المحرر موضوع: تعقيبات وملاحظات على مقابلة اسيرياسات مع نيافة الاسقف مار ميلس  (زيارة 2755 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل الخوري عمانوئيل يوخنا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 418
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
تعقيبات وملاحظات على مقابلة اسيرياسات مع نيافة الاسقف مار ميلس

اطلعت على ترجمة موجزة لنص المقابلة التلفزيونية لتلفزيون (اسيريا سات) والتي اجراها الدكتور سركون داديشو مع نيافة الاسقف مار ميلس زيا، سكرتير المجمع السنهاديقي لكنيسة المشرق الاشورية المقدسة، والمنشورة ترجمتها الانكليزية على منتدى بين النهرين للنقاش على الرابط التالي:
http://www.betnahrain.org/bbs/index.pl/noframes/read/18737
الا انه لم يتاح لي مشاهدة المقابلة على التلفاز.
من قراءة النص المنشور للمقابلة التلفزيونية اود وقبل كل شيئ ان اقدم الشكر والتقدير لنيافة الاسقف الجليل مار ميلس زيا على ما قدمه من ايضاحات ومعلومات في المحاور المختلفة للمقابلة وبخاصة في المحاور المتعلقة بواقع الكنيسة القائم وتمرد الاسقف الموقوف مار باوي واتباعه، ويشارك في تقديم الدعم المؤسساتي والمعنوي والاعلامي والـ"جماهيري" له، وللاسف الشديد، بعض الاكليروس من كنائس شقيقة (يحرك بعضهم ولاءهم ولونهم السياسي، والاخر روح الانتقام، والاخر عقد متاصلة في فهمهم للوحدة المسيحية) الا انهم جميعا مدركين في قرارة انفسهم انهم مخطئون وانهم يسيئون الى كنائسهم اولا قبل ان يسيئوا الى كنيسة المشرق، مثلما يسيئون الى الجسد المسيحي ويزيدونه الاما ويقتلون بعملهم هذا مبادئ الاحترام المتبادل والشراكة المسيحية بين الكنائس الرسولية الشقيقة.. لنصلي جميعا من اجلهم لينير الرب عقولهم وقلوبهم..
كما لاحظت في نص المقابلة عدد من النقاط التي اوردها المحاور الدكتور داديشو مما تسترعي الاشارة اليها تعميما للفائدة..
والله من وراء القصد..

اولا: تطرقت المقابلة الى الاعانات المرسلة من الاسقف الموقوف الى اللجنة الخيرية وقوله بانه ما الفرق بان تذهب عن طريق اللجنة وباسمه وليس عن طريق الكنيسة وباسمها.
نقول لسيادة الاسقف الموقوف والذي اقام الدنيا ولم يقعدها بادعاءات النزاهة والمصداقية والشفافية والحقيقة، نقول له: هل صحيح انك لا تعلم الفرق؟ شخصيا اجزم يقينا انك تعلم الفرق علم اليقين.. ومع ذلك، فاذا كنت فعلا تجهل الفرق، فاسمح لي ان اقول لك ان الفرق كبير وشاسع..
وباختصار شديد (لانني متاكد انك تعلم الفرق ولا حاجة لي للشرح المطول) اقول:
انها خيانة للامانة وانها سرقة لتبرعات المؤمنين وسرقة لعمل الكنيسة.
انك وضعت جهد الكنيسة وتضحيات وتبرعات ابناءها من اجل مصلحتك الشخصية ومصلحة الجهة السياسية التي تشاركك في التامر على الكنيسة.
بل واكثر من ذلك.. ان ما قمت به هو بهدف تاليب ابناء الكنيسة على مرجعياتهم وكنيستهم وتصويرها على انها لم تقدم لهم شيئا ولا تبالي بهم، وتصوير نفسك انك الاسقف المثالي والوحيد الذي تشاركهم احتياجاتهم ومن خلال جهة سياسية معينة ومعروفة.

