المحرر موضوع: التشكيلية المغربية كنزة العاقل : لوحتي هي نتاج غزل مجتمعي أبحث لها دائما عن لون العفة الذي يحتوي أصابعي  (زيارة 719 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل كاظم السيد علي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 737
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
التشكيلية المغربية كنزة العاقل :
لوحتي هي نتاج غزل مجتمعي أبحث لها دائما عن لون العفة الذي يحتوي أصابعي 
     
حاورها / كاظم السيد علي
كنزه العاقل .. اسم تشكيل معروف في المملكة المغربية ترى ان الرسم مرتبط معها فهو بمثابة الهواء الذي تتنفسه , فتجزم ان الموضوع له دور كبير في أعمالها الفنية "  فأنا أحب التنوع ولا يعجبني الروتين " وكل هذا انتابها الفضول ان تدرس  الرسم المعماري في معهد التكنولوجيا التطبيقية لتضيفه لهوايتها المحببه الرسم لكونه  مرتباطا وثيقا بين الرسم المعماري هذا أكدته  لي في حوارها معي لنرحل  مع الفنانة الراقية كنزه العاقل ونستمتع بهذا الحوار :
* متى بدأت التحليق في عالم التشكيل ؟
-الفن التشكيلي بالنسبة لي شغف طفولي كبر معي في كل مرحلة من مراحل حياتي هو بمثابة الروح وهو الهواء الذي أتنفسه، لم ينفصل عني ولم أنفصل عنه ظل الرابط بيننا قويا منذ الصغر. رغم أني درست الفنون التشكيلية في مرحلة الإعدادي إلا أن الوقت الذي أعتبر حياتي تغيرت بعده كان لما تكونت في مركز روسي وتعلمت رسم اللوحات وفهمت الفن وتشبعت به ولعلها كانت أقوى فترة ما بعد دراستي الجامعية وحصولي على الإجازة، حيث توجهت لدراسة الرسم لإغناء رصيدي المعرفي وانتقلت للمركز الروسي للثقافة والعلوم وأتممت دراستي في الفنون التشكيلية على يد استاذة من روسيا لتأثري الكبير بالأعمال التشكيلية الروسية التي تميزت فيها الواقعية بسحر خاص ارتبطت بالمنظر الطبيعي الساحر الذي تنطوي عليه سهول روسيا ذات الاتساع المذهل.
* درست الفنون التشكيلية الرسم والصباغة في مركز روسي للثقافة والعلوم وأيضا درست الرسم المعماري في معهد التكنولوجيا التطبيقية فهل هناك اوجه تقارب بين اللوحة الفنية والرسم المعماري؟
-دراستي للرسم المعماري قد جاء كفضول انتابني في تلك الفترة لاكتشاف جانب من جوانب الرسم  الذي عشقته منذ الصغر لمعرفتي المسبقة ان هناك ارتباطا وثيقا بين الرسم المعماري والرسم في الفنون التشكيلية فالرسم المعماري هو رسم فني لمبنى أو بناء ما، بحيث نقوم برسم أولي على الورق ومن ثم البدأ بالتصميم و حتما يستخدم الخيال والحس والموهبة وهنا نقطة التلاقي بين  المعماري و التشكيلي بحيث عندما يهم بالتنفيذ يبدأ بتوزيع المساحات والأشكال فإنه يقوم بنفس عمل الفنان الرسام والنحات والمصمم الذي يقوم ببناء وحدات وعناصر اللوحة والنحت، فقط ان المعماري يختلف قليلا عن الفنان التشكيلي كونه يعتمد جوانب عملية تعتمد حسابات وقياسات هندسية تصميمية قائمة على الأرقام.
* بأي فنان تأثرت كنزه العاقل ؟
-لا يمكن حصر تأثري في الفن بفنان معين، فمونيه و رينوار فان جوخ وبول جوجان ماتيس وادفارد مونك وايجون شيلى وكليمت شاج و كاندينسكي كلهم رواد الفن التشكيلي الذين تركوا بصماتهم يتحدث عنها التاريخ، ولا يمكن لأي فنان ان لا يتأثر بهم، فقط يمكن ان أجيب ان الفن الروسي عامة كان له الأثر البالغ في دراستي الفنية و أسلوبي الفني.
