المحرر موضوع: أدباء أتراك قاوموا ثقافة الأفلات من العقاب!  (زيارة 1370 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل بولص آدم

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1185
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني



أدباء أتراك قاوموا ثقافة الأفلات من العقاب!

   بولص آدم

  المذابح والإبادة الجماعية للأرمن(1915-1916)التي يصفها أغلب المؤرخين في العالم بأنها أول إبادة جماعية في القرن العشرين، قال عنها الروائي الألماني توماس مان: اول مهرجان عالمي للموت!... إن أصل مصطلح الإبادة الجماعية وتدوينه في القانون الدولي يرجع جذوره إلى القتل الجماعي للأرمن. الموقف التركي الرسمي تجاه مذابح الأرمن على يد العثمانيين. هو ( لن يقول الأتراك أبداً عن آبائهم إنهم كانوا قتلة)! وبهذه الجملة أنهى المؤرخ جستن مكارثي خطابه في البرلمان التركي عام 2005، فوقف النواب الأتراك مصفقين بحرارة لما قاله. تلخص هذه الجملة الختامية موقفهم الرسمي الى حد اللحظة وهو( إن الأرمن كانوا ضحايا حرب سقط فيها أيضاً مئات الألوف من الأتراك والعرب وغيرهم).
  بعد المذبحة الرهيبة بثلاث سنوات اي 1919 كتب الروائي التشيكي فرانز ورفل، رواية تناولت جماعة الدفاع عن النفس الأرمينية (الأيام الأربعون لجبل موسى) هذه الرواية انتقلت لاحقاَ سرًا بين اليهود المسجونين في الأحياء اليهودية خلال المحرقة لأنهم رأوا في تلك الرواية تشابهًا ملهمًا لمحنتهم ودعوتهم للمقاومة. منذ اعتراف الأوروغواي عام (1965)بالأبادة الجماعية للأرمن والحكومات التركية تعبر عن غضبها، وحتى آخرها ورغم ان البيان فيه كلمة(لالوم) وانها ( لكي لاتتكرر ثانية)! ونقصد اعتراف الرئيس جو بايدن رسمياً بمذبحة الأرمن على أنها إبادة جماعية للأرمن.
  غضب تركيا ليس على الدول والمنظمات المُعترفة فقط، بل مورست اقسى وابشع الممارسات والضغوط على مواطنين أتراك من صحفين وادباء ومؤرخين وعامة، لأنهم أدانوا جرائم الأجداد ولم يتمسكوا بثقافة الأفلات من العقاب! التي أصبح فيها الناس يعتقدون أن بإمكانهم فعل ما يريدون دون عقاب في سياق الإبادة الجماعية، فهذا يعني أن ثقافة البلد كانت لدرجة أن الناس شعروا حرفيًا أنهم يمكن أن يفلتوا من القتل.
 تُمارس ضد من يقاوم ثقافة من هذا النوع  اعمال انتقامية. ضد كل من يدين الأبادة.. وربما تذكّرنا حادثة الملاحقة القضائية للكاتب الشهير الحائز نوبل للآداب، أورهان باموك، بتهمة إهانة الدولة التركية وجيشها حين تحدث عام 2005 عن مقتل مليون أرمني على يد الأتراك، بمدى حساسية الأتراك تجاه هذا الأمر. الذي هدد بالسجن ثم بالقتل فهرب الى اميركا.. مرورا بالروائية التركية الأميركية ألف شفق، ففي روايتها( لقيطة اسطنبول)تناول متشابك موسع وادانة لتدمير الأرمن وقلع جذورهم وتدمير نسيجهم الأجتماعي ومعتقداتهم واماكنهم الدينية والثقافية بل محي مليون الى مليون ونصف ارمني من الوجود، وصولاً الى الروائي التركي الألماني دوغان أخانلي فهو مستمر بانتقاد السياسة والتاريخ التركي، "تركيا بالتأكيد لا تحب ذلك. تريد إسكاتي". الروائي الذي تعدى 60 عامًا لا يريد الرضوخ للضغط. قال: "لكن ابتداءً من الستين فصاعدًا، لا أريد أن أصمت بعد الآن".. اعتقل وسُجن عدة مرات وطورد حتى في عطلته باسبانيا وكل ذلك لأنه في رواياته ينتقد ويندد بالأبادة الجماعية وعندما أراد  زيارة والده المحتضر في صيف عام 2010 تم اعتقاله لدى دخوله تركيا، اتُهم بأنه عضو في منظمة إرهابية. قال أخانلي في مقابلات بعد ذلك إنه شعر وكأنه جوزيف ك. في رواية كافكا "محاكمة" ، ليس أقلها معرفته بأنها كانت التزامه بالمصالحة بين الأتراك والأكراد والأرمن، وقبل كل شيء، هناك كتابات وكتب لا ترضي السلطات التركية وتجعل منه كاتبًا مضطهدًا. في نهاية التسعينيات نشر أخانلي ثلاثية، الجزء الأخير منها "قضاة يوم القيامة"، يتناول الإبادة الجماعية للأتراك في عام 1915 ضد الأرمن. يروي أخانلي أيضًا ما قبل التاريخ لهذه الإبادة الجماعية على عدة مستويات، والمذابح التي حدثت في وقت مبكر من عام 1895/96. الإبادة الجماعية للأرمن هي أيضًا موضوع مسرحيته "صمت آن"، التي عُرضت لأول مرة في برلين عام 2012 في مسرح أونترم داش وفي كولونيا. تكتشف فيه الفتاة التركية الشابة صهيبة، التي نشأت في ألمانيا وتتمتع بموقف قومي للغاية، بعد وفاة والدتها، أن لديها أصول أرمنية.. انه الأدب في صلب مهمته، اهتمامه بالتذكر في التذكر العام ، ثانية، إنه الضمير.


