المحرر موضوع: الجدلية في قضية وجودنا كشعب غريب الاطوار!!  (زيارة 1634 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل يوحنا بيداويد

  • اداري منتديات
  • عضو مميز جدا
  • *
  • مشاركة: 2496
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الجدلية في  طروحات كتابنا حول شعبنا الغريب الاطوار!!  
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن- استراليا
الجمعة 20 تشرين الثاني 2012

في البداية اود ان اؤكد على امر ضروري ومهم هو، يجب ان نسلم نحن جميعاً بحقيقة مهمة، هي ان  نقاشاتنا وجدالاتنا وارائنا وإنتقاداتنا واختلافاتنا واعتراضاتنا واحد للاخر هو امر عادي وطبيعي، بل يُعد امر غير معقول ان نتفق جميعا على رؤية واحدة بسهولة، في نفس الوقت كلنا يعلم علم اليقين ان دوافع اغلب المتحاورين لا سيما غير المنتفعين  بكافة انواعهم هي نابعة من موقع الشعور بالمسؤولية القومية واخلاق المسيحية والضمير الانساني.

في اسابيع الماضية لاحظت ظهور ظاهرة ثقافية جيدة في موقع عنكاوا كوم، الا وهي مناقشة المقالات ونقدها من خلال كتابة مقالات جديدة ومن ثم حصول تعقيب ومداخلة للموضوع من قبل كتاب اخرين ( انظر الى الروابط ذات العلاقة في اسفل المقال)، فيحاول كل واحد دحض اقوال زميله. وانا شخصيا ارى هذا امر ايجابي بل  يحمل بشائر خير، يجب ان نعبر من مرحلة حوار الطرشان الى حديث الحكماء، يحب ان نقرأ بين الاسطر معاني واشارات التي يحاول كل كاتب تأكيدها او قولها او اسماعها للاخرين، ومن ثم هضمها فكريا قبل التعليق عليها.

هذه الظاهرة كانت موجودة في الموقع ولكن ظهرت اكثر جليا في موضوع "مواقف واقوال المرحوم بهنام ابو الصوف الله يرحمه ". لكن يجب ان ننتبه، ان لا نتوقف عند الكتابة فقط لاظهار عضلاتنا في المناقشات التي قد تصبح فارغة، وانما نعبر الى مرحلة اخرى هي كيفية التطبيق وايجاد الحلول العملية ( كما جاءت في دعوة الاخ سيزار هرمز وسمير توماس وغيرهم مؤخرا).

ان الهدف من كتابتي  من هذا المقال هو، توضيح امر مهم جدا ايضاً، ان ارائنا جميعا هي نسبية نوعا ما ولا تحمل الصفة المطلقة، انها محاولات فكرية فردية لايجاد تفاهم وطرح افكارنا حول قضية ما او موضع ما. في اي قضية او موضوع او حديث هناك نقاط ايجابية وهناك نقاط سلبية، هناك حالة غموض في الحديث او تحليل،وهناك حالة اوضوح، وهناك حالة الاكثر وضوحا. او هناك حلول ضعيفة وحلول معقولة وحلول مثالية او منطقية،  فإذن ما تطرق اليه جميع الاخوة في مقالاتهم فيهم الكثير من الايجابية ولنترك النظرة السلببية او الشخصانية جانباً، فإن لم تكن كلها معلومات مفيدة، لنفرز المفيد منها ولنترك الضار او السلبي، لكن لكن لا ننسى مرة اخرى هناك المفيد والجيد والاكثر جودة و اخيرا هناك الامثل او الافضل حسب الظروف والامكانيات والطموح .

 إذن يجب ان نقيم مقارنة بين جودة الافكار والطروحات ومن ثم اختيار الاسمى بينهم، ونختار الاهم والافضل دون التوقف او المداهنة بسبب امتلاكنا النظرة القاصرة عن المعرفة الحقيقة، يجب ان حول صراعتنا الى التنافس من اجل مصلحة هذا الشعب في الوطن او في المهجر كي نحافظ على وجودنا كما حافظ اليهود على وجودهم قرابة الفين سنة متشتتين بين دول العالم مضطهدين كثيرا ، يجب ان نتعلم منهم ومن غيرهم كيف نصارع الحياة ونحافظ على البقاء.

