المحرر موضوع: الآشوريون لم يعبدوا عدة آله بل إله واحد... خطاء شائعة في التاريخ الآشوري -1  (زيارة 3483 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل أبرم شبيرا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 396
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
أخطاء شائعة في التاريخ الآشوري -1
----------------------- 
الآشوريون لم يعبدوا عدة آله بل إله واحد
=======================

أبرم شبيرا

أولا: مقصد الموضوع:
------------

يسود في التاريخ الآشوري أخطاء شائعة كثيرة تجذرت في العقلية الآشورية لقرون طويلة وأصبحت من المسلمات الراسخة والمرتكزات الأساسية في إيمان البعض من العلمانيين والإكليريين، سواء أكان مثل هذا الإيمان بجهل أو بخطأ في قراءة التاريخ وذلك بفعل تأثيرات خارجية علمانية ودينية خاصة المذكور بعضها في التوراة ومن بعض الحاقدين على الحضارة الآشورية وعلى كنيستهم المشرقية. فإزاحة هذه الأخطاء أو تصحيحها ليس بالأمر السهل بل قد يكون مستحيلاً، ولكن مع هذا فأنه لا يضر أن نقوم بوضع هذه الأخطاء تحت المجهر لمقارنتها مع الحقائق التاريخية التي بدأ العلم يكشف أسرارها ومن ثم تبيان حقيقتها، خاصة ونحن نعيش في القرن الحادي والعشرين الذي يستوجب دراسة التاريخ بعلم ومنطق وبموضوعية بعيدا عن الخرافات والخزعبلات التي تغلغلت في أخاديد فكر بعض الآشوريين من علمانيين وأكليريين الذين يؤمنون بأن الآشوريين كان يعبدون  عدة آله كتماثيل من الحجر متجاهلين بأنها هذه التماثيل، خاصة التي تخص الإله آشور هي عناصر أو إحيائات رمزية أو أيقونات لأسم الإله آشور وليس الإله آشور نفسه كحجر كما يعتقد البعض. فمثل هذه الرموز أو الإحياءات والأيقونات نجدها في عصرنا المسيحي الحالي حيث في كنائس كثيرة نجد تماثيل أو لوحات لربنا يسوع المسيح ولأمه العذارء أو لبعض القديسين يركع المسيحيون أمامها للصلاة والتذرع للغفران والخلاص كما كان يفعل الآشوريون أمام تمثال الإلة آشور. وهنا من الضروري جداً الإنتباه وبحذر بأن الإله آشور ليس نفس الله التي نعبده في هذا الزمان ولا الديانة الآشورية هي نفسها الديانة المسيحية، بل المهم جداً هو تشابه وتماثل منهجية العبادة التوحيدية بين الديانة الآشورية والديانة المسيحية من جهة وإقتباس الكتاب المقدس بعض الأحداث المهمة التي حدثت في بلاد ما بين النهرين من جهة أخرى، وهي الحالة التي جعلت الآشوريون أن يندفعوا وبحماس لقبول المسيح والتفاني من أجله، لأنه كما كان آشور الإله الأوحد لهم في الزمن الغابر كذلك وجدوا الله المتجسد في المسيح هو أيضا إلههم الأوحد. فمن الأخطاء الفضيعة والشائعة عند البعض هو أعتبار الآشوريين القدماء وثنيين وكانوا يعبدون عدة آله، وهذا ما سنتطرق إليه في أدناه:

ثانيا: الآشوريون لم يعبدوا عدة آله بل إله واحد:
============================================