غير متصل اخيقر يوخنا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4982
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رابي بولص ادم
شلاما

تختم كلمتك بجملة (الأدب في صلب مهمته، اهتمامه بالتذكر في التذكر العام ، ثانية، إنه الضمير.) انته
والتي  تطرح سؤال لا جواب  صحيح له اذا خاب الضمير  الحي النابض  بالمحبة والمسؤولية كانسان  تجاه
الانسانية عامة
وهنا نتساءل يا ترى كم من اصحاب ضمائر حية تمتلك شجاعة المجاهرة والعلانية
وتشكر

غير متصل بولص آدم

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1185
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
   رابي أخيقر يوخنا
    شلاما
  مرحباً بمداخلتك التي اخترت فيها ما أشرنا اليه من ترابط بين الضمير والمسؤولية لكُتاب لعبوا دوراً كبيراً بابراز الأبادات الجماعية وكان لكتاباتهم دور
 كبيرفي التغلب على فرض الصمت بما يخصها مع المماطلة ودفع ملايين الدولارات لتسويف وتعطيل كل جهد مخلص في طريق الحقيقة..
      لدينا ضحايا من أبناء جلدتنا بمئات الآلآف، الى جانب الأرمن واليونانيين.. مع التقدير

غير متصل ابراهيم برخو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 268
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رابي بولص آدم ...كل الحب والتقدير
إن إلتزام البعض من الكتاب والأدباء الأتراك في الكتابة بالضد من ممارسات حكومتهم، إنما هي مشاركة وجدانية لهموم الشعب الأرمني الذي كان أحد مواطني الدولة العثمانية.وهذا الموقف بحد ذاته يتطلب موقفا صريحا وواضحا ومخلصا للقضية ، ومن ثم تحمل كل التبعات لذلك الموقف الأخلاقي.وتلك هي كشف لحقيقة صراع الخير والشر الذي يسعى له أي إنسان وينتصر للحق في نهاية المطاف.
تحية لكل الأدباء والكتاب الذين يخلصون لمعاييرومعنى الألتزام .

