المحرر موضوع: إخفاقنا في التعليم يقلق كل مخلص وطني  (زيارة 643 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سـعيد شـامـايـا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 87
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
إخفاقنا في التعليم يقلق
كل مخلص وطني
كانت نتائج الدراسة للعام الماضي في مرحلة الابتدائية والمتوسطة والثانوية خصوصا في الصفوف غير النهائية مقلقة جدا (واحتارت الجهات المسؤولة الرئيسة تتساهل وتعطي المساعدات لمعالجة صغيرة لتغسل شيئا صغيرا من الاخفاق) نعم مقلقة بدرجة فاقت السنين الماضية، رغم أن التوسع في توفير المدارس الاهلية حصل بشكل ملفت للنظر، إلا ان النتائج جاءت بعكس ذلك الاهتمام الذي بدا ايضا مقلقا لان الهدف الذي اعتمده المندفعون والقائمون بتلك الخطوة كان تجاريا وليس تربويا لتطوير مستوى التعليم في العراق، معتبرين(الاهلية) احد ثوابت البناء الوطني وعلاجا للنقص في عدد المدارس، حصل هذا دون رقابة واشراف من الجهات المسؤولة في التعليم بل هناك من اشار ان تلك الجهات المسؤولة تغاضت النظر ولم تؤدي واجبها للاشراف المطلوب والتدخل العملي لتفادي النتائج المؤلمة، فراحت جهات عدة تنتقد الوضع المؤلم بل تندد به، منها دوور الثقافة والاعلام و الصحافة، هذا غير الذي اصاب العوائل من الم واحباط وهي تستقطع من لقمتها لتوفر اجواء صالحة لتربية اطفالها تعليميا .
وراح الجميع يفتش عن اسباب هذا الفشل الذي يعتبر نكسة وطنية في مجال التعليم والمعرفة التي تعتبراهم وسيلة في تطورالبلاد وتقدمه في جميع الخطوات المنشودة لبناء الوطن، بينما يكون هذا الفشل هو احد واهم  العوامل المعرقلة في تقدمنا وتطور بلادنا، ومحق كل من يفتش عن  الاسباب ومهم ايضا ان تكشف ليتم محاسبة المقصر ولتفاديها مستفبلا بدراسات وتجارب مهمة تتبناها الجهات التعليمية المسؤولة وتراقبها الجهات المخلصة الملمة في هذا المحور المهم، وإن جاء من خارج السلطة، أما إن اردنا الكشف الصائب لمن يتحمل المسؤولية، هناك البيت بضمنه الطالب نفسه ثم المدرسة ادارتها ومعلمها المسؤول عن مادته التي يعلمها ثم الاشراف التربوي وصولا الى المديريات العامة في هذا المجال حتى الوزارة  .
عموما هناك مسؤولية عامة تتحملها السلطة، الجهات العليا يسلطاتها لتوفربيئة وطنية صالحة للعائلة كي ترسل طالبا معدا تربويا يشعر بالمسؤولية، أما العائلة العراقية نراها بنسبة عالية تشكو الظروف المعيشية القاسية وتجتهد لتكسب ما يشبع افرادها على حساب مراقبة ورعاية اعضاء الاسرة لتستقيم الحياة المرجوة وتعد كل فرد مواطنا صالحا، وهذا واقع مؤلم في حياة العائلة العراقية...أما الطالب ومصاعب الدارمنها معاناة ابويه وإن حظي بوفرة افضل يُشترى له هاتفا ساحرا فيه كل شئ مفيد او اكثره مضر دون أن يتسنى للوالدين اعداد الطفل كي يتعامل مع هاتفه بففائدة بل اعتبروها فرصة للتخلص من المراقبة واتعاب التربية الصحيحة لانشغالهم بتوفيرماتحتاجه العائلة، حين  يعاتبون تلقي المسؤولية على السلطة التي لاتجيد توفير ماهو صالح لتعليم الطفل العراقي، في توفر الاجواء الصالحة للاجتهاد والارتباط بالدرس، أما المدرسة ومشاكلها وما تنتظره الادارة من تدخلات لا ادارية ولا اصلاحية لترضية الغير ولتعطيل مهماته الادارية ومشاكلها، ولو دخلنا غرفة المعلمين لسمعنا اللغط الكثير عن مصاعب المعيشة ومتطلبات العائلة وشكوى المعلم وسعيه ليعالجها بعمل اضافي وإن كان على حساب شخصيته كاستاذ مربي مطلوب أن يكون قدوة لمن يربيهم في المدرسة، ويكون المعلم سعيدا وطالبه عزيزا إن طلب منه تدريسا خصوصيا شخصيا فيه ضمان للنجاح مهما اهمل( أنا لا أظلم متهما الجميع)...أما عن الاشراف التربوي والادارة التربوية وصولا الى الوزارة، فقد ظهرت اوضاع معيبة لا تتلائم وتربية الاجيال ، قلما تجد مواقع وظيفية قامت على اسس صادقة فاعطيت المسؤولية لكفوء يستحقها .
وأتذكر ايامنا(مارست التعليم تلاثين سنة)والتنافس بين المعلمين للحصول على فترة بعد دوام المدرسة لممارسة دروس اضافية لمراجعة المناهج ورعاية اضافية للمتأخرين ليلحقوا بزملائهم، ومعلم الاجتماعية يشكو ويريد المزيد من فرص اضافية يمرسها لان المادة واسعة وطلابه ليست لغتهم عربية، ماذا اقول عن بلدتي القوش وونتائجها في بعض السنين الاولى في اللواء ومديرمعارف الموصل يزورنا مهنئا شاكرا والمنافسة قائمة بين المدارس دوما وكل الجهود تبذل مجانا وقيمة المعلم والمدرس رفيعة، ل ينتظر غير الشكر الذي يحصل عليه  ، اليوم كمثال سلبي فشلت طالبة في مادة ما وفشلها سبب رسوبها(وهي تتمحل المسؤولية) ولما اعترضت العائلة تبين ان الرسوب في  تلك المادة ربما تجاوز 85% وهذا كان منذ بداية السنة الدراسية، دون عتاب اوعقاب(ربمامسنودة) والمدرسة تلقي اللوم على العائلة وعلى الطالب والادارة صامتة، كيف ؟؟؟ والاشراف التربوي صامت، كيف ؟؟ طبعا لم اقدم في كلمتي هذه اكتشافا وانما تناقلته الصحف واللقاءات الثقافية واحزان  المثقفين اكثر الما من احزان العوائل، ترى ماذا عن احزان العراق يفتش عن معلم يقود المجتمع وليس مدرسة فقط 
 
                                                                         سعيد شامايا .
                                                                       24/9/2019