المحرر موضوع: لدكتور صابر حارص يكتب : والفتنة أشد من القتل .  (زيارة 281 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل النوهدري

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 24150
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
لدكتور صابر حارص يكتب : والفتنة أشد من القتل !
03 ـ 94 ـ 2022 | 01:47 م |
والفتنة أكبر من القتل، ليس هناك أكبر ولا أخطر على الناس والأمة من القتل إلا الفتنة، "لَزَوَالُ الدُّنيا أَهْوَنُ عندَ الله مِن قَتلِ رَجُلٍ مُسلِم" ومع ذلك فإن الفتنة أكبر من زوال الدنيا كلها، وأعظم الفتن وأشدها خطرا هو فتنة الناس في دينهم، وأخطر مثال على ذلك ما يقوم به المنافقون من تشكيك المسلمين في سنة نبيهم صلى الله عليه وسلم، وحتى ما يقال في الفضائيات واليوتيوب من باب اختلاف الفقهاء بأسلوب مغرض او فيه مجاملة فإنه ينطوي تحت باب الفتنة الكبرى .
فما مقتل عثمان وعلي والحسن والحسين واقتتال وقتل المسلمين في أغرب وأشد الحروب ضراوة الا بسبب فتنة الناس في دينهم من باب التعصب لرأي فقهي دون آخر، فما بالك بمن يترك كل الآراء الفقهية الصحيحة، ويتعمد التشكيك فيها ويخطئها ويجرمها ويأتي بإلحاد وكفر  من باب تصويب وتصحيح الدين!
ومن أشكال الفتنة الكبرى تكفير الناس وإرهابهم وتفجيرهم، وغالبا طوال التاريخ الإسلامي كله ما يرتبط فتنة الناس في دينهم بفتنة الإرهاب والتكفير.
أخي الحبيب الدكتور ناجح إبراهيم المفكر الإسلامي المعروف نحت مصطلح "التكفير والتفجير وجهان لعملة واحدة" وقصد به أن أصحاب الفكر التكفيري حتما سيقومون بالتفجير، وانا أنحت مصطلح "التشكيك في الدين والإرهاب وجهان لعملة واحدة" وأقصد ان الإرهاب والقتل غالبا ما يكون نتيجة فتنة الناس في دينهم .
حدث هذا في دولة الخلافة والعصر الأموي، وكثير من الكتاب والمفكرين الذين تصدوا لدراسة التطرف والعنف والإرهاب في عصر السادات وحتى الآن أرجعوه لأسباب عديدة من بينها فتنة الناس في دينهم عبر الإعلام والفضائيات والانترنت، فأصيبوا بالاغتراب النفسي وضياع الهوية وهم داخل أوطانهم، فاتجهوا إلى الدين بتطرف وضلال، واصطادوهم دعاة الفتنة فأضلوهم ضلالا كبيرا ودخلت البلاد في فتنة كبيرة قتل فيها من الشرطة والضالين الكثير، ومع ذلك بقيت الفتنة وأصحابها وأسبابها قائمة حتى الآن في الفضائيات واليوتيوب ومنصات التواصل الاجتماعي , وهذا النوع من الفتنة سواء المشككين في الدين أو المتطرفين فيه  لا يحتمل السكوت عليه، ولا يحتمل إمهال مواجهته ومعاقبة أصحابه بالقانون والشرع، لأن الإسلام والمنطق يرون أن إمهال معاقبة المشركين والمنافقين والمشككين في الدين والمتطرفين فيه هو نوع خطير من أنواع الفتنة الكبرى، الصبر والتأني على هؤلاء يمكن أن يصنع فتنة أكبر وحربا أهلية يصعب السيطرة عليها بخسائر فادحة , ومن أشكال الفتنة الكبرى أيضا تزييف وعي الناس، وتحريضهم على الدولة، وتشويه صورة القادة، ونشر الفكر الهابط والشاذ وشيوع الإباحية والإلحاد وثقافة العري وإثارة الغرائز وإشعال الشهوات والدعوة إلى التبرج والسفور وأفلام الخيانة الزوجية وزنا المحارم والعشوائيات واللواط والسحاق بمسميات غير مسمياتها الحقيقية كالمثلية والحرية وغيرها .
ومن صور الفتنة الإفراط في استخدام القوة مع الضعفاء والمظلومين والمرؤوسين لمجرد أنهم مرؤوسين والطرف الآخر صاحب سلطة، كما أن أموالكم وأولادكم فتنة، وما تركت فتنة أشد على أمتي من النساء، ونقص الأموال والثمرات فتنة،  والأمراض والشدائد فتنة، ليميز الله الخبيث من الطيب، وليعرف الصابرون المؤمنون حقا .
المصدر / موقع صدى البلد .