سر ظاهرة جونا، آخر ملكة للشعب الآشوري
بولص آدم صدر في أواخر الثمانينات في كلّ من النمسا وألمانيا وسويسرا، كتاب بعنوان «جونا» وكان من أكثر الكتب رواجا، كما كرست لها إحدى أكبر الشركات التلفزيونية الاميركية برنامجا يستغرق ساعة ونصف الساعة تحت اسم «جونا تبوح بأسرارها». مارست جونا الطب الروحاني وكانت فلكية وفيلسوفة وفنانة تشكيلية وشاعرة بل حتى ممثلة على المسرح ومغنية.، وقد أعلنت نفسها في عام 1997 أنّها «آخر ملكة آشورية» للشعب الآشوري. غير أن تاجها الذي كان وزنه 3 كغم من الذهب سُرق من عيادتها بعد رحيلها بالأضافة الى عدد من لوحاتها باهضة الثمن وهدايا ثمينة تلقتها من كبار الشخصيات التي تولت معالجتها.
منحت لقب بطلة العمل الاشتراكي للاتحاد السوفيتي ووسام صداقة الشعوب. ولديها عضوية في المجلس الاستشاري لدى الرئاسة الروسية واتحاد الرسامين الروس واتحاد الكتاب الروس. أشيع عنها طاقاتها الهائلة التي أذهلت البعض.
جونا دافيتوشفيلي، عُرِفَت على أنها المعالجة الأكثر شعبية عن طريق التدليك دون تلامس في الحقبة السوفياتية. لم تكن البلاد تعرف معالجًا أو منجمًا مشهورًا أكثر من امرأة غامضة ترتدي ملابس سوداء ومع العديد من الزخارف الباهظة الثمن، كانت تسمى لغزًا وظاهرة، دعيت إلى أكثر المنازل نفوذًا وشهرة، موثوق بها لعلاج نجوم البوب والفنانين والسياسيين والكهنة ومن عامة الشعب، حتى انهم كان يستقبلونها خلال عودتها الى بيتها في شارع أربات الشهير قرب الكريملن ويتجمعون حولها في حلقة كبيرة فتحدثم عن حالاتهم الصحية والروحية والأجتماعية.. في وقت قصير اكتسب اسمها شعبية واسعة في السوفيتات وأبعد من حدودها. وقد رسم الفنانون المشهورون العديد من صور جونا ، وقد كرس الشعراء هديتها الشافية لقصائد متحمسة، حتى أن العلماء الموثوقين صاغوا مصطلح "ظاهرة جونا".
المعالجة الشهيرة في المستقبل جونا دافيتوشفيلي (مواليد 22 يوليو 1949 وبأسم أوجينيا) في قرية أورميا الآشورية في مقاطعة كراسنودار، من عائلة مهاجر آشوري هو يفاس بيث مَلّك ساركيس. جاء والد جونا إلى الاتحاد السوفيتي من إيران في سنوات ما قبل الحرب العالمية الأولى، لكنه تزوج واستقر في القرية. طوال حياته كان يعمل في مزرعة جماعية، لم يكن رجلاً عادياً وكما زعم العديد من أقارب جونا، فهي نسخة طبق الأصل عن والدها. ومتمكن أيضا التنبؤ بالمستقبل، بل وتوقع وفاته. وفقاً للمعالجة نفسها، كانت لديها علاقة صعبة مع والدتها. بدت ابنتها غريبة جداً عليها: فكثير من الغرابة أخافت والدتها، وكثيراً ما كانت تعاقب الفتاة. كانت طفولة وشباب جونا صعبة. عاشت العائلة بشكل سيء للغاية واضطرت الفتاة إلى بدء العمل من سن 13 عاماً في مزرعة جماعية في كوبان. بعد تخرجها من المدرسة سجلت في كلية روستوف للسينما والتلفزيون، و بعد عامين ودرست في كلية روستوف الطبية وحصلت على تعيين في تبليسي الجيورجية فالمعمول به يومذاك كان التعيين بعد التخرج في اماكن بعيدة.
