المحرر موضوع: الدور الأول _ المدائح الاكاثستوس  (زيارة 381 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل يوسف جريس شحادة

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 757
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الدور الأول _ المدائح
الاكاثستوس

يوسف جريس شحادة
كفرياسيف _ www.almohales.org
نشأة الخدمة
" في أواخر القرن الخامس للمسيح، نشأ وترعرع في حمص، عاصمة سورية الوسطى، مُنشِد كنسي مُلهم لم يَعرِف الأدب المسيحي بعده، على مرّ العصور، شاعرا أرقّ إحساسا وأسمى خيالا وأبلغ منطقا.هو القدّيس رومانوس الشاعر، واضع نشيد المدائح لوالدة الإله في أربعة وعشرين بيتا،بعدد أحرف الأبجدية اليونانية.
لم يحفظ لنا التاريخ عن سيرة هذا الشاعر شيئا يذكر، سوى انه وُلد في حمص من والد يهودي اعتنَق المسيحيّة ووالدة مسيحية تقيّة، وانه انتقل في ريعان شبابه من مسقط رأسه حمص إلى مدينة بيروت عاصمة الثقافة والأدب والقانون والفن آنذاك، حيث عيّن شمّاسا لكنيسة القيامة فيها.
ومن هناك انتقل إلى القسطنطينية على عهد الإمبراطور انسطاس الأول {المتوفى سنة 518 } فرقّي إلى درجة الكهنوت المقدّسة، ونصب خادما لإحدى كنائس العذراء في احد أحياء العاصمة البيزنطية،وتوفي سنة 556. وقد ذكر المؤرخون ان القديس رومانوس وضع ما يربو على الألف من هذه الأناشيد الطقسية. ولكن معظمها قد فُقِد، ولم يبق لنا منها سوى مئتين.
ان للقديس رومانوس أسلوبا خاصا في الشعر الكنسي. فهو يقدّم لنا دائما أناشيده بقالب المسرحيات،يمثل فيها كل من الأشخاص دوره، فيجسّمون أمام عيون المؤمنين أسرار حياة السيد المسح ووالدة الإله والقدّيسين، ويعيدون على الاستماع بقالب شعري ساحر،أقوالهم المؤثرة،حتى اعتقد بعض الأدباء اليونانيين ان هذه الأناشيد كانت تمثّل فعلا في المعابد البيزنطية. ومهما يكن من هذا الأمر، فانّ أناشيد القدّيس رومانوس مسبوكة على الأقل في قالب المسرحيّات اليونانية القديمة، التي يشترك فيها الأشخاص بأدوارهم المعيّنة مع مجموعة من المرنّمين تعرف باسم الخورس، تقدّمهم للحضور وتمثّل دور الشعب بينهم.
ان أناشيد القديس رومانوس تتضمّن دائما مقدّمة يقال لها "القنداق"، وعددا من المقاطع تسمى" الأبيات "،. فالقنداق يوجز موضوع النشيد ويستعرض أهم الأشخاص في المسرحية. أما الأبيات ويتراوح عددها بين العشرين والأربعين، فتتناول الموضوع بتدرّج منطقي، وتقدّم الأشخاص بالترتيب، وتنتهي دائما بلازمة يرددها الشعب مع الخورس بمثابة هتاف يعطي النشيد كلّه صيغته الخاصة.
وقد دلّ النقد الحديث على ان " نشيد المدائح" قد وُضِع أصلا لعيد البشارة الواقع في 25 آذار. على انه تجاوز منذ الأصل موضوع العيد المحدود، فتناول كل أسرار حياة العذراء عليها السلام.
وتمرّ الأيام والسنون. وإذا بالمملكة البيزنطية المسيحية مهدّدة من كل جهة وإذا بالحضارة المسيحية التي كانت تلك المملكة تمثّلها وتحميها، أصبحت معرّضة لغزوات الأمم الغريبة من فرس وآبار وعرب وغوط وصقالبة ومجر.
في سنة 614 اجتاح الفرس بلاد المشرق، فدمّروا أنطاكية ودمشق واستولوا على اورشليم وقتلوا فيها في يوم واحد أكثر من مئة ألف مسيحي، وهدموا مزاراتها المقدّسة، وسبَوا رهبانها وكهنتها وأساقفتها وبطريركها وانتزعوا عود الصليب المكرّم الذي على هيكل الجلجلة، وعادوا إلى بلادهم غانمين. فثار عليهم هرقل ملك الروم وكسرهم واسترجع الأسرى وعود الصليب. ولكن الفرس ما لبثوا ان عادوا الكرّة في سنة 626 فهاجموا البلاد المسيحية وبلغوا أسوار القسطنطينية، وشدّدوا في حصارها حتى قنط  الشعب المسيحي فيها. وبالجهد استطاع الملك هرقل ان يخرج من المدينة ويجتاز صفوف المحاصرِين لكي يذهب إلى الأقاليم ويجمع الجيوش ويقودها لفكّ الحصار عن المدينة.
