المحرر موضوع: يوسف الرامي ونيقوديموس الأكفان  (زيارة 398 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل يوسف جريس شحادة

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 757
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
يوسف الرامي ونيقوديموس
الأكفان
يوسف جريس شحادة
كفرياسيف _ www.almohales.org
مقدمة
يوسف الرامي
مشير شريف ينتظر ملكوت السموات.
من الشخصيات الهادئة الوقورة متوازن قوي الشخصية محبوب وله كلمة مسموعة، لسنا نعرف مَتَى تبع المسيح وصار له تلميذا، انه نموذج جيد للتلميذ المخلص الصادق، وان كان فيه بقية باقية من الإنسان العتيق، فقد كان مثل نيقوديموس يخشى رؤساء اليهود وردّ فعلهم متى عرفوا انه تلميذ للمسيح.
يقول القديس مرقس ان يوسف الرامي هو " تلميذ ليسوع" وهو أيضا منتظر ملكوت السموات، لعلَّ أعظم صفتَين وُصِف بهما يوسف الرامي هُما انّه " تلميذ المسيح" ومنتظر ملكوت السموات وكان تعبير منتظر ملكوت الله يُطلَق على الذين يتبعون المسيح.
وُلِد يوسف الرامي في " الرامة _ الرمتايم هرماتي " وهي البلدة التي وُلد فيها صموئيل النبي 1 صموئيل 1 :1 :"  كَانَ رَجُلٌ مِنْ رَامَتَايِمَ صُوفِيمَ مِنْ جَبَلِ أَفْرَايِمَ اسْمُهُ أَلْقَانَةُ بْنُ يَرُوحَامَ بْنِ أَلِيهُوَ بْنِ تُوحُوَ بْنِ صُوفٍ. هُوَ أَفْرَايِمِيٌّ." ومعناها " المرتفع _ הרמתים " وتبعد عدة أميال شمال اورشليم، لكن من الواضح انه لم يكن يسكن فيها وربما كان موقعها اليوم " رام الله" او " الرام ".
يصفه القديس مَتّى بأنّه رجل غني، متى 57 :27:" وَلَمَّا كَانَ الْمَسَاءُ، جَاءَ رَجُلٌ غَنِيٌّ مِنَ الرَّامَةِ اسْمُهُ يُوسُفُ، وَكَانَ هُوَ أَيْضًا تِلْمِيذًا لِيَسُوعَ." أما القديس لوقا فيقول عنه انه كان " مشيرا ورجلا صالحا" لوقا 50 : 23 :" وَإِذَا رَجُلٌ اسْمُهُ يُوسُفُ، وَكَانَ مُشِيرًا وَرَجُلًا صَالِحًا بَارًّا." بينما يصفه القديس يوحنا بأنه تلميذ يسوع 38 :19 :" ثُمَّ إِنَّ يُوسُفَ الَّذِي مِنَ الرَّامَةِ، وَهُوَ تِلْمِيذُ يَسُوعَ، وَلكِنْ خُفْيَةً لِسَبَبِ الْخَوْفِ مِنَ الْيَهُودِ، سَأَلَ بِيلاَطُسَ أَنْ يَأْخُذَ جَسَدَ يَسُوعَ، فَأَذِنَ بِيلاَطُسُ. فَجَاءَ وَأَخَذَ جَسَدَ يَسُوعَ."
وظيفته الدينية
واضح انه كان عضوا في السنهدرين، وعندما انعقد المجمع لمحاكمة المسيح، قبل القبض عليه، رفض ان يوافقهم على رأيهم، وأبى التستّر على جريمتهم. وربما من خلال عمله في السنهدرين استطاع الرسل ان يعرفوا ما دار بالضبط داخل جلسات المجلس، وكيف كانوا يفكّرون، وفي وثيقة قديمة وجدت في مخطوطة بدير البرموس ترد الحوارات التي دارت بين بعض من أفراد السنهدرين، وكذلك توقيع الأعضاء على الحكم على المسيح.
