المحرر موضوع: عذاب العذراء على هذه الأرض  (زيارة 724 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل وردااسحاق

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1208
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • https://mangish.net

عذاب العذراء على هذه الأرض

   بقلم / وردا إسحاق قلّو

قال سمعان الشيخ لمريم
(حتى أنتِ سيخترق نفسكِ سيف ... )
" لو 35:2"
   للعذاب فوائد ودروس لحياة الإنسان الروحية ليحرره من قيود وإغراءات هذه الأرض ، لكي يتوجه نحو ما هو أفضل وأسمى من هذا العالم . والعذاب تضحية من أجل الآخر حباً بالمسيح الذي تعذب ومات من أجل الجميع ، فمريم شاركت المسيح في عذابه منذ ميلاده حتى مماته على الصليب أمام أنظارها وبقربها . وإلى إنتقالها إلى السماء . فالعذاب كنز لنا ، وهدية من السماء لمن يتحمله بصبر وإيمان ، فينال من بعده التكريم .
 فعذاب مريم مستمد من عذاب أبنها ، فكما تعذب يسوع ومات من أجل الكثيرين ، هكذا يريد من كل مؤمن به أن يحمل صليبه ويضحي من أجل الآخرين ( ما من حب أعظم من هذا أن يضحي الإنسان بنفسه في سبيل أحبائه ) " يو 13:15" .
    زعم أحد الوعاظ بأن مريم لم تتألم ، فهل كان إدعائه صحيحاً ؟ مريم العذراء عاشت كل الأسفار التي عاشها يسوع منذ ولادته في المغارة فتحملت البرد والحر وتعب الطريق والجوع والخوف ، وحتى ملازمتها لأبنها في طريق الجلجلة وإلى قمتها فشاهدته عندما كان يُسّمَر على الصليب ، ويُهان ، ويتعذب ، وأخيراً موته المشين على خشبة الصليب عارياً أمام الجميع . فأي أم لا تتعذب عندما ترى ابنها الوحيد يتألم ويموت ! ومريم تعلم بأن هذا المصلوب هو أبن الله . فهل من الصواب أن مريم أمنا لا تتألم مثلنا وخاصةً على ابنها ، أم حقاً قاسمته أوجاعه ؟
  آرائنا حول عذابات مريم لا يجوز ان ترتكز على الإفتراضات ، بل علينا أن نقرأ الأحداث المدونة لنا في الأنجيل منذ بشارة الملاك وحتى آخر لحظة في حياة مريم . ففي اليوم الذي سبق ميلاد ابنها كانت تتعذب في الطريق إلى بيت لحم ، وهناك طردت مع خطيبها من قبل كل سكان البلدة لكونهما فقيران ، فلم يشفق أحد على حالها . ، فاضطرت أن تتحمل ذلك الألم لكي تلد ابنها في مغارة الحيوانات ، وهناك أكتنفها برد وجوع وإنزعاج ، فشعرت بالمرارة ، وفي تلك اللحظات كانت تمر بمحنة أليمة لأنها تعلم أن الذي تلده في حضيرة الحيوانات هو إبن العلي . لا تعلم بأن أبنها قد أختار ذلك المكان لكي يعلِّم المؤمنين درس التواضع ومهما كانت منزلة الإنسان في المجتمع . فمن خصائص الحب التنازل .
    مريم تعلم بأن كل شىء كان يسير بحسب إرادة الله فشاركت ابنها الإلهي تلك الإرادة .
