المحرر موضوع: ثقافة الشرقي المريضة عند الإختلاف !  (زيارة 1278 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل نيسان سمو الهوزي

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3606
    • مشاهدة الملف الشخصي
ثقافة الشرقي المريضة عند الإختلاف !
يقول مجد جابر  في مقال له في صحيفة الغد الآتي :
 تتراجع ثقافة تقبل الرأي الآخر يوما بعد آخر في وقت “يرفض” به العديد من الأشخاص وجهات نظر أخرى إن كانت مغايرة أو مختلفة عن آرائهم، ولا تتماشى معها.
ولم تعد المشكلة فقط بتقبل الآراء عند اختلاف وجهات النظر، بل أصبح من “يخالف” يتعرض للهجوم والإقصاء، فضلا عن شن وابل من الاتهامات عليه، ويصل الأمر إلى تخوينه والتنمر عليه والتقليل من شأنه. ووفق مختصين، فإن هذا الأمر لا يتوقف فقط على اللقاءات والتجمعات بين الناس، بل يصل إلى منصات التواصل الاجتماعي التي عززت من غياب ثقافة تقبل الرأي الآخر، وأصبحت مساحة لشن الحروب على من يخالف رأي المجموعة أو يقرر أن يعبر عن رأيه ووجهة نظره كما يراها هو. إنتهى الإقتباس ...
رغبتُ أن ابدأ إختلافي مع الجميع في هذا اليوم بما ذكره مجد جابر  ...
ما من شك بأن معظم مشاكلنا وبلاوينا الشرقية ( المسيحية قبل الإسلامية ) هي ناتجة من عدم إدراك وإستيعاب الراي الآخر . الرأي الآخر له ظروفه ومصالحه وتوجهاته قد لا تلتقي مع مصالحنا ولكننا لا نستوعب ذلك إطلاقاً . فيتحول المشهد الى الضد والعداوات ومن ثم الهجوم اللفظي المقرف وأحياناً يتطور وينتهي بالقطيعة او حتى الحرب ..
إن ثقافة قبول او على الأقل تقدير وإستيعاب الرأي الآخر معدومة من أكبر ملك ورئيس عربي الى أصغر رجُل دين وبالتالي الكُتاب والقُراء والشعب خريج تلك المدارس ..
لقد ذكرتُ وكتبتُ سابقاً عن هذا الموضوع واتيت بالأمثلة الطفولية في هذا الشأن وبدأتها بالملوك العرب ورؤساء الجمهوريات وتليها الأحزاب وغيرها الى أصغر موظف في السياسة العربية والشرقية بصورة خاصة . أعطيتُ أمثلة كثيرة وآخرها كيف بدأت دول الخليج بحصار قطر لأكثر من ثلاثة سنوات بسبب كلام هنا او هناك وكيف شقوا التعاون الخليجي ومن ثم عادوا بتقبيل الخشوم من جديد دون أن يعي لماذا كل هذه الهيصة والمصخرة إذاً ! هذا هو حال كل الحكومات والسياسيين والكُتاب والقراء والشعوب العربية منذ عشرة آلاف قرن . كل العلاقات والنزاعات والحروب والخصام ناتج بسبب إختلاف هنا او هناك في الموقف او الرأي .. لا أكثر ولا أقل . وكلها او معظمها تنتهي مع هذا الطرف او ذاك بأنا اخوك وأنت خشمك الطويل قَربهُ حتى اُشمهُ ... خلاص تنتهي المشلكة . وتبدأ من جديد في فصل آخر ومع شخص مختلف آخر .