لا شكّ انه لم يجاهر بمحبّته للمسيح بسبب خوفه منهم، وربما خوفا على مركزه او حياته، ورغم ان هذا السلوك له ما يبرّره لا سيّما إذا كان الأذى سيصل إلى أسرته، فان التاريخ مليء بالنماذج التي جاهرت بإيمانها ولم تخشَ النتائج، إذ يكفيها أنها تبعت المخلّص ووجّهت نظرها نحو الملكوت، وفي الآلام التي واجهتها هذه الشخصيات نظروا إليها باعتبارها شيئا يسيرا مما صنعه الله لأجلهم، هذا جعل القديس بولس يشتهي ان يتألّم كما تألّم المسيح، كولسي 24 :1 :" الَّذِي الآنَ أَفْرَحُ فِي آلاَمِي لأَجْلِكُمْ، وَأُكَمِّلُ نَقَائِصَ شَدَائِدِ الْمَسِيحِ فِي جِسْمِي لأَجْلِ جَسَدِهِ، الَّذِي هُوَ الْكَنِيسَةُ،" ولم يكن هذا مسلك يوسف الرامي وحده ولكن الكثير من اليهود الذين آمنوا بالمسيح جازوا هذا الاختبار، ولعلَّ أشهرهم هو نيقوديموس الذي أتى إلى يسوع ليلا، حتى ارتبط اسمه بهذا السلوك يوحنا 2 :3 و 50 :7 :"  هذَا جَاءَ إِلَى يَسُوعَ لَيْلًا وَقَالَ لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ، نَعْلَمُ أَنَّكَ قَدْ أَتَيْتَ مِنَ اللهِ مُعَلِّمًا، لأَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَعْمَلَ هذِهِ الآيَاتِ الَّتِي أَنْتَ تَعْمَلُ إِنْ لَمْ يَكُنِ اللهُ مَعَهُ». قَالَ لَهُمْ نِيقُودِيمُوسُ، الَّذِي جَاءَ إِلَيْهِ لَيْلًا، وَهُوَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ:"
لذلك خاف أبو المولود أعمى من اليهود  فلم يشهدوا للمسيح، ويُعلِّل ذلك القدّيس يوحنا قائلا عن أبوَي المولود أعمى من اليهود فلم يشهدوا للمسيح:"  قَالَ أَبَوَاهُ هذَا لأَنَّهُمَا كَانَا يَخَافَانِ مِنَ الْيَهُودِ، لأَنَّ الْيَهُودَ كَانُوا قَدْ تَعَاهَدُوا أَنَّهُ إِنِ اعْتَرَفَ أَحَدٌ بِأَنَّهُ الْمَسِيحُ يُخْرَجُ مِنَ الْمَجْمَعِ."يوحنا  22:9 .
وعندما حدث انشقاق بين الشعب وتشكّك ان كان هو المسيح أم لا، كان الذين اقتنعوا به يخشون المجاهرة، يوحنا 13 _12 :7 :" وَكَانَ فِي الْجُمُوعِ مُنَاجَاةٌ كَثِيرَةٌ مِنْ نَحْوِهِ. بَعْضُهُمْ يَقُولُونَ: «إِنَّهُ صَالِحٌ». وَآخَرُونَ يَقُولُونَ: «لاَ، بَلْ يُضِلُّ الشَّعْبَ». وَلكِنْ لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يَتَكَلَّمُ عَنْهُ جِهَارًا لِسَبَبِ الْخَوْفِ مِنَ الْيَهُودِ.".
