المحرر موضوع: حبيبتي مسكن الثالوث  (زيارة 524 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل اولـيفر

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 546
    • مشاهدة الملف الشخصي
حبيبتي مسكن الثالوث
« في: 21:13 23/09/2021 »


حبيبتي مسكن الثالوث
Oliverكتبها

- حبيبتي .هذه التي فتحت لي أبوابها حين منها دنوت.فتحت قلبها .سكنت أحشاءها كجنين و منها خرجت إبن الآب حبيب الأقنوم الأول.لابس الأقنوم الثاني المسيح الفادي يسكنني الأقنوم الثالث روح الله القدوس.فيها نلت شركة الطبيعة الإلهية.خرجت من بطنها أسير علي قدمين فانيتين لكن رأسي تبصر السماء.يحملني جسد ضعيف لكن روح القوة يسكنني أمشي كخاطئ و أتكلم كخاطئ و أعيش كخاطئ لكن خلاص المسيح غافر و روحه يعمل في بنعمة ليحركني دوما إلي التوبة.فأبدو أنا المعتاز أن الغني ينهمر قدامي مجاناً كما لإبن الملك..لهذا أنت حبيبتي.فما أخذته منك ليس متوفرا في العالم كله.ليس بين متاجر العالم من يقدم هذه النعم.ليس بين أحباء العالم من يملك أحشاك التي تبادلت فيها موتي بموت المسيح و فنائى بحياته.أيامى بأبديته و صرت ليس كما كنت.ليس في مساكن الأرض مسكن مثل حبيبتي الكنيسة.
- حبيبتي الباقية ينهمر منها دم المسيح و يصير علي مذبحها المن السماوي .سماء أنت.الخروف في وسطك مذبوح و نحن حوله.نأخذ خلاصنا مجاناً.نسكب زفراتنا و ننال سلاماً.نسمع من فوق المذبح نداء السماء تقدموا تقدموا.تعالوا إلي يا جميع المتعبين فنأتي و نرتاح.حبيبتي يا صنعة الثالوث.كفاك مجداً أنك مسكن الله ذاته.كلما جئناك وجدناه فيك .أنت لم تخلو من الإله يوماً فكيف لا تكوني حبيبتي.
- حبيبتي.شبكة المسيح .جامعة السمك الكبير و الصغير.حتي الشوائب تجمعينها لعل الكسر في يد القدوس تنجبر و تصبح خبزاً مشبعاً.يوما بعد يوم يتألق جمالك.فيك وحدك نعيش الزفاف الإلهي.حين يبدأ نذهب.نجد الوليمة معدة.أب العريس يخدمنا بذاته الرفيعة.من أجل إبنه الذى أطاع حتي الموت يقبلنا و لا يزدري بنا.فيك نعرفه و نتعلم لمسة العريس.يتم الزفاف فلا ننشغل بالمدعوين و لا بالمرفوضين.نحن لا نلاحظ لابسي ثوب العرس و لا خالعيه.ليس شأننا هذا بل مهمة الآب.هو يفرز الناس و نحن ننشغل بالزفاف.لمسة العريس تشغلني.فالعروس متي وضعت يدها في يد العريس تبصر الناس كمن لا تبصرهم.تري الحفل بعيون أخري.هي منشغلة و فكرها ذاهب إلي زمن بعيد بعيد.لا تري شموع الأشابين و لا تسمع زغاريد المدعوين.لا تدرك من حضر و من غاب لأن عيني عريسها تجتذبها إلي داخل الحجال.فتعيش رجاء الإتحاد الإلهي غير مهتمة بالضجيج البشري.لأنك حبيبتي و موضع زفافي أحبك.لأن لمسة العريس فيكي أحبك.
- حبيبتي يا كنز النعم.لم تفتقري يوماً.القداسة تكسوك يا ساكنة الروح .فيك تتصور الأجنة السمائية.تتغير الطبائع.يدخل الجهلاء داخلها فيخرجون متسربلين بروح الحكمة.يدخلونك بعيون دامعة و يخرجون مبتهجين بالخلاص.لا يعرفك من يصفك بالناس لأن وصفك هو بالمسيح الذى يحل فيك.لا يدرك قيمتك من ينشغل بهذا و ذاك متغافلاً عن العريس الواقف عالياً وسطك ماداً يده لمن يقبل و لا يخرجه خارجاً.الذى يظنك صناعة بشرية يخرج منك فقيراً مغلوباً.الذى لا يبصر الروح يملكك يتوه بين الناس و يخسر.أدخلوا يا شعب المسيح ناظرين للمسيح فالناس لا يخلصوا الناس بل الرب وحده مخلص و به ننشغل و إليه تحن أرواحنا.
- الخارجون من تحت مياهك مولودون بسر عجيب لا يدركه إلا من يعيشه.فماؤك ليس كمياه العالم.لأنك من سيدك أخذت نبعاً حين صار هو نبعك.فينظرون تحت الماء ليجدوا أساس الإيمان يحمل هيكلك و يحملنا فى هيكلك.
- حبيبتي .جُرحت مثل سيدك.دمك ينزف علي يديه المثقوبتين و لا يتسرب منهما.يضربون بالقصبة علي رأسك كما فعلوا بالعريس يستعملون السلطة و ما زال بيلاطس يغسل يداه بلا جدوى..يطعنون بنفس الآلات القديمة.يتجرأون و يستهزئون مع أنك لابسة الأرجوان لكنهم عميان عن مجدك.لا تبالي يا حبيبتي يا شبيهة سيدك.فهذا دورك.أن تشبعي آلاماً و تمنحي البركات.لقد شاء القدوس أن تكوني سماءا فلا تبالي من غبار الأرض لأنه ينقشع سريعاً.ضعي بكاءك مع بكاءي لكي ننال فرحتين معاً.فأنا أفرح بك و أفرح بسيدك.أنت أيضاً تفرحين بي حين إليك أعود.لا أري فرقاً بينك و بين السماء .كلما تشاغلت عن الناس إقتربت الرؤية.تلاشت الإنشغالات و صار الفكر حراً.لا موضع للإدانة فيك و لا قلبي يرغبها كقلبك.دعينا نصالح الناس بالله.فعينيك الدامعتين لأجل خلاصهم هم نفس عيني العريس المشتاق إلي عذراءه المخطوبة له.دعينا نتلمس الشاردات في الصحراء و نجمعهن لمن يجعلهن صالحات لمملكة.أليس الحب وظيفتنا.أليست التوبة عملنا.فهيا لننهض غير مبالين بأعراف الأرض و قيودها .تعالي يا محكومة بقانون العريس لنفتقد عذاراه.لا زال في الأرض بائعي الزيت و ما زالت في أيادينا مصابيحنا حتي الفارغات.لكن العريس لم يأت بعد فلنذهب و نستعد.