باتفاق جميع الكتاب والباحثين والاركيولوجيين يعتبر الإله آشـور المحور المركزي للحياة الدنيوية والدينية  للآشوريين منذ ظهورهم على مسرح التاريخ وحتى قدوم المسيحية ولفترة تعد أطول فترة عبادة لإله ديني وقومي في آن واحد في التاريخ القديم الإنساني قاطبة. فالآشوريون لم يتوقفوا عن عبادة آشور، الإله المقدس الأول والأعظم الذي يحكم الأرض والسماء، سواء في عظمة وسعة إمبراطوريتهم أو في ضعفهم وتدهور أحوالهم السياسية. حيث ظل وعلى الدوام الإله الحارس للشعب الآشوري ولملوكهم وأُمرائهم حتى بعد سقوط إمبراطوريتهم السياسية وانحسار نفوذهم في دويلات أو إمارات صغيرة في شمال بلاد ما بين النهرين. فعلى الرغم من أن هؤلاء الكتاب يذكرون بأن الآشوريين كانوا يعبدون عدة آله إلا أن إشارتهم هذه تضعف، لا بل وتتلاشى وتضمحل، أمام تأكيدهم المشدد على عظمة الإله آشور ورفعة مقامه المقدس. تقول الباحثة ( أم. ئي. هاركنز ) بهذا الخصوص "كانت الديانة الآشورية متعددة الإلهة يحكم آشور كإله أسمى منهم جميعاً فكان يطلق عليه الإله الذي خلق نفسه بنفسه في حين كانت بقية الآلهة معبودة باعتبارها قوى علوية مخلوقة أو أرواح محلية أو جنيات. لذلك كان لآشور ألقاب عديدة بهذا الشأن فهو عند الآشوريين ملك جميع الآلهة أو أب الآلهة الذي يحكم بسموه على جميع الآلهة، أو المولى العظيم وكان أثناء الدعاء والصلاة والتضرع يتم مخاطبته بـ "آشور مولاي العظيم … وكان آشور الإله الحارس لملوك الآشوريين فهو الذي يسنم الملوك على عروشهم ويمجد حكمهم ويطول من سنين سلطانهم ويحفظ قوتهم ويعظم من أسمائهم ويمنحهم النصر المبين على أعدائهم ويمنحهم نعمة خلافة حكمهم من قبل أبنائهم وأحفادهم ويضمن ذريتهم... فمنذ بداية الأمبراطورية الآشورية كان أسم آشور مماثل لإسم البلد وكانت الديانة تسمى بـــ (عبادة آشور)، أو الديانة الآشورية وحتى في نهاية الإمبراطورية بقى آشور الإله القومي والديني الأسمى لدى الآشوريين".(1)
وعلى نفس المنحى يذهب البروفيسوران ماتفييف و سازانوف في تأكيدهم على مركزية الإله آشور وعظمته في الحياة الدينية والدنيوية للشعب الآشوري. فيقولان "كان الرب آشور في الدولة الآشورية يحظى باحترام فهو الحق والإله الذي يجلب الشفاء وخالق الأرض فكان يشغل المرتبة الأولى في وحدة الوجود الآشوري … ونال لقب ملك جميع الآلهة كما هو رب المواجهة ضد هجمات أعداء الدولة الآشورية وعن يديه كان الملك يتقبل العرش والتاج والصولجان والإكليل وكانت أولى الكؤوس والهدايا في الانتصارات توضع على تماثيله وكان على الشعب الآشوري أن يبجلوه ويتذكروه وبصورة دائمة وعلى الملوك أن يمثلوه على ملابسهم وأختامهم وكان أسمه يرتل ثلاث مرات في بداية ونهاية النشيد القومي وأعتبر أباً للبلاد وأباً للشعب وبأسمه لقب الشعب الآشوري"(2). وهنا نقول مجازاً بأن ترتيل أسم الإله آشور ثلاثة مرات يمكن مقارنة ذلك  بأسم ربنا المتجسد في يسوع المسيح بثلاثة أقانيم (الأب والأبن وروح القدس).
 ويقول البروفيسور ساغس في كتابه المتميز ( جبروت آشور الذي كان ) بأن "الملك الحقيقي للبلاد كان الإله آشور بينما الإنسان الحاكم، من الناحية اللاهوتية، هو مجرد وكيل للملك السماوي.  لهذا السبب كانت سلطته أكثر من مجرد سلطة إنسان قياساً على ما كان يفعله لخدمة الإله. هذا الإدراك للذات بوصفها تمثل الإله، نجده واضحاً لدى الملك الآشوري شلمناصر فقد قاده التوسع في الجبال الشمالية والشمالية – الشرقية إلى اعتبار نفسه الراعي المحدد من قبل السماء، والذي رفعته الآلهة فوق الجنس البشري المتمدن. أنه من سمى نفسه "راعي معشر الحواضر البشرية" و "الراعي الصالح… (من الجدير بالذكر بأن هذا المصطلح – الراعي الصالح – مستخدم من قبل المسيحيين في وصف يسوع المسيح). وفي إحدى حملاته العسكرية يذكر الملك الآشوري سنحاريب "بأنه بأمر الإله آشور، الرب العظيم، قضيت على الأعداء مثل اقتراب الإعصار"(3).
صحيح هو القول بأن كل شعوب الشرق الأدنى القديم كانت تؤمن بتعدد الآلهة مع افتراض بأن إلهاً واحداً ( أو مجموعة آلهة ) كانت تحتل ضمن منطقة معينة، أو سياق اجتماعي معين، مكانة خاصة ، وهكذا يدعي البعض بأنه كان شأن الإله آشور أيضا. غير أن الأمر باعتقادنا، وبالاستناد على هذه الأهمية العظيمة التي كان يحتلها الإله آشور في حياة الآشوريين، يختلف من جوانب كثيرة فيما يخص بقية الشعوب والآلهة التي عبدوها، ويمكن إجمال هذا الاختلاف بجملة ظواهر فريدة تميز به الإله آشور عن غيره وهي:
1 ) – لم يكن آشور إلهاً يحتل مكانة خاصة في منطقة معينة فحسب، بل أن اسمه كان يتطابق مع مدينة آشور والذي كان من المحتمل منذ البدء إلهاً محلياً لهذه المدينة، إلا أنه مع هذا يؤكد علماء الآثار بأن ظاهرة  تسمية المدن باسم إله معين، أي ظاهرة شخصنة أو تألية المدن، هي نادرة جداً في بلاد ما بين النهرين(5). فمدينة آشور كانت لها قدسية خاصة وهيبة روحية، بل كانت العاصمة الدينية للآشوريين يحلفون باسمها وكأنها هي الإله نفسها، لا بل وأكثر من هذا، فقد كان آشور يتطابق مع أسم البلاد نفسها ومن ثم مع أسم الإمبراطورية بحيث كان آشور الملك الحقيقي لها وأب البلاد وحاميها. وهي ظاهرة، أي تسمية إمبراطورية عظيمة باسم إله، غير موجودة على الإطلاق في التاريخ المدون ودام حكمها قرون طويلة، يعد أطول حكم متواصل في التاريخ وشمل مساحات شاسعة من الأرض.   
2 ) – والظاهرة الأكثر تمييزا للإله آشور والذي لا يجاريه فيها أي إله  أخر في التاريخ، هي تسمية الشعب الذي عبده باسمه. فقد كان الآشوريون يطلقون على نفسهم باسم شعب آشور أو خدم آشور وكانوا يطلقون على أعدائهم باسم أعداء آشور. فلا يوجد في التاريخ، لا في بلاد ما بين النهرين ولا في بلدان أخرى، شعب تسمى اسمه الديني والقومي، أي الديانة والقومية، باسم الإله الذي عبده أي الديانة والقومية، عدا الآشوريون الذين عبدوا الإله آشور. ولا نستغرب أن يكون مثل هذا الترابط بين تسمية الشعب بأسم ديانته قد أنتقل مع الآشوريين إلى الفترة المسيحية وأصبحوا في فترات معينة يعرفون أنفسهم بالمسيحيين (مشيخايه) نسبة إلى المسيح فتداخلت هذه التسمية الجديدة (مشيخايه) مع تسميتهم القومية (سورايه – سريان أو  أسريان(Assyrian . وقد يقول البعض بأن تسمية الآشوري متأتية من مدينة آشور المقدسة التي كانت مركز عبادة الإله آشور أو من بلاد آشور نفسه، كما هو الحال بالنسبة لبعض المدن والمناطق التي كانت تتطابق أسماؤهم مع أسماء الشعوب التي سكنتها، ولكن مع هذا فإن منطق الواقع والتاريخ يؤكد بأن وجود الآلهة يسبق وجود المعابد والمدن والمناطق التي سميت بأسمائهم والتي أقيمت أصلاً من أجل عبادتهم، خاصة بالنسبة لآشور الذي هو إله له وجود  شمولي وأزلي غير مخلوق كبقية الآلهة وإنما كان، كما يسمونه، الإله الذي خلق نفسه بنفسه (6). وهذا هو الذي سبب حيرة بعض العلماء والآثاريين في القول بأن أصول هذا الإله وكيفية تطوره غير معروفة ويبقى غامضاً في مقارنته مع بقية الآلهة(7)، وهي بحد ذاتها صفة فريدة من صفات الإله  آشور التي تجعله مختلفاً كلياً عن بقية الآلهة المعروفة في بلاد ما بين النهرين.
3 ) – الصفة الأخرى للإله آشور التي تميزه عن غيره من الإلهة وتجعله في مقام سام وفريد هي الديانة التي سميت بأسمه والتي عرفت بـ "الديانة الآشورية" والتي كان لها طقوس وممارسات ومعتقدات ظل الشعب الآشوري يمارسها لفترات تاريخية طويلة. بعكس الآلهة الأخرى، وحتى المعروف والبارزة منها فأنها لم يترتب على عبادتها أو تقديسها ديانة خاصة بها أو انتشرت على نطاق واسع وعبر مرحلة زمنية طويلة. وهي السمة التي تفسح لنا المجال كثيراً لمقارنة "الآشورية" كديانة نسبة إلى الإله آشور، ببقية الديانات القديمة والمعاصرة كالبوذية نسبة إلى بوذا والزارادوشتية نسبة إلى زارادوشت، والمسيحية نسبة إلى المسيح. في حين على العكس من هذا تماماً، إذ يصعب أن نقارن أو نوازن الإله آشور، مرجع الديانة الآشورية، مع بقية الآله كمردوخ وأنليل وعشتار وغيرهم من  المعاصرين لتلك الفترة ونعتبرهم مراجع لديانات مفترضة مثل المردوخية والأنليلية والعشتارية … وهكذا. أي بعبارة أخرى، كان آشور إلهاً خالقاً لديانة معينة، في حين لم تكن لبقية الآلهة قدرة على تأسيس ديانة مستقلة بذاتها حتى وأن عبدت في فترات معينة.