ليس الجموع فقط، بل والتلاميذ أنفسهم هربوا عند الصليب واختبأوا في العلّيّة حتى ظهر له الرب نفسه في العلّيّة وقال سلام لكم، يوحنا 26 ،21 : 20 :"  فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ أَيْضًا: «سَلاَمٌ لَكُمْ! كَمَا أَرْسَلَنِي الآبُ أُرْسِلُكُمْ أَنَا». فَقَالَ لَهُ التَّلاَمِيذُ الآخَرُونَ: «قَدْ رَأَيْنَا الرَّبَّ!». فَقَالَ لَهُمْ: «إِنْ لَمْ أُبْصِرْ فِي يَدَيْهِ أَثَرَ الْمَسَامِيرِ، وَأَضَعْ إِصْبِعِي فِي أَثَرِ الْمَسَامِيرِ، وَأَضَعْ يَدِي فِي جَنْبِهِ، لاَ أُومِنْ»." القدّيس يوحنا في إنجيله، كان كثير الإشارة إلى هذا السلوك، فهو يقدّم المسيح من جهة لاهوته من جهة، وفي المقابل كيف تشكّك البعض وخاف، مع كل ذلك ترفّق الرب بالجميع: ببطرس عندما أنكر وكذلك تجاه ضعف يوسف ونيقوديموس والتلاميذ حتّى تقوّى إيمانهم وصاروا كارزين بل وماتوا لأجله.
 الإنسان البسيط الذي لم يكن معلّما ولا تلميذا ليسوع، انه برتيماوس الأعمى منذ ولادته، حيث انه شُفي ففرح، ثمّ عرف ان شافيه هو الله فآمن، وعندما سألوه جاهر، ولما استنكروا ذلك وتحوّل إلى كارز شجاع { راجع يوحنا 9}. ولم يكن الذين آمنوا سرًّا بالمسيح من عامة الشعب فقط، بل ومن الرؤساء أيضا مثل كرنيليوس وغيرهم.
لم يستطع يوسف ان يكرّم المسيح في حياته، ولكن أحداث الآلام والصلب الدامية حركت مشاعره وأثارت أحشائه وامدّته بالشجاعة ليمضي ويطلب جسد يسوع ليدفنه بنفسه، فان كان في حياته لم يبدِ عطفًا تجاه سيّده، فإنّه في مماته سيُبدي إخلاصه له كشهيد مؤامرة دنيئة، هكذا تخلّص من الخوف والشرّ والحذر وذهب إلى بيلاطس.
خطورة طلب الجسد
بينما كان القانون اليهودي يقضي بألا تظل الأجساد معلّقة على الصلبان بعد غروب الشمس وبالتالي ان تبيت معلّقة هكذا، لان المعلَّق ملعون وهكذا لا تبقى اللعنة على الأرض :" اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ»." غلاطية 13 :3 .
باستثناء ما حدث مع السبعة الذين عُلّقوا صلبا، من ابريل وحتى أكتوبر لكي تُرفع اللعنة عن الأرض 2 صم 21 :" وَكَانَ جُوعٌ فِي أَيَّامِ دَاوُدَ ثَلاَثَ سِنِينَ، سَنَةً بَعْدَ سَنَةٍ، فَطَلَبَ دَاوُدُ وَجْهَ الرَّبِّ. فَقَالَ الرَّبُّ: «هُوَ لأَجْلِ شَاوُلَ وَلأَجْلِ بَيْتِ الدِّمَاءِ، لأَنَّهُ قَتَلَ الْجِبْعُونِيِّينَ».