المحرر موضوع: الحلبوسي يطرق أبواب إيران لاحتواء تأثيرات عودة رموز سنية إلى الساحة العراقية  (زيارة 446 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31641
    • مشاهدة الملف الشخصي
الحلبوسي يطرق أبواب إيران لاحتواء تأثيرات عودة رموز سنية إلى الساحة العراقية
زيارة رئيس مجلس النواب العراقي إلى طهران تنذر باستدارة سياسية لحلفاء الصدر.
العرب

الحلبوسي في بيت الطاعة الإيراني
تحمل زيارة رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي إلى طهران في هذا التوقيت بالذات أكثر من دلالة سياسية، لاسيما وأنها تتزامن مع عودة رموز سنية إلى الساحة العراقية، وترى أوساط سياسية أن هذه الزيارة التي سبق وأن تأجلت، ستكون محددا لتوجهات الحلبوسي خلال الفترة المقبلة، وسط ترجيحات بأن تمهد لتقارب مع الإطار.

بغداد - تقول أوساط سياسية عراقية إن زيارة رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي على رأس وفد برلماني إلى طهران الأربعاء، تستهدف الوقوف على طبيعة الدور الإيراني في عودة عدد من الرموز السنية إلى الساحة العراقية، والتي يعتبرها الحلبوسي تهديدا لمكانته، غير مستبعدة أن تؤسس هذه الزيارة لتحول في موقف الأخير من التحالف مع التيار الصدري.

واستبق الحلبوسي الزيارة، التي دامت يوما واحدا والتقى خلالها بالرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ورئيس مجلس الشورى محمد باقر قاليباف، إضافة إلى وزير الخارجية حسين عبداللهيان ورئيس مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني، بالتلويح بإعادة النظر في المشاركة السياسية، فيما يعكس حالة من الارتباك والبلبلة التي أثارته عودة تلك الرموز السنية.

وتشير الأوساط إلى أن الحلبوسي كان ماطل بدية في الاستجابة لدعوة تلقاها من نظيره الإيراني قبل فترة لزيارة طهران، تجنبا لأي ضغوط قد يتعرض لها بشأن تحالفه مع التيار الصدري والحزب الديمقراطي الكردستاني، في سياق مسعى لإقصاء حلفاء إيران في الإطار التنسيقي، والاستفراد بإدارة العملية السياسية بعد الانتخابات التشريعية التي جرت في أكتوبر الماضي.

وتوضح الأوساط أن عودة بعض الشخصيات السنية المؤثرة إلى المشهد مؤخرا، على غرار أمير قبائل الدليم في الأنبار علي حاتم السليمان، والوزير الأسبق رافع العيساوي، والتي يعتقد أنها جرت بتنسيق مع إيران وقادة الإطار التنسيقي على رأسهم رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي وقائد تحالف الفتح هادي العامري، خلطت أوراق الحلبوسي ودفعته إلى التخلي عن تحفظه على زيارة طهران.

عطوان العطواني: نتمنى ألّا تهدف هذه الزيارة إلى تثبيت مصالح شخصية
وكان من المفترض أن يقوم رئيس مجلس النواب العراقي الذي يتولى أيضا زعامة تحالف السيادة السني، بزيارة إلى إيران قبل نحو شهر، لكنه أجل ذلك بسبب ما قال مكتبه “التزامات دستورية ونيابية”، و”ظهور عارض صحي لرئيس مجلس الشورى الإيراني”.

وتتوقع الأوساط أن تحدد زيارة رئيس مجلس النواب العراقي إلى طهران طبيعة التوجهات المقبلة للحلبوسي، وسط ترجيحات بأن يعيد مراجعة موقفه من حصر التحالف مع التيار الصدري، حيث بات على قناعة بأن هذا التحالف سيشكل عبئا ثقيلا عليه وقد يكلفه أثمانا باهظة على الساحة السنية.

وزار الحلبوسي قبل ساعات قليلة على ذهابه إلى طهران أربيل، حيث التقى برئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، فيما تجاهل زيارة الحنانة، حيث مقر إقامة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر.

وترى الأوساط العراقية أن زيارة الحلبوسي رفقة حليفه السني رجل الأعمال خميس الخنجر إلى بارزاني، دون الصدر، تحمل أكثر من دلالة سياسية لعل أهمها أن رئيس مجلس النواب يتهيأ لاستدارة، لن تلقى رضاء الأخير، وأنه أراد التنسيق بشأن هذه الخطوة مع الحليف الكردي.

