الأخ الكاتب يوحنا بيداويد المحترم
تحية ومحبة
تفاعلكم الطيب وجهدكم في كتابة مقالكم ارحب به .
اشكركم على اتفاقكم معنا حول موقف هابرماس من مشروع الجائزة الملتصق بمحمد بن زايد. نؤكد دور مجلة دير شبيغل في مساعدته عبر مقالة نقدية قصيرة ، ان يظل في طريق الحق. ويسمع النقد بجدية من منظور ان هدف الأمارات هو التلميع والتضخيم والبهرجة. وهو تكرار لكل الجوائز التي لها سياسات ظاهرها معرفي وباطنها سياسي وهذه المسألة ليست خافية على أحد. وهناك من استلمها ثم انتقد راعيها انتقادا حاداً ونذكر بقصة الصديق الشاعر العراقي المخضرم سعدي يوسف مع جائزة عويس والتي سحبت منه بعد ذلك ووظفت الماكنة الأعلامية الموالية في تشويه السمعة! وهو من اوائل من اشار الى التعامل المزدوج للأمارات وقطر مع المصنفات التنظيمية الأسلمية والتعامل المزدوج مع التنظيمات الأرهابية ، فمن يدفع المليارات لأسقاط الأخوان في مصر ( 16مليار) فقط لقلب النظام وتثبيت السيسي، هو نفسه من دعم القاعدة في اليمن ويدعم داعش في سيناء واما دعمهم للأرهاب في العراق فحدث ولاحرج.. هو عمل حثيث لشراء موالات تلك التنظيمات اولا وتعطيل اي ربيع عربي في اي دولة وتثبيت نظام حكم عائلة زايد، التي بمحمد بن زايد خرجت عن شعار زايد المؤسس وسياسته(اصلاح ذات البين) وآخر نشاطات محمد بن زايد الحضارية التقدمية السلمية هو التمويل والتحويلات التي ذهبت الى بي كا كا في شمال العراق ومن تضرر من كل تلك النشاطات التمويلية عبر بؤرة غسيل الأموال والتحويلات المموهة بأساليب شيطانية تشرف عليها شركات استخباراتية هي في ومن هذه المدن التي ظهرت فجأة بفظل النفط والأنكليز في الصحراء كان شعبنا وآخرها قرية جلك! اما لماذا لم تولد تجربة مماثلة على ارض النفط في العراق، فلاالأنكليز تحمس ولا العراقيين من ولاة الأمر سعوا الى ذلك .. الأنكليز لايرغبون الى يومنا هذا ان ينهض العراق واحد اسباب ذلك هو حضارة العراق ! فمن السهل تصميم وانشاء دويلات مضمون تبعيتها ومضمونة نيتها بتقاسم خيرات الأرض النفطية والغازية دون عقبات بل وتنفيذ الأجندات البريطانية سابقا والأمريكية لاحقاً حرفياً ولن أتحفظ بالقول ان دويلات البترول ساهمت بشكل فعال في تدمير العراق. ما نذكره اعلاه له مايثبته من مصادر رسمية اميركية وغربية.. المانيا هابرماس ولادة المفكرين والفلاسفة هي ولادة التقدم في كل مجالاته، اما ابو ظبي الجائزة فهي شارية للتقدم المزيف.. ولو اخترت بين ان لايُظلَمَ احد الطرفين فقد اخترت هبرماس وانت متفق معي في ذلك. يظلم نفسه هابرماس لو استلم المبلغ وهو ليس بحاجة اليه، يكفيه واكثر ما ينزل في رصيده البنكي من واردات حقوق ونسب منصوص عليها في عقده في دار نشر شوركامب التي تنشرها وتحفظ الملكية الفكرية. ليس مثل دور نشر الأمارات التي كحال معظم دور النشر العربية والخليجية التي تستغل مؤلفي الكتب، ومع هذا ستكون كتب هابرماس المترجمة واغلبها فيها اخطاء تؤثر وتشوه النص الفلسفي. طبعاً انها ترجمات كيفية واغلبها دون شراء حقوق النشر والترجمة. ستكون كتبه حاضرة في معرض ابو ظبي للكتاب القادم بعد ايام. وفي نفس الوقت اقول مبروك عليهم مدنهم ونحن ليس لنا نصيب كمغضوبين بدون سبب عليهم لا من الأمارات ولاغيرها وفي الوقت الذي ساهمت منظمة المانية بتعمير كنيسة دمرها داعش، فقد تبرعت الأمارات باعادة بناء الجامع الذي خطب البغدادي المقبور، فيه!
في رسالة الماجستير( نواح من المجتمع في العصر العباسي) التي قدمتها الى الجامعة الأميركية في بيروت المؤرخة ألبرتين جويدة 1948 وهي من ابناء شعبنا، تستعرض بشكل يثير الأعجاب حالة المجتمع سياسيا دينيا اقتصاديا واجتماعياَ في القرن الرابع الهجري، وفي جملة لفتت نظري، تؤكد فيه ان الحال لايختلف في تلك الفترة عن الحال الآن كثيراً اي عام 1948! ذلك صحيح والمشكلة الرئيسية في المنطقة ان الأنسان اصبح مُستهدفاً بدل أن يتم بناؤه وتوفير البيئة السليمة لكي يحيا بكرامة.
أما عن الغرب و عن اسلوبية وتمظهرات تعامله مع الفكر، ارجو ان يقرأ المقال من لم يقرأه على الرابط:
https://ankawa.com/forum/index.php/topic,970044.msg7695116.html#msg7695116