المحرر موضوع: المسيحيون بين انياب الوحوش ح/ 27 مذبحة ديرك ودور الاكراد في تنفيذ المجازر  (زيارة 534 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل وليد حنا بيداويد

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3070
    • مشاهدة الملف الشخصي
المسيحيون بين انياب الوحوش
او مجازر المسيحيين في تركية
(جرائم دولة تركيا الاسلامية العنصرية)
الحلقة السابع والعشرون

مذبحة ديرك ودور الاكراد في تنفيذ المجازر

وليد حنا بيداويد
كوبيهاكن

ويزودنا  الاب ريتوري بمعلومات عن ذبح مسيحي ديريك ، المذبحة التي دبرها مجرم مخضرم هو (توفيق بك) هو الذي كلف للقيام بمذبحة المسيحيين هذه، لان يديه اعتادتا وتدربتا على هذا الاجرام، فنال من وراء تنفيذها ثناء رئيسه رشيد بك، جميع مسيحي ديريك قتلوا وجميع اموالهم انتقلت الى الجزارين ومسلموا المنطقة وانتشوا فرحا  بتوجيه الاهانة الى المسيحية في شخص الكاهن كرومي، الذي نتفوا لحيته واجبروه على الحبو على ركبتيه قاطعا شوارع المدينة، على هيئة حيوان، بينما احد الاكراد ركب على ظهره، مستحثا سيره بركلات من قدميه على جبينه وبوخزات نصل خنجره، وبعد تلك الجولة المنهكة اجهزوا عليه ثم قطعوه اربا، ومن هذه لتصرفات يمكننا الحكم على درجة رقي الجنس الكوردي.
في اواخر ايار 1915 بعد انسحاب خليل باشا من وان ، مر بسعرت وخليل باشا كما هو معلوم انه ابن اخت انور باشا وزير الدفاع ، ومن سعرت " اخذ يحرض عملاء الحكومة على ابادة المسيحيين في جميع انحاء السنجق، وفورا هب الجميع الى العمل بتوجيهاته".
وبعد تلك الحوادث بزمن بسير عين خليل قائدا للجيش التركي السادس الذي اوكلت اليه مهمة صد زحف الانكليزي وبالدفاع عن بغداد، واثناء مروره في الموصل في 21 من نوفمبر 1915 لاستلام منصبه الجديد ، بالرغم من الحفاوة الكبيرة التي استقبله بها مسيحيو المدينة ومع جميع ضمانات الاخلاص التي اعطاها بطريرك الكلدان، حاول جهده ان يقنع  السلطات المدنية والعسكرية بذبح المسيحيين( لم يطلع البطريرك على المجازر التي ارتكبت قبل اسابيع في ولايات اخرى راح ضحيتها قسم من ابناء رعيته وحتى لو اطلع عليها لم يشأ ربما ان يشير سخط السلطات على رعيته في الموصل والجوار وقد سلمت الى ذلك الحين من الاذى، بفضل همته ومداراته للحكام ولوجهاء البلدة)
https://www.youtube.com/watch?v=cnvuMhC9pMk

https://www.youtube.com/watch?v=s2NGrRdlp2E
حال حيدر باشا دون رغبة خليل في تنفيذ مخططه، وحاول خليل ان يضع مخططا اخر" تفاهم مع عدد من الاصوليين، ملالي و رواد المساجد، ليخلقوا بلبلة تؤدي الى مجازر" الا  ان حيدر باشا طمأن المسيحيين وافشل المخطط.
*مجرم اخر هو جودت بك حاكم عام سابق لولاية (وان) السئ الصيت جدا ..... ويدرج الاب نعيم قائمة كويلة لمجرمين عملوا مع زعيمهم جودت هذا في مدينة سعرت (ولاية تبليس)
 "حصلنا من شهود  عيان على اسماء جلادين دبروا المجازر في سعرت ونهبوا اموال المسيحيين من الارمن والكلدان الاشورين، حلمي بك حاكم سعرت، حمدي افندي قائد الشرطة، حامي افندي مدير البلدية، امين بصري ضابط، على افندي ضابط والخ....... .
وعن دياربكر يضيف الاب نعيم قائمة اخرى وهم رشيد حاكم الولاية، ياسين اغا زادة شويكي قائد الدرك والى اخر القائمة التي يطول ذكرها.
واخيرا في مراسلة البطريرك الكلداني نجد قائمتيين الاولى موجهة الى الحكومتيين البريطانية والفرنسية عام 1918 والثانية اكثر تفصيلا وقد ارسلت الى نفس الحكومتيين في عام 1920(الاب نعيم).

