المحرر موضوع: في العهدين ... الحصول على الغفران يتم عن طريق الأعتراف لدى الكاهن  (زيارة 707 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل وردااسحاق

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1208
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • https://mangish.net

في العهدين ... الحصول على الغفران يتم عن طريق الأعتراف لدى الكاهن
بقلم / وردا إسحاق قلّو
قال الرب
( .. ما ربطتم في الأرض ُربط في السماء ، وما حللتم في الأرض حُلّ في السماء )
  عندما يخطىء الإنسان إلى الله ، هل يستطيع أن يحصل على الغفران بقدراته الذاتية كالقيام بأعمال الخير أو الصلاح ؟ الجواب كلا لأن الخطيئة أفسدت كل شىء ومنها الإنسان الذي خطأ إلى الله .
 حاول الإنسان أن يغيّر طبيعته الفاسدة ببذل الجهود في مجال الثقافة والتطور والتعليم والتهذيب الأدبي وسن قوانين جديدة وفي مجال الفلسفة إضافة إلى إنكار الذات من أجل تطوير مسيرته الإنسانية ، لكنه زاد عنفاً وإنتقاماً ، فأبدع في صناعة آلات الحرب والتدمير ضد من يتحداه من أخوته البشر ، بدلاً من زرع السلام والوئام . وهكذا فشل في تهذيب الشجرة البشرية بسبب أبتعاده من وصايا الله فزاد شراً فوق شر ، وكما قال يسوع ( هل يجتنون من الشوك أو من الحسك تيناً ؟ ) " مت 16:7 " وذلك تبياناً لعجز الإنسان لعمل الصلاح .
  في العهد القديم حاول الإنسان الخاطىء إرضاء الله بدفع الضرائب عن خطيئته وذلك بتقديم ذبائح حيوانية نحرها عبر التاريخ أقوام وأديان كثيرة ، لكنه فشل بالعمل بحسب الشرائع الإلهية والعمل حسب مطالبها فمكث في دائرة الخطيئة . الأعمال التي يحسبها الإنسان صالحة ، ما هي إلا نجسة في نظر الله . يقول إشعياء النبي ( كلنا أصبحنا كنجس ، وأضحت جميع أعمال برنا كثوب قذر ، فذبلنا كأوراق الشجر وعبثت بنا آثامنا كالريح ) " 6:64 " .
  الأعمال التي يقوم بها الإنسان وإن كانت صالحة فما هي إلا دين على طبيعته البشرية لأنه مطالب بالقيام بتلك الأعمال الصالحة ، مع الأبتعاد عن الشر . فكل عمل خير يقوم به أمام الله يكون قد عمل ما هو مطلوب منه كعبد . فأعماله تلك لا تكفر عن خطاياه أبداً ، فخطأ الذي قال ( الصالحات تمحو السيئات ) الأعمال الصالحة مطلوبة من كل إنسان كعبد ، فلا علاقة بذلك في الحصول على المغفرة .
 العبد لا يطمح في نيل المغفرة من سيده إذا عمل أعمالاً إضافية وشاقة ، بالإضافة إلى واجباته المفروضة عليع . فالذي يقترف خطيئة ضد الله القدوس فأفعاله الصالحة لا تكفر عن آثامه لأنه عبد لله . لهذا قال يسوع الرب ( أن فعلتم كل بر قولوا نحن عبيد بطالين ) .
الإنسان يعلمه ضميره بأن الأعمال الصالحة لا تغفر خطيئته ، وإنه بحاجة إلى الغفران من الله ، فكيف يستطيع أن يرضي الله لكي يحصل منه الغفران ، هل بالتوبة مثلاً ؟ الإنسان الذي يقترف جرماً وبعده يتوب ، لكن رغم تقديم توبته للمحكمة مع طلب الصفح بدموع ، لكن المحكمة تصدر حكمها العادل المتعلق بالجريمة ولا تعطي فرصة لضياع العدا وكسر الشرائع المرسومة . هكذا الله العادل متمسك بشريعته فلا يتنازل من عدله ، بل سيعاقب الخاطىء حسب القوانين والشرائع المعلنة ، كالتي وضعها لآدم قائلاً له ( يوم تأكل منها موتاً تموت ) .
 الله قدوس وكل خطيئة يقترفها الإنسان ضد قداسته لها قصاصها ودينونتها . فقصاص الخطيئة يجب أن يكون موافقاً مع الشرائع الإلهية والبشرية معاً والتي تتطلب معاقبة المذنب رغم أعماله الصالحة وتوبته ، لآن الشريعة بدون قصاص لم تبقى شريعة محترمة . والقصاص ضروري جداً للعمل بوصايا السماء . كما أن المغفرة بدون كفارة عن الخطايا هو مضيعة للشريعة والناموس الإلهي .