انها مسؤولية المفكرين والاكادميين والناشطيين او الواعيين والقادة السياسيين والروحانيين او ينظروا الى موضوع  المصير القومي او المسيحي او الانساني لهذه الكتلة البشرية التي تتحدث بلغة السورث، التي لها ثلاث رؤوس كحالة نادرة في الطبيعة ( كما تولد التوائم من نفس رحم  امهاتهم) من جميع الجوانب، و كحالة نادرة في طبيعة المجتمعات الانسانية التي تعاني من حالة الازدواجية في الهوية او الرغبات، الذي هو قدرنا اليوم ، يجب ان نقبل به اذا اردنا الاستمرار في الحياة، ومن ثم اختبار الطريق الانسب اوالافضل كي يسير يجب ان نجري علمايات كبرى الان فقط الان قبل فوات الاوان . المجتمع كله  ليس مهتم بكيفية سحب او قيادة موكب المجتمع  وراء مطلب او قضية او قبول قرار او تبني فكرة ما، لان الجميع  لا يملك الوعي او المعرفة او لا يمتلكون الشعور بالمسؤولية.

 إذن  هي مسؤولية الاكادميين والمفكرين من طراز الذين تحدثوا عنهم (الدكتور ليون برخو في مقاله الاخير  رابط رقم 6) ان يوضحوا لنا الحقائق العلمية  الاقرب الى الواقع كي لا ننجرف وراء الاوهام !!، بل مهمتهم  تصل الى حالة التنبأ بالمستقبل على غرار انبياء عهد القديم حينما كانوا يعيدون الملوك والشعب  الى الطريق الصحيح حينما كانوا ينحرفون.

 في نفس الوقت انها مسؤولية القوميين الناشطين من طراز الذين تحدثوا عنهم (الاستاذ غسان شذايا) ، ان يقودوا الامة  في واقعها اليومي من خلال حمل المشاعل في جميع  زوايا موكبه!، فأي امة بدون ثوار لا تستطيع  ان تحقق وجودها او كيانها بل لن تصل الى اهدافها العليا (  كما فعل الطياريون اليابانيون في هجومهم على قاعة بيرل هاربر الامريكية في العالمية الثانية ادت الى بهجوم امريكي نووي على مدن اليابان ، انا لا اعني هنا  القيام بالعمليات المسلحة او الفدائية بقدر  ما عني تقديم التضحية وتحمل المسؤولية).

انها مسؤولية الروحانيين ان لا يكونوا سبب انقراضنا بأٍسم المسيحية والكنيسة وقبول الخنوع والذل عكس غير الشعوب التي حافطت على وجودها القومي والحضاريي والانساني حينما قبلت الايمان المسيحي ( ونحن لا نعني هنا ابدا استخدام القوة بل العقل او الفكر مثلا العصيان او الفضح الاعلامي او التنديد بدون خوف  في المحافل وغيرها من الطرق!! )، وان لا يخجلوا من ذكر تاريخ هذا الشعب وحقيقته في جميع المحافل التي يتصدرونها، لاننا شعب مضطهد وبحاجة الى تعضيد منهم( كما نرجوا ان يتجنبوا الادعاء تمثيل الجميع ماداموا انفسهم غير متفقين على شخصية المسيح وتعاليم الكنيسة الجامعة نفسها!!)

انها مسؤولية السياسيين وممثلين شعبنا( مثل النواب) ان يتعلموا من الاخرين كيفية الاستفادة من التناقضات السياسية الموجودة  او الطارئة في الساحة السياسية، ويدخلوا الحلبة كعامل مؤثر يمكنهم قلب الموازين  الحكم او القرار ويستفيد منها ابناء شعبنا، ان لا تكون الاولوية عندهم رواتبهم وموقعهم او موقع حزبهم.

