المحرر موضوع: فى الخفاء  (زيارة 377 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل اولـيفر

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 546
    • مشاهدة الملف الشخصي
فى الخفاء
« في: 22:42 28/02/2022 »
فى الخفاء
Oliver كتبها
أحد الرفاع
- صعد المسيح علانية فوق الجبل و إبتدأ يعلم عن الكيان الداخلى.إنسان المسيح الباطني.كيف ينمو الإنسان فى الروح.يزهد فى المنظور ليقتني غير المنظور.فكلما كان المسيح واضحاً لنا يختفى الناس حوله و يبقي وحده على القمة.كأنما يتجلي كل يوم فينا.
- جعل الصدقة وسيلة لنمو محبة القلب,مقياسها: لمن تقدمها؟ الله ام الناس .لذاتك للتباهى و الرضا على النفس أو إسكات الضمير كما ظن الفريسي لأنه يدفع العشور.أما رب المجد فجعل الصدقة هى ذاتها محبة القلب.لذلك تقدم فى الخفاء.لأن المحبة أعظم ما تقدمه لله و الناس. إن لم تكن غنياً فى المال فإعط الفلسين كالأرملة التى تشتاق لعريسها تعطه الفلسين أى الروح و النفس.بذل النفس أثمن من مال العالم كله.المسيح بالصدقة يصالح طبقات المجتمع معاً.يعيد توزيع الثروات بالمحبة.شيئاً خفياً مثمراً يحدث فى المجتمع حين نحب الصدقة و نتصدق بحب.
-جعل الصلاة تقاس بالعمق لا بالكم لأنه ليس بكثرة الكلام بل بأشواق القلب.أخرج الصلاة عن المكان و أسكنها مخدع القلب.حين تغلق الباب عن العالم ينفتح باب السماء لكى تصير الصلاة صلاةً.لأن كل ما تصليه من القلب يأخذ من كل أوصافك و ظروفك و أشواقك و آلامك و يصعد بك إلى فوق .تصعد عطشانا إليه مشتاقاً بلا وصف.تنفتح عيون القلب فتراه فى قدسه و تختبر قوته و مجده مز 63هذه عظمة الصلاة الباطنية التى تؤهلنا للرؤية السمائية للتسبيح لشركة القديسين و الملائكة.فكيف بعد هذا يسعى البعض للتظاهر بالصلاة التى لا صلاة فيها.   
- لأن مسيحنا عطوف لم يدعنا نتعذب بدون تعليمنا الصلاة بل علمنا صلاته الملكية.وضع فيها العناوين الرئيسية لعشرة الثالوث.نخاطب أبوة الآب.نقدس إسم الثالوث.نطلب مشيئته مع الخبز الأبدى.نغفر بالصلاة للمذنبين إلينا و نطلب النجاة من الشريرلكى نحيا مع الله.بالصلاة الربانية وفر المسيح لنا ببساطة و يسر أساسيات لغة الملكوت التى تصلح وحدها لمخاطبة الثالوث.
- الصوم عملاً روحياً فى الأساس.الجسد يشترك فيه بأقل قدر.الصوم إنسحاق قلب.إتضاع روح.إنكسارذات.الصوم جوع و عطش دائم لله الحى و لكلامه المحيى,لمحبة الله الأبدية.فمن يجعل الصوم منافسة و سباق لمن يجوع أكثر لم يدرك بعد الصوم فى الخفاء.لأن الخفاء فى الصوم معناه صوم الروح و القلب و الضمير و الذات و يصطحب معه الجسد آخر الأمر.فى هذا الخفاء تسكن مسرة الله.هذا الصوم يختاره الله.صوم باطنى شريانه المحبة و التوبة.صوم لا يخرج من المعدة بل من الضمير الصالح و الروح المنسكبة و القلب الذى يتجدد بالروح.
- كان المسيح يتجلي بتعاليمه فوق الجبل و سيظل يتجلي كلما خضعنا لوصاياه و تركز جهادنا على ما فى داخلنا.ليزيل الرب منا كل الشوائب و الزلات و يكسونا بجمال عشرته الباطنية فينعكس عمله علينا بفرح بالكل و مصالحة للكل و تشرق وجوهنا بدهن مسحة الروح ونتجمل .
- الصدقة فى الخفاء خدمة للعالم و الصلاة فى الخفاء خدمة ملائكية لتسبيح القدير و الصوم فى الخفاء خدمة الروح القدس فينا لتأهيلنا للملكوت. فمن يقتني إنسان المسيح يصير مسيحاً للأرض.من يملك على نفسه يتأهل للمدينة السماوية.ليمنحنا الرب محبته غير الموصوفة.
-كل ما يتم فى الخفاء له مكافأة علنية قدام كل الخليقة يوم الدينونة أما ما يتم علنياً فله مجازاة المرائين وفضيحة التفاخر الباطل.لذا نطلب أن نسكن مع العريس فى حجاله حيث يجب أن تسكن العروس مع عريس النفس الرب يسوع.فى الخفاء يسكن الله مع الناس و أعماله تستعلن فى مجد.