كان أثناء غيابه قد سلّم القيادة والحكم للبطريرك المسكوني سرجيوس الذي توكّل على الله ولم يُهمل وسائل الدفاع الحربي.
كانت ليلة السابع من شهر آب سنة 626 الموعد الذي حدّده الفرس للهجوم على المدينة، فأمر البطريرك، وإذا بالجيش والشعب كلّه يجتمع فوق أسوار العاصمة يقضون الليل ساهرين وقوفا،شاكي السلاح. وعَلَت من صفوف المؤمنين أبيات " نشيد المدائح والدة الإله " الذي كان وضعه رومانوس الشاعر الحمصي،وإذا بالشعب كلّه يردّد بعد كلّ بيت تلك اللازمة الرائعة:" إفرحي يا عروسة لا عروس لها" أو "هللويا".
لم يكن هذا نشيد حرب، ولم يكن فيه أصلا أي إشارة لجهاد أو معركة أو حصار. لكن تلك الأبيات الملهمة، التي تضمّنت أجمل ما ابتكره الشعور المسيحي من مديح لوالدة الإله العذراء، كانت في ساعات الخطر تندفع طوعا على شفاه المؤمنين وتصعد إلى السماء متوسلة خاشعة.
 وإذا بصفوف الأعداء تتحرك تحت جناح الظلام. وعبثا انتقلت أبصار المؤمنين المُحاصَرين إلى مياه البوسفور لعلّها تبصر في ظلام الليل سفن الملك هرقل تحمل النجدة للعاصمة. وعبَثًا نظر البطريرك إلى ما تبقّى من الجيوش المسيحيّة، وقارنها بجيوش الفرس الوثنيين ولم يبقَ له إلا ملجأ السّماء.
وإذا بالأعجوبة المرتقبة تتمّ. فتظهر في السماء سيّدة عظيمة جميلة ترفع يدها وتدفع جيوش الفرس البربرية إلى الوراء.وإذا بجحافل الفرس تتخاذل وتتراجع وإذا بها تتخبّط في الظلام وتتحارب وإذا بغوغائها يملأ الفضاء.
وما تطلع الشمس حتى تبيد الرؤيا ويبيد معها الأعداء المحاصرون. فهرع  الشعب إلى الكنائس وملأ الساحات والشوارع. وارتفعت أصوات المرنّمين تنشد من جديد " نشيد مدائح والدة الإله" ولهذا المناسبة وضع البطريرك لهذا النشيد التقليدي مقدّمة جديدة تشير إلى أعجوبة إنقاذ العاصمة، وتعلن العذراء الطاهرة "قائدة لا تُغلَب" وسلطانة المدينة المالكة، فكان القنداق الشهير:" نحن مدينتك يا والدة الإله..." في الأصل اليوناني {وأضيف هذا النص الأصلي وليس كما تعتمد الكنيسة الغربية وحتى الطائفة الرومية الملكية الكاثوليكية نحن عبيدك فهو تزوير وتحريف للنص الأصلي}.
أمر البطريرك بإقامة عيد سنوي احياءً لذكرى هذه الأعجوبة. فكان ما أمر وكان عيد "الاكاثستوس" في السبت الخامس من الصوم. وقد دُعي العيد بهذا الاسم، الذي يُشير إلى "عدم الجلوس" لانّ نشيد المدائح منذ ذلك الحين إلى يومنا هذا يرنّم به وقوفًا إكرامًا للعذراء، كما تَرنّم به الشعب القسطنطيني في ليلة 7 آب سنة 626 وهو واقف على أسوار مدينة القسطنطينية يحمي العاصمة المسيحية عاصمة الحضارة المسيحية العريقة الشرقية من هجمات البربر.
وتتجدّد الأعجوبة مرة ثانية سنة 677 ومرة ثالثة سنة 717 وتتجدّد الأعجوبة عشرات المرات وفي كل مرة كانت العذراء القديسة والدة الإله تنجّي مدينتها من أذى المحاربين وتصونها معْقلا للدّين والحضارة المسيحِيّة.