4) - لم يكن سمو الإله آشور ورفعته على بقية الآلهة يعني إلغاء وجودها والتوقف عن عبادتها  عند الآشوريين، وإنما كان سموه  يأتي من خلال تناسقه وترابطه مع بقية الآلهة أو إحلاله محلهم واقتباس أيقونتهم ورموزهم باعتباره هو ملكهم جميعاً أو الأب الأكبر لهم. يقول البروفيسور ساغس بخصوص تعدد الآلهة عند الآشوريين "كانت مخطوطات الملوك الآشوريين تعدد قوائم طويلة بأسماء الآلهة، مثلاً آشور، السيد العظيم ووالد الآلهة: آنو وإنليل وسين وشمش وأداد ومردوخ ونابو ونرغال وعشتار … ولكن قوائم من هذا النوع كانت تشكل فقط جزءاً من مجمع الآلهة الكامل الذي كان معروفاً لدى اللاهوتيين القدماء. فلم تكن كل مدينة هناك تملك أساساً إلهها الخاص وحسب، بل علاوة على ذلك، كانت توجد رعاية إلهية للعديد من جوانب الحياة المادية والمجتمع البشري، حيث كانت توجد، على سبيل المثال، آلهة للخمر وآلهة للبناء، وهلم دواليك، فحين يتناول الباحثون المعاصرون النصوص الرافدية القديمة فيجدون أنهم يصادفون حقيقة آلاف الآلهة في المجمع الإلهي الرافدي. لكن هذه القائمة الضخمة لم تكن انعكاساً للمعتقدات الدينية العامة ولا حتى لمعتقدات أي فرد، بل كانت – على الأرجح – نتاجاً اصطناعياً لنشاط الباحثين القدامى الذين كانوا يجمعون سوية أسماء الآلهة من كافة المجامع المختلفة للآلهة المحلية ويحاولون تصنيفها على نحو ما. فلا أحد خارج أوساط هؤلاء الباحثين، لا في بابل ولا في آشور، كان يعتقد أن إدارة الكون تجري على يد هذا المجمع الآلهي الهائل والمنظم ذي الصفة الرسمية". وحتى بالنسبة للآشوري العادي الذي كان يرى نفسه محاطاً بتنوع هائل من قوى ما وراء الطبيعة فأنه، رغم إدراكه لوجود مجمع إلهي، كان مطلعاً على الأمر ليس بأفضل من اطلاع المسيحي العادي في يومنا هذا على تفاصيل مجمع القديسين، لذلك كان عدد الآلهة التي يعني الآشوري العادي بأمرها، بوصفها شيئاً مميزاً عن القوى السحرية، عددا قليل جداً، حيث يأتي في المقدمة الإله القومي آشور فكان من المستحيل نسيان الإله آشور، بحكم كونه على علاقة بكل ما يفعله الملك وحيث يتوجب تبجيله في كل المناسبات الرسمية (8).
وتؤكد العالمة الآثارية هاركنس المختصة في الدراسة المقارنة بين الأثار الآشورية المكتشفة وبما ورد من قصص وأحداث في التوراة بقولها بأن عبادة الألهة التي تأتي بعد الإله آشور شكلت ما تسمية بـ "الهيكل الآشوري المقدس" والذي تعتبره أكثر وضوحاً وعقلانية في فهم الديانة الآشورية. وترسم هذا الهيكل المقدس على شكل مجلس يسمو عليه الإله آشور ثم يليه بقية الآلة الأقل شأناً والمعروفة والتي عبدت من قبل البابليين والآشوريين(9). وهذا المجلس المقدس يتيح لنا فرصة لمقارنة علاقة الإله آشور ببقية الآلة الأقل شئناً مع ربنا يسوع المسيح وعلاقته ببقية تلاميذه والقديسين الذين يتذرع المسيحيون لهم أيضا، وهذه الميزة موجودة بشكل واضح حتي في يومنا هذا. فبإلاضافة إلى كون يسوع المسيح هو المخلص والفادي الذي يعبده الآشوريون في عصرنا الحالي فإن هذا لا يمنعهم من التضرع والصلوات للكثير من القديسين المعروفين عندهم كمار كوركيس ومار عوديشو وربان هرمز ومار زيا ومار بختشوع ومار قرداغ وغيرهم كثر طلباً للشفاء والخلاص. ومنهجية هذا المجلس المقدس عند الآشوريين القدماء يمكن مقارنته مع التحفظ، من حيث المنهج والأسلوب، مع المجمع السنهادوسي المقدس لكنيسة المشرق الآشورية الذي يرأسه البطريرك.
هذه الصفات والميزات الفريدة التي كان يتمتع بها الإله آشور عند الآشوريين جعلت منه أن يكون فعلاً مركزاً للتوحيد الديني والقومي عندهم والمصدر المركزي للذات الآشورية سواء أكان دينياً أم قومياً بحيث شكل آشور الحلقة العضوية للربط بين الجانب القومي والديني للآشوريين، ربطاً لا يمكن التصور بأي إمكانية للفصل بينهما في تلك المرحلة من تاريخ الآشوريين. ومما يعزز هذا الربط هو أسم الآشوريين نفسه الذي تتعدد مصادره الدينية والقومية بحيث يصعب الفصل بينهما والإقرار بأفضلية أو عمومية مصدر على أخر. فالآشوريون من جهة هم نسل آشور الأبن الثاني لسام أبن النبي نوح (الخروج 10:22)، من الكتاب المقدس، أعظم وأقوى مصدر تاريخي واسع الإنتشار. كما وأن هذا الاسم من جهة ثانية هو لمدينة آشور عاصمتهم المقدسة وأيضاً أسم بلادهم وأسم إلههم القومي وأسم إمبراطوريتهم .. وهكذا تتعدد وتتنوع المصادر الدينية والقومية لوجودهم ولكن أسمهم بقى نفسه متوحداً ثابتاً دون تغيير مما يؤكد، إلى جانب الصفات السابقة للإله آشور المار ذكرها،  بأن الآشوريين كانوا قد عرفوا التوحيد في ديانتهم ومارسوها بشكل أكثر وضوحاً في أوج تطور إمبراطوريتهم من النواحي الحضارية والعسكرية والفكرية. يقول البروفيسوران ماتفييف و سازانوف بهذا الشأن "أن الآشوريين والبابليين القدماء عبدوا العديد من الآلهة غير انه من الفترة 2500 قبل الميلاد كانت تتواجد ظاهرة عبادة الإله الواحد(10). وكان عالم الآشوريات فريد تميمـي قد كرس معظم بحوثه في إثبات كون للآشوريين القدماء ديانة توحيدية معتمداً بالأساس على نصوص آشورية تؤكد هذه الحقيقة. فيقول بهذا الشأن "أن اكتشاف الحجر الأساس في القصر الملكي في نمرود، إضافة إلى المئات من اللوحات التي تحوي آلاف النصوص الكتابية هو بمثابة دليل لا يقبل الشك في أن المذهب الآشوري، وهو دين الآشوريين القدماء، هو في الواقع سبق كل الديانات السماوية في التوحيد التي ظهرت فيما بعد مثل اليهودية والمسيحية والزرادشتية والهندوسية والبوذية وأن جنة عدن الأرض الواقعة في قلب آشور لهي المصدر الذي انتشر منه نور الإيمان بالله الواحد الى أركان الأرض"(11).
ويؤكد البروفيسور ساغس أيضاً هذه الحقيقة عندما يشير بأنه كان في المجتمع الآشوري القديم نوع من النزوع نحو المزيد من اختزال مجمع الآلهة. فكان المواطن يرى نفسه في مجتمع  حيث كل المراجع التي يخضع لها الإنسان كانت في نهاية المآل  تتجسد في ممثلين للملك الذي هو مصدر السلطة الوحيد، فأنه لمقارنة معقولة أن يكون جميع الآلهة في العالم السماوي يشكلون، في آخر المطاف، تجليات للإله الوحيد الذي يمسك بكل القوى الإلهية. ثم يتساءل: هل نعتبر النظر إلى الآلهة الأخرى على أنها أوجه لآله واحد بمثابة تجل لمبدأ التوحيد؟ إن الإجابة تتوقف إلى حد كبير على كيفية فهمنا للتوحيد. فالمسيحيون، مثلاً، يعتبرون أنفسهم موحدين، بينما هناك المسلمون الذين ينكرون على المسيحية صفة التوحيد انطلاقاً من أساس اعتراف الدين المسيحي بالأقانيم الثلاثة: الأب والابن والروح القدس، كما ينفون تمثيل هذه الأقانيم لثلاثة آلهة. فإذا كان المرء يعني بالتوحيد وجود اعتقاد بأن كل الكيانات الإلهية هي في آخر المطاف واحد، فإن الآشوريين كانوا موحدين بكل تأكيد. فعلى الرغم من أن مخطوطات الملوك الآشوريين تعدد قوائم طويلة بأسماء الألهة إلا أن أشارتها إلى "آشور، السيد العظيم، ووالد الألهة، لهو دليل على سموه ورفعته على بقية الآلهة مثل آنو وإنليل سين وشمس وأداد وغيرهم.(12).
أن مبدأ التوحيد عند الآشوريين يمكن اشتقاقه من الميزات والخصائص الإلهية التي كان يتمتع بها آشور ومن طبيعة علاقته بالمجموعة الأخرى من الآلهة. فمن جهة كان اعتقاد الآشوريين بأن جميع الآلهة المتمثلة في المجمع الخاص بهم هي في نهاية المطاف خاضعة أو متمثلة بدرجات أقل في إله آشور، وبهذا فأن الآشوريين كانوا قد عرفوا التوحيد. ومن جهة أخرى فأن هذا العدد الكبير من الآلهة التي عرفها الآشوريون كانت في حقيقة الأمر، كما سبق وأن بينا، هي تجليات لجوهر واحد يتمثل في آشور ولم يكن مثل هذا التجلي مناف لمبدأ التوحيد المتمثل في سمو ورفعة آشور إله خالق السموات والأرض وغير مخلوق من قبل أحد، وهو التجلي الذي لم يكن يتفق مع اليهودية وحتى مع المسيحية بشكلها الرسمي المعروف، خاصة في حقبة نشوء اللاهوت وتطوره على يد الإغريق والرومان البعيدين عن تراث وروحية حضارة بلاد ما بين النهرين، فبالتالي ساد الاعتقاد بأن الديانة الآشورية كانت منافية لمبدأ التوحيد. أن مبدأ نشوء التوحيد في الديانة الآشورية يمكن تفسيره وفق النطرية الفلسفية المعروفة بـ "الشرك والتوحيد" أي تعدد الآلهةPolytheism) ) و عبادة إله واحد (Monotheism )، والتي تقول بأن التطور الاجتماعي للشعوب، خاصة كالشعب الآشوري الذي عاش فترات طويلة وتفاعل مع حضارات عديدة، يؤدي في نهاية المطاف الى تطور ديانتها ومعتقداتها بحيث تتخذ مظهراً تعوض عن عبادة آلهة متعددة بآله واحد  يكون منشأ لظهور الديانة التوحيدية، والتي شكلت بالنسبة للآشوريين الخلفية الفكرية والروحية لاستقبال المرحلة الدينية المتطورة اللاحقة والتي تمثلت في المسيحية.
إلى اللقاء مع الخطأ الشائع في التاريخ الآشوري - 2

