المحرر موضوع: الأماني والأهواء معطيات معنونة بين الدين والدنيا  (زيارة 1016 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل كريم إينا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1311
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأماني والأهواء معطيات معنونة بين الدين والدنيا
كريم إينا

صدر للباحث والكاتب والمترجم الموسوعي المرحوم يعقوب أفرام منصور كتاب بعنوان: "الأماني والأهواء بين الدين والدنيا" يقع الكتاب في (798) صفحة من القطع الكبير تصميم الغلاف فريد منصور الطبعة الأولى 2015 طبع في مطبعة منارة/ أربيل يحمل الكتاب بطيّاته إهداء إلى جميع الشهداء الذين سقطوا ضحايا العنف والإرهاب. ورسم يمثّل شعار المؤلف يمزج به ما بين الإيمان والموسيقى كتب مقدمته سيادة المطران مار بشار متي وردة رئيس أساقفة إيبارشية أربيل الكلدانية إستند المؤلف ببحثه على ستة محاور متنوّعة ففي المحور الأول يورد أماني الحياة وأهواؤها يؤكد الكاتب على الإلتزام بالقضايا الإنسانية وتنمية الروحاني تأمله وإطلاعاته حسب ما ذكر في مقدمته وما أظهر في عالمه المتمنّي بشهادته عن وجوب فصل الدين عن السياسة لكتاب المهاتما غاندي الموسوم" قصّة تجاربي مع الحقيقة" حيث يؤكد قدّيس السياسة بوجود علاقة بين الدين والسياسة والذي يقول: لا توجد لا يعرف معنى الدين. ركّز المؤلف خلال العالم الذي يتمنّاهُ على كلمة المحبة ومن خلال حديثه بيّن أسفه الشديد لبعد الحياة عن حضارة المحبة وتبنّي حضارة الكراهية ومن خلال البلاد المحجوبة أضاف شفافية ماهرة لقصيدة جبران خليل جبران الذي أوضح فعلاً في مناداته " يا من يُعادينا" قال: كثيرون يضيفون ذرعاً بالعقل الرصين ومن خلال دروس التسامح لعالم مضطرب تبقى المسامحة في المناورات السياسية عملية عميقة في الواقع. فالمسامحة على حد قوله: تجعل التغيير ممكناً روحياً وإجتماعياً فالعفو يحرر من يعفو ويخرج المسامح من كابوس الآخرين. أيضاً المسامحة تظهر عند السود في جنوب الولايات المتحدة الذين عفوا عن جميع أعمال الأذى التي لحقت بهم في الماضي وأصبحوا أعضاء فاعلين في المجتمع من خلال مجابهة العنف ودفع عملية الأمن المشترك قدماً ببيان كيوتو تبين بأنّ الدين هو لم يفشل قضية السلام بل المتديّنون أنفسهم. وقد غدا الدين غنيمة للمتطرفين يستخدم من قبل الساسة ووسائل الإعلام لغرض العنف والكراهية وتقوية الصدامات الطائفية. أمّا قصّة الإنسان الأسعد كلّما كان الإنسان بسيطاً يقنع بالقليل ترتاح روحهُ ويأتمن على الكثير، أمّا المحور الثاني ضمّ شؤون وهموم عن الإنسان في الترف والعمى الروحي يقول: هناك أناس كثيرون يبصرون للحياة ولكن في دواخلهم عمى روحي لإنبعاث الخطيئة منهم متمثلة بالروائح والجيف الراكدة في المستنقعات ولو كان هذا العمى الروحي مما يصيب من ليس لهم نصيب من معرفة وثقافة، وممن لم يتلقوا أحسن إرشاد وتوجيه وتبصرة في صباهم وشبابهم ومطالع رجولتهم، لأنّه أدرك أنّ الحقيقة الجوهرية في جميع الأديان هي محاولة إظهار واقع الروح، وبمقابل ذلك لا أهمية لمشاكل عالمنا الزمانية والمكانية، ويستطرد في السؤال هل في الإمكان إنقاذ الحضارة الغربية؟ فكان جواب توينبي هو جواب برنارد شو في مسرحيته العودة إلى ميتوشالح، أي العودة إلى الإتجاه الديني. إنّ خلاص الغرب لا يكون إلاّ بالإنتقال من الإقتصاد إلى الدين. ويقول: الفيلسوف الإنكليزي (برتراند رسل) بمقولة مفادها:" إنّ الفوائد التي تجنى من وراء الأديان، لا تعدل الأضرار التي تنشأ عنها". ويقول: أرسطو" لو ساد روح الصداقة بين البشر، لأغنى عن فضيلة العدالة". وفعلاً تحقّق الآن ما قالهُ الكاتب في عدم التجمّل والصبر والصمود إزاء الإرهاب والتضحيات والتفجيرات أوضاع تحمّلهم على النزوح من العراق ومن أقطار عربية أخرى. تخلّصاً من الظروف السيئة التي خطط لإحداثها قصداً لحمل المسيحيين على مبارحة