وفي القرن الثامن أضيف إلى "نشيد المدائح" أي إلى الأربعة والعشرين بيتا قانون ذو تسع تسبيحات من نظم يوسف المنشئ، حاول فيه الشاعر المحدث تقليد النشيد الأصلي فوُفّق تماما. وقانونه يرنّم به اليوم قبل نشيد القديس رومانوس.
ثم تنهار القسطنطينية تحت ضربات العثمانيين ويستولي عليها السلطان محمد الفاتح سنة 1453م فيحوّل كنائسها إلى جوامع وأديارها إلى صوامع ويزيل معالم المسيحية منها ويجعلها لأربعة قرون متوالية عاصمة الخلافة الإسلامية، وبعد ان كانت حصن الحضارة المسيحية.
ولكنه حاشى ان تنهار الحضارة المسيحية بانهيار مدينة أو دولة فالسيد له المجد سبق فأعلن الفرق في المسيحية بين الدين والدولة والدنيا :" أعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله". و"مملكتي ليست من هذا العالم".
وتبقى العذراء الطاهرة والدة الإله شفيعة المسيحيين وبرج الكنيسة الذي لا يتزعزع وسندا وطيدا للإيمان وفخرا للمؤمنين.
بهذا الروح يليق بنا ان ننشد المدائح لوالدة الإله، مردّدين مع أجدادنا عبر القرون والزمن الرموز التي أشارت إليها في العهد القديم وألقابها المجيدة وأسرار حياتها ولنا في كل منها عبرة وأمل وعزاء"{المصدر ناوفيطوس ادلبي ص 1546 _1543 }.
 
 
 
مضمون وشرح الأبيات
{خدمة المديح لوالدة الإله .. الذي لا يجلس فيه }
 وُضع هذا المديح أو التسبيح والنشيد في اللغة اليونانية على أربعة وعشرين بيتا بعدد حروف الهجاء اليونانية. وكل بيت منها يبتدئ بحرف من حروف الهجاء على التتابع،بعضها مطول ويختم بالهتاف :"افرحي يا عروسة لا عروس لها" وبعضها موجز العبارة بختم بالهتاف:" هللويا " أي سبّحوا الرب.
وقد قسّمت الكنيسة البيوت الأربعة والعشرين إلى أربعة ادوار لكي يكون لكل أسبوع من الصوم العظيم دور بستة بيوت،مجموع الأدوار كلها للأسبوع الخامس من الصوم، ويتلى معها القانون المؤلّف مثل سائر القوانين من تسع اوديات {تسابيح} فجاء مع الأربعة والعشرين بيتا من أجمل ما كتبه الكتبة الكنسيين وألسن الفصحاء. ففي كل فقرة منها تتمثل العبادة الإلهية وتعظيم السيدة العذراء والدة الإله الطاهرة مع حرارة الإيمان المسيحية .
هذا النشيد من أجمل ما كتبته أقلام الكتبة الكنسيين وألسن الفصحاء ،فمن يا ترى هؤلاء ؟من هو واضع هذا النشيد ومتى وضع؟ الآراء في ذلك كثيرة متضاربة وبوسعنا ان نحصرها بين عدد قليل ممن وردت أسماؤهم في التاريخ الكنسي ونسبت إليهم عملية نظم هذا النشيد البليغ في لغة تقْرُب نوعا ما من لغة الكتاب المقدس في عهديه،هؤلاء هم :
ابوليناريوس من مؤلفي الكنيسة المشهورين في القرن الرابع، البطريرك المسكوني سيرغيوس {608 -638 }، جورج بيسيذس شاعر بيزنطي في أواخر القرن السادس. البطريرك المسكوني فوتيوس{ 820- 891}، البار المرنم رومانوس أمير الكتَاب الكنسيين البيزنطيين الحمصي الأصل ،كان شماسا في كنيسة القيامة في بيروت وكاهنا في القسطنطينية .
كانت تلاوة هذا النشيد محصورة في كنيسة واحدة في القسطنطينية  وهي كنيسة فلاخرنون ،ومن أوائل القرن الثالث عشر عمّت تلاوته كنائس الشرق كافة في أيام معدودات من الصوم الكبير .
الدور الأول
" بشارة والدة الإله "
من البيت الأول إلى البيت السادس
 البيت الأول: جبرائيل بالنعمة يبشر: " ان الملاك المتقدم أرسل من السماء ليقول لوالدة الإله افرحي …" .