من ناحية اخرى، فان هذه التجربة المريرة مع الاسقف مار باوي تؤكد حاجة كنيسة المشرق الاشورية الى منظمتها الانسانية كما هو حال بقية الكنائس (كاريتاس في الكنائس الكاثوليكية، دياكونيا في الكنائس اللوثرية، وغيرها)..
ان منظمة انسانية لكنيسة المشرق الاشورية هي الاطار القويم والسليم لمساهمة الكنيسة في دراسة واعداد وتلبية الاحتياجات الانسانية وبرامج الدعم الاجتماعية والتربوية والتنموية وغيرها وبخاصة في الوضع الراهن، وبخاصة مع الاستعدادات التي اثبتها الانسان الاشوري للعطاء والتضحية والتبرع والتضامن مع اخوته في احتياجاتهم حيث تجاوزت الارقام المعلنة لتبرعات المهجر الاشوري الى المؤسسات "الخيرية" الاشورية عدة ملايين من الدولارات في الاعوام المنصرمة.
كما انها الالية السليمة التي يمكن لها ان تنال ثقة المتبرع الاشوري بمصير تبرعاته خاصة بعد ان اساء البعض استخدام هذه التبرعات وقاموا بتوظيفها لاهداف شخصية وحزبية وفئوية. بل وان هذه المنظمة ربما تكون الحل الوحيد لاعادة ثقة المتبرع الاشوري بمصير تبرعاته بعد انهيار هذه الثقة بسبب سوء التوظيف والاستغلال الذي قام به هذا البعض. (فمن غير المعقول بتاتا ان تتم في رعيات كنيسة المشرق وبمشاركة بعض اكليروسها جمع التبرعات لمؤسسة "خيرية" سياسية التزمت وشاركت في التامر على الكنيسة والاساءة الى مرجعياتها.. ومن غير المعقول بتاتا ان يقوم عدد من اكليروس الكنيسة بتقديم "التبرعات" الى مؤسسة "خيرية" سياسية تقوم بطعن الكنيسة في الظهر.)
ناهيك ان هذه المنظمة ستكون خطوة في الاتجاه الصحيح للعمل المؤسساتي لكنيسة المشرق بما يعنيه ذلك من تطوير لاداء الكنيسة تجاه ابناءها، وتفعيل مشاركات ابناءها من العلمانيين بمختلف الاختصاصات في خدمة كنيستهم، وبما يعنيه ذلك من تفرغ الاكليروس لمهامه الراعوية.
صحيح ان العديد من المنظمات الانسانية نفذت برامج انسانية لابناء شعبنا وبرامج راعوية لكنائسنا (وبينها كنيسة المشرق الاشورية) (على سبيل المثال: لعرض صور للبرامج الراعوية التي نفذتها كابني لكنيسة المشرق الاشورية انقر هنا :
http://www.etota.de/Emanuel/Articles/CAPNI_AssyrianChurch.pdf
 ولعرض صور للبرامج الراعوية التي نفذتها كابني لكنيسة المشرق القديمة انقر هنا:
http://www.etota.de/Emanuel/Articles/CAPNI_AncientChurch.pdf

الا ان هذا لا يلغي مطلقا حاجة الكنيسة الى منظمتها الانسانية.
 
ثانيا: احد الاسئلة كان عن ادعاء قيام (اللجنة الخيرية الاشورية) وبتمويل من منظمة المساعدات الامريكية ببناء ستة قرى لابناء شعبنا في محافظة دهوك.
ولاجل توضيح الصورة واعطاء المعلومات نقول ان ادعاء تشييد ستة قرى لشعبنا من اللجنة الخيرية هو ادعاء عار عن الصحة تماما، بل ان القريتين الاشوريتين ضمن المشروع لم يتم انجازهما مطلقا.
هذا الادعاء سبق وان اوردته اللجنة الخيرية في النشرة التي تصدرها في اميركا باسم (Tree Of Life) حيث يرد الادعاء بتشييد 6 قرى!!! و350 دار!!! وغيرها في الصفحة الاولى من عددها المرقم 3 من المجلد 3 الصادر في خريف 1999.. انقر هنا لعرض الصفحة:
http://www.etota.de/Emanuel/Articles/AssyriaSAT/TOL_3_99_p1.pdf
كما ورد الادعاء ايضا في نشرة بالسويدية باسم (Assyrian News) اصدرها المركز الاعلامي الاشوري في السويد!! عام 1996.. انقر هنا:
http://www.etota.de/Emanuel/Articles/AssyriaSAT/ADM_Sweden.pdf