ملاحظة:
=====
هذا الموضوع مستل من الفصل الأول لمسودات كتابي المعنون (الفصل بين الكنيسة والسياسة القومية في المجتمع الآشوري).
الهوامش:
=====
1-   H.E. Harkness, Assyrian Life and History, The Religious Tract Society, London, P.67-86.
كتبت هذه الباحثة الأركيولوجية هذا الكتاب عام 1883 وطبع عدة مرات ويأتي هذا الكتاب بعد الإكتشافات التاريخية في المدة الآشورية كنينوى وآشور ونمرود ومن ثم قيام بعض العلماء بدراسة مقارنة بين الحوادث والقصص المذكورة في هذه الإكتشافات وما ورد في التوراة والذي تبين بأن بعض من هذه الحوادث والقصص التوراتية تتاطابق مع الإكتشافات الأثرية وبعضها الآخر مختلف عنها تماماً... وهنا من الأهمية أن نذكر بما ورد في مقدمة هذا الكتاب من قبل العالم الآثاري ريجنالد ستيورت بول بالقول "وبينما الأمم الأخرى والمدن من أيام التوراة قد بقت، ولكن أسريا (آشور) ونينوى قد أختفت وتلاشت ولكن أبناء سادة الشرق القدماء (يقصد الآشوريين) بقوا صامدين وبحالة من الفقر المدقع والظلم في شمال بلاد ما بين لنهرين – ص 10.