دور الاكراد في المجازر:-
لعب الاكراد دورا هاما في المجازر التي نظمتها السلطات العثمانية على الصعيد الوطني العام او المحلي الخاص وقد اورد تفاصيل تلك الحوادث شهود عيان في واقعية تدهشنا يومنا هذا ولا نلوم الاب سيمون معاصر تلك الماسي ان يقسو بحكمه على هذا الشعب الذي لطخ اياديه بدم الابرياء في مجازر كثيرة مروعة وينظم اليه في هذا الحكم القاسي على الاكراد الاب ريتوري الذي لا يفتأ يكرر"ان الاكراد ذئاب جائعة دوما، ولا يفوتون مناسبة للنهب والذبح، والاتراك يعلمون بطبيعتهم فاستغلوهم لتنفيذ ماربهم الشريرة التي لم يجرأوأ هم على اتيانها"
* اما الاب سيمون فينعت الاكراد بابشع النعوت لذا اعتذر عن ترجمة ما ورد عن قلمه(المترجم)
يذكر الاب بيدو  شيخ دارا الذي بيده يذبح النساء والاطفال المسيحيين على هذا النحو " وصلت اولى القوافل من دياربكر الى ماردين، اواسط شهري ايار وحزيران 1915 حشرت في احدى الخانات طوال تلك الليلة، في اليوم التالي بعد او جردوا تقريبا من ملابسهم وجهوا (بتضميم الواوالاولية وتشديدها) الى دارا القرية الصغيرة الةاقعة الى جنوب شرقي ماردين على بعد ست ساعات منها.
كانت القرية احد الحصون الرومانية المشاد في القرن الرابع الميلادي والى يومنا هذا توجد فيها صهاريج واسعة وعميقة الاغوار الى حافة تلك السراديب اخذ شيخ القرية النساء والفتيات والاطفال وذبح الضحايا بيده الواحد تلو الاخرى عقب ان جردهم كليا من ثيابهم .
وفي منطقة سعرت اهلك الشيخ عبدالله مطران الكلدان ماتوما رشو مع ثمانين اخرين من قرية اتيل والجوار  اواخر عام 1915.
في مرثاة الفرمان (دوركثا دفرمان) باللغة الكلدانية العامية (السورث) يسرد كاتبها الماسي التي جرت في جزيرة ابن عمر وقراها : كركثا دبدرو، حيث ذبح ستة وثلاثون 36 من وجهائنا وخواجا موسى مختار القرية، وفي طاقيان حيث حشر اهلها في الكنيسة وذبحوا مع كاهنهم الاب بطرس ولم ينج منهم الا عدد قليل، وفي وسطا وتل قبين ذبح الشرنخ معظم اهالي القريتيين، وفي فيشخابور 11 تموز قطع مصطو نائف(محمد اغا الارتوشي) نهر دجلة وكقصاب اخذ ينحر اهالي القرية الامنة المؤلفة من الفان ومئتان 1200 نسمة فاودى بحياة تسعمائة 900 شخص من بينهم الوجيه ياقو والاب توما شريني وتمكن من الفرار 300 شخص ليلجأ منهم الى القوش او الموصل والبعض الى اكراد سيلوبي، كما استشهد في الفترة ذاتهامطران الكلدان فيلبوس يعقوب ابراهام(1848-1915) وعشرة كهنته ومن ضمنهم ثلاثة من كهنة ماريوحنا الحبيب هم الاباء الياس عيسى، مرقس توما، وحنا خاتون، الذي اطلق عليهم النار على تلة مطلة على المدينة ويحدثنا المسنون ان بعد ذبح المطران قطع اربا القيت بقاياه في نهر دجلة، وقال شهود عيان ان نورا حل في الموقع الذي فيه استشهد المطران وكهنته (هذه الظاهرة تبدو اعتيادية في عقلية المسيحيين الشرقيين وقد وردت كثيرا في سير الشهداء الكنيسة الشرقية، هذا ما جرى للاب الكلداني كورئيل منشي، احد تلاميذ المعهد الكهنوتي للاباء الدومينيكان في الموصل حين استشهد في ويرانشير وقد ابى ان يعلن اسلامه فبترت ذراعاه قم قطع راسه، بينما كانت روحه تحلق نحو السماء شاهد جزاروه المسلمون والمحلقون حوله اشعة نور تنحدر من السماء على جثته وتغيب، يسرد لنا المطران ادي شير حادثة مماثلة جرت في خزمو عام 1923 الاحد التالي للسعانين عن شاب من اصل جزراوي عرضوا عليه الاسلام فرفضه بحزم فعذبوه ولم يفلحوا في ثنيه عن عزمه فالقوا به في حفرة ورجموه مرتيين وفي الاخير ضرب على يافوخه بفاس شطرت راسه واسلم الروح، فحمل الوجهاء جثمانه و واروه التراب في المقبرة الى جوار كهف كان يسكنه عدد من البرص الذين راؤوا نورا ساطعا ينزل من السماء على قبر الشهيد وبقى منذ المساء حتى الصباح (ص127) 