في هذا البيت إشارة واضحة إلى الملاك " الملاك المتقدم" أي الملاك جبرائيل وهو في مقدمة الألوف من طغمات الملائكة،وهو الذي أرْسِل من السماء ليبشر والدة الإله مريم بأنها ستلد المسيح الذي لا نهاية لملكه وذلك بقوة الروح القدس وحلوله عليه.
فحوى هذا البيت مأخوذ من إنجيل لوقا حيث يقول :" وفي الشهر السادس أرسل الملاك جبرائيل من قبل الله إلى مدينة في الجليل تسَمى ناصرة .."38 _26 :1 :" وَفِي الشَّهْرِ السَّادِسِ أُرْسِلَ جِبْرَائِيلُ الْمَلاَكُ مِنَ اللهِ إِلَى مَدِينَةٍ مِنَ الْجَلِيلِ اسْمُهَا نَاصِرَةُ،إِلَى عَذْرَاءَ مَخْطُوبَةٍ لِرَجُل مِنْ بَيْتِ دَاوُدَ اسْمُهُ يُوسُفُ. وَاسْمُ الْعَذْرَاءِ مَرْيَمُ.فَدَخَلَ إِلَيْهَا الْمَلاَكُ وَقَالَ: «سَلاَمٌ لَكِ أَيَّتُهَا الْمُنْعَمُ عَلَيْهَا! اَلرَّبُّ مَعَكِ. مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي النِّسَاءِ».فَلَمَّا رَأَتْهُ اضْطَرَبَتْ مِنْ كَلاَمِهِ، وَفَكَّرَتْ: «مَا عَسَى أَنْ تَكُونَ هذِهِ التَّحِيَّةُ!»فَقَالَ لَهَا الْمَلاَكُ: «لاَ تَخَافِي يَا مَرْيَمُ، لأَنَّكِ قَدْ وَجَدْتِ نِعْمَةً عِنْدَ اللهِ.وَهَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْنًا وَتُسَمِّينَهُ يَسُوعَ.هذَا يَكُونُ عَظِيمًا، وَابْنَ الْعَلِيِّ يُدْعَى، وَيُعْطِيهِ الرَّبُّ الإِلهُ كُرْسِيَّ دَاوُدَ أَبِيهِ،وَيَمْلِكُ عَلَى بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ يَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَةٌ».فَقَالَتْ مَرْيَمُ لِلْمَلاَكِ: «كَيْفَ يَكُونُ هذَا وَأَنَا لَسْتُ أَعْرِفُ رَجُلًا؟»فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لَها: «اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ.وَهُوَذَا أَلِيصَابَاتُ نَسِيبَتُكِ هِيَ أَيْضًا حُبْلَى بِابْنٍ فِي شَيْخُوخَتِهَا، وَهذَا هُوَ الشَّهْرُ السَّادِسُ لِتِلْكَ الْمَدْعُوَّةِ عَاقِرًا، لأَنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَى اللهِ».فَقَالَتْ مَرْيَمُ: «هُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ. لِيَكُنْ لِي كَقَوْلِكَ».فَمَضَى مِنْ عِنْدِهَا الْمَلاَكُ}.
