السياسة الهجومية الايرانية , والسباتية العربية , الى اين ؟
دأبت السياسة الايرانية منذ ازاحة الشاه الى السياسة الهجومية التصديرية فتدور معاركها على ارض العرب , ونجحت الى حد كبير في تصدير ثورتها , وتسيدها اقليميا , جاعلة لبؤر التوتر التي حلقتها اوراق مساومة لا
يمكن للغرب تجاهلها , فها هي قضية العرب المركزية ( قلسطين ) ., نجحت بواسطة منظمة حماس في اقتطاع
غزة عن الضفة الغربية بقوة المال والسلاح الايراني , والانقلاب على الشرعية , واصبح الفلسطيني يقتل مرتين
مرة بيد اسرائيل , واخرى بيد ابن بلده .
ونجحت في السيطرة على حكومة المالكي في العراق , بواسطة الميليشيات الشيعية بقوة المال والسلاح الايراني, وسيصبح العراق ولاية ايرانية بعد الانسحاب الامريكي كلقمة سائغة .
قوضت الشرعية اللبنانية بواسطة حصان طروادتها ( حزب الله ) , بقوة السلاح الايراني السوري , فاصبح
اقوى من الدولة , وفشلت جولات عمرو موسىالمكوكية لغرض المصالحة لاْن من فاوضهم لا يملكون القرار .
اشعلت الحرب المذهبية في جبال صعدة اليمنية بتزويدهم بالمال والسلاح .
الاستمرارية في تفجير الوضع الداخلي في مصر بالمال الايراني , لكن يقظة الحكومة افشلتها .
احتلالها للجزر الثلاثة التابعة للأمارات العربية .
محاصرتها للسفارة الكويتية في طهران وتعرض السكرتير الثالت للأهانة والضرب .
لا تتردد ايران في الاعلان صراحة بأشعال منطقة الخليج اذا ما تعرضت الى ضربة امريكية او اسرائيلية .
يفهم مما تقدّم من وقائع على الارض , بنجاح ايران بتصدير الثورة , وتعريض المجتمعات العربية الى
السلب والنهب الايراني والسيطرة على مصادر القرار في العراق ولبنان وفلسطين . وهي الحرب الهجومية
التي لم تخفت يوما ضد كل الدول العربية , عدا النظام السوري الذي اختار القتال والاصطفاف مع ايران ضد
العرب .فغدا سكينا في خاصرتهم .
ومن هذا الواقع المحزن من الهجوم الفارسي على مقدرات العرب ووجودهم وكيانهم , هناك السبات العربي الذي افلّ نجمه وخبا القه بعد دأب كل نظام للمحافظة على عرشه الطاووسي , ولا يهمه ما يجري لجاره العربي
الذي ابتلعته ايران , ولا يدري اذا ما استمر الحال على هذا المنوال ستدور عليه الدوائر ويأتي دوره لا محال .
لقد اّن الآوان للعرب لكي يتحركوا وبسرعة , ليضعوا حدا للسياسة الهجومية الفارسية , واجبارها على التقهقر
والانكفاء داخل حدودها , والاهتمام بشعبها الفقير المبتلى بنظام الملالي والفاقد لابسط الحقوق والحرية .
ولا يخفى بأن ايران ستساوم مع امريكا والغرب حول برنامجها النووي , على حساب ومقدرات الدول العربية
الغائبة عن دائرة الصراع الذي يخصها , تاركة لايران اليد الطولى للتحكم اقليميا بمصير العرب ومستقبلهم .
لكل ما تقّدم على الدول العربية عقد قمة عاجلة , لا كبقية القمم التي كانت حبرا على ورق , بل قمة عربية فاعلة وقوية , تقص اجنحة النظام الفارسي , وتضعه في حجمه الصحيح ., قبل ان يبتلع بقية الدول العربية ,
ودول الخليج في المقدمة , فهل يفيقوا من سباتهم ؟ نتمنى ذلك قبل فوات الآوان .
بقلم – منصور سناطي