ويكتب الاب ريتوري في مذكراته عن محمد اغا ابن حجي مصطو زعيم قبيلة اكراد ارتوش المقيمين في جبل هكاري مايلي:-
"ينزل هؤلاء الاكراد كل سنة الى سهول اشور لتمضية الشتاء ويصعدون في الربيع الى مرتفعات كوردستان، هذه السنة دعاهم والي دياربكر رشيد باشا للمشاركة في ذبح مسيحي ولايته دياربكر، لذا لم يصعدوا الى مرابعهم في المرتفعات، هاجموا اول الامر فيشخابور التي كانت قريبة المنال وقد كانوا متمرسين على اساليب التقتيل، فالقوا القبض بداية على الوجهاء ثم على الناس العاديين من رجال ونساء ونقلوهم الى الضفة الاخرى من دجلة وهناك ذبحوهم، اثر هذه الماثرة التي استحق بها ثناء رشيد باشا زعيم الجزارين الفذ، اتجه محمد الى قرية ماريعقو الصغيرة التي هي على بعد 12 ساعة من فيشخابور.
استولى على دير الاباء الدومينيكان الذي كانت عائلته تحلم به فاستجار اهل القرية بمقائمقام المنطقة الذي اسرع بجنوده الى نصرتهم وسرعان ما اخلى الارتوشيون القرية مولين الادبار، بعد فترة قصيرة القى الوالي حيدربك القبض على محمد اغا ليعاقبه، وراينا كيف ان سلطات الموصل كانت تحمي المسيحيين بينما جارتها دياربكر كانت تقضي عليهم.
جاثاليق- بطريرك الشرق، كان اللقب الذي يطلق على بطريرك الكنيسة الشرقية او النساطرة او الاشوريين الذي كان وقتئذ ماربولس شمعون الثاني والعشرون المولود عام (1894- 1920) جلس على سدة البطريركية اربع سنوات فقط، في مذكرة رفعها غبطته الى مؤتمر السلام ببارس في 21 شباط 1919 من معسكر بعقوبه طالب فيها بحقوق الامة الاشورية وندرج هنا نقاطها الرئيسية:-
اولا:- ضمانات امن لمستقبل الشعب الاشوري تحت حماية الحكومة البريطانية، كامة موحدة على ارض الاجداد في منظقة الموصل وجزيرة ابن عمر وباشقلعة و اورمي وكذلك السماح بتشكيل جيش يتمكن من حماية نفسه من اعتداءات خارجية مصدرها الاكراد والفرس والاتراك.
ثانيا:- التعويض عن الاراضي والممتلكات، خاصة كانت او كنيسة على السواء، تلك التي اغتصبها الاتراك والاكراد من الاشوريين بنوع خاص الاكراد في الخميسن السنة الاخيرة.
ثالثا:- معاقبة بعض رؤساء القبائل الكوردية والفارسية الذين خلال السنيين الاخيرة اضطهدوا واذوا المسيحيين، من بينهم الزعماء الذين مارسوا بنوع خاص العنف على المسيحيين والتالية اسماؤهم.
أ/ اسماعيل اغا سمكو الشكاك الذي غدر بالبطريرك الاشوري ماربنيامين شمعون 21.
ب/ رشيد بك زعيم برواري بالا الذي اجتاح تياري الجنوبية واغتال مالك يوسف والد مالك خوشابا.
(في برقية التي طيرها القنصل الفرنسي في بلاد مابين النهرين الى الخارجية الفرنسية- كيدبرسي بتاريخ 6 اذار 1919 والمرقمة 137 – 137 سطر فيها :- ان رشيد بك الزعيم الكوردي المقيم في برواري بالا الى الشمال من العمادية، كام قد امر بذبح المسيحيين الكلدو اشوريين عند احتلال الموصل، يدعو السيد ليثمان الجنرال وضابط الارتباط في الجيش البريطاني، هذا الزعيم لمقابلته وينقده الف روبية (العملة المستعملة انذاك)
و يهنئ رجاله ويغمرهم بهدايا ويعهد اليه قيادة القبائل الكوردية في المنظقة، بالمقابل يطالبه بان يخدم قضية الانكليز باخلاص ويعده رشيد بذلك ، شريطة الا يدع المسيحيين يعودون الى ديارهم........ .
