المحرر موضوع: إختبارنا لضعفاتنا مَعبَر إلى القوة  (زيارة 529 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل وردااسحاق

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1208
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • https://mangish.net

إختبارنا لضعفاتنا مَعبَر إلى القوة
بقلم / وردا إسحاق قلّو
قال الله لبولس ( تكفيك نعمتي ، لأن قوتي في الضعف تكمل ) " 2 قور 12/9 "
   خلق الله الإنسان ضعيفاً لكي لا يتباهى بقوته فيتكل على قدراته الذاتية فيستغنى عن قوة الله الذي خلقه والذي هو مصدر قوته .
   الرب الإله يريد أن يختبرنا بضعفنا لكي لا ننسى إنسانيتنا الضعيفة ، وننسى إننا من التراب وإليه سنعود وتنحل قوتنا . وإن أمور بسيطة بالمرض أو التعب أو الظلم أو بسبب قساوة الظروف نتنازل لنعترف بضعفنا . ينبغي أن نختبر الضعف في حياتنا اليومية .
   في العهد القديم أختبر الشعب العبري ضعفه ، وأعترف به ، فأخذ يصرخ إلى الله طلباً للعون . إختبر قوة الله العظيمة الذي كان يخلصه من فخ الأعداء ، ومن الأمراض ، وكذلك من مشاكل كثيرة ةمتنوعة ، أو عندما كان يبتعد عن الله ليعبد آلهة أخرى ، فكانت تنزل عليه ضربات من الأعداء الذين كانوا ينالون منهم ، فيذكرون قوة الله القديرفيعودوا إليه لكي ينقذهم بقوته العظيمة ، فكانوا حينذاك يشعرون بأن الله هو فاعل الإنتصارات فيهم .
الإنسان الذي يظن بأنه قوي ومقتدر ، لا يستطيع أن يختبر قوة الله فيه . لأن كل إنتصار يظن أنه منه ، لا من الله ، لإغنه ضعيف وفاشل لأن مهما كان قوياً سيبلغ به الحد من العجز ، أو الفشل في أمور كثيرة فيسقط في مشاكل لا يتوقعها كأسير مرض ، وخاصةً عندما يعترف الطب أيضاً بعجزه من شفائه ، كما حصل للمرأة النازفة الدم التي أنفقت كل ما لها للأطباء ، فعاشت في عجزها فترة طويلة غلى أن نالت الشفاء والقوة من طرف ثوب خالقها ، وإعترفت له أمام الجمهور الحاضر بحقيقة مرضها وسر شفائها .
   الرب يسوع عندما أفرغ ذاته ، وترك عرشه السماوي ، وأخذ صورة إنسان عبد ، إختبر هو أيضاً الضعف البشري لأنه لم يشأ بإستخدام قوة اللاهوت في حياته البشرية ، عدا عندما كان قوته الإلهية لعمل المعجزات التي كانت تقهر كل قوانين الطبيعة والعلم . إعترف بضعفه على الصليب ، ذلك الذي أحيا الموتى ، فصرخ إلى الله قائلاً ( إلهي ، إلهي ، لماذا تركتني ) " مر 34:15 " . يسوع أختبر ضعفه الإنساني بالكامل ومات على الصليب ضعيفاً ، لكنه غلب الموت بموته عندما قان من بين الأموات قوياً ، لأن قوة لاهوته أعطت له النصرة والقوة .
  على الإنسان أن يفرح ويعترف بضعفه أمام الله ويقول مثل بولس الرسول ( ... بكل سرور أفتخر بالحري في ضعفاتي ، لكي تحلّ علىّ قوة المسيح ) " 2 قور 9/12 " . وهكذا تكمل قوة الله في ضعفه فتجعله قوياً . تلاميذ المسيح كانوا كباقي البشر من لحمٍ ودم . إذاً كانوا ضعفاء ، وحتى بطرس ( الصخرة ) الذي قال ليسوع لا أنكرك حتى الموت . نكره في نفس الليلة ثلاث مرات ، فيسوع هو الذي عمل تلاميذه أقوياء . منذ أن كان معهم أعطاهم القوة والسلطان ليدوسوا الحيات والعقارب دون أن تضرهم ، كما أعطاهم القوة على الأرواح الشرية . إذاً الإنسان يصبح قوياً جداً بقوة الله ، لا بقوته . والله يريد الإنسان أن يعترف بضعفه اولاً ، وكما يريده أيضاً أن يكسب قوته بسبب إيمانه من الذي خلقه ، وهو مصدر كل قوة .  فإختبار الضعف ، والإتكال على الإيمان ، مع تسليم الذات لله ، فهو يعطينا الأمل والقوة والخلاص الأبدي .
   الإنسان المؤمن يرضى أن يعاني ويتألم ، ولكنه يجعل نفسه دائماً في أمان لأنه يؤمن بأنه بين يدي الله . فالثبات في الإيمان يجعل الإنسان في فرح دائم وإن كان يحتضر ليرقد وليغادر هذا العالم وذلك لأنه يؤمن بأنه قرار من الله الذي يريد أن ينقله إلى جواره ، فإنه سيصبح في حال أفضل، لأن الموت ربح له . وهذا هو المطلوب من كل إنسان أن يسلم نفسه إلى الله بدون شروط وبكل تواضع . ومتى فعل ذلك فأنه يعيش الإختبار العظيم لقوة الله في حياته ، فيثبت في الإيمان والرفح والثقة ، ويتيقن بأن الله حي وفاعل في حياته ، وفي حياة كل مؤمن . فيتكل على قوة الله وعهوده .
ليتمجد أسم الله القوي الذي لا يموت 
التوقيع ( لأني لا أستحي بالبشارة . فهي قدرة الله لخلاص كل مؤمن ) " رو 16:1 "