 ويلي ذلك الحوار الذي تم بين مريم والملاك جبرائيل.وهذا الملاك ظهر للكاهن زكريا ليقول له ان امرأته العاقر اليصابات ستلد ولدا {لوقا 15 _5 :1 كَانَ فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ مَلِكِ الْيَهُودِيَّةِ كَاهِنٌ اسْمُهُ زَكَرِيَّا مِنْ فِرْقَةِ أَبِيَّا، وَامْرَأَتُهُ مِنْ بَنَاتِ هارُونَ وَاسْمُهَا أَلِيصَابَاتُ. كَانَ فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ مَلِكِ الْيَهُودِيَّةِ كَاهِنٌ اسْمُهُ زَكَرِيَّا مِنْ فِرْقَةِ أَبِيَّا، وَامْرَأَتُهُ مِنْ بَنَاتِ هارُونَ وَاسْمُهَا أَلِيصَابَاتُ.وَكَانَا كِلاَهُمَا بَارَّيْنِ أَمَامَ اللهِ، سَالِكَيْنِ فِي جَمِيعِ وَصَايَا الرَّبِّ وَأَحْكَامِهِ بِلاَ لَوْمٍ.وَلَمْ يَكُنْ لَهُمَا وَلَدٌ، إِذْ كَانَتْ أَلِيصَابَاتُ عَاقِرًا. وَكَانَا كِلاَهُمَا مُتَقَدِّمَيْنِ فِي أَيَّامِهِمَا.فَبَيْنَمَا هُوَ يَكْهَنُ فِي نَوْبَةِ فِرْقَتِهِ أَمَامَ اللهِ،حَسَبَ عَادَةِ الْكَهَنُوتِ، أَصَابَتْهُ الْقُرْعَةُ أَنْ يَدْخُلَ إِلَى هَيْكَلِ الرَّبِّ وَيُبَخِّرَ.وَكَانَ كُلُّ جُمْهُورِ الشَّعْبِ يُصَلُّونَ خَارِجًا وَقْتَ الْبَخُورِ.فَظَهَرَ لَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ وَاقِفًا عَنْ يَمِينِ مَذْبَحِ الْبَخُورِ.فَلَمَّا رَآهُ زَكَرِيَّا اضْطَرَبَ وَوَقَعَ عَلَيْهِ خَوْفٌ.فَقَالَ لَهُ الْمَلاَكُ: «لاَ تَخَفْ يَا زَكَرِيَّا، لأَنَّ طِلْبَتَكَ قَدْ سُمِعَتْ، وَامْرَأَتُكَ أَلِيصَابَاتُ سَتَلِدُ لَكَ ابْنًا وَتُسَمِّيهِ يُوحَنَّا.وَيَكُونُ لَكَ فَرَحٌ وَابْتِهَاجٌ، وَكَثِيرُونَ سَيَفْرَحُونَ بِوِلاَدَتِهِ،لأَنَّهُ يَكُونُ عَظِيمًا أَمَامَ الرَّبِّ، وَخَمْرًا وَمُسْكِرًا لاَ يَشْرَبُ، وَمِنْ بَطْنِ أُمِّهِ يَمْتَلِئُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ"}.
 أما كلمة والدة الإله فيرجع تاريخها في كتب العقائد الكنيسة إلى سنة 431م المجمع المسكوني الثالث. هذه الكلمة " والدة الإله" Theotokos} } على اختصارها وتركيبها من اربع مقاطع تحتوي على " سر كامل" كما يعلم بذلك القديس يوحنا الدمشقي.
 البيت الثاني{ اضطراب مريم }:" ان القديسة {مريم} لما رأت ذاتها  في النقاوة قالت لجبرائيل بجرأة…"
في هذا البيت جواب مريم البتول للملاك جبرائيل وهنا تدعى مريم العذراء قديسة لطهارتها من كل عيب.وجاء في ختام هذا البيت وسواه من البيوت التالية الهتاف الموجز"هللويا" وهو هتاف موجز عبراني المبنى والمعنى ويدل على تسبيح الله " سبحوا الله" وقد ورد بكثرة في أسفار التوراة ونراه أيضا في بعض آيات التوراة ، ولا سيما في سفر الرؤيا :" وبعد ذلك سمعت صوتا عظيما من جمع كثير من السماء قائلين هليلويا ان لإلهنا الخلاص والمجد فالقوة… وقالوا أيضا هللويا وان دخانه يتصاعد إلى دهر الدهور.فخرَ الأربعة والعشرون شيخا والحيوانات الاربعة وسجدوا لله الجالس على العرش قائلين:آمين هليلويا.وخرج من العرش صوت قائلا سبحوا الهنا.. وسمعت كصوت جمع كثير وكصوت مياه غزيرة وكصوت رعود شديدة قائلة هليلويا لان الرب الاله القدير قد ملك …"{رؤيا 19 _6 :1 }:" وَجَعَلَنَا مُلُوكًا وَكَهَنَةً للهِ أَبِيهِ، لَهُ الْمَجْدُ وَالسُّلْطَانُ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ. آمِينَ.