(2) – ك. ب. ماتفييف و أ. أ. سازانوف ، الألواح تتكلم، ترجمه من الروسية الى العربية بنيامين بنيامين، إستراليا (بدون تاريخ ومحل الطبع).

(3) – هنري ساغس، جبروت آشور الذي كان، ترجمة الدكتور آحو يوسف، دار الينابيع، دمشق ، 1995، ص 81 و ص 357.

(5) - Jeremy Black and Anthony Green, Gods, Demons and Symbols of Ancient Mesopotamia, British Museum Publications, London, 1992, P.37.

6 – H. E. Harkness, Op. Cit., P.67.

7 – Black and Green, Op. Cit., P.38.
(8) – ساغس، نفس المرجع، ص286-287

 - Harkness, Op. Cit., P. 72(9)

(10) - البروفسوران ك.ب. ماتفييف و أ.أ. سازانوف، نفس المرجع، ص 104.

(11) - فريد تميمي، صلاة الملك آتور ناطر أبري الثاني، ترجمة من الإنكليزية إلى العربية المهندس روبرت يوخنا، مجلة المثقف الآشوري، عدد 13 – 14، السنة الرابعة، تشرين الثاني، 1977. وهذه الصلاة الربانية للإله آشور منذكورة في صحفة 22 من المجلة.
ومن لا يعرف عن فريد تميمي، نقول بأنه آشوري من أصل عراقي فهو لغوي ومؤرخ ومؤلف ومحاضر عالم آشوريات كبير أختص بالكتابات التصويرية والهيروغليفية والبكتروغريفية والمسمارية وبالكتابات الآشورية القديمة حيث  أستطاع أن يحل الكثير من الرموز الآشورية ومنها قراءة أسماء الملوك. فمثلاً يرى البروفسور فريد  بأن أسم الملك آشور ناصر بال لا معنى له إطلاقاً فأسمه الحقيقي هو آشور ناطر أبري، أي آشور حارس وطني أو أرضي. ومن الجدير بالذكر بأن البروفسور فريد زار العراق في السبعينيات من القرن الماضي بدعوة من نظام حزب البعث في العراق وأثناء فترة فرض النظام البعثي سياسته في "إعادة كتابة التاريخ" والساعية إلى سرقة تاريخ الشعوب القدماء لبلاد ما بين النهرين كالآشوريين وتنسيبه إلى العرب، فأنتقد البروفسور فريد هذه السياسة وأستهزأ بها. غير أنه بعد أن غادر العراق توفي بعد بضعة أشهر بسبب عجز في الكليتين مما أثيرت الشكوك حول نظام البعث العراقي لقيامه بتسميمه بمركبات الزئبق البطيئة التسمم والتي كان يستخدمها النظام في القضاء على معارضيه في الخارج ومن دون إثارة الشكوك، مثلما حدث مع المناضل ماليك ياقو ماليك إسماعيل. وهو نفس الأسلوب التأمري الذي كان يحاول إستخدامه مع مثلث الرحمات البطريك مار شمعون إيشاي عندما رفض توريط الآشوريين في خطة لمحاربة الأكراد. فألف رحمة على هؤلاء الأبطال الثلاثة.






غير متصل اخيقر يوخنا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4988
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رابي ابرم شبيرا
شلاما
كتب احد المؤرخين. المختصين بالتاريخ القديم بان كلمة اشور تعني القدوس وقد ذكرت ذلك في مقال سابق
كما ان مؤرخ اخر كتب بان الطقوس الروحية الاشورية انتقلت بصورة ما ال الديانة المسيحية وذكرت ذلك ايضا في مقال اخر
واعتقد اننا استنادا  ال الكتاب المقدس  نستطيع ان نجزم بان الاشوريين. بل كل اعضاء. الاسرة  السامية. كانوا يؤمنون بخالق
وابسط دليل عل ذلك هو ان سام ابن نوح. كان انسانا مؤمنا
وان الرب كان فد اختار اشور عكازة يده. علئ. الارض
وذلك الاختيار الذي ميزه الرب دليل عل مكانه اشور. السامية
ومهما بكن فاننا حاليا. نعتز. بتاريخنا. القومي وديانتنا. المسيحية وبهما. نواصل مسيرتنا القومية والوطنية والانسانية
تشكر  وتقبل تحياتنا


 

غير متصل نيسن يوخنا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 195
    • مشاهدة الملف الشخصي
الكاتب الهمام الاستاذ ابرم شبيرا
كتبت لنا مقالة مطولة ،كعادتك المعهودة،ولا ادري ان كنت تريد تبرئة اجدادنا القدامة من عبادة الاوثان (الاصنام) ام تريد ان تثبت ان لنا الاحقية في ارض الرافدين لان اجدادنا كانوا موحدون!!!  يا سيدي بكل صراحة اقول لك انا لم اعرف القصد من مقالتك هذه!!! هل هي للدفاع عن عبادة اناس عاشوا من قبل 3000 سنة ام تريد ان تقول لنا باننا اصحاب ارض بلاد الرافدين لان اجدادنا كانوا يعبدون اله واحد هو الاله اشور؟ تعرف يا سيدي ابرم وانا اقرأ مقدمة مقالتك تذكرت قصة كنا نسمعها في صغرنا تقول القصة " كان هناك لص اي سارق سرق في احدى المرات تنكة قلية (لحم مقطع ومحمص مع شحمه لحد الاحمرار) واتى بها الى البيت فنادى زوجته واوصاها بأن لا تستخدم هذة القلية في الطبيخ بل يأكلونها مع الخبز وذلك لانها حرام اي لانها مسروقة" ولا سالفتك يا اخي المحبوب ابرم فأنت تقول "من الضروري جداً الإنتباه وبحذر بأن الإله آشور ليس نفس الله التي نعبده في هذا الزمان ولا الديانة الآشورية هي نفسها الديانة المسيحية"  يا سيدي العزيز ابرم، التأريخ يقرأ لاثبات الحقوق القومية في ارض مسلوبة (منتزعة) من اصحابها الاصليين، واحفاد هؤلاء الاصحاب الحقيقيين يعيشوا كالغرباء في ارض اجدادهم والقسم الكبير منهم رحل الى ديار الغربة بعد ان يأس من الحصول على حقوقه.فأن كان اجدادك يعبدوا الاه واحد بأسم اشور او الهة متعددة وبأسماء كثيرة ماذا سيفرق في اثبات الاحقية في الارض يا اخي الكريم؟؟ هنالك بليون واكثر هندي يعبد الاف الاله والى اليوم ولا احد يستطيع ان ينتزع حقه في ارضه في شبه القارة الهندية، وهنالك شعب فلسطيني يقول انه موحد (يعبد اله واحد) ولكنه مشرد وبدون وطن. اما اذا كنت تقصد تبرئة اجدادنا من عبادة الاوثان فهذه ليست مهمتك ولا انا ولا اي احد لانهم رحلوا الى الحياة الابدية منذ الاف السنين والذي يقرر مصيرهم الابدي هواله السماوات والارض هو وحده العالم وهو الذي سوف يحاسب كل واحد. اما قولك "التماثيل، خاصة التي تخص الإله آشور هي عناصر أو إحيائات رمزية أو أيقونات لأسم الإله آشور وليس الإله آشور نفسه كحجر كما يعتقد البعض. فمثل هذه الرموز أو الإحياءات والأيقونات نجدها في عصرنا المسيحي الحالي حيث في كنائس كثيرة نجد تماثيل أو لوحات لربنا يسوع المسيح ولأمه العذارء أو لبعض القديسين يركع المسيحيون أمامها للصلاة والتذرع للغفران والخلاص" يا سيدي العزيز ومن قال لك ان الذي يعبد التماثيل او الصور وحتى ان كان يُضن انها المسيح او امه العذراء مريم هي حالة صحية ومقبولة، (طبعا اذا كنت تؤمن بالله) فالله وصيته ثابته ولا تتغير وهذه هي الوصية الثانية "
أَنَا الرَّبُّ إِلهُكَ.. لاَ يَكُنْ لَكَ آلِهَةٌ أُخْرَى أَمَامِي.
لاَ تَصْنَعْ لَكَ تِمْثَالًا مَنْحُوتًا، وَلاَ صُورَةً مَا مِمَّا فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ، وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ تَحْتُ، وَمَا فِي الْمَاءِ مِنْ تَحْتِ الأَرْضِ. لاَ تَسْجُدْ لَهُنَّ وَلاَ تَعْبُدْهُنَّ." اخي الكريم ابرم هذا الامر التي انت تطرقت اليه ( الاله اشور)والتجأ اليه البعض من ابناء شعبنا في الاونة الاخيرة اعتقد لا يغني ولا يسمن  . تقبل خالص تحياتي وارجو ان لا اكون قد ازعجتك بردي
نيسن يوخنا