وقد أعطيت حينها أقرب مثال لإدراك وإستيعاب ونقاش الإختلاف وتصحيح المواقف عند الغرب عند حصول هكذا موقف هو الحالة الاخيرة التي حصلت بين فرنسا والولايات المتحدة في مسألة وقف شراء استراليا الغواصات الفرنسية مستبدلتها بالامريكية ...  صفقة بعشرات المليارات تم سرقتها من فرنسا والكل توقع قطيعة نهائية بين الدولتين ولم تمر أيام وإلا ماكرون في واشنطن وإنتهى الامر الى التفاهم بدون تقبيل الخشوم ولا العكال .. آلآلاف من هذه الامور الخطيرة والمهمة حصلت وتحصل في الغرب وتنتهي بالتفاهمات وقبول وإستيعاب الطرف الآخر ..
المصيبة الاكبر التي نحن فيها ( الشرقيون لعد وين أكو مصائب ) هي لا نملك شعوب ذو ثقافة ووعي مستقل ( خمسة بالمائة فقط ) بل شعوبنا تستمد ثقافتها وأخلاقها وحتى عاداتها من ثقافة نفس السياسي المتخلف ورجل الدين المتعجرف ، والجميع يعي مستوى الحقد والكراهية والعِداء بين السياسي والآخر وبين رجُل الدين والمذاهب المختلفة . رفض وحقد المذاهب الدينية ورجالاتها ثقافة الإختلاف هي أشد بكثير حتى عند ملوك وأمراء ورؤساء الشرق . وهذا ينعكس على تصرف ذلك الشعب برمته ...  فلو نظرت الى ثقافة تقبل الرأي الآخر  وتقبل  تجدها كما ثقافة الكُتاب في هذا الموقع وغيره ... العيب ليس في الموقع طبعاً بل بالذين يحضرونه . عندما فتحت النافذة للتعبير  عن الرأي وبكل حرية ( يعني منذ السقوط ليش قبلها جان أكو  نوافذ مفتوحة ! والله كان أحسن ) زادت الكراهية والحقد والنزاعات والتباعد بين رواد هذه المواقع بعشرات الاضعاف من قبله !! والله فكرة ..
والجميع ينهي حقده الدفين بقوله الإختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية بينما العكس هو الصحيح تماما ( إي مو ناقصين كذب وتلفيق إضافي ) !
وسنختتم بتذكيرنا لهذا الموضوع المهم في كلمة قبل سنوات في هذا الشأن والذي أحضرتُ برنامج الإتجاه المعاكس (  التافه ) كمثال وكيف يعكس عدم مقدرة الشرقي حتى لِسماع الرأي الآخر . كل المستضيفون من العلماء والأساتذة ومحللون إستراتيجيون ولكن بعد اول خمسة دقائق تتطاير النعل ويأخذ كل ضيف يدات الكراسي معه للبيت حتى يقول لأولاده بهذه ضربت الآخر .. هل رأيتم في حياتكم أن يناقش اساتذة وعلماء ومحللون آلاف القضايا والعناوين المختلفة ولا يتفقوا إلا على نزع وخلع النعال ولطمه في وجه المقابل ! في كل العالم الآخر عندما تحضر مثل هكذا شخصيات لمناقشة أي موضوع عالمي يكون التوافق على معظم الامور وقد يبقى هناك بعض الإختلافات ويستوعب ويحترم المناقش رأي المقابل دون حصول أي حقد دفين بين الحاضرين ...
هذه هي ثقافة الشرقي المتوارثة او تم تطوريها من المذهب والدين والسياسي . وهي نفس الثقافة التي اوصلناها نحن الى هذه المواقع والتي أضحت بلوة ومصيبة علينا بدلاً م أن تكون نافذة للتعارف والتعلم والتطور ....
نحن فعلاً شعوب متخلفة وجاهلة وحاقدة لا بل حتى لا تستحي ...
لا يمكن للشعوب المتخلفة التقدم دون البدأ من نقطة الصفر !
أنا اليوم بدأت منها !!!
نيسان سمو 03/01/2022


