المحرر موضوع: نظرة بعض علماء ألأثار ألسوريين إلى تاريخنا ألأرامي  (زيارة 1833 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل henri bedros kifa

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 653
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
 نظرة بعض علماء ألأثار ألسوريين  إلى تاريخنا  ألأرامي

  لقد  تم  في  ألسنوات  ألأخيرة  إكتشافات  أثرية  مهمة  في  ألجزيرة
حول  أجدادنا  ألأراميين  من تمثال  حداد يسعي و نصه  ألأرامي
و ألأكادي  ثم   إكتشاف  موقع  " بورمرين   Bourmarina " ألمدينة
ألأرامية  ألتي  كانت  ضمن  مملكة  بيت عديني . كذلك  إكتشاف  عدد
كبير  من  لوحات  ألفسيفساء  مع  كتابات  سريانية  في  مواقع  عدة
أهمها  في  دير قنشرين  ألسرياني .
     لقد  نشر  ألأخ  كورية  لحدو  ملخصا  صغيرا  للدكتور  علي  أبو
عساف  حول  كتابه  " ألأراميون  تاريخا  و لغة و فنا " .  و قد  علق
ألأخ  كورية " ولكن السيّئة فيه أنّه يعود إصداره لعام /1988م/ لذلك أظنّ أنّه قد فاتنا في هذا الكتاب كل ما هو جديد وخاصة في مجال المكتشفات الأثرية " . ملخص  ألأخ كورية  موجود  على  هذا  ألرابط
http://www.kenshrin.com/xmb/viewtopic.php?t=7425
 قبل  ألتعليق  أحب  أن  أشير  أن  ألأخ  كورية  لحدو  قد  نشر  ملخصه
في  موقع  ألقامشلي  ألغيور ، و إنني  أعدت  نشره  في  موقع قنشرين
لأهمية  ألبحث  ألعلمية .

 أولا -  " ألأراميون  تاريخا  و لغة و فنا " 
    إنني  غير  مطلع  إذا  كانت  هنالك  دراسات  نقدية  لكتاب  ألدكتور
علي  أبو عساف .  للأسف  ألشديد  لا  يزال  شرقنا  ألحبيب  بعيدا  عن
أجواء  ألنقد ألعلمي  ألبناء . بينما  نلاحظ  في  ألغرب  و منذ  أكثر  من
140 سنة  أن  ألعلماء  ينتقدون  و يعلقون  و يصححون  كل  كتاب جديد
أو  كل  نظرية  جديدة  ، و هذا  مما  دفع  ألباحثين  إلى  مزيد  من  ألدقة
ألعلمية .
  كتاب  د . علي  أبو عساف   هو  من  أهم  ألدراسات  ألعلمية  ألتي
كتبت  عن  أجدادنا  ألأراميين  بأللغة  ألعربية . صحيح  أنه  لا  يضع
لائحة  بأسماء  ألمصادر  و ألمراجع  ألتي  إعتمد  عليها ، و لكنه
يستشهد  بأجدد  ألدراسات  حول  تاريخ  ألأراميين  و هذا  يثبت  متابعته
لكل  جديد  حول  تاريخ  ألأراميين .
  أعتقد  أن  د . علي  أبو عساف    يجيد  أللغة  ألألمانية  إذ  يستشهد
بعدة  دراسات  ألمانية .  ألباب  ألرابع  عن  ألفنون  ألأرامية  يغني
و يعرف  ألقراء  بتطور  ألفنون  عند  ألأراميين  و  من  ألمعلوم  أن
ألباحثين  ألألمان  هم  أكثر  ألذين  درسوا  ألفن   ألأرامي .
  لقد أرفق د . علي  أبو عساف    باب  ألفنون  ألأرامية  ب 58 صورة
عن  هذا  ألفن  مع  ألشروحات  ألوافية .
  بإختصار  إن  كتاب  د . علي  أبو عساف     عن  ألأراميين  هو
مرجع  علمي  بكل معنى  ألكلمة  و هو مرجع  مهم  جدا  رغم  مرور
20  سنة  على  كتابته ، لأن  ألباحث  متخصص  في  تاريخ  ألأراميين
و يعتمد  على  مراجع  علمية  أسوة  بكل  باحث .