غير متصل lucian

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3345
    • مشاهدة الملف الشخصي
رابي نيسن يوخنا المحترم

انا اعتقد بانك لم تنطلق من نفس فكرة المقالة اعلاه.

وانا هنا ارغب باعطاء فقط افكار معينة والتي استمرت في التاريخ كاخطاء، وهي:

هنا افكار يرددها اليوم بعض الملحدين المبتدئين فكريا والتي عندما يرددونها فان هناك متدينين يصدقونها وبعد ذلك يمتعضون منها. احدى هذه النقاط التي يرددها هكذا ملحدين مبتدئين فكريا هي:" ان الانسان عبد العديد من الالهة اذا نظرنا على كل مناطق الكرة الارضية، فاي منها هي صحيحة؟" عندها يقولون  "فاذن هي كلها خاطئة ، ومن ثم يشيرون الى ان الانسان تم خداعه من قبل الاديان"

المتدينين عندما يسمعون هذا الكلام فهم يمتعضون منه ومن ثم يشيرون الى ان الاخرين هم وثنية او غيرها من الصفات.

وجوابي على هؤلاء هو: ان وجود بشر في مناطق مختلفة في الكرة الارضية الذين امنوا بطرق مختلفة عن وجود قوة عليا خارقة تملك القدرات المطلقة هي عبارة عن دليل عن ان ايمان الانسان بوجود قوة عليا هي ليست خداع وهلوسة وانما هي جزء من طبيعة الانسان الطبيعية.  وفي هذا الشأن هناك دراسات شارك فيها مجموعات كبيرة من العلماء ومن مختلف الاختصاصات من الذين توصلوا الى هذه النتيجة. وهناك من بين العلماء البايولوجين من يرى بان الانسان يملك ضمن جيناته جينات مسؤولة تجعله يؤمن بوجود قوة عليا ، بوجود قوة الهية. واحدى هذه الدراسات اضع الرابط عنها ادناه. اذ هم سالوا السؤال "لماذا يؤمن الانسان بوجود الهة اصلا؟ هل هذا له سبب طبيعي يتعلق بطبيعة الانسان او له اسباب اخرى؟" وهم عندما قاموا بدراسات في مناطق مختلفة في العالم وجدوا بان الايمان بوجود الهة يمثل جزء من طبيعة الانسان. وهذا معناه انك لو اتيت ببشر ولدوا حديثا وتركتهم في مناطق مختلفة في العالم بدون ان تؤثر عليهم فهم مع ذلك سيؤمنون بوجود قوة عليا... المثير سيكون اذا طرحت سؤال حول ما الذي جعلها من جزء طبيعة الانسان؟؟؟ هنا تستطيع ان تقراء الدراسات عنها. وانا سميت هؤلاء بالمبتدئين فكريا لان السؤال حول لماذا امن الانسان اذن في مختلف  بقاع الارض بوجود قوى الهية هو عبارة عن سؤال في غاية الاهمية...

لهذا  فان القول بوجود الوثنية هو بحد ذاته لا يكون له معنى له. الوثنية عبارة عن مصطلح لا وجود له ولا محتوى له ولم يكن له وجود في يوم من الايام. وظهوره كان كان نوعا ما سياسي لاسباب التميز عن الاخر، واستعماله خلال التاريخ كان متناقض ولكونه مصطلح وهمي لا محتوى له، فمرة كان يرمز الى من لا يؤمن بالاله ومرة كان يرمز للذي يقوم بالشرك وهو الاكثر استعمال وهنا نلاحظ بانه لم يكن في السابق كل هؤلاء الذين يطلقون عليهم اسم الوثنين يؤمنون بعدة آلهة، وانما كان هناك من يؤمن بالالهة العليا.

وحديثا وضمن العلوم الحديثة فاننا نملك دراسات اخرى منها دراسة Oxford study شارك فيها 57 باحث من عدة اختصاصات وشملت اكثر من عشرين دولة في عدة قارات والتي وصلت الى النتيجة بان الايمان بوجود الرب هي جزء من الطبيعة البشرية.
Belief in God is part of human nature - Oxford study

https://www.telegraph.co.uk/news/politics/8510711/Belief-in-God-is-part-of-human-nature-Oxford-study.html

https://www.sciencedaily.com/releases/2011/07/110714103828.htm

 وهذه كانت دائما هكذا منذ وجود الانسان. لذلك فان موضوع الايمان بوجود الرب عملية محسومة في العلم ولا مكان للوثنية من هذا المعنى. اما المعنى الاخر وهو التوحيد، فهذه الفقرة تتطلبت ايضا ادخال عملية التطور، فنرى التوحيد في العهد الاشوري ونرى ما يماثله في اليونان، حيث يقول  الفيلسوف اليوناني Xenophanes كزنوفانيس  منتقدا تعدد الالهة وهو يمتلك مقولة مشهورة في هذا الشان حيث يقول:
But if cattle and horses and lions had hands
or could paint with their hands and create works such as men do,
horses like horses and cattle like cattle
also would depict the gods' shapes and make their bodies
of such a sort as the form they themselves have

Ethiopians say that their gods are snub–nosed [σιμούς] and black
Thracians that they are pale and red-haired
بمعنى : اذا كانت الابقار والأحصنة والأسود تمتلك أايادي وكان بمقدورها الرسم ، لرسمت الأحصنة الهة تشبه الأحصنة، والابقار كذلك، لجعلوا لها أشكالا تشبههم.

ما قاله الفيلسوف اعلاه يتم استعماله من قبل منتقدين مبتدئين فكريا بانه رفض للاديان، ولكن هي لم تكن هكذا وانما كانت كانت انتقاد لتعدد الالهة ودعوة للتوحيد، وهناك امثلة اخرى في العهد الاشوري.

