المحرر موضوع: من أجل قضية فاعلة ترتقي لمستوى التحديات.. شعبنا بين نار الوطن وتيه المهجر - الخلاصة *  (زيارة 1548 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل جورج هسدو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 83
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
من أجل قضية فاعلة ترتقي لمستوى التحديات
شعبنا بين نار الوطن وتيه المهجر - الخلاصة *

جورج هسدو
g_hasado@yahoo.com

بعد سلسلة المقالات والتي وصل عددها إلى إحدى عشرة مقالة، وبعد المرور على مضامينها وقراءة محتواها، ومن خلال التعرف على الأفكار والرؤى الموجودة فيها، سنتوصل إلى نتيجة واحدة وهي "أن حالنا اليوم كأمة وكقضية وحتى كمجموعة بشرية ليس جيداً بل هو سيئ وقد يكون سيئٌ جداً أيضاً".. فواقعنا القومي مشتت وغير مستقر ووجودنا مقسم بين الوطن والمهجر، والمعاناة من ظلم المكونات الكبيرة مستمرة، ونحن نواجه أزمة هوية ولدينا إشكالية التسميات، وولاؤنا مجزأ بين الإنتماءات المذهبية والقبلية والمناطقية، كما أن جغرافيتنا محتلة وعمليات السطو عليها مستمرة.. وشعبنا يواجه صراعاً خاسراً وغير متكافئ لا من الناحية العددية ولا على مستوى الإمكانيات المادية، وقضيتنا القومية في تراجع مستمر بسبب سوء إدارتنا لملفاتنا السياسية، وشعبنا لا يمتلك أصدقاء حقيقين ولا حلفاء دائميين، والظروف الموضوعية ليست في صالحنا كما أن ظروفنا الذاتية مهلهة، وطروحاتنا السياسية وتنظيراتنا القومية باتت منتهية الصلاحية!!.
وهنا اسمحوا لي أن أستعير فقرة من (ورقة داخلية) كنت قد كتبتها قبل سنوات، ((أعتقد بأني لن أجافي الواقع إذا قلت أن نسبة 90% من أبناء شعبنا في الوطن باتوا لا يثقون بالسياسة القومية ويفضلون النأي بأنفسهم عنها (وهل نلومهم؟)، وأن نسبة 90% منهم لديهم مشاريع هجرة مؤجلة.. كما أن نسبة 90% من العاملين في الحقل السياسي القومي الحالي هم من الإنتهازيين والوصوليين، وأن نسبة 90% منهم عملاء ومتآمرين وهم لا يتوانون عن المتاجرة بقضية شعبنا وآلامه (فهل نحاسبهم؟!).. أما ما يتعلق بالـ 10% من المؤمنين والمرابضين والمناضلين والمضحين فأن أدائهم وفي أحسن الأحوال لا يتجاوز الإلتزام بمبدأ إرضاء الضمير فحسب، وحتى أولئك يضطرون أحياناً للرضوخ والقبول بالمساومات ويبررون للدبلوماسية الخاسرة من منطلق أن الحصول على القليل أفضل من لا شيء بينما الحال وصل إلى حد.. تهديد الوجود!!.)).
والنتيجة التي تكاد تكون (رغماً عنا) سوداوية، هي:
- أحزابنا السياسية باتت وسائل لا تحقق الهدف!!.
- كنائسنا تحولت إلى وسائل تسيئ إلى الهدف!!.
- مؤسساتنا المدنية هي وسائل تبتعد عن الهدف!!.
- تمثيلنا السياسي رديء!!.
- إعلامنا القومي فاشل!!.
- شارعنا القومي خامل!!.
- لا نمتلك جماعة ضغط!!.
والسؤال الذي من المفروض طرحه هنا هو، ما الحل؟ أو هل لدينا حل أصلاً؟ وإذا كان هناك حل فبالتأكيد لن يكون عصا سحرية تقلب كل هذه الخسارة وكل هذا الضعف إلى ربح وقوة بإشارة من حاملها، بل في حده الأقصى سيكون (مقترح حل) ربما يكون نافعاً إذا ما تم تبنيه والعمل عليه بشكل جدي وفاعل.. وربما لن يكون أكثر من محاولة أخرى تندرج في خانة (الإجتهاد) عسى أن تحقق ولو تقدماً بسيطاً أمام كل هذا التراجع، لكن بالتأكيد لن يكون مضراً في حال تم الأخذ به أكثر من ما نتعرض له من ضرر على مستوى (القضية والشعب والأرض والهوية) وحتى أساسيات العيش الرغيد.. وأنا اليوم أرى بأن مستقبل شعبنا مجهول أكثر