ألأخ الكاتب الساخر نيسان سمو الهوزي
سلام المحبة
يقال, والعهدة على الراوي, أن القديس بطرس الرسول طلب من أحد الأموات بعد الدينونة أن يختار الدخول إما إلى الفردوس أو إلى الجحيم. وقبل أن يقرر المُدان الإختيار قاده الرسول بطرس إلى الجحيم أولاً, فرأى ما لم يره في حياته أبداً: موائداً مما لذّ وطاب من الطعام والشراب, أناساً يغنون ويرقصون, حفلاً بأضواءٍ زاهية ومناظر خلابة. باختصار شاهد مشاهداً تحرك غرائز ومشاعر أشد النساك زهداً وتعبداً. بعدها أخذه القديس للتجوال في الفردوس حيث لاحظ المُدان الناس مشغولين ومنهمكين بالتعبد والصلاة, هدوءً وسكينة , صمتاً يثير الكآبة عند ألمع المهرجين... وبعد هذين المشهدين المتناقضين قرر الدخول إلى الجحيم حيث استمتع في ليلة لم يذق مثلها في أحلى أوقات حياته الأرضية.
كانت المفاجأة حينما استيقظ المُدان في اليوم التالي ليجد نفسه بين ألسنة النار حيث البكاء وصرير الأسنان. فهرع إلى القديس بطرس يستنجده. أجابه القديس بهدوء: أنت الذي اخترت ذلك بكامل إرادتك وقد استمتعت بآخر يوم من الحملة الإنتخابية التي انتهت اليوم.
واللبيب من الإشارة يفهم.
تحياتي