قصة قصيرة بعنوان ..
شكراً للمعلومة. ...
إستقلّ الحافلة من المحطة الرئيسيه الى العاصمة .
هي الزيارة الأولى له بعد مغادرته لموطنه الأصلي ، لظروف بلده الصعبة بعد الحرب ، طلباً للاقامة.
لا يجيد لغة البلد المضيف لكنه يسعف نفسة بالإنكليزية من خلال تعليمه في بلده الأم .
يقترب من الخمسين ، وهي في مقتبل عمرها حسب تقديره ، شعرها الأشقر وبشرتها الناعمة البيضاء، ولون عينيها الخضراوتين، كأنهما من الأحجار الكريمة بقزحيتها الخضراء وبؤبؤها البُنّي الداكن يسبحان في بياضٍ ناصع ، وتلك الرقبة الطويلة ورشاقة ساقيها الملتويان على بعضهما والظاهر منهما إلى الفخذ تحت ذلك الرداء الأصفر المزركش بالدانتيل .
لايمكن ان تكون قد تعدت الثانية والعشرين من عمرها .
تجلس إلى جواره من عند النافذة ، بيدها كتاب تقرأ فيه وهو أيضا بيده كُتيّب صغير يقرأ فيه عن أحد ابطال الحركات الثورية أثناء الأحتلال الانكليزي لبده.
كانت الإبتسامة لا تفارق وجهها وهي ترمقه نظراتها المتكررة ، انتبه لها وبادلها الابتسامة مراعاةً للذوق ،فبادرته السؤال بالانكليزية والابتسامة لازالت على وجنتيها ،كأنها عرفت انه غريب عن هذا البلد .
لماذا تقرأ بالعكس ؟ فرد عليها مبتسماً ، بل أقرأ بالشكل الصحيح لأن الكتاب ليس بالإنكليزية .
قالت : وما اللغة التي تقرأ بها ؟.
قال : أنها العربية التي نبدأ القراءة والكتابة من اليمين إلى اليسار ، بعكس اللغة الإنكليزية.
قالت باستغراب وكأن المعلومة تصلها لأول مرة ، اذا اللغة العربية تقرأبالعكس من اليمين إلى اليسار ؟
قلت : نعم .
همهمت مع هزة رأس....(هممم ) .... صدقني كنت اظنك تقرأ الكتاب بصورة معكوسة ، اعذرني لفضاضتي ،
قال : لاعليكِ فذلك يحصل غالباً.
شكراً ، قالتها وعادت إلى كتابها تقرأ والابتسامة لم تفارق وجهها .
الطريق الى العاصمة طويل يستغرق بحدود 6 ساعات لذلك طوت كتابها وأمالت رأسها نحو الشباك وغطّت بنوم عميق بعد أن غلب عليها النعاس اللعين .
إنكب على كُتيّبه الصغير مسترسلا في مغامرات بطله املأ في أن تعود إلى محادثته بعد ان تفيق من غفوتها .
كعادته كلما تصفح كتاباً أو مجلةً في سفراته تأخذه الغفوة.
أفاق قبل وصول الحافلة الى محطتها الأخيرة لكنه تفاجأ بخلو الكرسي، إلا من قصاصة ورقية، موضوعة على المقعد ، طار فرحاً ، ظناً منه أنها تحمل تلفونها أو موعد غرامي ،
إنقلب فرحة إلى حزنٍ عميق بعد أن قرأ المكتوب عليها
Thanks for the information. Bey. شكرا للمعلومة .... وداعاً
12/ Nov /2021 .