  في العهد الجديد دفع يسوع ثمن الخطيئة على الصليب فتمت المصالحة مع الله. فكل من يؤمن ويتعمد تغفر له كل الخطايا ومنها الخطيئة الموروثة . وإن أقترف بعض الخطايا في حياته فعليه أن يعترف بها لكي ينال الغفران ، تقول الآية ( وإذا إعترفنا بخطايانا فإنه أمين عادل يغفر خطايانا ويطهرنا من كل أثم ) " 1 يو 9:1 " إذاً هل يمكن أن يرفع كل خاطىء أعترافه إلى الله مباشرةً ، أم هناك من نعترف أمامه لنحصل بواسطته المغفرة من الله ؟
  لنبدأ أولاً من العهد القديم  ومن ثم نتدرج إلى العهد الجديد . في العهد القديم كان لله وسيط ، وهو الكاهن المنتخب والممسوح والذي ينوب عن الله عنده كان الخاطىء يقدم إعترافه ، فلا يجوز لأي إنسان أن يرفع خطاياه هو إلى الله مباشرةً . وهذا النظام تم تطبيقه في العهد القديم . نقرأ في " عد 5:6-7 " ( أوصى الرب موسى قائلاً : كل بني أسرائيل إذا عمل رجل أو إمرأة شيئاً من جميع خطايا الإنسان وخان خيانة بالرب فقد ذنبت تلك النفس فلتقر بخطيئتها التي عملت ) لم يكن الخاطىء يرفع خطاياه إلى الله لمغفرتها ، بل كان يذهب إلى الكاهن ويعترف له ، والكاهن يقوم بتقديم ذبيحة إلى الله لمغفرة تلك الخطايا . نقرأ في ( يش 19:7 ) في قصة عاخان أبن كرمي  ( يا بني أعطي الآن مجداً للرب إله إسرائيل وإعترف له وأخبرني ) . كما لا يجوز تقديم ذبيحة الغفران إلا من قبل الكاهن . داود الملك ، وكاتب معظم أيات سفر المزامير عندما أقترف الخطايا لم يتجرأ بأن يرفع غفرانه إلى الله ، بل أعترف لناثان الكاهن ، وقال له ( قد أخطأت إلى الرب ) والرب لم يقل لداود ، بل لناثان ، فقال ناثان لداود ( والرب قد نقل عنك خطيئتك فلن تموت ) " 2 صم 13:12 "
   في العهد الجديد ننال الغفران من الله بواسطة الكنيسة التي نالت من مراحم المسيح سلطان الحل والربط بواسطة الكاهن . إذاً يجب أن يعترف الخاطىء بخطاياه إلى الكاهن الذي له سلطة الحل والربط .
  هناك معترضون يقولون : إذا أعترفنا عند الكاهن فهذا يعني بأننا لا نعترف لله بل للإنسان . فالجواب هو إننا نعترف لله في مسمع شاهد وهو الكاهن المنتخب والمرسوم والموكل من قبل الله . والمسيح هو الذي يختار له التلاميذ في كل العصور كما أختار رسله وتلاميذه عندما كان على الأرض . إذاً النظام مستمر من العهد القديم والكهنوت لم يلغى ، بل لن يلغى أي شىء من الناموس ، بل أكمله يسوع بالأفضل . ( طالع مقالنا على الرابط )
    في العهد الجديد يجب أن نتوب عن خطايانا أولاً ومن ثم نعترف بها أمام الكاهن لنحصل الغفران .لأن للكاهن  سلطة الحل والربط . والذي يعترض ويقول ، تلك السلطة أعطيت للرسل فقط . فنقول ، بل أعطيت لمن يخلف الرسل من أساقفة وكهنة لأن وصية الرب يسوع مستمرة وبحسب قوله ( ها أنا معكم كل الأيام وإلى إنقضاء الدهر ) فالرسل والتلاميذ لم يعيشوا أكثر من عمرهم المحدود . إذاً الكلام هو لرعاة الكنيسة إلى زمن مجىء المسيح . لهذا نجد اليوم سر الأعتراف موجود في كل الكنائس الرسولية ( الكاثوليكية والأرثوذكسية ) وسيستمر إلى يوم القيامة .
   قال اليهود ليسوع الذي قال للمرأة الخاطئة مغفورة لك خطاياك ( لا يقدر أن يغفر الخطيئة إلا الله وحده ) لأنهم لا يعلمون بأنه الإله المتجسد بينهم . وعلى كرسي المعمودية يوجد الروح القدس الإله الذي يطلبه الكاهن وبه تغفر الخطايا . ويسوع القائم من بين الأموات هو الذي نفخ في رسله وقال ( خذوا الروح القدس ، من غفرتم لهم خطاياهم تغفر لهم . ومن أمسكتم عليهم الغفران يمسك عليهم ) " يو 23:20 " . وهذا الروح يختلف عن الروح القدس الذي نزل على الرسل في يوم العنصرة الذي أعطاهم مواهب كثيرة . ولربنا الغافر المجد دائماً
توقيع الكاتب: ( لأني لا أستحي بالبشارة . فهي قدرة الله لخلاص كل مؤمن ) " رو 16:1"