المحرر موضوع: حزقيال والجمعة العظيمة  (زيارة 361 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل يوسف جريس شحادة

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 757
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
حزقيال والجمعة العظيمة
« في: 13:03 30/04/2022 »
حزقيال والجمعة العظيمة

يوسف جريس شحادة
كفرياسيف _ www.almohales.org
مقدّمة
معنى الاسم حزقيال "יחזקאל"
الاسم حزقيال يحمل معان عميقة جدا. حزقيال كاهن هو، ابن ارميا وحفيد اهرون الكاهن،والذين اعتبروا في تلك الفترة شرفاء وأتقياء .
احد أسفار الأنبياء على اسم "حزقيال"،إعطاء الأهل للمولود هذا الاسم، يدل على والدين مؤمنين، على أمل ان يحذو حذو النبي حزقيال،ويعني الله القوي،. حزقيال 3 :1  :" הָיֹה הָיָה דְבַר יְהוָה אֶל יְחֶזְקֵאל בֶּן בּוּזִי הַכֹּהֵן בְּאֶרֶץ כַּשְׂדִּים עַל נְהַר כְּבָר וַתְּהִי עָלָיו שָׁם יַד יְהוָה. صَارَ كَلاَمُ الرَّبِّ إِلَى حِزْقِيَالَ الْكَاهِنِ ابْنِ بُوزِي فِي أَرْضِ الْكَلْدَانِيِّينَ عِنْدَ نَهْرِ خَابُورَ. وَكَانَتْ عَلَيْهِ هُنَاكَ يَدُ الرَّبِّ."
في حساب القيمة العددية للاسم { Numerology }مكوّن من ثلاثة أرقام 156{ ،10 +8+7+100+1+30 } والمجموع يساوي 12 {6+5+1 } وهذا عدد أسباط إسرائيل والتلاميذ.
من الجدير ان نذكّر القارئ الكريم انه لا توجد خدمة كنسية بدون قراءة من التوراة بتاتا،في خدمة صلاة السحر وجنّاز المسيح التي تقام هذه الخدمة يوم الجمعة مساء، نقرأ نص حزقيال النبي، ومن مهامّ الكاهن وأوّلا الأسقف، التوضيح والشرح للناس على التسمية" صلاة السحر ومساء".
في هذه الخدمة الشريفة نقرأ نص حزقيال 15 _1 :37 ،والذي يتحدّث عن قيامة العظام واليابسة،وليس صدفة اختيار الآباء لهذا النص المقدّس وفي يوم الجمعة العظيمة.
وقفة والنصّ
 
الإصحاح السادس والعشرون هو التحضير للنص الذي أمامنا ونقرأه في يوم الجمعة العظيمة،حزقيال 37 .
هذا الإصحاح يصف لنا عودة بني إسرائيل، نسل إبراهيم وإسحاق ويعقوب من بلاد السبي لأرض الميعاد ولتوحيدهم لشعب واحد،قارن ارميا 9 _1 :33 .
هذا الإصحاح رؤيا حزقيال،يرى حزقيال أبناء شعبه كعظام يابسة ودلالة على حال اليهود في الإمبراطورية البابلية،وعلى خلاف كل المنطق البشري يُحيي الرب هذه العظام اليابسة ويقيمها. هذه الرمزية تهدف لإقامة الشعب اليهودي ونجاة الشعب اليهودي من الانتشار وعودتهم لموطن الآباء حسب وعد الله.
هدف الله من هذه الرؤيا،تغيير قلب الشعب الإسرائيلي وان يتوبوا توبة صادقة ويخدموا الله بكل طهارة ونقاوة قلب، حينها يسكن الله بينهم ويملك عليهم.
هكذا يتمّ وعد الرب كما يخبرنا موسى بسفر الخروج 6 _5 :19 .نبؤة حزقيال مثلها مثل دانيال الإصحاح 2 و7 ،نبؤات تدلّ على ما سيحدث مستقبلا لشعب إسرائيل من السبي وحتى مملكة الكهنة بخدمة المسيح.
