المحرر موضوع: اغتيال فرهاد يعكس اختراقا تركيّا لمناطق نفوذ إيرانية في كردستان  (زيارة 694 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31597
    • مشاهدة الملف الشخصي
اغتيال فرهاد يعكس اختراقا تركيّا لمناطق نفوذ إيرانية في كردستان
تشكيك في رواية الإدارة الذاتية الكردية: الاغتيال لم يكن بطائرة مسيّرة.
العرب

اغتيال فرهاد رسالة كردية - كردية وتركية - إيرانية
السليمانية (العراق)- ينظر مراقبون إلى عملية الاغتيال التي أعلنت عنها تركيا الأحد، والتي تمكنت فيها من قتل القيادي الكردي فرهاد شبلي نائب الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية الكردية في سوريا، على أنها ضربة لكل من حزب الاتحاد الديمقراطي والاتحاد الوطني الكردستاني وخاصة لإيران؛ إذ يكشف تسريب حركته عن مدى الاختراق التركي لمناطق في كردستان يفترض أنها مناطق نفوذ إيراني.

وذكرت وكالة الأناضول الأحد أن جهاز الاستخبارات التركي تمكن من “تحييد الإرهابي السوري حسين شبلي، الرئيس المشارك لما يسمى بالمجلس التنفيذي المركزي للإدارة الذاتية السورية لتنظيم ‘بي كي كي’ الإرهابي، في مدينة السليمانية شمال العراق”.

وقالت الأناضول إن مصادر أمنية تركية أوضحت الأحد أن حسين شبلي الملقب بـ”فرهاد دريك” كُلّف بمهمة في العراق من قِبل قيادة حزب العمال الكردستاني. وأضافت المصادر أن شبلي كان واحدا من المقربين من فرهاد عبدي شاهين، أحد قادة “ي ب ك/ بي كي كي” في سوريا.

وتعليقاً على ذلك اتهمت الإدارة الذاتية الكردية السورية تركيا باغتيال نائب الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي في إدارتها، أثناء الزيارة التي كان يجريها إلى العراق. وقالت في بيان لها إن النائب فرهاد شبلي استهدف في سيارة مدنية في محافظة السليمانية العراقية، من قبل مُسيّرة تركية (درون)، أثناء الزيارة التي كانت بهدف إجراء بعض الفحوصات الطبية وتلقي العلاج.

◙ الرسالة التركية تتضمّن تحذيرات لإيران مفادها أنّها لن تتهاون في استهداف أيّ قيادي كردي تمنحه طهران حرية التحرّك في مناطق نفوذها

وشكك مراقبون في رواية الإدارة الذاتية بشأن استخدام تركيا لطائرة مسيرة في عملية الاستهداف مرجحين أن يكون الاغتيال قد تم بدرون انتحاري محلي أو عن طريق تلغيم سيارته، وأن الهدف من الترويج لاغتياله عن طريق طائرة مسيرة هو إبعاد شبهات التعاون بين تركيا وقيادات كردية.

ويلفت هؤلاء المراقبون إلى أن استهداف القيادي الكردي في السليمانية يؤشّر على وجود علاقة بينه وبين إيران؛ إذ لا يمكن لسوري معروف بهذا المستوى أن يتحرك في السليمانية دون غطاء كردي/ إيراني، ولاسيما أنّ حزب الاتحاد الوطني الكردستاني -الحاكم في السليمانية- معروف بعلاقاته الوثيقة بكل من إيران وحزب العمال الكردستاني، ويمنح ملاذاً لعدد من قيادات حزب العمال الكردستاني سواء في السر أو في العلن، وذلك بمباركة من إيران.

ويعكس الاغتيال رسالة خطرة من حيث توقيته ومكانه؛ فهو يأتي في وقت تستعد فيه تركيا لاجتياح مناطق في الشمال السوريّ يسيطر عليها الأكراد، وتحاول بذلك توسيع نفوذها بتوطيد سلطة الجماعات الإسلامية المسلّحة التابعة لها، لتقطع على الأكراد الامتداد الجغرافيّ بين شرق الفرات وغربه، وتحاصرهم في شرق الفرات تمهيداً لمرحلة لاحقة تأمل أن تتغيّر فيها الظروف الدولية والإقليمية بحيث تحصل على إذن لعمليتها المأمولة.

وتحمل الرسالة التركية في طيّاتها تحذيرات لكلّ من إيران والسلطات الكردية في السليمانية، مفادها أنّها لن تتهاون في استهداف أيّ قياديّ كرديّ تمنحه إيران وأتباعها حرية التحرّك في المناطق التي تكون فيها ذات نفوذ قويّ، وأنّها لن تتردّد في توجيه الضربات في الزمان والمكان اللذين تختارهما.

وكان جهاز مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان العراق قال يوم الجمعة إن طائرة مسيرة تركية قتلت أربعة مسلحين من حزب العمال الكردستاني وأصابت آخر الجمعة في السليمانية.

بينما قال مصدر أمني في إقليم كردستان لوكالة فرانس برس إن “الطائرة المسيرة قصفت سيارة تقل أربعة أشخاص بينهم نساء، ما أدى إلى مقتل ثلاثة منهم”. وأوضح أن “شخصًا رابعًا من الكرد السوريين أصيب بجروح بليغة” في الهجوم الذي وقع في قضاء كلار في جنوب شرق إقليم كردستان الشمالي.

في الوقت نفسه ذكرت وزارة الدفاع التركية في تغريدة الجمعة أنه تم “تحييد ستة من إرهابيي حزب العمال الكردستاني في شمال العراق”، موضحة أن ذلك يندرج في إطار عملية “قفل المخلب التي تنفذها” في هذه المنطقة.
ولم يشر البيان إلى موقع العملية. لكن ناطقا باسم الوزارة قال لفرانس برس إن “كلار تقع في مكان أبعد جنوبا”.

ويأتي الهجوم بعد يومين على قصف تركي مماثل استهدف “مركزا لحزب العمّال الكردستاني كان يجتمع فيه قادة كبار” من الحزب ويقع في سنجار بشمال العراق.

ويخوض حزب العمال الكردستاني -الذي تصنّفه أنقرة وحلفاؤها الغربيون “منظمة إرهابية”- تمرّدا ضد الدولة التركية منذ 1984، ويتمركز في مناطق جبلية نائية في العراق.

وفي منتصف أبريل أعلنت تركيا -التي تقيم منذ 25 عاما قواعد عسكرية في شمال العراق- عن تنفيذ عملية جديدة ضد المقاتلين الأكراد. وتأتي العملية التي أطلق عليها اسم “قفل المخلب” بعد عمليتي “مخلب النمر” و”مخلب النسر” اللتين أطلقهما الجيش التركي في شمال العراق عام 2020.