المحرر موضوع: قراءة لآية ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ / 28 سورة التوبة )  (زيارة 504 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل يوسف تيلجي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 474
  • كاتب ومحلل في مجال نقد الموروث الأسلامي
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
                   قراءة لآية ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ / 28 سورة التوبة )

الموضوع :                                                                                                                                 أرى أن آية ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ 1 فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ .. 3 إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ / 28 سورة التوبة ) . تستحق التوقف عندها من أجل قرائتها ، قراءة حداثوية ، وسأسرد تفسيرا لها ، من موقعين ، ففي موقع  quran.ksu.edu.sa - تفسير الطبري ، أنقل التالي وبأختصار ( قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره للمؤمنين به وبرسوله وأقرُّوا بوحدانيته : ما المشركون إلا نَجَس . واختلف أهل التأويل في معنى" لنجس "، وما السبب الذي من أجله سمَّاهم بذلك ، فقال بعضهم : سماهم بذلك ، لأنهم يجنبون فلا يغتسلون ، فقال : هم نجس ، ولا يقربوا المسجد الحرام ، لأن الجنب لا ينبغي له أن يدخل المسجد ، ذكر من قال ذلك : حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال ، حدثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، في قوله:  إنما المشركون نجس ، لا أعلم قتادة إلا قال : " النجس "، الجنابة .  وبه ، عن معمر قال : وبلغني أن النبي  ، أخذ النبيُّ ، فقال حذيفة : يا رسول الله ، إني جُنُب ! فقال : إنّ المؤمن لا ينجُس . حدثنا بشر قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد ، عن قتادة ، في قوله:  يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس ، أي : أجْنَابٌ . وقال آخرون : معنى ذلك : ما المشركون إلا رِجْسُ خنـزير أو كلب . وهذا قولٌ رُوِي عن ابن عباس من وجه غير حميد .. ) .                            ومن موقع / الألوكة ، حول تفسير الآية ذاتها أنقل التالي : ( ﴿ نَجَسٌ ﴾ النجاسة : القذارة ، وذلك ضربان : ضرب يُدرك بالحواس ، وضرب يدرَك بالبصيرة ، والثاني وصفَ الله تعالى به المشركين ، فقال:  ﴿ إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ ﴾ ، ويقال : نجَّسه ؛ أي : جعله نجسًا ، ونجَّسه أيضًا أزال نجسه ، ومنه تنجيس العرب ؛ وهو شيء كانوا يفعلونه من تعليق عوذة على الصبي ليدفعوا عنه نجاسةَ الشيطان ، والناجس والنجيس داءٌ خبيث لا دواءَ له ) .

القراءة :                                                                                                                                 * الآية كبنية نصية ، غير منطقية في المعنى وغير مقبولة بالمضمون ، وحتى ندخل لهذا المحور ـ سأسرد الحوار التالي بين الرسول وحذيفة ( .. فقال حذيفة : يا رسول الله ، إني جُنُب ! فقال : إنّ المؤمن لا ينجُس .. ) ، هنا من المؤكد أن محمدا يقصد بالمؤمن " لا ينجس " - أي المسلم لا ينجس ! ، لأن كل المشركين نجس عدا المسلمين ، أي أن حوالي خمسة مليار نسمة هم أنجاس ، و 1.9 مليار مسلم لا يمكن أن ينجسوا ( تعتبر الديانة الإسلامية هي ثاني أكبر الديانات في العالم بعد الديانة المسيحية ، حيث وصل عدد المسلمين وفق أخر تعداد لعام 2020 حوالي 1.9 مليار مسلم في العالم كله ، ويمثل المسلمون حوالي 24.8 % من إجمالي عدد السكان في العالم / نقل من موقع محتويات ) ، هل هذا الكلام معقول ! ، وهل الله يخلق أنجاسا من عباده ! ، وهل من المنطق أن يقول الله نصا كهذا ! . هذا من جانب ، ومن جانب أخر ، من يقول ان المشرك / اليهودي والمسيحي والصابئي .. هو نجس ! ، وما هو المعيار لذلك ! ، ومن أي مصدر يعرف كاتب القرآن أن المشرك لا يغتسل بعد الجنابة ! ، هل كاتب القرآن قد دخل الى غرف نومهم فردا فردا وقت الوطأ !! ، وهل من المعقول أن الله يقول على عباده / وحتى أن كانوا غير مسلمين أنهم نجسا ! . 