غير متصل بولص آدم

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1185
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
شلاما رابي ابراهيم برخو
محبتي وتقديري
نفهم الأدب ورسالة الكاتب من الكشف الجدي وتغيير الواقع عن طريق الكلمة، بما يتطابق مع الخير والحقّ والعدل.. نحترم مواقف من تم ذكرهم في المقال وغيرهم كثيرين وفي قضايا ابادة أخرى. استعرض الموقف التركي العثماني اليوم:
أردوغان: لا توجد أي دلائل تؤكد المزاعم الأرمينية ويتم استخدام المسألة لدوافع سياسية.
أردوغان: بايدن استخدم عبارات آلمتنا وهي غير محقة ولا أساس لها
أردوغان: دعونا الباحثين إلى تشكيل لجنة للنظر في الأرشيف العثماني لكن أحدا لم يستجب.
أردوغان: موقف بايدن جاء نتيجة ضغوطات الأوساط الأرمينية الراديكالية والأوساط التي تمارس الضغط على تركيا
......................................
بناءا على ما مسطر أعلاه، فالأدب الملتزم له كلمته، كتب سارتر في الأدب الملتزم: 
الالتزام، هو مشاركة الشاعر أو الأديب الناس همومهم الاجتماعية والسياسية ومواقفهم الوطنية، والوقوف بحزم لمواجهة ما يتطلّبه ذلك، إلى حدّ إنكار الذات في سبيل ما التزم به الشاعر أو الأديب:"ويقوم الإلتزام في الدرجة الأولى على الموقف الذي يتّخذه المفكّر أو الأديب أو الفنان فيها.وهذا الموقف يقتضي صراحة ووضوحا وإخلاصا وصدقا واستعدادا من المفكّر لأن يحافظ على التزامه دائما ويتحمّل كامل التبعة التي يترتّب على هذا الالتزام "
 هذه هي ماهية الألتزام وحضرتك أخي ابراهيم قد قرأت كتاباته عن هذه الفاصلة الهامة..معنى الالتزام عريق في الادب، قديم مثل كلّ أدب أصيل، هذا كان رأي سارتر ضمن تفنيده للعديد من آراء معاصريه وكان أبرزها( الأسلوب اولا ثم الفكرة)..ارتأيت ذكر ذلك هنا فهو ينطبق تماماً على مواقف فيها تضحية لكل من باموك و شفق و أخانلي..
 تقبل فائق التقدير ووافر المحبة.

غير متصل وليد حنا بيداويد

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3064
    • مشاهدة الملف الشخصي
ميوقرا رابي بولص ادم
تحية
في الحقيقة لا اعرف ماذا اقول، لربما ان هؤلاء هم معارضين لانظمة الحكم في تركيا ولم تلتقي مصالحهم فصاروا يلتجاون الى اسلوب كسب الارمن او كسب ودهم، فبالامس في خضم صدور القرار الاميركي بادانه جرائم الدولة العثمانية ضد الارمن اصطف المعارضون مع اردوغان ورفضوا قرار الادانه الاميركي وكانه اتهام لتاريخ تركيا الاجرامي وليس حقيقة حدثت
انا اشك جدا ان هؤلاء قاوموا عقوبة الافلات ولكنه كل شئ جائز بلا شك
تحيتي

غير متصل بولص آدم

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1185
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

 ميوقرا رابي وليد حنا بيداويد
  شلاما
موضوع المقالة يتمحور حول ادباء يعتبرون منفيين لأدانتهم مذابح الأرمن وهم يعيشون خارج تركيا، المعارضة ورأيها هذا موضوع فيه التلاقي والأختلاف بين المعارضة وحزب اردوغان حول هذه القضية لأسباب عديدة ومنها التعويضات.. نحيي موقف النائب الأرمني كارو بايلان من حزب الشعب الديمقراطي المعارض، الذي والده احد ايتام المذبحة وعمره 106عام.حيث قال رافعا صورة والده: "لقد ارتكبت الإبادة الجماعية للأرمن على هذه الأراضي، ولا يمكن استعادة العدالة إلا هنا. إن جرح الشعب الأرمني قادر على مداواة المجتمع التركي. وكتب بايلان يقول: "سأتذكر ضحايا الإبادة الجماعية للأرمن ، الذين ينتظرون العدالة منذ 106 أعوام".