هُوَذَا يَأْتِي مَعَ السَّحَابِ، وَسَتَنْظُرُهُ كُلُّ عَيْنٍ، وَالَّذِينَ طَعَنُوهُ، وَيَنُوحُ عَلَيْهِ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ. نَعَمْ آمِينَ.«أَنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ» يَقُولُ الرَّبُّ الْكَائِنُ وَالَّذِي كَانَ وَالَّذِي يَأْتِي، الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ.أَنَا يُوحَنَّا أَخُوكُمْ وَشَرِيكُكُمْ فِي الضِّيقَةِ وَفِي مَلَكُوتِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ وَصَبْرِهِ. كُنْتُ فِي الْجَزِيرَةِ الَّتِي تُدْعَى بَطْمُسَ مِنْ أَجْلِ كَلِمَةِ اللهِ، وَمِنْ أَجْلِ شَهَادَةِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ.كُنْتُ فِي الرُّوحِ فِي يَوْمِ الرَّبِّ، وَسَمِعْتُ وَرَائِي صَوْتًا عَظِيمًا كَصَوْتِ بُوقٍ قَائِلًا: «أَنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ. الأَوَّلُ وَالآخِرُ. وَالَّذِي تَرَاهُ، اكْتُبْ فِي كِتَابٍ وَأَرْسِلْ إِلَى السَّبْعِ الْكَنَائِسِ الَّتِي فِي أَسِيَّا: إِلَى أَفَسُسَ، وَإِلَى سِمِيرْنَا، وَإِلَى بَرْغَامُسَ، وَإِلَى ثِيَاتِيرَا، وَإِلَى سَارْدِسَ، وَإِلَى فِيلاَدَلْفِيَا، وَإِلَى لاَوُدِكِيَّةَ».فَالْتَفَتُّ لأَنْظُرَ الصَّوْتَ الَّذِي تَكَلَّمَ مَعِي. وَلَمَّا الْتَفَتُّ رَأَيْتُ سَبْعَ مَنَايِرَ مِنْ ذَهَبٍ،وَفِي وَسْطِ السَّبْعِ الْمَنَايِرِ شِبْهُ ابْنِ إِنْسَانٍ، مُتَسَرْبِلًا بِثَوْبٍ إِلَى الرِّجْلَيْنِ، وَمُتَمَنْطِقًا عِنْدَ ثَدْيَيْهِ بِمِنْطَقَةٍ مِنْ ذَهَبٍ.وَأَمَّا رَأْسُهُ وَشَعْرُهُ فَأَبْيَضَانِ كَالصُّوفِ الأَبْيَضِ كَالثَّلْجِ، وَعَيْنَاهُ كَلَهِيبِ نَارٍ.وَرِجْلاَهُ شِبْهُ النُّحَاسِ النَّقِيِّ، كَأَنَّهُمَا مَحْمِيَّتَانِ فِي أَتُونٍ. وَصَوْتُهُ كَصَوْتِ مِيَاهٍ كَثِيرَةٍ.وَمَعَهُ فِي يَدِهِ الْيُمْنَى سَبْعَةُ كَوَاكِبَ، وَسَيْفٌ مَاضٍ ذُو حَدَّيْنِ يَخْرُجُ مِنْ فَمِهِ، وَوَجْهُهُ كَالشَّمْسِ وَهِيَ تُضِيءُ فِي قُوَّتِهَا.فَلَمَّا رَأَيْتُهُ سَقَطْتُ عِنْدَ رِجْلَيْهِ كَمَيِّتٍ، فَوَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَيَّ قَائِلًا لِي: «لاَ تَخَفْ، أَنَا هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ،وَالْحَيُّ. وَكُنْتُ مَيْتًا، وَهَا أَنَا حَيٌّ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ! آمِينَ. وَلِي مَفَاتِيحُ الْهَاوِيَةِ وَالْمَوْتِ. فَاكْتُبْ مَا رَأَيْتَ، وَمَا هُوَ كَائِنٌ، وَمَا هُوَ عَتِيدٌ أَنْ يَكُونَ بَعْدَ هذَا".
ويقال ان كنيسة اورشليم هي التي أدخلت هذا الهتاف الموجز في كتب صلواتها مستعملة إياه في مواقف الحزن والتوبة وكذلك في مواقف الفرح والسرور. ولما عمَّ استعمال هذا الهتاف في كنائس الشرق والغرب سمحت الكنيسة الغربية استعماله في مواقف الفرح فقط بعكس الكنيسة الشرقية فإنها سمحت استعماله في حالتي الفرح والحزن.