* هكذا نصوص أن ترسخت بعقول المسلمين / المسطحين منهم ، ستولد كوارث مستقبلية لا محال ! ، وستضع فاصلا ، بل حاجزا بينهم وبين غير المسلمين ! ، هذا السد سيتضاعف مستقبلا ليتحول كنوع من عدم التعامل مع الأخرين ، ومن ثم عدم قبولهم - وسيتأثرون بوصفهم ، من قبل بعض المفسرين ب ( ما المشركون إلا رِجْسُ خنـزير أو كلب ) ! ، وستنفتح بوابة التكفير على مصراعيها ، وسيقود الأمر الى خلق فكر أرهابي ، وبالنتيجة سيتوجب محاربة هؤلاء الأنجاس الكفرة .

* وفي لقاء للمفكر الأخواني الكويتي د . عبدالله النفيسي / على قناة YOUTUBE / القبس - ضمن برنامج " الصندوق الأسود " مع عمار تقي / 20.02.2020 ، يتكلم به عن الملا عمر زعيم طالبان ، ويصفه بأبدع وأجمل وأرقى الأوصاف ، وكأنه يصف ملاكا من ملائكة الله الأبرار ! ، ويضيف ، أن الملا عمر ، رفض السكن في كابول لوجود أجانب / يقصد غير مسلمين ، لأنه لا يريد الألتقاء بهم ، حتى لا يصافحهم ، ويقول للدكتور النفيسي : أنهم " نجس " ، ذاكرا الآية 28  من سورة التوبة - موضوع المقال ، وأنا أتعجب من تأييده لهكذا طرح ، ومن موافقته على عرضه على الأعلام المتلفز من دكتور خريج جامعة كامبرج وهي " جامعة للكفار النجس " ! . 

* وهناك تساؤل مهم ، أيهما أكثر نجاسة : مباشرة المرأة وهي حائض ! أم عدم غسل الجنابة ، فمن موقع أبن باز ، أنقل التالي بأختصار ( عن معاذ ، عن النبي أنه سأله : ما يحل من امرأته وهي حائض قال:  ما فوق الإزار ، يعني صدرها وبطنها فوق السرة ، هذا هو الذي يحل له أن يباشر ذلك منها ، حديث ضعيف ، والصواب : أنه يحل له كل شيء ما عدا الجماع و ، والنبي قال : اصنعوا كل شيء إلا النكاح رواه مسلم ، وكان يأمر عائشة ونسائه يأتزرن عندما يريد مباشرتهن ، فهذا أفضل ، مستحب له أن يأمرها بالئتزار إذا أراد المباشرة ؛ لأنه أبعد عن الوقوع فيما حرم الله ، لكن ليس بواجب ، الواجب تجنب الوطء .. فلا بأس أن يباشر بدنها ، ولو مس فخذها أو مس فرجها لا يضر .. ) . أن المطلع المدرك والواعي ، من الواجب أن يعرف ، أن الكثير من النصوص تذهب الى جهة نقيض ما كان يتمتع الرسول به مع أزواجه ! .
* سوف اختم مقالي المختصر ، بهذا المحور ، ان المفسرين أكدوا : أن عدم الغسل بعد الجنابة يعتبر الفرد نجسا ! ، ولكن هذا الأمر يتقاطع مع سيرة رسول الأسلام ، الذي كان يطوف على نسائه بغسل واحد !! ( عن أنس بن مالك ، ومنها : ما رواه الإمام البخاري من طريق قتادة قال : حدثنا أنس بن مالك قال : كان النبي يدور على نسائه في الساعة الواحدةِ من الليل والنهار وهنَّ إحدى عشرة ، قال : قلت لأنس : أوَكان يطيقُه ؟ ! قال : كنَّا نتحدَّث أنه أُعطِي قوةَ ثلاثين . وقال سعيد ، عن قتادة : إن أنسًا حدَّثهم : تسع نسوة . وما رواه الإمام مسلم من طريق هشام بن زيد ، عن أنس بن مالك : أن النبي كان يطوف على نسائه بغسلٍ واحد ، وفيه التصريح بأنه أخَّر الغسل عن أوَّل وقت وجوبه ، ولم يغتسل عند كلِّ واحدةٍ منهنَّ . نقل من موقع / سلف للبحوث والدراسات ) . فقط للتوضيح ، أن الرسول كان من المفروض أن يغتسل بعد كل وطأ مع كل زوج من أزواجه ! .. أرى أن هذه الآية تؤسس لأشكالية في الموروث الأسلامي ، وبالتحديد " بين النص القرآني وبين الأحاديث النبوية وسيرة رسول الأسلام " ، فما حكم رسول الأسلام الذي يطوف على نسائه بغسل واحد ! ـ تاركا للمطلع الحكم والتقييم والقرار ! .