لعبت شهرتها في جورجيا، دورا كبيرا في حياتها. رئيس هيئة تخطيط الدولة للاتحاد السوفياتي نيكولاي بايباكوف سمع عنها. واقتيدت إيفغيني دافاتاشفيلي بصحبة رجلي مخابرات إلى موسكو لعلاج مسؤول كبير، وبعد فترة انفصلت هناك عن زوجها. وفي عام 1990، أسست جونا دافيتشفيلي الأكاديمية الدولية للعلوم البديلة. في تلك السنوات بلغت أوج شهرتها واستمرت حتى بعد وفاتها وقبل ايام قدمت القناة الروسية حلقة خاصة عنها. والجدل مستمر حول هذه الظاهرة المكتنزة بالأسرار..
في أوقات مختلفة كان مرضى جونا، الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي للاتحاد السوفياتي ليونيد بريجنيف، واندروبوف ويلتسين والبابا يوحنا بولس الثاني الذي اهدته لوحة مريم العذراء بريشتها ويقال انه ظل يحق في يديها طويلا، والفنان ايليا غلازونوف، والممثلون السينمائيون جولييت مازينا، وروبرت دي نيرو،وناستازيا كنسكي ومارسيلو ماستروياني، والمخرجون السينمائيون أندريه تاركوفسكي وفيديريكو فيلليني. عالجت جونا أركادي رايكين، روبرت كريسماس، صوفيا روتارو، فلاديمير فيسوتسكي، المخرج السينمائي سيرجي بوندارتشوك وغيرهم الكثير. وقد غيّر الاتصال الوثيق المستمر مع كبار الشخصيات إلى حد كبير الحياة اليومية. وتخضع لحراسة مستمرة، يرافقها ممثلون عن الكي جي بي. وتوقفت عن التواصل حول مواضيع شخصية عبر الهاتف، وكانت سيارات الليموزين الموفدة من الكرملين تأتي بانتظام لتأخذها من شقتها التي تحولت إلى مقصد يتوافد إليه السياسيون والفنانون للاستشارة. وعرفت بتكتمها، فلم تكن يومًا تكشف عن المشورات التي تقدمها. وفي فترة تألقها دار جدل بين العلماء تناولته صفحات الجرائد والمجلات، يتساءل عن قدرة جونا في معالجة الأمراض، لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل أصبحت هي نفسها موضوع محاجات عنيفة، وخضعت لأبحاث علمية دقيقة استمرت طوال ثلاث سنوات في مختبر معهد التقنية اللاسلكية والالكترونية. وقد أثبتت التجارب حقيقة أن يدي جونا تسخنان أثناء استخدامها لهما في عمليات علاجية، إلى درجة تتمكنان معها من التأثير بجلد الانسان عن بعد وتأثيرهما قوي خصوصا في أماكن الألم. واستنتج أن هذه الظاهرة عبارة عن «تدليك من دون لمس»، بواسطة الأشعة تحت الحمراء التي تنبعث من يدي جونا التي تمتلك هبة الادراك فوق الحسي. وأظهرت التجارب أيضًا أنها تستطيع بقوة ارادتها زيادة قدرة مجالها البيولوجي عدة أضعاف؛ بحيث تستطيع جونا قياس ضغط الدم بنفس دقة الاجهزة الطبية، وتشخيص التهاب جذور الاعصاب واضطرابات نبضات القلب وغيرها العديد من الأمراض المستعصية.