*الى أي المدارس الفنية تميلين ؟
-أميل إلى مجموعة من المدارس منها الانطباعية- الواقعية- الرومانسية - التجريدية والسريالية والأخيرة هي التي أميل إليها أكثر فهي تهدف إلى البعد عن الحقيقة وإطلاق الأفكار والتصورات الخيالية وسيطرة الأحلام، فاللوحات السريالية تلقائية فنية ونفسية تعتمد على التعبير بالألوان عن الأفكار اللاشعورية والإيمان بالقدرة الهائلة للأحلام إذ أنها تعتمد على اللاشعور وفي هذه الحالة تكون اللوحة أكثر صدقا واهتمت بالمضمون وليس بالشكل ولهذا تبدو اللوحات السريالية غامضة ومعقدة، وإن كانت منبعاً فنياً لاكتشافات تشكيلية رمزية لا نهاية لها، تحمل المضامين الفكرية والانفعالية التي تحتاج إلى ترجمة من الجمهور المتذوق، كي يدرك مغزاها حسب خبراته الماضية وهذا ما يثير حماستي عند رسمي لوحة سيريالية لأنها تكون غريبة وغرابتها هو ما يميزها مما يجعل الجمهور يقف مطولا عندها لمحاولة قرائتها والبحث في مغزاها العميق، وهذا ما يفرحني كثيرا
* الهاجس الموضوعي في اعمالك؟
-نعم الموضوع له دور كبير في أعمالي الفنية فأنا أحب التنوع ولا يعجبني الروتين في الأعمال الفنية وكل عمل بالنسبة لي ينطلق من فكرة تتحول الى موضوع ومن تم الى عمل فني والذي هو الصورة الجمالية للأشياء فنحن نصنع الجمال بأيادينا ونعبر بواسطته على القيم الجمالية من خلال رسوماتنا، وفي خضم هذا الواقع المتناقد وفي رحلة البحث عن الذات أحاول رسم التفاؤل ولو بشكل غير مباشر وإيصال معنى معين عبر اللوحات باختلاف المواضيع التي أتناولها فيها وباختلاف المدارس التشكيلية و الأساليب والتقنيات التي أعتمدها
* خلال مشاركتك في المعارض خارج المغرب , اين تضعين الفن التشكيلي المغربي على الخارطة التشكيلية العربية ؟
-مشاركتي في العديد من الملتقيات الفنية والمهرجانات الوطنية والدولية المتنوعة ساهمت في خلق نوع من التلاقح المعرفي بيني وبين الفنانين بمختلف الدول ومختلف المدارس الفنية التشكيلية التي ينتمون إليها وبتعدد الثقافات والمؤتمرات والقضايا المختلفة التي يتناولونها في لوحاتهم، وإذا ما تحدثنا عن الفن التشكيلي المغربي او الحركة التشكيلية المغربية ارتباطا بالفن التشكيلي العربي فيمكنني القول انها تتميز بالنضج و بالتقارب الكبير في الاساليب والتقنيات خصوصا بينها وبين فناني بلدان المغرب الكبير الذين يتوحدون في عدة أشياء اهمها الطروحات او الموضوعات التي يتناولونها بحكم طبيعة المناخ المغاربي المتشابه جدا من حيث وحدة الثقافة ووحدة الميولات ووحدة المؤثرات التي تؤثر في عملهم الفني والتي بدورها لا تنفصل عن تأثيرات قضايا باقي بلدان الوطن العربي.
* ما الذي يفرحك في تجربتك التشكيلية وما الذي يزعجك ؟
-الفن بالنسبة لي مصدر فرح وهو موهبة كرمني الله بها واختارني لأكون فنانة لحكمة ما، وبهذا لا يمكن أن أقول أن هناك ما يزعجني في تجربتي التشكيلية فكل مرحلة بالنسبة لي هي تجربة جديدة تعطيني من الخبرة ما يجعلني أبتعد عن مصادر الإزعاج لأستمتع بالفن ويستمتع بي، فحينما أنسج خيوط لوحتي على سجاد أبيض وأنثر عبير ألواني عليها أندمج في سحرها وأنغمس فيها، تنطلق همساتي في عنان سمائها الناصعة البياض، تدفئ أوصالي وتغمرني بطيف طفولتي الناضجة فيا، يغمرني السرور والفرح والبهجة، فهي لوحة ليست كباقي اللوحات هي وليدي الذي أرتبط معه بحبل سري، وليدي الذي أترفع به بأحاسيس تنبعث من داخلي، لوحتي هي نتاج غزل مجتمعي أبحث لها دائما عن لون العفة الذي يحتوي أصابعي التي أمررها في كل بقعة من ثناياها، أتغزل بها تارة أحضنها تارة أفارقها وأبتعد عنها.
*نود ان تحدثينا عن مشاريعك المستقبلية
طبعا المشاريع الفنية هي متنوعة ومتعددة ولعل أبرزها لا أستطيع الإفصاح عنه إلا في حينه وأتمنى أن يكون إضافة نوعية في مساري الفني وهو مرتبط أساسا بفئة عمرية معينة يمكن ان أحددها في فئة الأطفال، بعد أن أقمت معرض الفرش الصغيرة لتلاميذي في الفن التشكيلي وهو الأول على الصعيد العربي لأطفال من سن 4 إلى 14 سنة  عرف نجاحا كبيرا وهناك مشاريع فنية أخرى مرتبطة بنفس الفئة ان شاء الله.