    أما عن نبؤةِ سمعان الشيخ المخيفة في العذراء فبدأت بعد ختان الطفل يسوع وهربها السريع بالطفل مع مار يوسف إلى مصر خوفاً من سفك دم الإله المتجسد . وهكذا بدأ سيف الأوجاع ينغمس في قلبها . تركت أرض الآباء لكي تتجنب إنتقام الملك السفاح ، فرحلوا على عجل وبدون استعداد إلى مصر . وفي مصر أيضاً كانت تعيش بخوف وقلق لملاحقة جنود هيرودس الطفل . فعاشت هناك في فقر وخوف وألم النفي من بلادها مع عائلتها الصغيرة . حوادث كثيرة لم يذكر الأنجيل تفاصيلها . وعذاب مريم أساسه الحب ، وعلينا أن نسند كل عذاباتنا نحن على مبدأ الحب ، فبسبب حبنا ليسوع كمريم علينا أن نتألم وحتى وإن أخترنا الموت بدل الحياة . فيسوع يحب المتألمين ، وهو الذي سمح لأمه أيضاً أم تتألم على هذه الأرض . فإن تألمنا أيضاً ونحن نحب ، فنجد المكافأة والسعادة كما وجدتها مريم .
  بعد العودة من المنفى ، كان تأثيرالتهديد ما يزال قائماً لجلوس إبن هيرودس على عرشه فلجأت العائلة إلى الناصرة . في أحدى زيارات العائلة المقدسة إلى أورشليم للزيارة ، توارى يسوع إبن الثانية عشر عن حنان أمه لثلاثة أيام ، فعاشت مع مار يوسف في خوف وقلق . عندما وجدته في الهيكل قالت له ( يا ابني لما صنعت بنا هكذا ؟ ) وأخيراً تستمر مسيرة العذاب إلى طريق الجلجلة وهناك وصل عذاب مريم إلى ذروته وذلك عندما كانت تشاهد مع النسوة ابنها المصلوب . وهل نستطيع أن نعبّر عن العذابات التي كانت تعيشها العذراء تحت الصليب ، وما كان يجيش في قلبها وفكرها من لوعة وأسى ؟ ظلت واقفة تحت الصليب صامدة بوجه خطة الأشرار لكي تقدم للبشرية كل حبها ، وكل ما تملك وهو ابنها الإله إلى جميع البشر من أجل خلاصهم . قالت عنها القديسة تريز الطفل يسوع : أم مريم هي أول كاهن لأول ذبيحة للعهد الجديد  تكتب عنها :
  ( يا مريم تبدين لي ، على قمة الجلجلة ، واقفةً عند الصليب مثل كاهن على المذبح . تقدمين حبيبك يسوع ، عمانوئيل الوديع حتى تُسَكّني عدالة الآب ) .
ذاك ما قاله أحد الأنبياء ( أيتها الأم الموجوعة ، ما من وجع يضاهي وجعك . يا مليكة الشهداء ، ببقائك منفية ، تريقين لأجلنا كل دم قلبك ) .
    في الختام نقول : ليست العذراء وحدها مدعوة للعذاب مع ابنها الذي تجسد ليتعذب في كل إنسان . فكل إنسان مدعو ليتعذب أيضاً مع يسوع ليصبح شريكاً له في موته وقيامته . فكما نموت معه في المعمودية ، علينا أن نتعذب لنقوم معه أيضاً . لأننا نؤمن بمحبته ووعوده لنا جميعاً . ولنتذكر قوله ، قال ( من أراد أن يتبعني فليزهد في نفسه ويحمل صليبه ويتبعني ، لأن الذي يريد أن يخلص حياته يفقدها ، وأما الذي يفقد حياته في سبيلي و سبيل البشارة فإنه يخلّصها ) " مر 34:8" .  إذاً المسيح يدعونا إلى مسيرة درب الصليب لنصل إلى المرحلة الأخيرة التي هي الموت والإستشهاد حباً مع المسيح وللمسيح له كل المجد .   
التوقيع : ( لأني لا أستحي بالبشارة . فهي قدرة الله لخلاص كل مؤمن ) " رو 16:1"