وتقرا في اعلان الجنرال غرغوري قائد قوات الاحتلال البريطاني في منطقة حلب الى الامة الكوردية، ما مفاده" ان الحكومة البريطانية لا تحتفظ باي شعور من الحقد والثار ضد الاكراد الذين ارتكبوا مخالفات مشينة اثناء الحرب العالمية).
وسوتو اغا اورامر الذي عقب مفاوضات  السلام مع البطريرك مارشمعون، ذبح نساء واطفال كورسيين ودزن
في اواخر حزيران 1915 هاجمت قبائل الارتوشيين مقاطعة النساطرة في هكاري الى جانب الجيوش القادمة من الموصل وباشقلعة.
خلاصة القول:-
ان الحوادث التي جرت في تركيا ما بين سنتي 1915-1916 كانت كارثية وكارثة بشرية عظمى لامثيل لها في التاريخ.
الاب ريتوري يزودنا بمعلومات هامة جدا للاحاطة بتلك الاحداث المأساوية التي سحب عليها الزمان وذيول النسيان وبقيت مطوية الى يومنا هذا، بامكاننا ان تستعرض ايضا  فبعض تلك الوثائق الاخرى التي دونتها اقلام معاصري تلك الاحداث الدامية لتسقط الاقنعة عن وجوه المسؤؤلين عن تلك الجرائم المخزية التي تبقى وصمة عار على جباههم لتلاحقهم اللعنه على مر الاعوام والسنين.
ندرج بعض الوثائق التي عثرنا عليها في بحثنا، منها:-
-الملاحظات التي وجهها الاب بطرس عابد الى القنصلية الفرنسية في بلاد مابين النهرين بعنوان "ضحايا الامة الكلدانية الاشورية في مجازر ارمينيا" وقد الحقها القنصل ببرقيته التي طيرها الى السيد ستيفن بيشون وزير خارجية فرنسا بتاريخ 16 كانون الثاني 1918.
كما ذكر الملاحظة دون ان يذكر اسم صاحبها السيد ارثر بيليريان في كتابه المعنون القوى العظمى والامبراطورية الغثمانية والارمن، في الملفات الفرنسية بين عامي 1914-1918 منشورات السوربون.
وقد نشرت جزءا منها السيدة يونان ، الا انها تنسبها خطأ الى الاب تفنكجي لان مركزه كان في ماردين حيث خدم كاهنا للرعية وظن البعض عن تلك الملاحظات التي سطرها يراع المونسيور فيليب شوريز، ولكن من المؤكد انها تعود الى الاب بطرس عابد الذي هو من سعرت والذي ينوه في النص عن تهجير واستشهاد بعض اعضاء اسرته وقد خدم رعية الكلدان في مصر لفترة  ما، وكانت له اتصالات مع قناصلة فرنسيين في عدة دول، كما انه غاب مدة 14 شهرا في مهمة البحث عن حوادث المذابح التي ارتكبت في انحاء شتى من البلاد، وانه حتما استقى معلومات قيمة من الخوري شوريز الذي كان انذاك وكيلا بطريركيا في بغداد والتي كانت احدى محطات تحرياته.
التحق بالقاهرة في عام 1918 ثم عين نائبا بطريركيا في اسطنبول خلفا للماسوف عليه الاب توما بجاري الذي سحق بين سيارتيين بحسب النبأ الذي اوردته نشرة "النشاط الكلدو اشوري" في عددها الصادر في الخامس من ايار 1920.
- كذلك المونسينيور فيليب شوريز الكاهن الكلداني من اصل سعرتي ونائب بطريركي في بغداد.
- ووثيثقة الاب ريتوري بتاريخ 22 ايار 1917 في الرسالة الموجهة الى ف كوفرا، ملاحظة حول واسطان والنساطرة وسعرت والجزيرة والموصل وصبنا مابين 1915 1917 ورسالة اخرى موجهة الى الاب غذنزالف كالان في 25 ايلول 1917.
-احدى رسائل شموئيل ايليا بازنايا الكاهن المهتدي للكثلكة في ابرشية هكارى والامين العام لجميع القبائل الكلدواشورية الجبلية مؤرخة في العاشر من كانون الاول 1918 مكتوبة باللغة العربية وموجهة الى السكرتير الاول لقنصلية فرنسا العظيمة في ولاية البصرة، والتي الحقت بالبرقية السياسية التي طيرها السكرتير هذا الى الخارجية الفرنسية في الثاني عشر من كانون الثاني 1919 برقم 49 والمذكرة وقعها الاشوريون و43 كاهنا كاثوليكيا وختمها عميد الكهنة شموئيل ايليا بازنايا
هنا اسطر مستلة من مرثية الفرمان1916.