ديارهم ويكاد هذا مخططاً لا بدّ منه بدأ كبار رجال الدين إكتشاف المخطط الآن. الأشرار يبغضون النور لذا تراهم في دهاليز وأقبية وسراديب هي رمز العتمة، وتطرّق إلى العين كونها سراج الجسد وتختلف بين الإنسان الصالح والطالح ويستطرد (رسل) قائلاً:" إنّ الحكومات تصرفُ مبالغ معينة على البحوث الخاصة بمنع السرطان، ولكنّها تصرف مبالغ هائلة للتسبّب في حدوثه". الكثير من التجارب الفلسفية والإغناءات الفكرية وبصمات الفكر الإنساني لا زالت مشروعاً لإحقاق الحق عن طريق لوائح القوانين التي تتمسّك بالمحبة والسلام، وإستلّ الكاتب من تراكمات التاريخ شواهد فلسفية وفكرية وأدبية وإصلاحية لتسود العدالة بين البشرية ويقول: الكاتب مخاطباً العصر كونه عصر النور وهل يعني ذلك إنحسار لقاء القلوب، وطغيان خبث الصدور؟!. إنسان التقنية وحرب النجوم أيرتضي مجدك شيوع الرذيلة، وإنحسار الفضيلة؟!. وسط عصر علّته الأنانية قاتلة الحب التي لا تدع الحب عنصر خلاّق شديد الفاعلية. أمّا المحور الثالث إحتوى على ذكريات- تراثيات- بلدانيات يستطرد فيها عن المكونات الفكرية والحركة العلمية في البصرة كانت هناك مؤثرات في النتاجات الأدبية والفلسفية والدينية لتكوين العقل البصري في القرنين الهجريين الأول والثاني. لذا تحتّم على كل شعب أصيل ومدرك أن يعرف جيداً إيجابيات تاريخه السالف وجذوره في تربته. وما برح إلاّ أن بيّن الإحتفال والتهاني والتآخي في الأعياد والتطلّع للإرث الديني نحو المستقبل ورغم الإضطهادات للمسيحيين في أنطاكيا نراها تكاد تكون ملتقى الحضارات وثمّة أضواء على الخلاص- الأبدية- الملكوت وتكلّم المؤلف أيضاً عن حجاب المرأة في العصور المختلفة كالبرقع الضيق أو الشفّاف والخمار والنقاب والقناع والستار ترى هل مسألة الحجاب هي من أهم المسائل لستر العورة ولها مكان عظيم في شؤون الأمة؟. ويظهر المحور الرابع بمجموعة من الأبحاث والمحاضرات كخلاصة آراء أرسطو في الإنسان بإعتباره وجود لما هو موجود بتقبّل رؤية العالم الذي يتجلّى عند التأمل في المنقول المأثور المتخيّر والتحسّس فاعلية نفسية، وليس مجرّد حدث بدني،وكان لغاندي سمة إيمانية تتحلّى بالكرامة لتشعر الإنسان بالسعادة، وتكلّم عن العمى الروحي الذي هو قرين الجهل والحمق والغباء ونقص الفهم، فالمتعامي عن رؤية الحق والصواب والفضيلة، لهو أحق باللوم وبأن يعاب من صاحب العمى الروحي الكائن فيه. وما تكلم عنه بوذا الأكبر بالرغم من البوذية لا تعد ديناً ضمن مفهوم الديانات السماوية الإلهية الموحدة. أيضاً تكلّم عن الكتاب المقدس والتنقيبات الآثارية الأخيرة وبعضاً من الأساطير الكورية، وذكر شيئاً عن مقبرة المسيحيين القدامى في النجف،وموطن إبراهيم أبو المؤمنين والرحيل إلى أرض كنعان وتاريخ صيدنايا والمدن والقرى المحيطة بها. أمّا المحور الخامس ضمّ أشعار وقصص وإنثيالات له والقسم الآخر ترجمها إلى اللغة العربية والشعر الذي إستهواني جرس الكنيسة وكأنّ أحيقار الحكيم يتكلّم إلى بنيه ومن القصص قصّة عازفة الأرغن وقصّة بائعة الصحف وتل حنين المرفوعة لصديقه جمال الخياط. ويظهر المحور السادس والأخير وجوه وأعلام يبدأ بشخصية الأب العلامة أنستاس الكرملي ذاكراً أعماله وألقابه وأعلام من كنيسة العراق كالخوري بطرس سابا والأب فرنسيس المخلصي والمسيح في كتابات جبران ويوسف غنيمة وغيرهم كثيرين وقد أشمل نهاية الكتاب بملحق صوري لدعم مادته وأكثرية نصوصه هذه حظيت طريقها للنشر في الصحف والمجلات العراقية والعربية والأجنبية إضافة لنشرها في مواقع الإنترنيت منتديات الأدب موقع عنكاوا كوم وموقع عشتار والفيس بوك. وقد حظى هذا الكتاب على تقديم ثر جميل من قبل الأديب الكبير بطرس نباتي الذي مهد الطريق للحاضرين لتوقيع الكتاب وما عزّزه من رؤى وأفكار تخدم المشهد الثقافي في العراق. رحمهُ الله لما أكمل ونشر من أعمال ومخطوطاته الموسوعية والفكرية الغير المنشورة.