هل من حل لمشاكل العالم؟
:::::
برأيك، هل يستطيع البشر، ان يجدوا حلا للمشاكل الكثيرة، التي تحرمنا الامان والسلام وتهدِّد مستقبلنا؟. كي يكون الحل ناجحا، يلزم ان يعالج اصل المشكلة، لا معرفة اعراضها فقط. فـ (متى عُرف الداء، سهُل الدواء). لإيضاح ذلك، شخص عانى من المرض فترة طويلة ثم مات. وماذا كان السبب؟ كتب طبيب في المستشفى قُبيل موته: [عندما ظهرت عليه الاعراض، لم يبحث احد عن الاسباب وراءها]!. فكما يبدو، اكتفى الذين عالجوه قبلا بإعطائه ادوية تخفف عنه. فهل يتبع البشر الاسلوب نفسه، في معالجة (امراض) المجتمع؟. فبهدف مكافحة الجريمة مثلا، تسنّ الحكومات القوانين، تستخدم كاميرات المراقبة، وتعزز قوات الشرطة. ومع ان هذه الاجراءات تنجح الى حد ما، فهي لا تعالج الاسباب وراء المشكلة. فتفكير الانسان، مشاعره، ورغباته هي اصل المشكلة. اليوم شبان كثيرون، تشجعهم عائلاتهم والنظام السياسي الديني ان يشاركوا في الحرب ويصيروا ابطالا. والشبان في الجبهة الاخرى يسمعون من قادتهم الكلام نفسه. وهذا اظهر لي كم يخيب املنا اذا وثقنا بالحكام البشر. يقول الكتاب المقدس المليء بالحِكم:-(ميل قلب الانسان شرير منذ حداثته. تكوين ٨:٢١). ثم يذكر في مكان آخر:-( القلب اشد غدرا من كل شيء، وهو يستميت الى غايته. فمن يقدر ان يعرفه؟. ارميا ١٧:٩).
وحذرنا الرب يسوع وبشدّة.(من القلب تخرج افكار شريرة، وقتل، وزنى، وعهارة، وسرقة، وشهادات زور. متى ١٥:١٩).
فلدى البشر ميول خاطئة تدفعهم الى الاذية، وقد فشل الانسان في معالجتها. حتى انها تزداد سوءا، كما يتضح من ( سبب ) المشاكل المذكورة في في الايات التالية. اقرأو من فضلكم:-(٢ تيموثاوس ٣:١-٥). وهذا يحصل رغم الكم الهائل من المعلومات المتوفرة لنا اليوم، ورغم قدرتنا على التواصل مع الآخرين اكثر من اي وقت مضى. فماذا يعيقنا عن تحقيق السلام والامان؟ هل يفوق ذلك قدراتنا؟ هل نسعى وراء الحلم المستحيل؟.
حتى لو صنعنا معجزة وعالجنا ميول البشر المؤذية، سنظل عاجزين عن تحقيق السلام والامان في العالم. لماذا؟ لأن لدى البشر حدودا. اذ يقول:-(عرفت يا يهوه انه ليس للبشر طريقهم. ليس لإنسان يمشي ان يوجّه خطواته. ارميا ١٠:٢٣) فمثلما لم نُخلق لنعيش تحت الماء او في الفضاء، كذلك لم نُخلق لنحكم اخينا الانسان.
و ما يسبِّب الانقسامات بين البشر. مثلا، هل يحب الناس عموما ان يقول لهم احد كيف يعيشون حياتهم او اية مبادئ اخلاقية يتبعونها؟ او ان يفرض عليهم رأيه في مسائل مثل الاجهاض او عقوبة الاعدام او تأديب الاولاد؟ طبعا لا. اذًا، كلام الكتاب المقدس صحيح، حتى لو كان قبول الفكرة صعبا. فنحن لا نقدر ان نحكم رفيقنا الانسان، وليس لنا الحق في ذلك. فما الحل؟
اكثر حل منطقي هو ان نطلب مساعدة إلهنا القدوس يهوه. فهو مَن خلقنا. وبعكس ما يظنه البعض، لم يتركنا وحدنا. فالحكمة الموجودة في الكتاب المقدس تعكس اهتمامه بنا. وحين نفهم هذا الكتاب الفريد، نفهم انفسنا اكثر، ونفهم لمَ تاريخ البشر مليء بالمآسي. ونعرف ايضا لمَ يكرِّرون اخطاءهم، حسبما كتب الاديب والفيلسوف انيس منصور:(وإن كان التاريخ قد علَّمنا: اننا لا نتعلم من التاريخ!).
قال معلمنا الكبير يسوع:-(الحكمة تتبرر بجميع اولادها، [اي بنتائجها]. لوقا ٧:٣٥) ونجد مثالا على حكمة الكتاب المقدس في المزمور ١٤٦:٣ الذي يقول:(لا تتكلوا على العظماء، ولا على الانسان، الذي لا خلاص عنده). وهذه النصيحة في محلها لأنها تحمينا من التوقعات الخيالية والوعود الكاذبة. وكل يوم يمر نقتنع اكثر ان حكم البشر غير ناجح. فالحساب في البنك او معاش تقاعدك او ما تمتلك لا تؤمِّن لك مستقبلك. فكم من اشخاص تحطمت آمالهم لأنهم وضعوا ثقتهم في امور كهذه!.
إلا ان الكتاب المقدس لا يحمينا من التوقعات الخيالية فحسب، بل يعطينا ايضا املا للمستقبل لانه كتاب هدية من ابينا السماوي، نجد فيه كل الحكمة لنسير في الطريق التي ينبغي ان نمشي بها. اذاً/ لنقل ونطلب ( ليأتِ ملكوتك\ حكومتك. حتى تتم مشيئته على الارض الصالحة للجميع).
سلام الله الذي يفوق كل سلام مع الجميع باسم رئيس السلام يسوع المسيح آمين...
المراجع:
١- الكتاب المقدس.
٢- مكتبة برج المراقبة الالكترونية\ شهود يهوه.