صوم نينوى بين زمن الطاعون والكورونا
عنكاوا كوم-سامر الياس سعيد ارتبط صوم نينوى بسفر النبي يونان من ضمن الاسفار التي ضمها العهد القديم ولاسيما حينما ارتبط ما اورده السفر ليشير اليه السيد المسيح كاشارة رمزية لايام دفنه وقيامته مثلما هو الحال مع النبي يونان الذي هرب من وجه الله ليستقر في جوف الحوت قبل ان يلفظه الاخير ليعود منذرا اهل مدينة نينوى العظيمة ليرتدوا عن شرورهم وخطاياهم ..يقول البطريرك مار روفائيل ساكو في اشارته لحلول الصوم في زمن الكورونا بان الباعوثة والتي تعني الطلبة لا علاقة لممارسة باعوثا الكنيسة بأهل نينوى، انما يعود تنظيمُها الى تفشي وباء الطاعون في بلاد ما بين النهرين أيام الجاثليق حزقيال(570-581)، حيث مات الالوف من الناس، فدعا الجاثليق الناس الى الصيام والصلاة والتوبة لمدة ثلاثة أيام من اجل زوال الوباء. هذا ما حدث استلهم الجاثليق حزقيال ومعاونوه عناصر سفر ” قصة يونان” لمساعدة الناس على الصلاة والتوبة، فنظَّم مواعظ شعريّة ومداريش شجيّة، اقتبسها من ميامر مار افرام ونرساي وآخرين، وصلوات وطلبات، وسمَّاها “باعوثا نينوى” تيَمُّناً بالصوم الذي ورد في سِفر يونان..وما بين زمن الطاعون الذي دعا الكنيسة لابراز مثل تلك الطلبات وما يمر به العالم جراء تفشي فايروس كورونا والضيقة التي ينشاها الفايروس الخفي لتتواصل الطلبة حينما تحل فرصة صوم نينوى مع اليوم (الاثتين )ليدعو المؤمنين بقلب حي نحو رفع هذا البلاء واستئناف الحياة الطبيعية من جديد ..