البيت الثالث { تساؤل مريم وجواب الملاك }:" ان البتول التمست ان تعلم علم ما لن يعلم فهتفت للملاك قل لي…"
في هذا البيت من النشيد التماس من مريم العذراء ان تعلم ما لا يمكن ان يرتقي العقل الى معرفته وهو بنصّه تابع للحوار بينها وبين الملاك.هنا يتمثل الخوف للملاك في إجابته على السؤال المطروح أمامه من البتول:"كيف يمكن ان يولد ابن من أحشاء نقية.."في الإجابة البليغة من جهة لاهوتية سامية نقرأ فما نقرأه ان البتول مريم هي حافظة سر الرأي الذي لا يوصف وإيمان يستلزم الصمت. وهنا إشارة إلى ما جاء على لسان النبي حبقوق الذي يقول :" يارب إني سمعت سماعك فخفت"{حبقوق  2 :3 :" يَا رَبُّ، قَدْ سَمِعْتُ خَبَرَكَ فَجَزِعْتُ. يَا رَبُّ، عَمَلَكَ فِي وَسَطِ السِّنِينَ أَحْيِهِ. فِي وَسَطِ السِّنِينَ عَرِّفْ. فِي الْغَضَبِ اذْكُرِ الرَّحْمَةَ.}. وان هذا الذي تسأل عنه هو "فاتحة عجائب المسيح "ومنه تشعبت بقية عجائبه المدونة في الإنجيل المقدس وهو في الوقت نفسه " بدء تعاليمه" ومعلوم ان التجسد وولادة المسيح من البتول مريم هما أساس المسيحية وبدونهما لم تقم هذه المسيحية وفيما يلي كلام يشير إلى سلم يعقوب الذي رآه في المنام وان مريم ولدت " النور" الذي، في ليلة مظلمة من ليالي شهر كانون الأول أضاء العالم بعد ان أضاء ألاماكن المجاورة لبيت لحم اليهودية.
البيت الرابع { الحبل : احتواء الكلمة }:" حينئذ ظللت قدرة العلي لأجل الحبل من لم تختبر زواجا فأظهرت احشاءها المثمرة …".
 فيه الرد على سؤال والدة الاله وهو حقيقة تجسد الكلمة في احشائها بحلول الروح القدس. ولا نشك بان هذا البيت من النشيد جاء مبنيا على آية الانجيلي لوقا {لوقا 35 :1 :" فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لَها:«اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ.}.
 البيت الخامس { الزيارة لاليصابات ونشيد المعمدان }:" اسرعت البتول الى اليصابات وكانت حشاها قد تقبلت الاله فحالما عرف الجنين ..سلام تلك فرح …".
 فيه إشارة إلى ذهاب مريم البتول إلى مدينة يهوذا عند نسيبتها اليصابات لتهنئتها بما وعدت به من ولادة ابن يكون عظيما ومن هذا البيت يقدم الشاعر الملهم واضع النشيد شخصا آخر ليوجه الى العذراء مريم هتافات الفرح والتسبيح ويتوَج هتافاته بتسمية البتول { Theodokos} اي حاملة الاله في بطنها ونص البيت مقتبس من انجيل لوقا {54 _39 :1 :" فَقَامَتْ مَرْيَمُ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ وَذَهَبَتْ بِسُرْعَةٍ إِلَى الْجِبَالِ إِلَى مَدِينَةِ يَهُوذَا،وَدَخَلَتْ بَيْتَ زَكَرِيَّا وَسَلَّمَتْ عَلَى أَلِيصَابَاتَ.فَلَمَّا سَمِعَتْ أَلِيصَابَاتُ سَلاَمَ مَرْيَمَ ارْتَكَضَ الْجَنِينُ فِي بَطْنِهَا، وَامْتَلأَتْ أَلِيصَابَاتُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ،وَصَرَخَتْ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَقَالَتْ: «مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي النِّسَاءِ وَمُبَارَكَةٌ هِيَ ثَمَرَةُ بَطْنِكِ! فَمِنْ أَيْنَ لِي هذَا أَنْ تَأْتِيَ أُمُّ رَبِّي إِلَيَّ؟ فَهُوَذَا حِينَ صَارَ صَوْتُ سَلاَمِكِ فِي أُذُنَيَّ ارْتَكَضَ الْجَنِينُ بِابْتِهَاجٍ فِي بَطْنِي. فَطُوبَى لِلَّتِي آمَنَتْ أَنْ يَتِمَّ مَا قِيلَ لَهَا مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ».فَقَالَتْ مَرْيَمُ: «تُعَظِّمُ نَفْسِي الرَّبَّ، وَتَبْتَهِجُ رُوحِي بِاللهِ مُخَلِّصِي،لأَنَّهُ نَظَرَ إِلَى اتِّضَاعِ أَمَتِهِ. فَهُوَذَا مُنْذُ الآنَ جَمِيعُ الأَجْيَالِ تُطَوِّبُنِي،لأَنَّ الْقَدِيرَ صَنَعَ بِي عَظَائِمَ، وَاسْمُهُ قُدُّوسٌ، وَرَحْمَتُهُ إِلَى جِيلِ الأَجْيَالِ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَهُ.صَنَعَ قُوَّةً بِذِرَاعِهِ.شَتَّتَ الْمُسْتَكْبِرِينَ بِفِكْرِ قُلُوبِهِمْ.أَنْزَلَ الأَعِزَّاءَ عَنِ الْكَرَاسِيِّ وَرَفَعَ الْمُتَّضِعِينَ.أَشْبَعَ الْجِيَاعَ خَيْرَاتٍ وَصَرَفَ الأَغْنِيَاءَ فَارِغِينَ.عَضَدَ إِسْرَائِيلَ فَتَاهُ لِيَذْكُرَ رَحْمَةً،   }.