ثانيا - أهمية كتاب  د . علي  أبو عساف   ألأدبية .
  من  ألمؤسف  أن  بعض  ألباحثين  ألسوريين  يدعون  أن  أجدادنا
ألأراميين - ألسريان  هم  من  ألعرب  ألقدامى . في  بحث  قديم
 للدكتور عفيف  بهنسي  ، عنوانه "  مصدر  إسم  سوريا  و ألأسماء
ألأخرى ألقديمة " منشور  في  مجلة " ألحوليات  ألأثرية ألعربية ألسورية"
ذكر  في  ألصفحة  105 "  فإن ألأشوريين  و ألأموريين  و ألكنعانيين
و ألأراميين  و ألكلدان  هم  ألعرب  ... "  هذا  موقف  غير  علمي  و غير
دقيق  ، لو  ذكر  هم  "  ساميون / شرقيون "  فهذه  حقيقة  مقبولة  من
كل  ألعلماء .
   سنة  1986 نشر  ألأستاذ  عبد ألهادي نصري  كتابا  عن ألسريان
عنوانه "  شمس آرام.. شمس ألعرب " . و قد  صدر هذا  ألكتاب بمساهمة
و إهتمام  أللجنة  ألسريانية ألمشتركة  بحلب أي  ضمن  ألسلسلة  ألتي
يصدرها  سيادة  ألمطران  يوحنا  إبراهيم  ألموقر . ألأستاذ  عبد ألهادي
نصري  يعتبر  ألأراميين - ألسريان  عربا  إذ  إنه  يهدي  كتابه  إلى :
" ألآرامي.. سليل  ألأجيال  ألعربية  ألمتعاقبة  على  ألأرض ألقديمة " .
صفحة  أ   و أما   في  ألصفحة  6 فهو  يكتب " لقد  كان  ألآراميون
يمثلون  و منذ  منتصف ألألف ألثانية ق.م  ألجسد   ألعربي  ألجامح  أبدا
نحو  ألسيادة  و ألإستقلال  في  ألشام  و ألرافدين .." للأسف  ألشديد
هذا  ألموقف  ألسياسي  سوف  يفقد  هذا  ألكتاب  صفة  ألبحث  ألعلمي
ألأكاديمي . في  ألصفحة 222  كتب  أيضا  "  كان  ألعرب  ألسريان
في طليعة  شعوب  ألمنطقة  ..."
 لو   عدنا  قليلا  إلى  كتاب  د . علي  أبو عساف     حول  ألأراميين
لوجدنا  أنه  لا  يدعي  بأنهم  عربا  و  حتى  أنه  لا  يشير  إلى  ألقربى
بين  ألأراميين  و ألعرب  ألقدامى . لقد  إنصرف   د . علي  أبو عساف   
إلى  دراسة  تاريخ  ألأراميين  بطريقة  أكاديمية  لذلك  سوف  يبقى
كتابه  مرجعا   علميا  في ألمكتبات  ألعربية .

ثالثا - هل  لا  يزال  كتاب  د . علي  أبو عساف     مهما  و مفيدا  ؟
   لا  شك  أن  ألدراسات  حول  ألأراميين  تتطور  و تتقدم  بإستمرار
وقد  ساهم  كتاب  إدوارد  ليبنسكي  عن  ألأراميين  بزيادة  معرفتنا
بتاريخنا  ألأرامي .  و لكن  كتاب   د . علي  أبو عساف     يبقى مهما
لعدة  أسباب :
 أ - أنه  كتاب  علمي  موثوق  عن  تاريخ ألأراميين من  ألمفروض على
كل  سرياني  و مثقف  سوري  ألإطلاع  على  هذا  ألكتاب . لقد  أقيم في
لبنان  سنة  1997 " ألمؤتمر  ألأرامي  ألأول  في لبنان "  و كان  أيضا
تحت  عنوان  " ألآرامية  حضارة  و لغة  و هوية  شعب ". و جاءت
مشاركات  ألحاضرين  خطابات  و عناوين  رنانة  أثبتت  عدم  معرفة
ألمشاركين  تاريخ  ألأراميين  ألعلمي .
ب - إن  ألدراسات  حول  ألفن  ألأرامي  هي نادرة  و أغلبها  في  أللغة
ألألمانية .  فرغم  إزدياد  معرفتنا  بتاريخنا  ألأرامي ، يبقى  بحث
 د . علي  أبو عساف    حول  ألفن  ألأرامي  دراسة  علمية  مهمة .
ج - لقد  أورد   د . علي  أبو عساف    معلومات  جديدة  و مهمة  عن
ألأراميين  ، لم  يلاحظها   أو  يستوعبها   ألمثقف  ألسرياني ، سوف
 

أقدم  مثلا  واحدا    .   
   كتب  د . أبو عساف  صفحة  42  "  و قياسا  على  هذه  ألحالة  كان
شمشي  ايلو  واليا آشوريا  و ملكا  آراميا  يتمتع  بألإستقلالية  ألخاصة
في ألمملكة  ألآرامية  ألسابقة  ألتي  كانت  تعرف  باسم بيت عديني ".
 ألسؤال  ألذي  يطرح  هل  يعلم  ألمثقفون  ألسريان  أحفاد  ألأراميين
من  هو  شمشي ايلو  ؟  و ما   هي  رتبته  في  ألإمبراطورية ألأشورية ؟
أخيرا  رغم  سقوط  بيت عديني  تحت  ألحكم  ألأشوري سنة 855 ق.م
فإننا  نرى  بعد أقل  من  100 سنة  ، ملكها  ألأرامي  شمشي ايلو  أي
بر جايه  يحتل  ألمركز  ألثاني  في  ألدولة  ألأشورية  و هو ألقائد ألأعلى
للجيش  ألأشوري  خلال  عهود  ألملوك أدادنيراري ألثالث810-783
و شلمنصر ألرابع 782-773  و أشوردان ألثالث 772-755 وأخيرا
أشورنيراري ألخامس754-745  ق . م  .

   في  ألنهاية  لا يسعني  إلا  شكر  ألأخ  كورية لحدو  على  تعريفنا
على  كتاب ألدكتور  أبو عساف  لأهميته  ألعلمية  و خاصة  لإحترامه
لتاريخ  ألشعب  ألأرامي ، و نحن  نؤكد  أنه  رغم  مرور  20  عاما
على  إصداره ، فهو  لا  يزال  مرجعا  علميا  مفيدا  .

هنري  بدروس كيفا