ادناه بعض النقاط:
اولا: ان الجهة الممولة كانت (OFDA).
ثانيا: ان الجهة التي استلمت الاموال لـ"تنفيذ" المشروع هو اللجنة الخيرية الاشورية وذلك عام 1995.
ثالثا: ان التمويل تضمن تشييد 6 قرى وجميعها ضمن قضاء سميل وكما يلي:
1- قصر يزدين وهي قرية كردية يزيدية.. (بحسب ص119 من دليل محافظة دهوك الصادر سنة 1995 فان البناء هو 94 دارا وبحسب (Assyrian News) فالعدد هو 83). انقر هنا لعرض صفحة الدليل:
http://www.etota.de/Emanuel/Articles/AssyriaSAT/DohukIndex.pdf
2- كوتبه وهي الاخرى قرية كردية يزيدية. عدد الدور بحسب المصدرين هو 20
3- سرشور وهي قرية كردية مسلمة.. عدد الدور بحسب دليل محافظة دهوك هو 20 دار ايضا، في حين ان النشرة الاخبارية للحركة في السويد لا تاتي على ذكرها!!! وتكتفي بايراد خمسة قرى فقط، في حين ان نشرتها وتقاريرها في الولايات المتحدة تتحدث عن ستة قرى دون ايراد اسماء جميعها.
4- باختمة وهي قرية اشورية.. (بحسب دليل محافظة دهوك فان البناء هو 81 دارا وبحسب (Assyrian News) فالعدد هو 80).
5- صوركا وهي قرية اشورية ويزيدية مختلطة. عدد الدور بحسب المصدرين هو 70
6- افزروك وهي قرية ارمنية.. عدد الدور بحسب المصدرين هو 65
رابعا: تم تشييد الثلاث قرى الكردية والايزيدية.. اما قرية افزروك فلم يتم تشييد كل فقرات البرنامج..
اما القريتان الاشوريتان، باختمه وصوركا، فهما الوحيدتان اللتان لم تشيدا!! حيث تركتا الى منتصف البناء واستخدم بعضها لايواء الحيونات!! ومن بعد تحميل ابناء القرية مساهمات مادية على اساس مشاركاتهم في التشييد...
لمشاهدة الصور لما تسميه اللجنة الخيرية اعمار قريتي باختمة وصوركا انقر هنا..
http://www.etota.de/Emanuel/Articles/AssyriaSAT/BakhitmaSorkaAAS_Photos.pdf
وبقيت القريتين غير مشيدتين الى ان تم تشييدهما مؤخرا ضمن برنامج اعادة اعمار القرى الذي يقوم به السيد سركيس اغاجان

وحيث ان الشيئ بالشيئ يذكر، فانه هذا ليس الادعاء الوحيد من قبل اللجنة الخيرية بتنفيذ ما لم تنفذه فهناك الكثير الكثير من الامثلة الموثقة التي يضيق بها المجال هنا.

لقراءة المزيد من الامثلة المدعومة بالصور والوثائق: انقر هنا..
http://www.etota.de/Emanuel/Articles/AssyriaSAT/MoreDetailsAAS.htm

ما اوردته اعلاه لا يلغي حقيقة قيام اللجنة الخيرية بتنفيذ العديد من المشاريع الانسانية.. مثلما ان هذه الامثلة ليست غايتها الاساءة الى النشاط الانساني للجنة الخيرية او للمتبرعين لها..
ولكن  الغاية من ما سبق ايراده هو تاكيد حقيقة وجود ازدواجية مقصودة في ادعاء تنفيذ المشاريع او ازدواجية مقصودة في طلب التمويل لها مما يسبب هدرا لمصادر الدعم والتمويل اضافة الى فقدان الثقة والمصداقية ما يؤثر سلبا في هذه المصادر.
وهذا يؤكد الحاجة الى تحييد النشاط الانساني والحاجات الانسانية للانسان والشعب الاشوري من التوظيف السياسي والحزبي بغاية الحصول على مكاسب اعلامية او مالية.. وهذا الهدف النبيل لا يمكن تحقيقه الا من خلال تحييد المؤسسات الخيرية والانسانية من الارتباط الحزبي والولاء السياسي الفئوي.
ان الحاجة الانسانية ليس لها هوية او انتماء سياسي او حزبي او فئوي..