فَدَعَا الْمَلِكُ الْجِبْعُونِيِّينَ وَقَالَ لَهُمْ. وَالْجِبْعُونِيُّونَ لَيْسُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ بَلْ مِنْ بَقَايَا الأَمُورِيِّينَ، وَقَدْ حَلَفَ لَهُمْ بَنُو إِسْرَائِيلَ، وَطَلَبَ شَاوُلُ أَنْ يَقْتُلَهُمْ لأَجْلِ غَيْرَتِهِ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا. قَالَ دَاوُدُ لِلْجِبْعُونِيِّينَ: «مَاذَا أَفْعَلُ لَكُمْ؟ وَبِمَاذَا أُكَفِّرُ فَتُبَارِكُوا نَصِيبَ الرَّبِّ؟» فَقَالَ لَهُ الْجِبْعُونِيُّونَ: «لَيْسَ لَنَا فِضَّةٌ وَلاَ ذَهَبٌ عِنْدَ شَاوُلَ وَلاَ عِنْدَ بَيْتِهِ، وَلَيْسَ لَنَا أَنْ نُمِيتَ أَحَدًا فِي إِسْرَائِيلَ». فَقَالَ: «مَهْمَا قُلْتُمْ أَفْعَلُهُ لَكُمْ». فَقَالُوا لِلْمَلِكِ: «الرَّجُلُ الَّذِي أَفْنَانَا وَالَّذِي تَآمَرَ عَلَيْنَا لِيُبِيدَنَا لِكَيْ لاَ نُقِيمَ فِي كُلِّ تُخُومِ إِسْرَائِيلَ، فَلْنُعْطَ سَبْعَةَ رِجَال مِنْ بَنِيهِ فَنَصْلِبَهُمْ لِلرَّبِّ فِي جِبْعَةِ شَاوُلَ مُخْتَارِ الرَّبِّ». فَقَالَ الْمَلِكُ: «أَنَا أُعْطِي».وَأَشْفَقَ الْمَلِكُ عَلَى مَفِيبُوشَثَ بْنِ يُونَاثَانَ بْنِ شَاوُلَ مِنْ أَجْلِ يَمِينِ الرَّبِّ الَّتِي بَيْنَهُمَا، بَيْنَ دَاوُدَ وَيُونَاثَانَ بْنِ شَاوُلَ. فَأَخَذَ الْمَلِكُ ابْنَيْ رِصْفَةَ ابْنَةِ أَيَّةَ اللَّذَيْنِ وَلَدَتْهُمَا لِشَاوُلَ: أَرْمُونِيَ وَمَفِيبُوشَثَ، وَبَنِي مِيكَالَ ابْنَةِ شَاوُلَ الْخَمْسَةَ الَّذِينَ وَلَدَتْهُمْ لِعَدْرِئِيلَ بْنِ بَرْزِلاَّيَ الْمَحُولِيِّ، وَسَلَّمَهُمْ إِلَى يَدِ الْجِبْعُونِيِّينَ، فَصَلَبُوهُمْ عَلَى الْجَبَلِ أَمَامَ الرَّبِّ. فَسَقَطَ السَّبْعَةُ مَعًا وَقُتِلُوا فِي أَيَّامِ الْحَصَادِ، فِي أَوَّلِهَا فِي ابْتِدَاءِ حَصَادِ الشَّعِيرِ. فَأَخَذَتْ رِصْفَةُ ابْنَةُ أَيَّةَ مِسْحًا وَفَرَشَتْهُ لِنَفْسِهَا عَلَى الصَّخْرِ مِنِ ابْتِدَاءِ الْحَصَادِ حَتَّى انْصَبَّ الْمَاءُ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ، وَلَمْ تَدَعْ طُيُورَ السَّمَاءِ تَنْزِلُ عَلَيْهِمْ نَهَارًا، وَلاَ حَيَوَانَاتِ الْحَقْلِ لَيْلًا. فَأُخْبِرَ دَاوُدُ بِمَا فَعَلَتْ رِصْفَةُ ابْنَةُ أَيَّةَ سُرِّيَّةُ شَاوُلَ. فَذَهَبَ دَاوُدُ وَأَخَذَ عِظَامَ شَاوُلَ وَعِظَامَ يُونَاثَانَ ابْنِهِ مِنْ أَهْلِ يَابِيشِ جِلْعَادَ الَّذِينَ سَرِقُوهَا مِنْ شَارِعِ بَيْتِ شَانَ، حَيْثُ عَلَّقَهُمَا الْفِلِسْطِينِيُّونَ يَوْمَ ضَرَبَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ شَاوُلَ فِي جِلْبُوعَ. فَأَصْعَدَ مِنْ هُنَاكَ عِظَامَ شَاوُلَ وَعِظَامَ يُونَاثَانَ ابْنِهِ، وَجَمَعُوا عِظَامَ الْمَصْلُوبِينَ، وَدَفَنُوا عِظَامَ شَاوُلَ وَيُونَاثَانَ ابْنِهِ فِي أَرْضِ بَنْيَامِينَ فِي صَيْلَعَ، فِي قَبْرِ قَيْسَ أَبِيهِ، وَعَمِلُوا كُلَّ مَا أَمَرَ بِهِ الْمَلِكُ. وَبَعْدَ ذلِكَ اسْتَجَابَ اللهُ مِنْ أَجْلِ الأَرْضِ. وَكَانَتْ أَيْضًا حَرْبٌ بَيْنَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَإِسْرَائِيلَ، فَانْحَدَرَ دَاوُدُ وَعَبِيدُهُ مَعَهُ وَحَارَبُوا الْفِلِسْطِينِيِّينَ، فَأَعْيَا دَاوُدُ. وَيِشْبِي بَنُوبُ الَّذِي مِنْ أَوْلاَدِ رَافَا، وَوَزْنُ رُمْحِهِ ثَلاَثُ مِئَةِ شَاقِلِ نُحَاسٍ وَقَدْ تَقَلَّدَ جَدِيدًا، افْتَكَرَ أَنْ يَقْتُلَ دَاوُدَ. فَأَنْجَدَهُ أَبِيشَايُ ابْنُ صَرُويَةَ، فَضَرَبَ الْفِلِسْطِينِيَّ وَقَتَلَهُ. حِينَئِذٍ حَلَفَ رِجَالُ دَاوُدَ لَهُ قَائِلِينَ: «لاَ تَخْرُجُ أَيْضًا مَعَنَا إِلَى الْحَرْبِ، وَلاَ تُطْفِئُ سِرَاجَ إِسْرَائِيلَ». ثُمَّ بَعْدَ ذلِكَ كَانَتْ أَيْضًا حَرْبٌ فِي جُوبَ مَعَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ. حِينَئِذٍ سَبْكَايُ الْحُوشِيُّ قَتَلَ سَافَ الَّذِي هُوَ مِنْ أَوْلاَدِ رَافَا. ثُمَّ كَانَتْ أَيْضًا حَرْبٌ فِي جُوبَ مَعَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ. فَأَلْحَانَانُ بْنُ يَعْرِي أُرَجِيمَ الْبَيْتَلَحْمِيُّ قَتَلَ جِلْيَاتَ الْجَتِّيَّ، وَكَانَتْ قَنَاةُ رُمْحِهِ كَنَوْلِ النَّسَّاجِينَ. وَكَانَتْ أَيْضًا حَرْبٌ فِي جَتَّ، وَكَانَ رَجُلٌ طَوِيلَ الْقَامَةِ أَصَابعُ كُلّ مِنْ يَدَيْهِ سِتٌّ، وَأَصَابعُ كُلّ مِنْ رِجْلَيْهِ سِتٌّ، عَدَدُهَا أَرْبَعٌ وَعِشْرُونَ، وَهُوَ أَيْضًا وُلِدَ لِرَافَا.وَلَمَّا عَيَّرَ إِسْرَائِيلَ ضَرَبَهُ يُونَاثَانُ بْنُ شِمْعَى أَخِي دَاوُدَ.هؤُلاَءِ الأَرْبَعَةُ وُلِدُوا لِرَافَا فِي جَتَّ وَسَقَطُوا بِيَدِ دَاوُدَ وَبِيَدِ عَبِيدِهِ.".
