المحرر موضوع: كلمة لميلاد المخلص في امسية للتراتيل والتاملات والصلاة  (زيارة 452 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

متصل الشماس الأنجيلي قيس سيبي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 233
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

بمناسبة عيد ميلاد مخلصنا وفادينا يسوع المسيح اقمنا سهرة تراتيل وتأملات وصلاة في مدينة مونتريه - كاليفورنيا-.

وكان لنا مشاركة في ترتيل باللغة الكلدانية (گشما) ترتيلة بريخ حنانا التي تعكس اسس ايماننا الاصيل منذ الاف السنين وبعدها كان لنا تأمل الميلاد التالي:

ولد المسيح هلليلويابسم الآب والابن والروح القدس الاله الواحد آمين

ما احسن وما اجمل ان يسكن (يجتمع) الاخوة معاً
لأن هناك امر الرب بالبركة


"اَلشَّعْبُ السَّالِكُ فِي الظُّلْمَةِ أَبْصَرَ نُورًا عَظِيمًا.
الْجَالِسُونَ فِي أَرْضِ ظِلاَلِ الْمَوْتِ أَشْرَقَ عَلَيْهِمْ نُورٌ."


الشعب اليهودي المؤمن المتعلم كان ينتظر ولادة المخلص باختلاف توقعاتهم عن طبيعة ذلك الخلاص وتلك الولادة ، فكانوا ينتظرون متى يكون ملئ الزمان ؟
أن أمنّا العذراء مريم تلك الصبية اليافعة البسيطة الفقيرة الخادمة لبيت الرب كانت تنتظرُ مثل بقية شعبِ إسرائيل يومَ افتقادِ الله لشعبهِ
إلا أنها لتواضعها لم تكن تتوقّع أن تنال هذه الحظوة عند الله ويتفقد الله شعبه من خلالها وكانت هي المقصود بها بسلم يعقوب وتكون أداة او كحلقة وصل بين السماء والأرض ، وتنعم بزيارة الملاك لها ليُبشّرها بأن للله الثالوث تدبيرٌ لحياتها ودعوةٌ لها. حوارها مع الملاك بيّن أنها لم تحسِب لنفسها مكانة متميّزة التي ميزها الرب بها ، لذا خافت واضطربت، لكن الملاك اكد لها هذه الحظوة:
 وحسب لوقا: السلام عليك ولكن الترجمة اليونانية لإنجيل لوقا تقول : ابتهجي يا مريم


“لا تخافي يا مَريَم، فقد نِلتِ حُظوَةً عِندَ الله”
 
 ففي العذراء نقاء وصفاء وتميز غير متوفر في غيرها لذلك قال لها الملاك :
سلام لكِ يا ممتلئة نعمة او المنعم عليها (حسب الترجمات اليونانية ) وكذلك مباركة بين النساء
«سَلاَمٌ لَكِ يا ممتلئة نعمة اَلرَّبُّ مَعَكِ. مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي النِّسَاءِ
وَهَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْنًا وَتُسَمِّينَهُ يَسُوعَ
هذَا يَكُونُ عَظِيمًا، وَابْنَ الْعَلِيِّ يُدْعَى، وَيُعْطِيهِ الرَّبُّ الإِلهُ كُرْسِيَّ دَاوُدَ أَبِيهِ،
33 وَيَمْلِكُ عَلَى بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ يَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَةٌ».
فَقَالَتْ مَرْيَمُ لِلْمَلاَكِ: «كَيْفَ يَكُونُ هذَا وَأَنَا لَسْتُ أَعْرِفُ رَجُلًا؟»
هنا العذراء تظهر براءتها وتواضعها
فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لَها: «اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ.
عندما علمت بانه قرار رباني فأجابت:
"أَنا أَمَةُ الرَّبّ فَليَكُنْ لي بِحَسَبِ قَوْلِكَ"


امة – خادمة يعني قدمت كل حياتها لرسالة الرب الاله
ولكن نعلم ان رسالة الرب ليست هدية للتمتع بها ، بل هي تسليم الذات للإرادة الإلهية بما فيها من عقبات ، والعذراء كانت تعلم بما يتضمن حبلها وهي لم تعرف رجلاً انه الرجم حسب شريعة موسى ومع ذلك لم تتردد بل قالت اذا كانت هذه إرادة الرب:
ها انا امة الرب ليكن لي بحسب قولك ... مهما حمل من مصاعب والتبعات والسيف الذي سينفذ في نفسي ساتحمله .
هذا كان من ناحية قبول العذراء الرسالة الموكَّلة اليها في حبلها بالمولود الذي سيتحمل خلاصنا من الخطيئة وهو قبولها ان تكون اماً لربنا ومخلصنا وفادينا يسوع المسيح – بالجسد، ..

من جانب آخر الميلاد هو تشكيل العائلة العائلة المقدسة المتمثلة بالبار يوسف النجار كأب والعذراء مريم الدائمة البتولية كأم والطفل الابن يسوع المسيح هذه العائلة التي بواسطتها اصبحنا أبناء العائلة الأكبر والاعظم : نُدعى بها أولاداً الله اذن لسنا عبيداً بل ابناءً ورثة لملكوته السماوي.
وهذه البنوة لم تكن محدودة لليهود وان جاء المخلص من نسلهم بل هو للعالم اجمع ، ويمكن ان نذهب الى نصوص الميلاد في الكتاب المقدس حيث يشرح لنا الكتاب كيف ان الملوك المجوس (يعني غير اليهود او من الامم) الذين جاؤوا ليسجدوا للطفل المولود وسجودهم هو قبولهم له كملكٍ عليهم فيكون الرب يسوع المسيح ملك الملوك لليهود ولغير اليهود

يقول يوحنا الأولى ٣-١
 اُنْظُرُوا أَيَّةَ مَحَبَّةٍ أَعْطَانَا الآبُ حَتَّى نُدْعَى أَوْلاَدَ اللهِ
لنحضِّر قلوبنا مذوداً ليولد المسيح الطفل فينا وفي بيوتنا ونكون أعضاء تلك العائلة الربانية ونستحق ان نكون أبناء الله ، وتلك عطية بدون استحقاق بل بالرحمة الالهية رفعنا اليها الرب بهذه الولادة العجيبة.
كل سنة وانتو طيبين

ولد المسيح هلليلويا