غير متصل صباح قيا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1901
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
ألأخ الكاتب الساخر نيسان سمو الهوزي
سلام المحبة
هنالك عوامل متعددة تتحكم في إختلاف النوازع الذاتية بين الشرقي والغربي. لقد أشرت في مقالك إلى البعض من حيثياتها. ألملاحظ أن الشرقي عموماً يستمر يتناقضاته وازدواجية تفكيره وسلوكه حتى بعد هجرته إلى العالم الغربي. لماذا, وكيف تفسر ذلك؟

وجهة نظري التي سبق وأن نشرتها على صفحتي في الفيسبوك:
لا يمكن أن يكون المرء محقاً في رأيه في كافة الأحيان, ولا يمكن أن يكون مخطئاً على الدوام, فليست الآراء سوى وجهات نظر قد ترتقي في زمنٍ ما وقد تتعثر في زمنٍ آخر. كلُّ رأي له مؤازريه  ومعارضيه وهذا يعني أن لكل وجهة نظر قبول من جهة ورفض من جهة اخرى. ألخطأ عندما يشار إلى اللون الاسود بالأبيض والعكس أيضاً. أما الآراء فتظل وجهات نظر جديرة بالإحترام والمناقشة باسلوب حضاري شفاف بغض النظر عن هوية وكنية قائلها.
كمْ أرى صراعَ الرأيِ بين أطيافِ البشَرِ
كلٌ يدّعي الحقيقةَ في وجهة النظَرِ
كأنَّ العقولَ غدتْ بالجمودِ كالصخَرِ
أحقاً سويٌّ مَنْ يَنهى عن الرأيِ الآخَرِ؟
أجيبوني

تحياتي وكل عام وانت والعائلة الكريمة بخير وسلام


غير متصل نيسان سمو الهوزي

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3606
    • مشاهدة الملف الشخصي
السيد صباح قيا : المسألة لا تتعلق بالصح او الخطأ بل بإحترام وفهم الطرف الثاني ، ظروفه ، تعلمه ، ثقافته ، نشأته ، الموروثات التي تم غرزها فيه وووووالخ ! ومن ثم الحُكم على رأيه . كذلك هناك ثقافة التصحيح وإستبدال ماهو غير منطقي ، فهذه العمليه الاستبدالية او القدرة عليها شبه معدومة عند الشرقي ، فموروث العنجهية والتكبر وعدم الاقرار هي المهيمنة ! بالنسبة للشرقي الذي يتمسك بتلك الثقافة حتى عند إغترابه هي كثقافة المسلم الذي يدرس الدكتوراه او الكيمياء والفيزياء في الجامعات الغربية وعند العودة الى بلده اول شيء يفعله هي لبس الحجاب ! أي العودة الى الموروث الديني وكأنه كان في الصومال وليس السوربون ! فالشرقي عندما لا يستطيع التأقلم والتكيف مع ثقافة الغربي يقرر الإنتقام او العكس ، أي يقوم بالهجوم المعاكس وذلك بالتمسك بالذي كان سبب هروبه كنوع من الدفاع عن كل موروثاته ! او حتى يعتبر البعض منهم ثقافة الغربي المختلفة عدوة له ! ولهذا نجد اغلب النساء العربيات التي يصلن الى الغرب وهن غير محجبات يقومن بإرتياد الحجاب كواقي وتحصين ضد الغربي ! عدم الفهم والادراك والاستيعاب يولد ردة فعل معاكسة ! ناهيك عن الفرق الشاسع بين الثقافتين والذي لايمكن للكثيرون من اختصارها او التأقلم معها ، فيتحرك الموروث الديني كسلاح واقي وحُجة واهية لعدم التغيّر ! إضافة الى التمسك ببعض التقاليد والاعراف التي غُرست في اعماقهم الداخلية ومنها الخوف من العقاب والمجتمع والقال والقيل وغيرها فنراه يعود للوراء بدلاً من التحرر للأمام ! ولا ننسى النقطة المهمة وهي غلق العقول الشرقية بأحكام محكمة عن ثقافة الغربي من قبل السياسيون ورجال الدين وحتى الاعلام وغيرها وبالتالي تكون الحالة الجديدة صعبه الاستيعاب والادراك من قبل المهاجر فيختار التمسك بالقديم عوضاً عن الدخول في باب قد يأتي عليه بمشاكل من قبل الجميع !
واخيراً انا لا استثني حقارة النظام الرأسمالي الذي يُشجع ذلك القادم على التمسك بتخلفه كتشجيعه في بناء المساجد والجوامع وإبقاءه في ذلك التخلف بحجة احترام الحرية الشخصية وغيرها ! هناك امور اخرى كثيرة لا يمكن المرور عليها جميعها هنا كإستماته الحزب في الحصول على اصوات الناخبين حتى إن كان ذلك على حساب البلد الام ومستقبله وغيرها ! حتى الشعوب الغربية متخلفة ومتأخرة جداً في فهم وإستيعاب نفسية وعقلية القادم ولهذا نجدها كلما كان يسير بالإتجاه المعاكس تُصفق له وتدافع عنه لأنها لا تعي مدى خطورة ذلك ! الحرية عندما لا تكون في مكانها الصحيح وللشخص الصحيح تضحى سلاح مدمر وخطير بيد القادم او المستلم الجديد فيتم استغلال ذلك بشكل خطير ! واغلب المهاجرون يستغلون تلك الحرية لنواياهم الشخصية وبالتالي عدم الإندماج هي وسيلة جيدة لإستغلال كل هذه الاسباب !
تحية طيبة