لكن الرومان اعتادوا ترك المصلوب معلّقا متروكًا بذلك لوحوش الليل وجوارح النهار والتي كانت  تجتذبها رائحة الدم فتأتي وتنهش الجسد حتى وصاحبه ما زال حيا ينازع حتى الموت، وقد اعتبر الصالبون ذلك جزءا من العقوبة، بل كان الحراس كثيرا ما يتسلّون بمثل تلك المناظر، كانت العقوبة في البداية، كما استنبطها الفرس، تقضي بترك المحكوم عليه مقيّدا إلى عامود او شجرة  يقاسي آلام الجوع والعطش ليومين او ثلاثة حتى الموت، وكان الحراس يترفّقون به فيقتلونه إذا ما رأوا انه قد تعذّب بما فيه الكفاية، ومن هنا طلب اليهود ان تكسر سيقان المصلوبين الثلاثة للتعجيل بموتهم ودفنهم قبل غروب الشمس من جهة، وقبل الدخول في السبت الكبير من جهة أخرى حيث الحرص اكبر يوحنا 32 _3 : 19 :"  وَكَانُوا يَقُولُونَ: «السَّلاَمُ يَا مَلِكَ الْيَهُودِ!». وَكَانُوا يَلْطِمُونَهُ.فَخَرَجَ بِيلاَطُسُ أَيْضًا خَارِجًا وَقَالَ لَهُمْ: «هَا أَنَا أُخْرِجُهُ إِلَيْكُمْ لِتَعْلَمُوا أَنِّي لَسْتُ أَجِدُ فِيهِ عِلَّةً وَاحِدَةً».فَخَرَجَ يَسُوعُ خَارِجًا وَهُوَ حَامِلٌ إِكْلِيلَ الشَّوْكِ وَثَوْبَ الأُرْجُوانِ. فَقَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: «هُوَذَا الإِنْسَانُ!».فَلَمَّا رَآهُ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْخُدَّامُ صَرَخُوا قَائِلِينَ: «اصْلِبْهُ! اصْلِبْهُ!». قَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: «خُذُوهُ أَنْتُمْ وَاصْلِبُوهُ، لأَنِّي لَسْتُ أَجِدُ فِيهِ عِلَّةً».أَجَابَهُ الْيَهُودُ: «لَنَا نَامُوسٌ، وَحَسَبَ نَامُوسِنَا يَجِبُ أَنْ يَمُوتَ، لأَنَّهُ جَعَلَ نَفْسَهُ ابْنَ اللهِ».فَلَمَّا سَمِعَ بِيلاَطُسُ هذَا الْقَوْلَ ازْدَادَ خَوْفًا. فَدَخَلَ أَيْضًا إِلَى دَارِ الْوِلاَيَةِ وَقَالَ لِيَسُوعَ: «مِنْ أَيْنَ أَنْتَ؟». وَأَمَّا يَسُوعُ فَلَمْ يُعْطِهِ جَوَابًا. فَقَالَ لَهُ بِيلاَطُسُ: «أَمَا تُكَلِّمُنِي؟ أَلَسْتَ تَعْلَمُ أَنَّ لِي سُلْطَانًا أَنْ أَصْلِبَكَ وَسُلْطَانًا أَنْ أُطْلِقَكَ؟» أَجَابَ يَسُوعُ: « لَمْ يَكُنْ لَكَ عَلَيَّ سُلْطَانٌ الْبَتَّةَ، لَوْ لَمْ تَكُنْ قَدْ أُعْطِيتَ مِنْ فَوْقُ. لِذلِكَ الَّذِي أَسْلَمَنِي إِلَيْكَ لَهُ خَطِيَّةٌ أَعْظَمُ». مِنْ هذَا الْوَقْتِ كَانَ بِيلاَطُسُ يَطْلُبُ أَنْ يُطْلِقَهُ، وَلكِنَّ الْيَهُودَ كَانُوا يَصْرُخُونَ قَائِلِينَ: «إِنْ أَطْلَقْتَ هذَا فَلَسْتَ مُحِبًّا لِقَيْصَرَ. كُلُّ مَنْ يَجْعَلُ نَفْسَهُ مَلِكًا يُقَاوِمُ قَيْصَرَ!».