حيث الكلام في زيارة مريم البتول لنسيبتها اليصابات التي كانت تسكن في " الجبل" من مدينة يهوذا. ويرى البعض ان الجبل هو بيت لحم المشهورة ويقول أخرون انه حبرون{ الخليل}. والبعض يقول انه "عين كارم" على مسافة قريبة من القدس.وفي هذه المقابلة بين مريم واليصابات نرى انقضاء العهد القديم في حبل وولادة يوحنا { بدلا من زكريا} {60 _59 :1 :"وَفِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ جَاءُوا لِيَخْتِنُوا الصَّبِيَّ، وَسَمَّوْهُ بِاسْمِ أَبِيهِ زَكَرِيَّا.فَأَجَابَتْ أمُّهُ وَقَالَتْ: «لاَ! بَلْ يُسَمَّى يُوحَنَّا».} ، وهو خاتمة انبياء هذا العهد، وبداية العهد الجديد في حبل وولادة يسوع المسيح من مريم العذراء.وهنا نلاحظ ان هتافات الجنين مأخوذة من البيئة التي عاش فيها يوحنا المعمدان،وهي بيئة الزرع والنباتات والفلاح والفلاحة وما الى ذلك .
 البيت السادس { يوسف في شك مريب } :" ان يوسف العفيف قد اضطرب في داخله من عاصفة الأفكار المريبة فحين رآك أنت البكر حبلى ظنَك مأخوذة خلسة…" .
فيه تعبير عن اضطراب يوسف خطيب مريم العذراء الذي لم يطمئن له بال الا حين ظهر له الملاك في الحلم وانبأه بقضاء الله الازلي بان يرسل الفادي الى العالم مولودا من مخطوبته القديسة.وكان اضطراب يوسف معقولا لان الفتاة التي توجد في حالة الحبل بدون زواج كان قصاصها الرجم بالحجارة وذلك حسب ناموس موسى { تثنية الاشتراع 21_20: 22:" «وَلكِنْ إِنْ كَانَ هذَا الأَمْرُ صَحِيحًا، لَمْ تُوجَدْ عُذْرَةٌ لِلْفَتَاةِ. يُخْرِجُونَ الْفَتَاةَ إِلَى بَابِ بَيْتِ أَبِيهَا،وَيَرْجُمُهَا رِجَالُ مَدِينَتِهَا بِالْحِجَارَةِ حَتَّى تَمُوتَ،لأَنَّهَا عَمِلَتْ قَبَاحَةً فِي إِسْرَائِيلَ بِزِنَاهَا فِي بَيْتِ أَبِيهَا.فَتَنْزِعُ الشَّرَّ مِنْ وَسَطِكَ. }.
 أما نص هذا البيت من النشيد فهو قائم على مارد في إنجيل متى {21 _18 :1 :" أَمَّا وِلاَدَةُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَكَانَتْ هكَذَا: لَمَّا كَانَتْ مَرْيَمُ أُمُّهُ مَخْطُوبَةً لِيُوسُفَ، قَبْلَ أَنْ يَجْتَمِعَا، وُجِدَتْ حُبْلَى مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ.فَيُوسُفُ رَجُلُهَا إِذْ كَانَ بَارًّا، وَلَمْ يَشَأْ أَنْ يُشْهِرَهَا، أَرَادَ تَخْلِيَتَهَا سِرًّا. وَلكِنْ فِيمَا هُوَ مُتَفَكِّرٌ فِي هذِهِ الأُمُورِ، إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لَهُ فِي حُلْمٍ قَائِلًا: «يَا يُوسُفُ ابْنَ دَاوُدَ، لاَ تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ امْرَأَتَكَ. لأَنَّ الَّذِي حُبِلَ بِهِ فِيهَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ.فَسَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ. لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ»}.