المحرر موضوع: السياسة الهجومية الايرانية , والسباتية العربية , الى اين ؟  (زيارة 1090 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل منصور سناطي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 896
    • مشاهدة الملف الشخصي
  السياسة الهجومية الايرانية , والسباتية العربية , الى اين ؟

    دأبت السياسة الايرانية منذ ازاحة الشاه الى السياسة الهجومية التصديرية فتدور معاركها على ارض العرب , ونجحت الى حد كبير في تصدير ثورتها , وتسيدها اقليميا , جاعلة لبؤر التوتر التي حلقتها اوراق مساومة لا
يمكن للغرب تجاهلها , فها هي قضية العرب المركزية ( قلسطين ) ., نجحت بواسطة منظمة حماس في اقتطاع
غزة عن الضفة الغربية بقوة المال والسلاح الايراني , والانقلاب على الشرعية , واصبح الفلسطيني يقتل مرتين
مرة بيد اسرائيل , واخرى بيد ابن بلده .
   ونجحت في السيطرة على حكومة المالكي في العراق , بواسطة الميليشيات الشيعية بقوة المال والسلاح الايراني, وسيصبح العراق ولاية ايرانية بعد الانسحاب الامريكي كلقمة سائغة  .
  قوضت الشرعية اللبنانية بواسطة حصان طروادتها ( حزب الله ) , بقوة السلاح الايراني السوري  , فاصبح
اقوى من الدولة  , وفشلت جولات عمرو موسىالمكوكية  لغرض المصالحة لاْن من فاوضهم لا يملكون القرار .
   اشعلت الحرب المذهبية في جبال صعدة اليمنية بتزويدهم بالمال والسلاح .
الاستمرارية في تفجير الوضع الداخلي في مصر بالمال الايراني , لكن يقظة الحكومة افشلتها .
احتلالها للجزر الثلاثة التابعة للأمارات العربية  .
  محاصرتها للسفارة الكويتية في طهران  وتعرض السكرتير الثالت للأهانة والضرب  .
لا تتردد ايران في الاعلان صراحة بأشعال منطقة الخليج اذا ما تعرضت الى ضربة  امريكية او اسرائيلية  .
    يفهم مما تقدّم من وقائع على الارض , بنجاح ايران بتصدير الثورة , وتعريض المجتمعات العربية الى
السلب والنهب الايراني والسيطرة على مصادر القرار في العراق ولبنان وفلسطين . وهي الحرب الهجومية
التي لم تخفت يوما ضد كل الدول العربية , عدا النظام السوري الذي اختار القتال والاصطفاف مع ايران ضد
العرب  .فغدا سكينا في خاصرتهم  .
    ومن هذا الواقع المحزن من الهجوم الفارسي على مقدرات العرب ووجودهم وكيانهم , هناك السبات العربي الذي افلّ نجمه وخبا القه بعد دأب كل نظام للمحافظة على عرشه الطاووسي , ولا يهمه ما يجري لجاره العربي
الذي ابتلعته ايران , ولا يدري اذا ما استمر الحال على هذا المنوال ستدور عليه الدوائر ويأتي دوره لا محال  .
   لقد اّن الآوان للعرب لكي يتحركوا وبسرعة , ليضعوا حدا للسياسة الهجومية الفارسية , واجبارها على التقهقر
والانكفاء داخل حدودها , والاهتمام بشعبها الفقير المبتلى بنظام الملالي  والفاقد لابسط  الحقوق والحرية  .
   ولا يخفى بأن ايران ستساوم مع امريكا والغرب حول برنامجها النووي , على حساب ومقدرات الدول العربية
الغائبة عن دائرة الصراع الذي يخصها , تاركة لايران اليد الطولى للتحكم اقليميا بمصير العرب ومستقبلهم  .
  لكل ما تقّدم على الدول العربية عقد قمة عاجلة , لا كبقية القمم التي كانت حبرا على ورق , بل قمة عربية فاعلة وقوية , تقص اجنحة النظام الفارسي , وتضعه في حجمه الصحيح ., قبل ان يبتلع بقية الدول العربية ,
ودول الخليج في المقدمة  , فهل يفيقوا من سباتهم ؟ نتمنى ذلك قبل فوات الآوان  .

                                                                                             بقلم – منصور سناطي