من أي وقت مضى، لذا علينا التحول من وضعية المدافعة عن الخسارات إلى وضعية المهاجمة لتحقيق المكاسب، والإنتقال من حالة الإرتجال الفوضوي إلى حالة التخطيط المنظم لتحويل إخفاقاتنا إلى نجاحات.. وإذا لم نتحرك سريعاً لانقاذ خصوصيتنا الإثنية ووجودنا الديني وتدارك تشتتنا الديمغرافي وأنقاذ قضيتنا القومية واستحصال حقوقنا السياسية من خلال السعي الجاد والحثيث والمبرمج وترك الأنا ونبذ الخلافات الداخلية والتركيز على المشتركات، فأننا سنشهد في المستقبل القريب خسارة تاريخ ونهاية قضية وتشتت شعب (بالكامل)!!.
والمقترح يتركز على منظورين:
الأول: الكف عن المراهنة على (الداخل) وعلى أداء الفعاليات القومية الموجودة في الوطن وبالأخص الأحزاب السياسية، حيث أن ما موجود اليوم في الوطن من (فعل قومي) بشكل عام قد قدم ما لديه ولم يعد هناك ما يمكن أن يفعله لتغيير المعادلة الخاسرة التي نتجرعها منذ عقود.. كما لن يكون من المفيد الإستمرار بإلقاء المزيد من المسؤوليات على عاتق الفعاليات القومية العاملة في الوطن في ظل تنامي الممارسات العدائية للسلطة والفكر العنصري للأطراف السياسية، وسيكون من غير المنصف مطالبتها بما هي غير قادرة على (تقديمه أو تحمله أو تبنيه).. وسيكون من الأفضل تركها (الفعاليات القومية) تفعل ما تراه مناسباً وما تعتقده ملائماً وما تعتبره ممكناً، حيث عدم التركيز عليها يعني في المقام الأول التوقف عن الإستمرار بتحميلها مسؤولية الإرتقاء بقضية شعبنا، وبالنتيجة الإبتعاد عن إلقاء اللوم عليها قدر الإمكان.
الثاني: تفعيل (الخارج) والإعتماد على إمكانيات شعبنا البشرية والمادية الموجودة في المهجر، حيث أن نسبة شعبنا اليوم في دول الشتات تكاد تكون ثلثي نسبته الموجودة في الوطن (إذا لم تكن أكثر)، كما أن مساحة التحرك وحرية التعبير تكاد لا تقارن بالموجود في الوطن.. أضف إلى ذلك التحفيز المعنوي والمادي الذي توفره الأنظمة الليبرالية في الدول الديمقراطية التي يتواجد فيها شعبنا، حيث ومن خلال المدافعة عن حقوق شعبنا المهضومة في الوطن يمكن تحقيق مكاسب ثانوية (جانبية) على المستويين المادي والمعنوي تصب في مصلحة قضيتنا القومية.. لكن الأهم يبقى وجوب إبتعاد هذه التشكيلات أو الكيانات عن التورط في مشاكل التنافس الحزبي (وتحريم) دخولها في سباق التمثيل السياسي والكراسي البرلمانية، والإكتفاء بالنشاط الخارجي (الدولي) الساعي للإرتقاء بقضية شعبنا إلى مستوى التحديات المحيطة، وبعبارة أدق وأشمل لم يعد أمامنا حل سوى العمل على تدويل قضيتنا القومية واللجوء إلى الدعم الخارجي (وربما تكون فرصتنا لأخيرة).
وأخيراً فأني من هذا المنبر أعلن أن غايتي الرئيسة من هذه السلسة أو ما قد يليها من تحليلات ومقالات رأي هي محاولة للوقوف عند الأخطاء التي تمارس بحق شعبنا وقضيته القومية ومحاولة التقليل من ضررها (ولن أقول معالجتها)، وأني منذ اليوم الذي تركت فيه العمل القومي (السياسي) وهاجرت الوطن قررت أن لا أنخرط في أي عمل مؤسساتي.. كما أني أؤكد إستعدادي الدائم لتقديم أية مساعدة ممكنة لأي حراك أو مسعى يصب في مصلحة قضيتنا القومية بشرط عدم الإنضمام لأي تشكيل قومي لا سياسي ولا مدني، وهو ما أقترحه على جميع السياسيين والحزبيين الذين أخذوا فرصتهم في العمل القومي وخاصة الذين استمروا فيه (لعقود) بغض النظر عن نتاجهم إن كان سلبياً أو إيجابياً، فاليوم شعبنا وقضيتنا بحاجة إلى أفكار حديثة وطاقات شابة وجهود إستثنائية وعقليات.. غير ملوثة.

