المحرر موضوع: رسالة غبطة المطران مار يعقوب دانيل قائم مقام البطريرك للكنيسة الشرقية القديمة، لمناسبة بدء الصوم الكبير  (زيارة 673 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل شليمون اوراهم

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1145
    • مشاهدة الملف الشخصي
بطريركية الكنيسة الشرقية القديمة/ مكتب الإعلام
رسالة غبطة المطران مار يعقوب دانيل قائم مقام البطريرك، لمناسبة بدء الصوم الكبير

بسم الثالوث الأقدس
الآب والابن والروح القدس له المجد إلى أبد الآبدين..امين

كلمة بمناسبة بداية الصوم الكبير لعام 2022 م

إخوتي الأحباء في الإدارة الرعوية: الأحبار الأجلاء وكهنتنا المختارون والشمامسة الموقرون وجميع أبناء وبنات كنيسة المسيح ــ الكنيسة الشرقية القديمة وأبناء أمتنا الأحباء..

سلام ونعمة وبركة ربنا معكم

     هذه هي الرسالة الأولى التي أكتبها لكم بعد انتقال أب الكنيسة المغفور له قداسة بطريركنا، واختيارنا للإدارة الزمنية للكنيسة كقائم مقام الكرسي البطريركي لحين انتخاب بطريرك جديد. أدعوكم للصلاة من أجلنا لنتمكن من إتمام هذه المهمة.

     كما تعلمون أنه في هذا الأسبوع، وتحديدا في 6 / 3 / 2022 سيبدأ (حسب تقويمنا الشرقي) الصوم الماراني الذي هو رياضة روحية نتقرب فيه إلى الرب ونتخلص من الشهوات الأرضية. لأن الصوم ليس فقط التوقف عن تناول الأطعمة المفطرة، بل هو إيقاف النفس من الشرور.. وصلب الجسد من الشهوات، وكما يقول بولس الرسول: "ولكن الذين هم للمسيح قد صلبوا الجسد مع الأهواء والشهوات" (غلاطية 5: 24). والرب يسوع قد علمنا كيف نتغلب على العالم وإبليس وشهوات الجسد حيث يقول: "هذا الجنس (الأبالسة) لا يخرج إلا بالصوم والصلاة" (مرقس 9: 29)، ومن الواجب أن يكون الصوم ممزوجاً بالأعمال الصالحة كالصلاة والصدقة اللذان هما أجنحة الصوم كي يتخلص الإنسان من ثقل الأرضيات ويسمو بأفكاره وتأملاته نحو السماء حيث خالقه، ونتوقف عن كل شهوة خاطئة ونشتهي لزيادة الشهوات الروحية. وعلينا أثناء الصوم أن نتوقف وننظر ونتأمل في أنفسنا بهدوء ونلقي عنها كل فكر لا يتماشى مع إرادة الرب ونعترف بخطايانا أمام الله خالق الكل ونطلب منه أن يهبنا القوة كي نتخلص منها ونتقرب إليه.

     وإن كان الصوم هو إذلال النفس أمام الله.. لكن علينا أن لا نكون حزانى في صومنا بل نصوم ونحن فرحين. لأن الرب يقول: "عندما تصوم ادهن رأسك واغسل وجهك" (متى 6: 17)، ولا نصوم بتكبر ورياء بل بفضائل صالحة كما يقول اشعياء النبي "أن يذل الإنسان فيه نفسه ويحني كالاسلة رأسه ويفرش تحته مسحاً ورماداً....وحل قيود الشر... ويكسر للجائع خبزه وان يدخل المساكين التائهين الى بيته ويكسي العريان" ( انظر إشعياء 58 : 5 ـ 7).
     ولا ننسى ونحن في أيام الصوم أن نتذكر بصلواتنا أبينا مثلث الرحمات قداسة البطريرك مار أدى الثاني الذي تركنا وانتقل للديار الأبدية. نطلب من الرب إلهنا أن يدعوه مع مختاريه ويسكنه مع الأبرار والصديقين في خدره السماوي. ونطلب أيضاً من جميع أبناء وبنات كنيستنا وأمتنا ان يصلوا ويدعوا الرب الإله بحرارة كي يهدينا والرعاة الذين معنا بقوة الروح القدس حيث نجتمع في 30 إيار 2022 في كنيسة مار عبديشوع الطوباوي في مدينة شيكاغو الأميركية لاختيار الجاثليق البطريرك 111 على كرسي ساليق قطيسفون للكنيسة، خليفة لقداسة الراحل الطيب الذكر، كي نتمكن من صون وحفظ مسيرة كنيستنا الشرقية القديمة وعقيدتها التي قبلتها من الرسل الطوباويين والآباء الشرقيين مستقيمي الإيمان.

     في الختام نقول: ليكن صومكم مبارك والرب معكم بنعمته الإلهية إلى الأبد.. آمين.


فينكيس ــ أريزونا الأمريكية
        4.3.2022


عبد الكنيسة والأمة

يعقوب دانيل
قائم مقام الكرسي الرسولي المشرقي