  لهذا كنا ولا زلنا نقول في كل مرحلة من تاريخ  شعبنا  ربما سيكون هناك شخص في موقع معين يجب ان نقبل بقيادته للمجتمع (اعني الشعب كله مثلا اغا  بطرس) اذا كنا فعلا نريد خلاصا لهذا الشعب ، ولكن حينما يضعف ذلك  الشخص او لا يستطيع تقديم المزيد، يجب ان يقبل قرار المجتمع بتغيره وتغير استراتيجيته بدون معارضة او تخريب، او حلوله او رؤيته بغيرها، ويقبل برؤية معارضه حسب الحاجة!!!.

انها مهتمنا جميعا ان نجعل من اصدقائنا واعدائنا ان يفكروا فينا الف مرة قبل ان يقرروا،  ان يستثمروا في قضيتنا التاريخية ومصيرنا المقلق مادام لنا مفكرين وسياسيين ماهرين ونشطاء قوميين وقادة روحانيين. نحن مسيحيون بل نقاوة المسيحية عند اجدادنا كانت شبيه بنقاوة تلاميذ المسيح  انفسهم ، مادام كانوا  يقبلون الشهادة بإسمه ولاجل تعليمه دون خوف او تراجع خلال الفين سنة.

 لكن اليوم استراتيجية الاستسلام والخضوع والاتكال على مسيحيتنا كما كان يحصل عادة لم تعد تجدي،  و قبول الضيم والتعدي والحقوق ومحوا التاريخ والارث والاثار من الوجود  بسبب التزامنا بقيم وتعاليم مسيحية حالة لم تعد معقولة عند شعبنا، بل اضطهدنا كان اغلب الاحيان والى حد القريب كان بسبب ديانتنا المسيحية وليس القومية التي ظهرت مؤخرا!!.

 لهذا الحل لبقاء هذا الشعب، يكمن في كسر الحواجز المذهبية والقبلية والتسميات والاستعداد للانسلاخ من واقعنا القديم والحالي الى واقع جديد كما تفعل الزواحف حينما تنسلخ من جلودها ، الاستعداد للتضحية وقبول الم  هذا التغيرا الذي قد يشمل الحقائق الكنوكريتية في ذهننا مثل قضية التسمية، والا لنُحضِر الكفن والتابوت  ولنقيم العزاء على تاريخ وحضارة هذا الشعب الان،  لانها ستموت عاجلا ام اجلا، وستنطفى الشعلة الحضارية والفكرية والانسانية التي حملها ابناء حضارات العراق القديم بمختلف تسمياتهم  الذين انصهروا في في الكنيسة الشرقية منذ 1900 سنة.

.............
المقالات التي جلبت انظار القراء  هي:
1- بين العالم الأكاديمي والناشط القومي: تعقيب على موقف السيد غسان شذايا من الدكتور ابو الصوف
ليون برخو
 جامعة يونشوبنك – السويد
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,613364.0.html


2- رد على مقالة الدكتور ليون برخو عن بهنام أبو الصوف وهوية شعبنا بين الأكاديمي والناشط القومي
         بقلم غسان شذايا على الرباط التالي:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,613603.0.html

3- الاخ  ليون برخو والاخ غسان شذايا مصير شعبنا اهم لنا!!
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن / استراليا
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,613712.0.html


4- الأخ يوحنا بيداويد: ملاحظات مهمة عند الكتابة عن مصير شعبنا
 بقلم غسان شذايا على الرباط التالي:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,613971.0.html


5- مداخله محايده  حول حوار الاستاذين ليون برخو وغسان شذايا
        بقلم شوكت توسا
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,614422.0.html


6- ملاحظات هامة جدا على شعبنا أخذها في عين الإعتبار
        بقلم د ليون برخو على الرابط التالي:
1-   http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,614915.0.html