فسّر بعض العلماء «ظاهرة جونا» على أنها عبارة عن تنويم مغناطيسي يخفف عن المريض حالته النفسية. فالتنويم المغناطيسي قادر على شفاء المرضى. وقد حصلت جونا على 13 اختراعا في مجال الطب. أحد الأعمال هو جهاز التصحيح الحيوي Juna-1، وهو آلة للعلاج الطبيعي التي ليس لديها نظائر في العالم. وهو يستخدم لعلاج والوقاية من الأمراض في مجالات أمراض القلب والمسالك البولية وأمراض النساء وطب الأطفال وغيرها من مجالات الطب. ومن المثير للاهتمام أن أنشطة جونا تمت الموافقة عليها من قبل الكنيسة الروسية وهي حالة نادرة. دعاها البطريرك بيمن. ثم زارته مراراً وتكراراً وتحدث إليها لفترة طويلة. باركها للأعمال الصالحة، بل وقدم ساعة ذهبية "نايرا" مع سوار ذهبي مزين بـ الجمشت. وكثيراً ما كانت جونا تزور الأزقة بالقرب من بريشيستينكا، حيث كان يعيش العديد من الشخصيات الكنسية البارزة، ولا يقل كثيراً عن دعوتها إليها. في عام 1981، استضافها فلاديمير غونداييف، الذي كان آنذاك رئيس الأكاديمية الروحية في لينينغراد، وفي وقت لاحق البطريرك كيريل، رئيس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية. مع انها من كنيسة المشرق. ومنحت جونا في أوقات مختلفة أكثر من ثلاثين ميدالية وجائزة، بما في ذلك وسام "الصداقة بين الأمم" الذي منح بموجب مرسوم من الرئيس الروسي بوريس يلتسين في نيسان/أبريل 1994. وهي بطلة العمل الاشتراكي في الاتحاد السوفياتي.
قال المتشككين والمنتقدين لها بأنها النسخة النسائية من راسبوتين "راسبوتين في تنورة" ! والمشعوذة. ولكن تم الاعتراف بقدرات جونا من قبل كل من العالم العلمي والكنيسة. حيث قدم عالمان من اميركا لدراسة وفحص اسلوبها واثبتوا ان ماتقوم به فعال ولها قدرة خارقة.
في السنوات الأخيرة، بعد الوفاة المأساوية لابنها فاخو في عام 2001.
تحولت المرأة المفجوعة إلى منعزلة بعد المأساة، ولم تقدم مقابلات ونادراً ما ظهرت في الأماكن العامة. شاركت جونا حزنها مع المعجبين فقط في عام 2014 في برنامج "وحده مع الجميع". ولا تزال ظروف وفاة ابن جونا غير واضحة. وذكرت دافيتوشفيلي نفسها ان فاختانغ قد لقى مصرعه فى الساونا. توفيت جونا دافيتوشفيلي في 8 يونيو/حزيران 2015 ، وجرت جنازة جون في مقبرة فاغانكوف.. بقي الناس في حيرة من تنبؤاتها الصحيحة حو كارثة تشيرنوبل و غرق سفينة في البحر الأسود وتنبأت بانهيار الأتحاد السوفياتي وبعد كشف بعض الأسرار القديمة مؤخراً، ظهر انها كانت قد اخبرت غورباتشوف عن ذلك مبكرا.. واخيرا وبينما كان ابنها فاخو اعز ماكانت تملك الى جانبها، نظر طويلا في عينيها قبل ان يقول لها بأنه سيرحل ويفترقان وحصل ذلك وتحققت نبوءته عن مومته بعد عام تماماً مثلما حصل مع جده الآشوري. بقي ان نضيف انها سقطت وهي طفلة في البئر اثر محاولتها انقاذ اخيها الذي سقط فيه قبلها وانقذ من قبل اهل القرية واكتشفوا انها ايضا في البئر بعد عشرين دقيقة ولكنها بقيت على قيد الحياة و حكت لاحقا بأنها شعرت بأنها تطير وبصرها نحو السماء.. وكانت في كل تجمع آشوري تستقبل بباقات الزهور مثلما كانت تستقبل في كل مكان وكان عليها في كل مرة ان تلقي كلمة حثت الناس فيها على المحبة والأيمان والتكاتف والحفاظ على التقاليد.
https://www.youtube.com/watch?v=O_CKqPNv16w