علميا فان التوحيد كان سيتم حتى وان ما كان هناك يهودية ومسيحية. اذ موضوع تعدد الالهة كان سيخضع ايضا الى نظرية التطور ومن ثم كان سيتم التفكير في التوحيد، وما ذكرته من امثلة اعلاه هي عبارة عن دليل عن ما اقوله.

اذا كنت ستسال لماذا انا اكتب وكأنني متاكد؟ هنا اجيب لان عقل الانسان مصمم على افتراض وجود "المطلق" المطلق الذي يمتلك القدرات في ادراك كل شئ، المطلق الذي سيدرك الحقائق لتبقى حقائق حتى بعد ان نموت، المطلق الذي يعلو على كل شئ اخر ... والمطلق اذا كان اكثر من واحد يجعل الانسان يقع في تناقض...

بالنسبة الى الحضارة الاشورية فانا ارى بانها حدثت فيها اولى محاولات توحيد الالهة في القوة العليا اشور الذي كان يمثل انذاك القوة المطلقة وبالقدير الذي يحدد المصائر والكلي العلم والقوة....الخ...وانا ارى بان حتى الحروب انذاك كانت  غرضها توحيد الالهة.



غير متصل wesammomika

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1654
  • الجنس: ذكر
  • السريان الآراميون شعب وأُمة مُستقلة عن الكلدوآثور
    • مشاهدة الملف الشخصي
الى السادة القراء الكرام
تحية قومية سريانية آرامية
اليكم معنى تسمية آشور علمياً واكاديمياً بالمقال وفي الرابط أدناه ..وكما فسروها الباحثون والعلماء والأكاديميون المهنيون ..
فمعنى كلمة "آشور" بالأكدية والسومرية هي (النتن أو دورة المياه القذرة) !!؟

الرابط ادناه :

http://www.malikyadilan.com/forum/viewtopic.php?f=16&t=37435&p=78348#p78348






محبتي للجميع
>لُغَتنا السريانية الآرامية هي هويتنا القومية .
>أُعاهد شعبي بِمواصلة النضال حتى إدراج إسم السريان الآراميون في دستور العراق .
(نصف المعرفة أكثر خطورة من الجهل)
ܣܘܪܝܳܝܐ ܐܪܡܝܐ

غير متصل oshana47

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1118
    • مشاهدة الملف الشخصي
السيد وسام موميكا المحترم
من يرغب وله الشر في تفكيره وتزييف في تاريخه فليعمل كما تدله ارواحهم الشريرة ، أما من له فكر لشق اسم اشور الالهي من أي منبع أو مصنع أو حيوان أو كما هو يختارها فله كل المجال والحرية ، نحن اليوم خارج هذا الاطار والدائرة ، لنا اسم قومي واحد مشتق من الاله ولأ يهمنا بقية الاشتقاقات . لما أنت بنفسك وبشخصيتك اخترت دخول النتن أو دورة المياه القذرة ل12 سنة متواصلة وتخدمه بكل قواك ، وهذه هي مسيرتك وتبقة معلقة بك كل عمرك ، كن هادي ولطيف ، ولأ تدين الذي لأ يدانك ، بل أنت تثير العجاج وأنت في وسطها وتختنق . شكر على قبول رأي .
اوشانا يوخنا                             5 / 01 / 2022

غير متصل ميخائيل ديشو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 665
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
السيد ابرم شبيرا المحترم، تحياتي

رغم ان ما كتبه حضرتك قديم بعض الشئ اريد الفت نظرك الى كتابات المؤرخ الكبير Simo Parpola  عن الديانة الاشورية القديمة. حيث يقول بنيت الكنيسة المسيحية على اسس اشورية وان الاشوريين القدامى عرفوا المسيحية قبل الاخريين منذ الطوفان وكلكامش ويونابشتم خير مثال على ذلك وعرفوا الاب والابن وروح القدس ومريم العذراء عشتار. الاشورية القديمة لها جذور في المسيحية.

اقرا "Mount Nisir and Foundation of Assyrian Church " لسيمو باربولا .
مقتطف مما كتبه في اعلاه

الناصرة، مدينة السيد المسيح، تقع على 50 كلم شمال سامرة و20 كلم شمال شرقي قرية تسمى اربل Arbel، ثلاثة كلم شرق اربل تقع قرية ماكدلا Magdala,  بلدة ماري ماكدليت. لاواحدة من هذه القرى مذكورة في الكتاب المقدس،وحسب اسماءها. انا اخاطر بالافتراض    بان هذه مستوطنات او اديرة بنيت من قبل الاشوريين  لنشر عقيدة ديانة  عشتار في المقاطعات المحتلة. ناصرة ليس لها تسمية متغيرة وانما تتشابه مع Nisitu الاكدية معناها "السر" ،  حيث Arbil (اربلا والان Arbel Harbat) هي متشابهة لاسم مركز ديانة عشتار في اشور، وMagdala  يعادل  الاسم الارامي Durـ Kallimmu عاصمة خابور  Habur او خابور حيث نفي اليها كثير من السامريين.
حسب ماثيو 2:23 ,  بولس بعد عودته من مصر مع  مريم والطفل مسيح رجع الى منطقة خليل  وهناك سكنوا في مدينة تسمى  ناصرة ليتم ما تكلم به  الانبياء وهو الذي سوف يسمى الناصري.

غير متصل sardar kurdi

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 178
    • مشاهدة الملف الشخصي
لنا اسم قومي واحد مشتق من الاله ولأ يهمنا بقية الاشتقاقات .
اوشانا يوخنا   5 / 01 / 2022
كاكا اوشانا
يعني انتو الله مالكم هو هذا؟؟؟؟؟؟؟
https://stringfixer.com/ar/Ashur_(god)


