المحرر موضوع: هل من حل لمشاكل العالم؟  (زيارة 374 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سلام الراوي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 639
    • مشاهدة الملف الشخصي
هل من حل لمشاكل العالم؟
« في: 21:09 30/07/2022 »
هل من حل لمشاكل العالم؟
:::::

برأيك،‏ هل يستطيع البشر، ان يجدوا حلا للمشاكل الكثيرة، التي تحرمنا الامان والسلام وتهدِّد مستقبلنا؟‏. كي يكون الحل ناجحا،‏ يلزم ان يعالج اصل المشكلة،‏ لا معرفة اعراضها فقط.‏ فـ (متى عُرف الداء،‏ سهُل الدواء).‏ لإيضاح ذلك،‏ شخص عانى من المرض فترة طويلة ثم مات.‏ وماذا كان السبب؟‏ كتب طبيب في المستشفى قُبيل موته:‏ [عندما ظهرت عليه الاعراض،‏ لم يبحث احد عن الاسباب وراءها]!.‏ فكما يبدو،‏ اكتفى الذين عالجوه قبلا بإعطائه ادوية تخفف عنه.‏ فهل يتبع البشر الاسلوب نفسه، في معالجة (امراض) المجتمع؟.‏ فبهدف مكافحة الجريمة مثلا،‏ تسنّ الحكومات القوانين،‏ تستخدم كاميرات المراقبة،‏ وتعزز قوات الشرطة.‏ ومع ان هذه الاجراءات تنجح الى حد ما،‏ فهي لا تعالج الاسباب وراء المشكلة.‏ فتفكير الانسان،‏ مشاعره،‏ ورغباته هي اصل المشكلة.‏ اليوم شبان كثيرون، تشجعهم عائلاتهم والنظام السياسي الديني ان يشاركوا في الحرب ويصيروا ابطالا.‏ والشبان في الجبهة الاخرى يسمعون من قادتهم الكلام نفسه.‏ وهذا اظهر لي كم يخيب املنا اذا وثقنا بالحكام البشر.‏ يقول الكتاب المقدس المليء بالحِكم:‏-(ميل قلب الانسان شرير منذ حداثته.‏ تكوين ٨:‏٢١)‏.‏ ثم يذكر في مكان آخر:-( القلب اشد غدرا من كل شيء،‏ وهو يستميت الى غايته.‏ فمن يقدر ان يعرفه؟‏.‏ ارميا ١٧:‏٩)‏.‏
وحذرنا الرب يسوع وبشدّة.(من القلب تخرج افكار شريرة،‏ وقتل،‏ وزنى،‏ وعهارة،‏ وسرقة،‏ وشهادات زور.‏ متى ١٥:‏١٩)‏.‏
فلدى البشر ميول خاطئة تدفعهم الى الاذية،‏ وقد فشل الانسان في معالجتها.‏ حتى انها تزداد سوءا،‏ كما يتضح من ( سبب ) المشاكل المذكورة في في الايات التالية.‏ اقرأو من فضلكم:-(‏٢ تيموثاوس ٣:‏١-‏٥‏).‏ وهذا يحصل رغم الكم الهائل من المعلومات المتوفرة لنا اليوم،‏ ورغم قدرتنا على التواصل مع الآخرين اكثر من اي وقت مضى.‏ فماذا يعيقنا عن تحقيق السلام والامان؟‏ هل يفوق ذلك قدراتنا؟‏ هل نسعى وراء الحلم المستحيل؟‏.
حتى لو صنعنا معجزة وعالجنا ميول البشر المؤذية،‏ سنظل عاجزين عن تحقيق السلام والامان في العالم.‏ لماذا؟‏ لأن لدى البشر حدودا.‏ اذ يقول:-(عرفت يا يهوه انه ليس للبشر طريقهم.‏ ليس لإنسان يمشي ان يوجّه خطواته‏.‏ ‏ارميا ١٠:‏٢٣‏)‏ فمثلما لم نُخلق لنعيش تحت الماء او في الفضاء،‏ كذلك لم نُخلق لنحكم اخينا الانسان.‏
و ما يسبِّب الانقسامات بين البشر.‏ مثلا،‏ هل يحب الناس عموما ان يقول لهم احد كيف يعيشون حياتهم او اية مبادئ اخلاقية يتبعونها؟‏ او ان يفرض عليهم رأيه في مسائل مثل الاجهاض او عقوبة الاعدام او تأديب الاولاد؟‏ طبعا لا.‏ اذًا،‏ كلام الكتاب المقدس صحيح،‏ حتى لو كان قبول الفكرة صعبا.‏ فنحن لا نقدر ان نحكم رفيقنا الانسان،‏ وليس لنا الحق في ذلك.‏ فما الحل؟‏
اكثر حل منطقي هو ان نطلب مساعدة إلهنا القدوس يهوه.‏ فهو مَن خلقنا.‏ وبعكس ما يظنه البعض،‏ لم يتركنا وحدنا.‏ فالحكمة الموجودة في الكتاب المقدس تعكس اهتمامه بنا.‏ وحين نفهم هذا الكتاب الفريد،‏ نفهم انفسنا اكثر،‏ ونفهم لمَ تاريخ البشر مليء بالمآسي.‏ ونعرف ايضا لمَ يكرِّرون اخطاءهم،‏ حسبما كتب الاديب والفيلسوف انيس منصور:‏(وإن كان التاريخ قد علَّمنا:‏ اننا لا نتعلم من التاريخ!‏).‏
قال معلمنا الكبير يسوع:‏-(الحكمة تتبرر بجميع اولادها،‏ [اي بنتائجها].‏ ‏لوقا ٧:‏٣٥‏)‏ ونجد مثالا على حكمة الكتاب المقدس في المزمور ١٤٦:‏٣ الذي يقول:‏(لا تتكلوا على العظماء،‏ ولا على الانسان،‏ الذي لا خلاص عنده).‏ وهذه النصيحة في محلها لأنها تحمينا من التوقعات الخيالية والوعود الكاذبة.‏ وكل يوم يمر نقتنع اكثر ان حكم البشر غير ناجح.‏ فالحساب في البنك او معاش تقاعدك او ما تمتلك لا تؤمِّن لك مستقبلك.‏ فكم من اشخاص تحطمت آمالهم لأنهم وضعوا ثقتهم في امور كهذه!‏.‏
إلا ان الكتاب المقدس لا يحمينا من التوقعات الخيالية فحسب،‏ بل يعطينا ايضا املا للمستقبل لانه كتاب هدية من ابينا السماوي، نجد فيه كل الحكمة لنسير في الطريق التي ينبغي ان نمشي بها. اذاً/ لنقل ونطلب ( ليأتِ ملكوتك\ حكومتك. حتى تتم مشيئته على الارض الصالحة للجميع).
سلام الله الذي يفوق كل سلام مع الجميع باسم رئيس السلام يسوع المسيح آمين...

المراجع:
١- الكتاب المقدس.
٢- مكتبة برج المراقبة الالكترونية\ شهود يهوه.