غير متصل زيد ميشو

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3454
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
السيد نيسان سمو
ثقافة الأنسان الشرقي بحسب مجد جابر بينت بأن ليس هناك أستثناء سوى مع أشخاص معدودين
انت نفسك، كم مرة تعرضت لهجوم او كلام خشن من شخص تعتز به ككاتب لمجرد إنك أختلفت معه او انتقدت فقرة أو أكثر مما كتب؟
لا تصدق عفويتك ومصداقيتك مع الكتاب والمتابعين الشرقيين حتى في هذا الموقع، لكن ثق بشيء واحد، قلة قليلة من تقبل الأختلاف، والسواد الأعظم سيلعنوك إن أختتلفت معهم.
الكثيرين عندما تكتب ما يناسبهم، يمدحوك ويعجبون بسخريتك، وما أن ...حتى..
وأكثر ما أراه مقرفاً هو ان يتكلم بأحترام الآراء من لا يقبل الذي يختلف عنه، ويختلف مع أي كان لم يختلف مع من إختلف معه
ومن هالمال حمل جمال
مشكلة المشاكل بـ ... مسؤول فاسد .. ومدافع عنه
والخلل...كل الخلل يظهر جلياً بطبعة قدم على الظهور المنحنية

غير متصل نيسان سمو الهوزي

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3606
    • مشاهدة الملف الشخصي
سيد زيد : اعلم ذلك جيداً ! والحل عندي ولكن لا اعلم كيف وهل ابدأ انا به أم اتريث او يبدأ به غيري ! ما اعرف ، حائر !
الحل : اعتقد افضل حل هو المواجه وكشف المستور وقول الحقيقة وبكل قوة وصرامة ! في كل مرة اقول سأبدأ ولكنني اتمهل واتراجع لإعتبارات كثيرة ! أي قول الحقيقة التي تعلمها بوجه أي شخص وأي موضوع ! المجاملة ستنتهي بالملل بالتفرقة والعزلة لا محال ، اذاً قول الحقيقة هو افضل سبيل لحل هده المعضلة ! كيف ستحُل لا اعلم ! الكل سيعتزل ! والله فكرة !
الحقيقة ستجعل المقابل على الاقل بالرغم من زعله وغضبه يصحوا بينه وبين نفسه ! وفي النهاية لا يصح إلا الصحيح فلماذا هذا الخوف وهذا التريث من قول رأيك بكل قوة وصراحة ! لا اعلم ! يمكن لأننا متأخرون جداً ! لهذا لا نقترب من تلك النقطة !
انت شنو رأبك ! تحية طيبة