المحرر موضوع: الصدر يقحم السعودية وينقل ساحة المعركة مع إيران إلى زيارة الأربعين  (زيارة 788 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31722
    • مشاهدة الملف الشخصي
الصدر يقحم السعودية وينقل ساحة المعركة مع إيران إلى زيارة الأربعين
قبل أيام من ذكرى أربعينية الحسين، مقتدى الصدريدعو الوافدين الإيرانيين إلى الالتزام بالقوانين العراقية تجنبا للفوضى.
MEO

الصدر يدعو إلى استبعاد الحشد الشعبي من ضبط نقاط التفتيش
 الصدر يحث على مأسسة المناسبات الدينية في العراق
 الصدر يحذر من تسلل متربصين بأمن العراقيين عبر بوابة زيارة الأربعين
 الصدر يشيد بنجاح السعودية في تنظيم موسم الحج

بغداد - اعتبر محللون أن رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر عمد إلى مناكفة إيران ومغازلة السعودية في رسالته الأخيرة التي نشرها باللغتين العربية والفارسية والتي أشاد فيها بحسن تنظيم السعودية لموسم الحج، داعيا إلى النسج على منوالها بمناسبة زيارة الأربعين.
وطالب الصدر من ينوون زيارة العراق بـ"الدخول بتنظيم عال وجواز رسمي واحترام الجهة المتخصصة والقوات الأمنية والقوانين المعمول بها واحترام الدولة المضيفة".
ولم يُخف الصدر أنه يقصد الإيرانيين تحديدا على اعتبار أنهم "الأكثر عددا"، مؤكدا أن العراق "غير ملزم إدخال ما يفيض على قدرته من الحجاج".
ويتوافد على مدينة كربلاء في العراق ملايين الشيعة القادمين من مدن عراقية أخرى ومن خارج البلاد، لإحياء ذكرى أربعين الإمام الحسين.
وتصادف الذكرى الـ20 من شهر صفر بالتقويم الهجري الذي يتزامن هذا العام مع تاريخ الـ17 من أيلول/ سبتمبر الجاري بالتقويم الميلادي.
وتُعد أربعين الحسين من أبرز المناسبات الدينية لدى الشيعة وأضخمها، يحيونها بزيارة ضريح الحسين بن علي بن أبي طالب، ثالث الأئمة لدى الشيعة في كربلاء وضريح أخيه أبو فضل العباس المجاور له.
واستشهد الصدر بالإجراءات التي تتبعها السعودية في تنظيم الحج، قائلا إن الرياض "سارعت إلى تنظيم الأعداد وتفويجهم دخولا وخروجا، وسن قوانين خاصة للفريضة لم يُشترط فيها غير أنها يجب أن تكون وفق الشرع أولا وآخرا".
ويرى بعض المتابعين أن الصدر استشهد بالسعودية لأن عليها إجماعا من كل الدول الإسلامية بشأن حسن تنظيمها للحج وتوفير الظروف الملائمة لممارسة الحجيج شعائرهم الدينية، ولأن تجربة العراق مع الزيارات المليونية بعد سقوط نظام الرئيس الأسبق صدام حسين باتت أقرب لتجربة السعودية في تنظيم أضخم مناسبة دينية عند المسلمين.

استراتيجية الصدر الجديدة لإعادة التموقع داخل المحيط العربي تنأى عن البعد العقائدي القائم على ثنائية شيعي- سني

غير أن آخرين يرون أن عملية المقارنة بين الحج وزيارة الأربعين تتعدى الجوانب التنظيمية واللوجستية لتعبر عن رغبة الصدر في التأكيد على ارتباطه بالعمق العربي خاصة السعودية التي تمثل القوة الإقليمية المناوئة لإيران والأكثر إزعاجا لها.
وهو ما جعل البعض يذهب بتأويله إلى أن الصدر لا يكتفي بمحاولة استفزاز إيران بغريمها الإقليمي فحسب، بل يكشف ربما عن استراتيجية جديدة لإعادة التموقع داخل المحيط العربي بمنأى عن البعد العقائدي القائم على ثنائية شيعي- سني، وهو ما قد يتيح فرصة للسعودية للمساهمة إيجابيا في إعادة الاستقرار للعراق الذي تتربص به تهديدات إيرانية.
وتُفتح الحدود العراقية مع إيران بشكل كامل خلال زيارة الأربعين، ويدخل منها ملايين الزوار الإيرانيين دون أن تتمكن السلطات العراقية من التثبت من هوياتهم.
وخلال السنوات الأخيرة، يتكرر مشهد اقتحام آلاف الزوار الإيرانيين المعابر الحدودية مع العراق والدخول من دون جوازات أو أختام، الأمر الذي يثير هاجسا أمنيا يتعلق بمدى استغلال بعض الجهات الاستخباراتية للمناسبة الدينية للتسلل عبر هذا التدفق العشوائي.
وأغلقت إيران حدودها مع العراق وعلقت الرحلات الجوية بعد اندلاع أعمال عنف الأسبوع الماضي، داخل المنطقة الخضراء وسط بغداد إثر إعلان الصدر اعتزاله الحياة السياسية.
وأعادت إيران فتح حدودها مع العراق أمام المسافرين بعد دعوة الصـدر أنصاره إلى الانسحاب من الشوارع جراء تفاقم عمليات الاقتتال بين العراقي، قائلا إن "الدم العراقي حرام".
ويحمّل العديد من العراقيين طهران المسؤولية في تأجيج العنف، معتبرين أن شرارة العنف أطلقها رجل الدين الشيعي العراقي كاظم الحائري، المقيم في إيران، الذي أشار لأتباعه بمن فيهم الصـدر نفسه، بإطاعة أمر المرشد الإيراني علي خامنئي.

الرسالة تثير شكوكا حول مدى جدية الصدر في اعتزال الحياة السياسية

ودعا الصدر إلى استبعاد الحشد الشعبي التابع للإطار التنسيقي الموالي لإيران، من ضبط نقاط التفتيش، مطالبا القوات الأمنية بالتكفل بهذه المهمة.
ورأى بعض المحللين في هذه الدعوة حثا من الصدر على مأسسة زيارة مليونية كالأربعين في مرحلة أولى، ثم مأسسة باقي المناسبات الدينية والاجتماعية الأخرى في مرحلة لاحقة.
وتتزامن زيارة الأربعين هذا العام مع تصاعد أجواء الانسداد السياسي التي تسود العراق وخاصة التوترات والخلافات الحاصلة بين الصدر والأطراف الموالية لطهرن.
وأعلن الإطار التنسيقي للقوى الشيعية تأجيل مساعيه لتشكيل حكومة تعسرت ولادتها، إلى ما بعد الزيارة حرصا منه على "تهدئة الوضع ومنع حصول فراغ أمني خلال الزيارة".
وبات بعض المحتجين في السنوات الأخيرة يستغلون المناسبات والتظاهرات الدينية للتعبير عن سخطهم والاحتكاك بخصومهم، وهو ما قد يكون ألمح إليه الصدر في إشارة إلى إمكانية حصول التحام عنيف بين أنصاره وأنصار الحشد.
ويشكك بعض المراقبين في مدى جدية الصدر في اعتزال الحياة السياسية كما أعلن سابقا، معللين شكوكهم بأن رسالة الصدر بمناسبة زيارة الأربعين تحمل أبعادا سياسية أكثر منها دينية.