المحرر موضوع: ♱ وقام من بين ألاموات ♱  (زيارة 1039 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل يوسف نورو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 478
    • مشاهدة الملف الشخصي
♱ وقام من بين ألاموات ♱
« في: 17:05 22/04/2019 »

♱ وقام من بين ألاموات ♱
                                                                                              الشماس يوسف نورو
ان التعليم بقيامة يسوع قد ساد الفكر المسيحي والمسيحيين ألاوائل, فرسالة القيامة تُشكل قلب قانون ألايمان المسيحي. والقديس بولس الرسول يقول هذا في تعبيرات مؤكدة (وان لم يكن المسيح قد قام فباطل ايمانكم, أنتم بعد في خطاياكم, اذن الذين رقدوا في المسيح أيضا هلكوا. ان كان لنا في هذه الحياة فقط رجاء في المسيح, فأننا أشقى جميع الناس. ولكن ألان قد قام المسيح من ألاموات وصار باكورة الراقدين, فانه اذ الموت بانسان, بانسان أيضا قيامة ألاموات, لأنه كـــــــمـــا في أدم يموت الجميع, هكـــــذا في المــــسيح سيُحيا الجميع....1كورنثوس17:15-22).                                                                      يقول القديس بولس ان لم يكن المسيح قد قام فباطل ايمانكم. ان لم يكن المسيح قد قام, فأحبائنا الذين رَقَدوا قد هلكوا. ان لم يكُن المسيح قد قام, فليس لنا رجاء ونحن أشقى جميع الناس. ان لم يكُن المسيح قد قام, فالحُب يتوقف مع الموت, حُب الله لا يَصل الى ما بعد القبر. ان لم يكُن المسيح قد قام, فلن تكون هناك عدالة ولن يكون هناك تسديد للحسابات وسوف يظل الحق والصلاح والفضيلة كلها كلمات جوفاء.                       ان قيامة يسوع هي [باكورة]. انه الوعد بأن الذين يعيشون معه سوف يقومون معه أيضا. وكما يقول أحد ألاباء [ هل يُمكن أن يقوم الرأس ويترُك باقي الأعضاء مائتين؟ ]. ولأن المسيح قد قام من الأموات, فايماننا ليس باطلا, وخطايانا قد عُفيَ عنها, وأحباؤُنا الراقدون في المسيح لم يُهلَكوا, ويظل لنا رجاء, ومحبة الله وهي مستندة على قوته غير المحدودة تَبلغ الى ما وراء القبر, وهنا العدالة. اذا هل يكون عجيباً اذا ما كانت قيامة المسيح تُشكل التعليم المُهَيمن على الأباء الرسل؟ ان سفر الأعمال يسمى انجيل القيامة, لأنه يَندُر أن توجد عظة فيه لا تُعلن قيامة يسوع كقلب وروح الرسالة المسيحية (أعمال 18:17, 15:24).              ان قيامة يسوع هي تأريخ حقيقي, هي ليست اسطورة ولا خرافة, ولهذا السبب فان ألكنيسة الأولى أكدت على حقيقة وجود شهود للقيامة. كان يُلزم أن يَحل مكان يهوذا تلميذ أخر (شاهداً معنا بقيامته..أع 22:1). (فيسوع هذا أقامه الله ونحن جميعا شهود لذلك...أعمال32:2). كما يتكلم القديس بولس عن الـــــــ[500] أخ الذين شاهدوا المسيح القائم, ويقول ان أغلبهم لا زال حياً حتى كتابة رسالته, ويبدوا انه يريد أن يقول ان من يَعوزَه البرهان على حقيقة قيامة يسوع من الأموات فليَذهب ويَستَجوبَهُم. الرب ظهر للتلاميذ العشرة في غياب توما (يوحنا 19:20-23). ثم ظهر للأحد عشر ومعهم توما ليأتي ليقتنع بنفسه بحقيقة الجسد والجروح التي فيه. ويقول القديس متي ان المرأتين العائدتين من القبر الفارغ تقابلتا مع يسوع القائم (وأمسكتا بقدميه وسجدتا له...متي 9:28). انهما بالفعل أمسَكَتا بقدميه, ليس فقط انَهُما رأتاه, بل أيضاً أمسكتاه. كانتا شاهدتين حقيقيتين للمسيح القائم.