ثالثا: اشار المحاور الدكتور داديشو الى ما ورد في النص التحريري للمقابلة مع الكاردينال كاسبر والمنشورة على موقع زينت للاخبار:
http://www.zenit.org/article-19948?l=english
وتحديدا الفقرة التي تتضمن النص الحرفي التالي:
(Cardinal Kasper: The Assyrian Church of the East is one of the smaller Wastern Churches, at least in the number of the faithful.)
حيث اثار النص الكثير من الاقاويل والاستنتاجات ومن بينها الكثير من الاساءات والتهجمات على الكاردينال كاسبر تحديدا والكنيسة الكاثوليكية عموما.
شخصيا اعتقد ان هناك خطا كبيرا في ردود الافعال هذه، حيث اعتقد يقينا ان الكاردينال كاسبر له من العلم والدراية ما ينزهه من خطا اعتبار كنيسة المشرق كنيسة غربية.
الخطا، برايي، وببساطة ليس من الكاردينال كاسبر بل من هيئة تحرير المجلة الاخبارية، حيث قامت بطبع النص خطأ: (Wastern).. لاحظ الخطا (Wastern) وليس (Western) او (Eastern).
فانا اعتقد ان الخطا الطباعي هو في طباعة (W) بدل (E) لكونهما متجاورتان في لوحة مفاتيح الطباعة.. اي ان النص الاصلي هو (Eastern)
وليس الخطا الطباعي (a) بدل (e) في (Wastern).
ويبدو لي ان مبالغة المبالغين في الاستنتاج والاتهام واصدار الاحكام بناء على الخطا المطبعي الواضح هي مبالغات مبنية على مواقف مسبقة اثرت حتى في القدرة على ملاحظة الخطا الطباعي في النص (Wastern).
ببساطة انه ما دامت الكلمة (Wastern) مكتوبة بخطأ املائي هو واحد من اثنين، فاما (Western) او (Eastern)، فاني لا افهم لماذا يصر البعض على انها (Western) بما يعنيه من تجهيل غير معقول للكاردينال كاسبر، وبما يعنيه ان الكاتب اخطا بين (a) و(e) وهما متباعدتان في لوحة المفاتيح.. في حين ان (Eastern) هي الاصوب يقينا لان الكاردينال يدرك جيدا ان كنيستنا مشرقية وليس غربية ولان حرفي (W) و(E) هما متجاوران في لوحة المفاتيح واحتمال الخطا بينهما في الطباعة كبير ووارد.
طبعا هذا ليس دفاعا مني عن الكاردينال.. فانا لا اعرف الرجل بتاتا ولست معنيا بالدفاع عنه، بل ان لي العديد من الملاحظات على ما ورد في مقابلته..
ولكنها فقط ملاحظة اوجهها الى الاخوة ممن بالغوا في تاويل الامر في مواقع النشر على الانترنت والحوارات، راجيا منهم ان يكونوا اكثر حرصا ووعيا في بناء الاستنتاجات والملاحظات واصدار الاحكام.. فما يصدر من اقوال واحكام استنادا على دليل هش تنعكس سلبا على قائلها.
انها ملاحظة ومساهمة لتطوير الاداء في النقاشات والسجالات.

رابعا: ورد في ترجمة المقابلة قول السيد داديشو بان الكنيسة الكاثوليكية لها تسعة اسرار وكنيسة المشرق سبعة!!
اني اهمس في اذن الدكتور داديشو راجيا منه تصحيح معلومته.. فالكنائس الرسولية جميعها وبجميع عوائلها (الكاثوليكية، الارثوذكسية، المشرق) ورغم اختلافاتها جزئيا في تحديد لائحة الاسرار الكنسية، الا انها تتفق جميعا بان عددها هو سبعة اسرار كنسية.
مرة اخرى، ارجو تقبل ملاحظتي بروح المحبة فهي فقط لتصحيح المعلومات، ليس اكثر.

الرب يبارك

القس عمانوئيل يوخنا
المانيا في 3 تموز 2007