غير متصل نيسن يوخنا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 195
    • مشاهدة الملف الشخصي
بالاذن من صاحب المقال الاستاذ ابرم سوف ارد على الاستاذ لوسيان
عزيزي الاستاذ لوسيان
لا اخفي عنك بأني من المعجبين بأسلوبك في شرح بعض الجزئيات في المواضيع المختلفة، وهذا لا يعني بأني متفق معك في كل شيئ بل اختلف معك في الكثير منها، على اية حال، في موضوع الاستاذ ابرم المحترم بالنسة لي لا يهمني ماذا كان اجداد ي يعبدون ولا حتى آبائي لان مسؤليتي في موضوع العلاقة بالله تقتصر على شخصي فقط ولا تتعداه، فكل شخص مسؤل عن ذاته امام الله، وانا حين قلت “ مالي عن اناس عاشوا قبل اكثر من 3000 سنة من الان وهل هم عبدوا الله الحقيقي ام اله أخر فالله هو الذي سيحاسبهم. وارجوا ان ننتبه بأنني اتكلم عن علاقتي بآجدادي القدامة بخصوص العبادة فقط وليس بخصوص امور اخرى، اي انني لست ملزم بأن اكون على طريقة اجدادي في العبادة ان كانوا هم على خطأ والعكس بالعس ، اما شرحك المطول عن اكتشاف علماء البايولوجي “بأن علماء البايولوجين من يرى بان الانسان يملك ضمن جيناته جينات مسؤولة تجعله يؤمن بوجود قوة عليا” فأني اوأكد لك بأن الكتاب المقدس اثبت تلك العلاقة بألاف السنين قبل علماء البايولوجي، اذ يقول في سفر الجامعة مايلي" الله صَنَعَ الْكُلَّ حَسَنًا فِي وَقْتِهِ، وَأَيْضًا جَعَلَ الأَبَدِيَّةَ فِي قَلْبِهِمِ، الَّتِي بِلاَهَا لاَ يُدْرِكُ الإِنْسَانُ الْعَمَلَ الَّذِي يَعْمَلُهُ اللهُ مِنَ الْبِدَايَةِ إِلَى النِّهَايَة “ اذن الله لم يترك الانسان بدون معرفة الحياة الابدية بل وضعها في قلوب كل البشر حتى الملحد يعرف ان هنالك اله صانع الكل ولكن الملحد اختار لنفسه ان ينكر وجود الله فتلك هي مشكلته وهو الذي سيدفع ثمن عناده ، اما شرحك بالنيابة عن الاستاذ ابرم وقولك ما يلي “المتدينين عندما يسمعون هذا الكلام فهم يمتعضون منه ومن ثم يشيرون الى ان الاخرين هم وثنية او غيرها من الصفات” الذي تسميه بالمتدين، ورغم تحفضي علي كلمة متدين او رجل الدين، بل انا افضل تسميته بالخادم فهو ينطلق من صلب واجباته في شرح الايمان الحقيقي بالله وحسب كلمة الله في الكتاب المقدس وهذا حقه وواجبه كما ان للمختص بالعلوم الاخرى ان يشرح بحسب اختصاصه . وخلاصة القول ، نحن لا نحتاج الى البايولوجي لاثبات وجود الله لان في ذلك يكون الله غير منصف (حاشا) بل الله كما يقول الكتاب المقدس في رسالة كورنثس الاولى  “اخْتَارَ اللهُ جُهَّالَ الْعَالَمِ لِيُخْزِيَ الْحُكَمَاءَ. وَاخْتَارَ اللهُ ضُعَفَاءَ الْعَالَمِ لِيُخْزِيَ الأَقْوِيَاءَ.
 وَاخْتَارَ اللهُ أَدْنِيَاءَ الْعَالَمِ وَالْمُزْدَرَى وَغَيْرَ الْمَوْجُودِ لِيُبْطِلَ الْمَوْجُودَ،
 “ لِكَيْ لاَ يَفْتَخِرَ كُلُّ ذِي جَسَدٍ أَمَامَهُ
.     
طبعا هنا نتكلم عن الايمان بالله والذي يجب ان يكون متاح للكل وحتى الجهلاء في نظر الناس. والله منصف مع الكل وترك الاختيار للانسان في قبول الله ام عدم قبوله
تقبل خالص تحياتي وتحياتي لصاحب المقال

غير متصل oshana47

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1118
    • مشاهدة الملف الشخصي
  السيد sardar kurdi  المحترم
لو كنت محترف قليلا بالمعاني في اللغة لكنت ما تسأل هذا السؤال ، لآن الاشتقاق لأ تعني ولأ تقترب بالمرة مع المال ، كما لنا حصة في عبادة الله الجميع متساوين في هذا الطريق الايماني لانه خالقنا .
اوشانا يوخنا      6 /02 / 2022

غير متصل lucian

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3345
    • مشاهدة الملف الشخصي
الى السادة القراء الكرام
تحية قومية سريانية آرامية
اليكم معنى تسمية آشور علمياً واكاديمياً بالمقال وفي الرابط أدناه ..وكما فسروها الباحثون والعلماء والأكاديميون المهنيون ..
فمعنى كلمة "آشور" بالأكدية والسومرية هي (النتن أو دورة المياه القذرة) !!؟

الرابط ادناه :

http://www.malikyadilan.com/forum/viewtopic.php?f=16&t=37435&p=78348#p78348



دعنا الان نقدم مقارنة مع اثباتات حقيقية لن يختلف عنها اثنان:
دعنا ناخذ مثال بسيط جدا ، في تلك المرحلة عند حضارة بابل واشور وعندما كان مثلا الاشورين كانوا يحتاجون الى تشكيل شئ دائري الشكل فهم كانوا صحيح لا يعتمدون على الارقام بالطريقة التي نعرفها اليوم ولكنهم كانوا يعتمدون على مقارنة نسب مع بعضها البعض. حيث كانوا ياخذون قطع متساوية في الطول، وياخذون ثمانية قطع منها ويضعوها في خط مستقيم الذي يمثل قطر الدائرة ومن ثم يضعون 25 من نفس طول تلك القطع ليرسموا المحيط. واذا قسمت 25 على 8 فنحن سنحصل على الرقم  3,125 وهو مقارب لما نسميه اليوم بالنسبة الثابتة.

هذا كان مثال بسيط عن العلم الذي كانوا يستعمله هؤلاء في تلك الفترة البعيدة. الان هذا الذي يسميهم بالنتن ومياه المستنقعات لا يملك ولا حتى 1 بالمئة من علمهم  بالرغم من فارق السنوات الهائل،  بل هو كان مع القسمة على الصفر. فاذا كان شخص فاشل في الرياضيات و لا يملك معرفة ولا 1 بالمئة من شعب ولكن مع ذلك يسميهم بمياه القذرة، فماذا سيكون هكذا شخص وبماذا سيتم تشبيهه اذن؟ ببالوعة مستنقعات؟
هذا كان فقط مثال بسيط جدا، حيث اني لو اظهرت مثلا رسومات مثل تلك التي تحوي مربعات وكيف تمكنوا من استعمال طرق تقريبية للحصول على طول زراع لمربع بنسبة 2 تحت الجذر التربيعي الذي نعتبره irrational  فاني اقسم بكل مقدس بان هذا الفاشل في الرياضيات لن يفهم ولا حتى حرف واحد.



غير متصل wesammomika

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1654
  • الجنس: ذكر
  • السريان الآراميون شعب وأُمة مُستقلة عن الكلدوآثور
    • مشاهدة الملف الشخصي
الى القراء والمتابعين الأكارم ..
تحية قومية سريانية آرامية :
اليكم  احدى مقالات الكاتب مهدي كاكائي عن أصل الآشوريين ..ومن يجد في نفسهِ الجرأة والشجاعة فليرد عليه كما كتب عن تاريخ الآشوريين القدماء "المنقرضون  " اكاديمياً وبِمصادر رصينة !!؟

https://m.ahewar.org/s.asp?aid=587739&r=0

تحياتي للجميع
>لُغَتنا السريانية الآرامية هي هويتنا القومية .
>أُعاهد شعبي بِمواصلة النضال حتى إدراج إسم السريان الآراميون في دستور العراق .
(نصف المعرفة أكثر خطورة من الجهل)
ܣܘܪܝܳܝܐ ܐܪܡܝܐ