أحدثت القيامة تغيرات عميقة في التلاميذ بعد الصلب, كان التلاميذ عبارة عن جماعة فاقدة الرجاء, خائفة, رجالاً خابت أمالهُم, مُرتعبين لئلا يُقبَض عليهم ويُصلَبوا هم أيضا, وجل أمالهم كانت أن يعودوا الى أعمالهم الأولى ويَنسوا كل ما مضى. وبعد سبعة أسابيع فقط [في يوم الخَمسين] نرى تغييرا عجيبا في هؤلاء الرجال. كانوا مملوئين برجاء متوهج وثقة, وبشجاعة جَعَلَتهُم قادرين أن يَتَحدوا كل اعتراض في مَسعاهم ليُعَلموا ويكرزوا بالمسيح القائم الحي. علينا فقط أن نتذكر كيف ان بطرس أنكر سيده ثلاث مرات لينجوا بجلده, وبعد شهرين فقط, بطرس هذا عينه نراه واقفاً أمام السَنهَدريم يشهد للمسيح بلا وَجَل مُتَحَدياً كل مقاومة. ما سبب هذا التغير؟ ألا يَلزَم لكل تغيير أن يكون له سبب مناسب؟ كان سبب تغيير بطرس هو اقتناعه بأن يسوع قام من الموت. لقد رأه بالفعل وتحدث معه, انه كان شاهداً, ولأجل هذا كان راغباً في أن يضع حياته لأجل سيده القائم.                                                                                       يؤكد القديس يوحنا ذهبي الفم ان الله سمح ليسوع أن يظل في المقبرة ليس يوما واحدا فقط انما ثلاثة أيام ليقنع غير المؤمنين أنه مات حقاً. يعتقد اليهود أن الأنسان لا يكون قد مات بالفعل الا بعد مرور ثلاثة أيام, ويظنون أن أرواح المُنتقلين تحوم حَول الجَسَد لمدة ثلاثة أيام وفي خلالها يوجد احتمال أن تعود وتسكن الجَسَد, ولكن بعد هذه الأيام الثلاثة فانها تغادر المكان تماما. ولهذا أعتاد اليهود أن يزوروا القبر في كل يوم من هذه الأيام الثلاثة بعد الدفن لينظروا ما اذا كانت الروح قد عادت, وبعد انتهاء هذه الأيام لا يعود لهم رجاء في عودة الحياة. لهذا السبب ذُكرت الثلاثة أيام في قانون الايمان لتُنَبر على حقيقة موت السيد.         علينا أن نتذكر أن اليوم اليهودي يبدأ الساعة السادسة مساء, ويسوع مات ودفن يوم الجمعة قبل الساعة السادسة, وهذا يحسب اليوم الأول, أما يوم السبت بأكمله فكان اليوم الثاني, وفي الساعة السادسة مساء السبت يبدأ اليوم الثالث, والمسيح قام باكراً في صباح اليوم الثالث.                                             أن القيامة حَدَث يُكمل النبوات, كلا من نبوات العهد القديم ونبوات يسوع أيضاً. وَجَدَت الكنيسة الأولى مَرجَعاً للقيامة في (مزمور 10:16). وهذه الأية أستخدمها سفر الأعمال مرتين (أع 31:2, 35:13). انها تشير الى حقيقة أن ألله لن يَسمح للممسوح, المسيا, أن يبقى في الهاوية. وقد أشار كل من بطرس وبولس الى أن القيامة حَدَث وَعَدَ الله به في العهد القديم. لهذا السبب نجد في القانون النيقاوي أن يسوع قام من الأموات في اليوم الثالث [كما في الكتب], أي بحسب ما وَعَد به ألله في العهد القديم. أن يسوع نفسه تنبأ بخصوص قيامته, فبعد أن طهر الهيكل من الصيارفة, طلب منه اليهود أية تُريهُم بأي سلطان يَفعَل هذا: (أية اية ترينا حتى تَفعَل هذا؟ فأجاب يسوع وقال لهم: انقُضُوا هذا الهيكل وفي ثلاثة أيام أقيمه. فقال اليهود: في ست وأربعين سنة بُنيَ هذا الهيكل أَفَاَنتَ في ثلاثة أيام تُقيمه؟ أما هو فكان يتكلم عن هيكل جسده. لذلك لما قام من الأموات تَذكَر تلاميذه أنه قال هذا, فأمنوا بالكتاب والكلام الذي قاله يسوع...يوحنا 18:2-22).       أن قيامة يسوع تُشير الى حقيقة أنه قادر أن يُقيم الناس اليوم. ولا زال الى اليوم يَفتَح القبور ويُعيد الناس الى الحياة. ليست القبور الأرضية ولكن القبور التي نبنيها لأنفسنا, القبور التي تذبُل  منها الحياة ويصير الكل فيها ميتا. أن القبور التي يحبس الناس أنفسهم فيها لا يُحصى لها عدد, والرب يسوع يُحرر من هذه القبور ويعطي نوعية جديدة للحياة.


عندما وضع يسوع في القبر يوم الجمعة العظيمة, مات الرجاء حتى في قلوب أعز أصدقائه المخلصين,ولكن في اليوم الثالث تبدد ظلام اليأس بنور القيامة البهي العجيب. لم يُعد التلاميذ يخافون الموت فيما بعد لأنهم عَلموا أن سيدهم قام من القبر حتى نقوم نحن معه.عاد الى الأرض حتى نؤمن في قيامتنا الجسدية الخاصة بنا. صعد الى السماء ليُعدَ مكانا للمؤمنين به. لقد تأكدوا انه بسبب أن سيدهم مات وقام, فأن الجمعة العظيمة سوف يتبعها دائماً قيامة. حُزن ثُمَ فَرَح, موت ثُمَ حياة.                                                            اليوم هو عيد القيامة.. لنحتضن بعضنا بعضاً, لنتكلم مع من يُخاصموننا, ولننس في القيامة كل عداوة, وبهذا نستطيع أن نرنم ونقول معاَ: المسيح قام : حقاً قام ܀܀܀ 

الشماس يوسف نورو