متصل Odisho Youkhanna

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 20797
  • الجنس: ذكر
  • God have mercy on me a sinner
    • رقم ICQ - 8864213
    • MSN مسنجر - 0diamanwel@gmail.com
    • AOL مسنجر - 8864213
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • فلادليفيا
    • البريد الالكتروني
رد: عذاب العذراء على هذه الأرض
« رد #1 في: 18:23 07/01/2022 »
ميقرا رأبي وردا اسحاق

عيد الميلاد المجيد مبارك عليك وعلى اسرتك الكريمة مع تمنياتي بهذه السنة الجديدة ان تكون في صحة وعافية وتتحقق كا امنياتك
اسمح لي ان اشارك في هذا الموضوع الروحي عن عذابان امنا المقدسة العذراء مريم البتول الفائقة القداسة

أحزان القديسة مريم كما جاءت فى الكتاب الـمقدس تشمل: نبؤة سمعان الشيخ (لوقا33:2-35)، ولادتهـا ليسوع في المغارة
(لوقا7:2)،الهروب لأرض مصر (متى13:2-21)،قتل أطفال بيت لحم (متى16:2-18)،فقد يسوع لـمدة ثلاثة ايام فـى الهيكل (لوقا41:2-50)،الطريق الى جبل الجلجثـة (يوحنا17:19)،الصلب وموت يسوع (يوحنا18:19-30)،إنزال يسوع من على الصليب (يوحنا39:19-40)،ثـم وضع يسوع فى القبـر (يوحنا40:19-42)
+++.
وتأملنـا في كل تلك الآحزان يجعلنـا نفهـم أن العذراء مريـم قد إجتازت كل تلك الأحزان الأرضيـة بثقـة وإيـمان ورجـاء صادق في وعد الله بالحيـاة الأبـديـة، وهذا بالتالـى يدفع فينـا الثقـة في
التشبـه بهـا في كل ما قد نتعرض لـه على الأرض من آلام وأحزان فلا يهتـز إيـماننـا، وأيضاً يبث فينـا الرجـاء والثقـة انـه مهـما طلبنـا منهـا فهي تعرف من هـم الأبنـاء بكل مـا يتعرضون لـه من أحزان وضيق على الأرض فتصلّي وتتشفع من أجلنـا.
+++
نتضرع إليكِ يا مريم، يا أم الأوجاع والأحزان أن ترافقينا في الآمنا
+++.
أيتها البتول الفائقة القداسة، أمّ سيدنا يسوع المسيح، بحق الحزن الغامر الذي اختبرته عندما شهدتِ عذاب، صلب، وموت ابنك الإله ، انظري إليّ بعين الشفقة، وأيقظي في قلبي إحساس المؤاساة الرقيقة للمعذبين ، ومقتاً صادقاً لخطاياي، حتى إذا ما تحررتُ من الميول غير الضرورية تجاه الأفراح الزائلة على هذه الأرض، أتوق إلى أورشليم السماوية و تتجه كل أفكاري وأفعالي من الآن فصاعداً تجاه هذا الهدف الذي أرغب به كثيراً. التسبيح ، المجد ، والحب لربنا يسوع، ولأمّ الله القديسة الطاهرة. آمين
may l never boast except in the cross of our Lord Jesus Christ

غير متصل وردااسحاق

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1208
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • https://mangish.net
رد: عذاب العذراء على هذه الأرض
« رد #2 في: 19:49 07/01/2022 »
رابي أوديشو شماشا ميقرا

عيد ميلاد مجيد والذي يصادف اليوم عند أخوتنا الأرثوذكس ، وكل عام أنت والعائلة الكريمة والأهل بخير وصحة وفرح المسيح . وطفل المذود الإلهي يبارككم ، والعذراء مريم تحفظكم من كل سوء .
شكراً لمرورك ولتعليقك الذي وضحت فيه أبرز المراحل التي مرت بها العذراء مريم وبحسب الترتيب . بل أضيف عليها وأقول : آلامها تبدأ منذ أن حبلت بالطفل الإلهي وخطيبها لا يعرف السبب ، وهي لا تريد أن تخبره بنفسها رغم خطورة الأمر فأتكلت على الأرادة الإلهية لكي توضح لمار يوسف مصدر الحبل  ، وكذلك تألمت في الطريق وهي في أيامها الأخيرة من الولادة في طريقها إلى بيت لحم . أما آلامها الداخلية فكثيرةُ وخاصة ألم عدم إيمان الكثيرين بأبنها الإلهي المتجسد لأجل خلاص الجميع ، وخاصة من أبناء شعبها الذي كان ينتظر مجىء المسيا .
أما عن أهمية العذراء ودورها في حياة كل مؤمن بأبنها ، فعلينا أن نتأمل بكل نبؤة عنها من العهد القديم إلى آخر سفر . كتب عنها يوحنا اللاهوتي ، فوصفها ( … إمرأة ملتحفةً بالشمس والقمر تحت قدميها ، على رأسها إكليل من أثني عشر كوكباً ) ” رؤ 1:12 ” .

  لعذراء مريم دور ومكانة خاصة عند المؤمنين في الكنائس الرسولية فيعطون لها دوراً كبيراً كأم الله ، وأم المؤمنين . كما يعطون لها مركزاً هاماً في حياتهم الروحية . فلمريم دور في الكنيسة كأم وشفيعة ، لأنها قريبة من أبنها ، بل متحدة معه ومرتبطة به في عمل الخلاص منذ حبلها البتولي وحتى موت إبنها على الصليب ، لهذا تكرمها الكنيسة المقدسة بسبب ارتباطها بإبنها ، ولشمولها في مخطط الله لخلاص البشر ، فكل ما نكتب عنها لا نوفي حقها كأم مخلصنا الفادي . إنها أيقونة بارزة في كنيستنا المجاهدة ، وفي كنيستنا الممجدة .