"הָיְתָה עָלַי יַד־יהוה וַיּוֹצִאֵנִי בְרוּחַ יהוה וַיְנִיחֵנִי בְּתוֹךְ הַבִּקְעָה, וְהִיא מְלֵאָה עֲצָמוֹת.
וְהֶעֱבִירַנִי עֲלֵיהֶם סָבִיב סָבִיב, וְהִנֵּה רַבּוֹת מְאֹד עַל־פְּנֵי הַבִּקְעָה וְהִנֵּה יְבֵשׁוֹת מְאֹד".
يخبرنا حزقيال انه تحت تأثير روح الله،أي تأثير نبويّ ،كذلك الأمر في 3 :1 و 22 :8 حتى 11 و 24 :40  لغاية 48 .
ليس المهم فيما إذا كان حزقيال جسديا بالمكان وعاينه أم رآه برؤيا، والمهم حقيقة الأمر،وجود حزقيال ببقعة مليئة بالعظام الجافّة اليابسة.
في الآية 11 يخبرنا عن ماهيّة العظام:" בֶּן־אָדָם, הָעֲצָמוֹת הָאֵלֶּה כָּל־בֵּית יִשְׂרָאֵל הֵמָּה. הִנֵּה אוֹמְרִים: 'יָבְשׁוּ עַצְמוֹתֵינוּ וְאָבְדָה תִקְוָתֵנוּ נִגְזַרְנוּ לָנוּ'."
تدل هذه العظام اليابسة على شعب إسرائيل في المهجر انظر الآية 12 أيضا، وهم غرقى بالإلحاد وعدم الإيمان بعودتهم لأرض الميعاد وإصلاحهم الروحي.بمعنى كلما ابتعدت عن الرب فأنت نظير العظم اليابس لا حياة فيه.
لماذا الشعب الإسرائيلي متشائم؟
كثيرة هي الشعوب التي أبعدت عن أوطانها عبر التاريخ،لكن ما من شعب حافظ على هويته وعاد لأرض الموعد،في الآية الثالثة يسال الله حزقيال، وفهم النبي ان الله وحده يستطيع تغيير  الحال،وفي حال عاشت هذه العظام فهي أعجوبة إلهيّة.
يأمر الله حزقيال انْ يُعلِن قول الله وخطّة الله في إعادة الحياة لهذه العظام التي تمثّل الشعب الإسرائيلي او ترمز لبني إسرائيل، قارن ارميا 12 _11 :29 و 9 _8 :30 واشعياء 59 .
لننتبه هنا ان حزقيال المفعم بالإيمان يعمل مشيئة الله، فهو يتكلم للعظام اليابسة ولا يضربها، نقارن وموسى حين ضرب الصخرة ولم يتكلم كما أمره الله.
الآية الخامسة ،يتعهّد الله لهذه العظام _ لبني إسرائيل في السبي انه سينفخ بهم الحياة{ الآيات 12 _11 } وإدخال الروح تعني نهاية السبي والأمل للحياة،الحديث هنا ليس عن الروح القدس بل عن روح الحياة،ولنتذكر ان خطة الرب ليس إقامة شعب جديد بل إحياء العظام ليثبت عهد الله لشعبه،قارن رومية 29 :11 والهدف من ذلك ان إسرائيل يعرف الله.
الآية السادسة، ينشيء الله اللحم والجِلد،يصف إقامة الشعب الإسرائيلي بشكل رمزي أي نفْخ الله بالعظام روح الحياة في الجسم القائم من جديد. 
اللفظة :" وتعلمين  וִידַעְתֶּם من الأفضل الترجمة "وعلمتم"المعنى عميق جدا، الشعب التائب والعائد للرب خضع لارادة الله، وهكذا نشأت علاقة قربى مقدسة طاهرة بين الشعب وخالق الشعب، ولن يخلّ هذا الوعد،لان المعنى للفظة " וִידַעְתֶּם" أي مُخلّص علمتم أنكم ستخلصون.
الآيات 10 _7 ،يعمل حزقيال حسب وصايا الرب ويتنبّأ،وسُمع الصوت والضجيج _ ونتيجة لذلك اقتربت العظام من بعضها كل عظم إلى عظمه،{ עֲצָמוֹת עֶצֶם אֶל־עַצְמוֹ;}وألبسهم الله الجلْد.
