المحرر موضوع: ريان الآشوري  (زيارة 930 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Ashur Giwargis

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 880
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
ريان الآشوري
« في: 13:55 06/02/2022 »
ريان الآشوري
خاطرة من مأساة

سقط الطفل المغربي ريان أورام في بئر قطرها 30 سنتم وفــَــطــَـر  قلوبَ الجميع، عرباً وعجماً، بدواً وحَضَراً ... مسلمين ومسيحيين وهندوس وبوذيين .. فوحّدهم رغماً عنهم وأظهر لهم تفاهة صراعاتهم في خمسة أيام من الألم والجوع والعطش والخوف، كافح فيها كفاح الرجال.

وكما في أغلب البيوت، كنا في بيتنا نراقب لحظة بلحظة ونصغي إلى كل جديد، وحتى الأهبل الذي لم يهتم للموضوع قد ظهرت صورة ريان أمامه في الجريدة وعلى التويتر والفايسبوك والتلفاز شاء أم أبى وذلك بسبب هول المأساة وانعكاسها إنسانياً على الرأي العام العربي والعالمي، وما كان هذا ليحدث لولا الضجة الإعلامية.

وقومياً، فيما كنت أشاهد وأستمع كان فكري يذهب بعيداً ويحوم حول أسماء آشورية من نساء وأطفال وشباب آشوريين تعذبوا وطردوا من بيوتهم وقطعت رؤوسهم ولم يتحدّث عنهم الإعلام إلا للتضخيم السياسي ضد أو لصالح إحدى الأطراف الدخيلة على سوريا وآشور ضمن تصفية الحسابات الدينية والقومية المحلية بين الشعوب المتخلفة، والإقتصادية بين الدول الغربية بشكل خاص، مقابل سكوت الساسة الآشوريين (خصوصاّ "المناضلين" منهم) ومسحهم لجوخ الحكومات العراقية المتتالية والعصابات الكردية والإسلامية إما لكي يتستّر هؤلاء على ماضيهم الوسخ أو من أجل ضمان حاضرهم المخجل.

فالعقود الأخيرة كانت الأسوَدَ في التاريخ الآشوري خصوصا منذ العام 2003 إثر سقوط العراق بيد إيران وأميركا، وبعدها 2011 إثر إعلان الفوضى الأخوانية في سوريا مدعومة بمتسوّلي الغاز الأوروبيين وصنــّـاع الإرهاب العالمي الأميركيين ودجاجاتهم من دول الخليج.

أهيَ سخرية القدر بالشعب الآشوري أم كسلٌ أم جبنٌ أم جهلٌ أم نفاقٌ أم ماذا ؟ .. طفل لا يعرف هموم الحياة شغل العالم خمسة أيام، وشعب يعيش إبادات الأسلمة والتكريد والتعريب لم يشغل بال أحد منذ العام 1957 حين برزت فيه أول مؤسسة سياسية تطالب بـ"حقوق ثقافية" في مكان لا تعرف إسمَه .. وتبعتها مؤسسة أخرى تطالب بكيان لمحتلــّـي أرضها ليكون لها مناصب فيه تحت شعار "الشراكة" .. ومؤسسة أخرى "عالمية" تطالب بأرض في الفضاء بين أسطر بيانات صادرة من الفنادق الفخمة على رائحة السيكار والويسكي وكل هذا فيما أعداؤنا يصارعون أعداءنا بمشاركتنا، في سبيل احتلال أرضنا إلى أن احتلوها وشكرهم ساستنا مدعومين بمسح الجوج من 5% من الشعب الآشوري ونوم الباقي.

كم أتمنى لو كان الساسة الآشوريين ريانات ... أو حتى بنصف رجولة ريان .. رحمه الله

آشور كيواركيس
مقبرة المهجر