامي كليانا او السومري كاكامش ، سعدو ، حمو اسماء ارامية ،وفي مرحلة انفتاح الحضارات على بعضها عند النهضة الاوربية تاثرنا بمميات الغرب ايضا فدخلت الينا اسماء غريبة ( ريتا ، تريزا ، جورج ، جاكلين ....) و كان بعضها اسماء قديسين من تاثيرات المبشرينالغربيين ، و نرى قبل مائة و خمسون عاما مضت بدا المنقبون الاوربيون يستخرجون و يستكشفون من باطن الارض خصوصا ارضنا بيث نهرن يهللون لكل ما يجدوه تحت التلال و الاتربة ليظهروه للعلن و ينبهرون ما كان الاؤائل في ذلك الزمن السحيق ما بذلوه من جهود و مثابرة لتسجيل حولياتهم و حياتهم اليومية .و نجد الاوربيين لم يتخلوا عن موروثهم و اسماءهم القديمة و حتى الوثنية منها و لا زالوا يستخدمونها علاوة على الاسماء التي دخلت عليهم تحت تاثير المسيحية كشاننا نحن . ان شعوب العلم تتبادل في ثقافات بعضها ، و حتى في اسماءها . و ما نبغيه نحن ان من خلال هذا التبادل في الثقافات ان لا نمحي كل القديم من اسماءنا التي تسمى بها اجدادنا في بيث نهرن بلاد بابل و اشور . و ما دمنا في هذا الموضوع روى لي صديق ان احد معارفه سمى اولاده الثلاثة باسماء اصيلة اكد اشور ، ادد ونالت تلك الاسماء استحسان شريحة كبيرة من الناس ، و لكن لم يسلم من التندر من الجهلاء و الجاهلين بتاريخ الاجداد ، فقد كان ينتقد الاب ليقول له بعضهم ، هاي شنو عدنا متحف ؟ وما يجعلني متفاخرا ببعض الاصدقاء ممن سموا اولادهم باسماء اكدية اشورية بابلية تحديا و ايمانا بالارتباط بالجذور ، فهناك احدهم سمى ابنته ( كي شار ) والذي يعني بالاكدية ملكة الارض ، وهو اسم عمره الاف السنين لانثى عراقية ورد في اسطورة الخلق البابلية المسماة ( اينوما ايلش اي عندما في الاعالي ) التي وجدت الاحها في مكتبة اشور بانيبال ) ناهيك عن تسمية بعضهم اولادهم تسميات بالسورث التي هي اكدية ارامية مثل اسم ، بيرا ، خاهت ، راوت ، شانا ، شيينا ،سورث و غيرها . ومن كتاب المسؤلية الجزائية في الاداب الاشورية البابلية لمؤلفه جورج بوييه شمار ترجمة سليم الصويص نقتبس للقارئ الكريم بعض الاسماء القديمة المذكرة و تليها اسماء مؤنثة ، و قبل ان ناتي الى الاسماء القديمة نقول : عندما يذكر اسماء مثل خالد ، او وليد او سعد علوان مصطفى فهي تدل انها اسماء عربية او مثلا ازاد حمة مصطو نوزاد فهي كردية او شارل برنارد رينو دوفال، فهي تدل انها فرنسية او اريك باتريك هملر هانز فهي جرمانية ، فاين نحن من اسمائنا ذات المدلول القومي ؟ فهل من الذين يصعون رؤؤسنا ليل نهار من سمى ابنه نبوخذنصر او نبو بولاصر ؟ و الاسماء المذكرة كما وردت في الكتاب المذكور هي
: انو انليل انكيدو اوتو حيكال اوما اوروك ايسن اورشنابي انكي ايل ارام بيل اروكاجينا اكوش انورتا ادد اشكور اليسو اهيل اوتوكو ايميدو اشور اسرحدون اوبالط ايا ادابا اولماش اوليس اليون ايكيكالا انتيما اورلوما اناتم ابيو اورنمو ايشولانا ايشا نونا اي ( عيسى نونا) و اليهود جعلوه يشوع برنون . ايسمود ايسو سرجون سنخيرو سين ساماس سيكالو سوبريا ابزوبندا تجلاثبليزر شلمناصر بلشاصر كلكامش لوكال لارسا لوانانا لكش مردوخ حمو رابي بلادان نبو نركال كوودو نرام سين نينورتا نسكو ندابا نندالو سين اندام ننالدو نبو نئيد تسبيرا توكولتي نينورتا ننكال بانيبال ناصر بال بورسين شموكل اشو ليلوم ربيتو شيدو كوردو ايناتم ننكرسو تيراش نينوس نداد زوسدرا اوجو . وهناك اسماء اخرى عديدة و من يريد احياء التراث فليتفضل . و هذه بعض الاسماء المؤنثة كما وردت ايضا
: انانا ايتانا اومثا ارش ارورو انيجود انوناكي اريدو اور اكد اساكيلا اوروك اشورينا اني شامورامات شم ايل شلاما سيدوري كيكال هيردولا عشتار زريفة تسالبات نانشة لبت عشتار شلموثا ننليل ماميتم ريمات بيليت نني باؤو سيبار سومر نيمو ننبر شجينو نندادا صربانيتم وهي زوجة مردوخ الاه ننسون ام كلكامش بابل ننوي نهرن تشمتم مردوثا حيرتا حيروثا بهرا كخوا زهريرا سهرا . و لبعض الاسماء واردة بين البعض حاليا فلا باس بذلك عندما كانت ابنتي تدرس في الجامعة في مشيكان حيث قالت في احدى اللقاءات مع زميلاتهالها و سالت احدى زميلاتها عن اسمها فتعجبت لانه يوحي الى الاسماء الاجنبية، فقالت لابنتي اليس لكم اسمائكم الخاصة بكم ؟ لماذا تضيعون تراثكم و ثذوبون نهائيا ؟ و صدفة احرى لابتي ايضا و بدون موعد التقت مع عائلة وهم من الديوانية الرجل استاذ في التاريخ في احدى الجامعات وفجاة التفتت ابنتي الى مناداة زوجة الرجل الى ابنتيها الصغيرتين باسميهمافدفعها الفضول لتسالها عن هذه الاسماء فقالت انه احتيار زوجي ل ( انانا
و ارشكيكال ) للباحثين عن التراث وراء القصد
يونس كوكي مشيكان