*  (12-12)سلسلة مقالات تتناول جوانب رئيسية في العمل القومي والأداء السياسي (الكلداني-السرياني-الأشوري).

للإطلاع على المقالة (12-11) أنقر على الرابط التالي:
https://ankawa.com/forum/index.php/topic,1037644.0.html



غير متصل نزار حنا الديراني

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 331
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
صديقي العزيز لك مني كل التحية
أشاطرك الرأي فيما تريد الوصول اليه كون الموجودين في الداخل يعيشون تحت ضغط النظام السياسي والاحزاب الكبيرة المتصارعة على الكراسي ولا يشكلون رقم مؤثر في العملية السياسية , فيما يخص الموجودين في الخارج لا زلنا نفتقر الى مؤسسات ومنظمات فاعلة تستطيع لم شملنا وخاصة لحد الان لم نستطع وضع الشعب ومصير الامة فوق التسمية بمعنى آخر لا زلنا نؤمن بأن التسمية هي فوق مصير شعبنا فبدلاً من أن نتصارع على تقديم الأفضل وجمع شملنا للتظاهر ضد التجاوزات للفت أنظار حكومات المهاجر ترانا نرهق كاهلنا بصراع التسمية ... لك مني جزيل الشكر لما تصبو اليه 

غير متصل جورج هسدو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 83
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رابي نزار المحترم
أعتقد أن على أحزابنا في الداخل أن تقوم برد فعل مساو للضغط السياسي المستمر الذي تتعرض له من قبل أحزاب السلطة الكبيرة وإلا فأنها ستبقى رقماً غير مؤثر في المعادلة السياسية، أما مؤسساتنا في المهجر فهي كسولة إلى درجة أنها اكتفت بإلقاء مسؤولياتها القومية على الداخل رغم الفشل المستمر بتحقيق أية نتائج ملموسة، وقد تكون هذه المقالة دعوة لصحوة أو تجديد الفعل القومي الخارجي.
بالنسبة لقضية التجاوزات على قرى وأراضي شعبنا والتي أميل إلى وصفها بالاستيلاء لأنها أصبحت تمارس بمباركة سياسية وغطاء حكومي، فهي وحدها ممكن أن تتحول لقضية دولية. وبما أن أحزابنا عاجزة عن القيام بذلك أو هي غير راغبة فيه، فأني أعتقد أن على الناشطين القوميين الموجودين في دول المهجر التحرك وإتخاذ تلك الخطوة، وأكاد أجزم أن النتائج ستكون مرضية خاصة بوجود ملف لعشرات القرى وآلاف الدونمات التي تعرضت للتغيير الديمغرافي.
تاودي حبرو نزار على مروركم الكريم

غير متصل الياس متي منصور

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 564
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رابي جورج هسدو، جهود مشكورة  و مقالات هامة  تصلح  كخارطة طريق  للعمل  من اجل  تصحيح الأخطاء ووضع المسيرة  قضية شعبنا على المسار  الصحيح

غير متصل جورج هسدو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 83
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رابي الياس ميقرا
شكراُ على تقييمك المشجع والبناء، دائماُ مساند لقضايا شعبك كعادتك.
تحياتي

غير متصل جان يلدا خوشابا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1835
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني


الأخ جورج هسدو المحترم
ما كتبته ورسمته في مقالاتك ذات الابعاد الثلاثة مرسومة بطريق جميلة
مقالات بهذا الاسلوب وهذا المنهج وهذا الطريق نحترمها ونبتهج  فيها

وذلك لان مصير هذا الشعب هو واحد والتعاضد والتعاون بين المهجر والداخل يجب ان يكون أفضل ، أرقى وأسمى
وكذلك التعاون بين مثقفينا يجب ان يكون اكثر
فعليهم واجبات وعليهم  ايصال صرخات اوجاعنا ومآسينا

حقاً احترم مقالاتك ولك صوتي وارفع  لك قبعتي عسى ان يسمع من يهمه الامر وينتبه
تحياتي
والبقية تأتي

غير متصل جورج هسدو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 83
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأخ جان يلدا المحترم
شكراً جزيلاً لك على الإطراء النابع من روحك الانسانية والتزامك القومي.. كما أحثك على الاستمرار بكتاباتك الهادفة والوحدوية، بالنسبة لي أنت أحد الكتاب (القلة) الذين أواظب على متابعة وقرأة ما يسطرون.
تحياتي

غير متصل قيصر شهباز

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 412
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رابي جورج هسدو ألمحتم،

شخصياً صرفت ما رميت به من تشخيص ألعلة أو بألأحرى ألعلل في مجتمعنا كونها متسربة في ألمجالات ألعدة من ألإجتماعية وألدينية وألسياسية، لو حللتها بشكل علمي وغير منحاز، تجد بأن نوعية ألقيادات ألغير ملائمة أدت بشكل رئيسي في خلخلة ألنسيج ألقومي لأمتنا، وجعلتها في ضعف كبير ولقرون طويلة، وفي عصرنا ألحالي تقدم ألعلم بشكل مذهل حيث أصبح ألتواصل ووصول ألكلمة أنياً، لذلك أصبحت لنا ألإمكانية من رؤية ألمعانات واضحة، حيث أصبحنا نري حلول لها، على ألأقل فكرياً، كل عمل يبدأ بفكر وبغيابه لا حل في ألأفق.

أحسنت في تنيان ما أتيت به، أنه عمل نبيل آت من شخص نبيل، مع تحياتي ألعطرة بورود أجدادنا ألعظام.

قيصر

غير متصل جورج هسدو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 83
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأستاذ قيصر شهباز المحترم
شكراً على الإضافة المتأسسة على خبرة سنين ودراية متراكمة بآلام وآمال أمتنا االتي ذاقت الأمرين من قبل من أسميتهم بالقيادات الغير ملائمة قبل معاناتها من الآخرين. ومثلما تفضلت فهي مجرد أفكار قابلة للنقد والمناقشة.
تحياتي