المشهد أمام حزقيال بقعة مليئة بأجساد بشر كاملة لكن ميّتة.
ويستمر حزقيال بالنبؤة بأمر الله متوجّها للروح، روح الحياة حلّت بالراقدين ويقفون على أرجلهم،المشهد كما إقامة الراقدين _ الموتى،لكن المغزى :الأمل لبني إسرائيل الذين في السبي.
القصد من العبارة، كان الزلزال _الضجيج ،يعني :" الأمر الإلهي" والضجّة نتيجة خروج إسرائيل من أوطانهم وإعادة توطينهم في ارض الميعاد.
نبؤة حزقيال هذه لا تعني قيامة الموتى،لان قيامة الموتى ستكون مع يسوع المسيح،هذه الشواهد التوراتية تدلّ على قيامة الموتى مع المخلّص، اشعياء 19 :26 ودانيال 12 والتثنية 39 :32 و 1صم 6 :2 وأيوب 26 _25 :19 .
الآيات 12 _11،تلخيص للرؤيا،العظام تُجسّد بيت إسرائيل في بلدان المهجر وهي مثل مقابر.
الآيات 14 _13 ، انتم،شعب إسرائيل ستعاينون المعجزة لإقامة الموتى مثل البدء _ الخليقة وستتوبون وترجعون اليّ {اللفظة العبرية للتوبة تعطي المعنى الدلالي الأدق ألا وهو الرجوع للرب  תשובה }وخلاص بيت إسرائيل. هذه الأقوال مثلما اخبرنا ارميا 9 _7 :33 .
هذه الرؤيا ونصّ ارميا ليثبت وعد الله وان القيامة الحقيقيّة ستكون مع المسيح الرب وان وعد الرب ثابت لا خلل فيه بتاتا أبدا،قارن دانيال 2و7 و9 وحزقيال 48 _47 ورومية 26 :11 .
هذه الرؤيا الآيات 23 _15،  تثبت ان ارض الميعاد لبيت إسرائيل وان القيامة الحقّة لن تتحقق إلا بالمسيح.
النصوص والخلفية التاريخية الكتابية لذلك كثيرة هي ومنها، منذ موت سليمان الملك سنة 931 قبل الميلاد ،1 مل 40 _26 :11 انقسم بيت إسرائيل لقسمين لمملكتين،مملكة إسرائيل  او افرايم ومملكة يهوذا  وانضمام ممالك أخرى ،أخبار الأيام  الثاني 17 _13 :11 .
حسب الآيات 23 _15 ان بيت إسرائيل سيرجع كشعب واحد تائب،اشعياء 13 _11 :11 وارميا 18 :3 وهوشع 2 :2 .الحديث عن الوحدة من الناحية الروحانية.
موجز للآيات 15 _1
يرى حزقيال االمراحل  المستقبلية بالرؤيا التي  ستحدث لبيت إسرائيل حتى اختيارهم شعب الله،او بالأحرى التعبير " شعب الله" يعني أنهم اختاروا تعاليم الرب وقبلوا الناموس ولكن باقي الشعوب رفضت التعاليم هذه وقتها، وبالتالي حظي بيت إسرائيل بالكنية " شعب الله"، العظام اليابسة تجسد شعب إسرائيل في السبي وسوف يرجعون لأرض إسرائيل وسيكون الشعب موحد روحيا ويسكن الله بين شعبه في هيكله،كل هذا حتى مجيء المسيح ابن داود ويخلّص البشرية ويقيم الحياة الأبدية لمن يؤمن بالرب المسيح.
فكلّما ابتعد الإنسان عن الله  _ المسيح _وتعاليم الله _المسيح _ فهو بمثابة "عظام جافّة" وإحياء هذه العظام رمزا ودلالة لكل من يكون بعيدا عن المسيح ويتوب ليعود إليه، ليقيمه ان كان راقدا او ميتا بالحياة، بالموت الروحي ،فحين يعود بالتوبة للمسيح يحيا ويقوم من الناحية الحياتية او الروحية.