وخلال استقباله رئيس مجلس النواب العراقي، دعا الرئيس الإيراني “إلى تشكيل الحكومة العراقية بسرعة”، معربا عن أمله في “إسراع مجلس النواب العراقي أكثر في اختيار رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء وتشكيل الحكومة لرفع مختلف مشاكل الشعب”.

وأكد رئيسي “ضرورة تطوير العلاقات بين العراق والدول الجارة وخاصة إيران أكثر من ذي قبل”، قائلا إن “البلدين لديهما إرادة جادة لتوسيع شامل للعلاقات، وليس بإمكان أي عامل الإضرار بالروابط العميقة والصداقة بين الشعبين الإيراني والعراقي”.

ودعا مجلس النواب العراقي إلى لعب دوره في تعزيز التعاون البرلماني بين دول الجوار وفي المنطقة، مؤكدا أن “الجمهورية الإسلامية لن تألو أي جهد ودعم لجنابكم ولمجلس العراق على هذا الصدد”.

وأضاف الرئيس الإيراني أن “انسجام ووحدة التيارات ومختلف القوميات في العراق سر نجاح هذا البلد”، مشيرا إلى أن “بث الفرقة بين أبناء المذاهب والقوميات يؤدي إلى اختراق العدو والتضحية بمصالح الدول”، في إشارة ضمنية إلى رفض بلاده المسار الحالي في لعراق.

وقال الحلبوسي خلال اللقاء مع رئيسي “إنني هنا لأؤكد ضرورة استمرار وتعزيز علاقات الصداقة بين الشعبين والبلدين، وأعضاء الوفد المرافق معي من مختلف القوميات والطوائف والأحزاب. وحضورهم يعني رغبة جميع العراقيين في توطيد الصداقة مع إيران”.

وأضاف الحلبوسي أن “البلدين قد تخطيا السنوات الصعبة، ويجب أن نرسم مستقبلا مختلفا لشعوبنا بالتعاون والتعاضد معا، وأنا سأسعى إلى أن تكون إيران والعراق أصدقاء أيام الصعاب والهدوء”.

تصريحات الحلبوسي بدت أكثر من مبالغة في مهادنة إيران، وتعكس حالة من القلق لديه في أن تقدم الأخيرة على تحجيم نفوذه

وبدت تصريحات الحلبوسي أكثر من مبالغة في مهادنة إيران، وتعكس حالة من القلق لديه في أن تقدم الأخيرة على تحجيم نفوذه، بعد أن كانت لعبت دورا بارزا في السابق في تضخيم صورته، وجعله الطرف الأقوى في المعادلة السنية في العراق، من خلال إزاحة رموز العشائرية القوية.

وتقول الأوساط إن على زعيم التيار الصدري توقع تغيير في موقف رئيس تحالف السيادة، وأن عليه التحرك على هذا الأساس من خلال التوصل إلى تسوية مع الإطار، لأن السيناريو البديل لن يصب في صالحه، رغم أنه يتصدر نتائج الانتخابات.

وتشير الأوساط إلى أن قادة الإطار يبدون مطمئنين للتطورات الجارية، وعلى ثقة بأنها تصب في صالحهم على الرغم ما يثار من انتقادات.

واتهمت كتلة ائتلاف دولة القانون الأربعاء رئيس مجلس النواب باعتماد “الانتقائية والمزاجية والمصالح الشخصية” في اختيار أعضاء الوفد البرلماني المرافق له في زيارته إلى إيران.

وقال رئيس كتلة ائتلاف دولة القانون النيابية عطوان العطواني في إفادة صحافية، “نستغرب من الانتقائية في اختيار الوفد المرافق لرئيس مجلس النواب في زيارته إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية، حيث المزاجية والمصالح الشخصية على حساب المهنية والاستحقاقات البرلمانية المتمثلة بكل الكتل البرلمانية ذات الثقل السياسي والبرلماني”.

وأضاف العطواني أن هذه الزيارة حصلت دون علم بقية أعضاء هيئة الرئاسة في البرلمان، مشددا “نتمنى ألّا تهدف هذه الزيارة إلى تثبيت مصالح شخصية أو المحافظة على المناصب الرئاسية”.