فَلَمَّا سَمِعَ بِيلاَطُسُ هذَا الْقَوْلَ أَخْرَجَ يَسُوعَ، وَجَلَسَ عَلَى كُرْسِيِّ الْوِلاَيَةِ فِي مَوْضِعٍ يُقَالُ لَهُ «الْبَلاَطُ» وَبِالْعِبْرَانِيَّةِ «جَبَّاثَا». وَكَانَ اسْتِعْدَادُ الْفِصْحِ، وَنَحْوُ السَّاعَةِ السَّادِسَةِ. فَقَالَ لِلْيَهُودِ: «هُوَذَا مَلِكُكُمْ!». فَصَرَخُوا: «خُذْهُ! خُذْهُ! اصْلِبْهُ!» قَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: «أَأَصْلِبُ مَلِكَكُمْ؟» أَجَابَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ: «لَيْسَ لَنَا مَلِكٌ إِلاَّ قَيْصَرَ!». فَحِينَئِذٍ أَسْلَمَهُ إِلَيْهِمْ لِيُصْلَبَ. فَأَخَذُوا يَسُوعَ وَمَضَوْا بِهِ. فَخَرَجَ وَهُوَ حَامِلٌ صَلِيبَهُ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ «مَوْضِعُ الْجُمْجُمَةِ» وَيُقَالُ لَهُ بِالْعِبْرَانِيَّةِ «جُلْجُثَةُ»،حَيْثُ صَلَبُوهُ، وَصَلَبُوا اثْنَيْنِ آخَرَيْنِ مَعَهُ مِنْ هُنَا وَمِنْ هُنَا، وَيَسُوعُ فِي الْوَسْطِ. وَكَتَبَ بِيلاَطُسُ عُنْوَانًا وَوَضَعَهُ عَلَى الصَّلِيبِ. وَكَانَ مَكْتُوبًا: «يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ مَلِكُ الْيَهُودِ».فَقَرَأَ هذَا الْعُنْوَانَ كَثِيرُونَ مِنَ الْيَهُودِ، لأَنَّ الْمَكَانَ الَّذِي صُلِبَ فِيهِ يَسُوعُ كَانَ قَرِيبًا مِنَ الْمَدِينَةِ. وَكَانَ مَكْتُوبًا بِالْعِبْرَانِيَّةِ وَالْيُونَانِيَّةِ وَالّلاَتِينِيَّةِ. فَقَالَ رُؤَسَاءُ كَهَنَةِ الْيَهُودِ لِبِيلاَطُسَ: «لاَ تَكْتُبْ: مَلِكُ الْيَهُودِ، بَلْ: إِنَّ ذَاكَ قَالَ: أَنَا مَلِكُ الْيَهُودِ!».أَجَابَ بِيلاَطُسُ: «مَا كَتَبْتُ قَدْ كَتَبْتُ». ثُمَّ إِنَّ الْعَسْكَرَ لَمَّا كَانُوا قَدْ صَلَبُوا يَسُوعَ، أَخَذُوا ثِيَابَهُ وَجَعَلُوهَا أَرْبَعَةَ أَقْسَامٍ، لِكُلِّ عَسْكَرِيٍّ قِسْمًا. وَأَخَذُوا الْقَمِيصَ أَيْضًا. وَكَانَ الْقَمِيصُ بِغَيْرِ خِيَاطَةٍ، مَنْسُوجًا كُلُّهُ مِنْ فَوْقُ. فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «لاَ نَشُقُّهُ، بَلْ نَقْتَرِعُ عَلَيْهِ لِمَنْ يَكُونُ». لِيَتِمَّ الْكِتَابُ الْقَائِلُ: «اقْتَسَمُوا ثِيَابِي بَيْنَهُمْ، وَعَلَى لِبَاسِي أَلْقَوْا قُرْعَةً». هذَا فَعَلَهُ الْعَسْكَرُ. وَكَانَتْ وَاقِفَاتٍ عِنْدَ صَلِيبِ يَسُوعَ، أُمُّهُ، وَأُخْتُ أُمِّهِ مَرْيَمُ زَوْجَةُ كِلُوبَا، وَمَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ. فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ أُمَّهُ، وَالتِّلْمِيذَ الَّذِي كَانَ يُحِبُّهُ وَاقِفًا، قَالَ لأُمِّهِ: «يَا امْرَأَةُ، هُوَذَا ابْنُكِ». ثُمَّ قَالَ لِلتِّلْمِيذِ: «هُوَذَا أُمُّكَ». وَمِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ أَخَذَهَا التِّلْمِيذُ إِلَى خَاصَّتِهِ. بَعْدَ هذَا رَأَى يَسُوعُ أَنَّ كُلَّ شَيْءٍ قَدْ كَمَلَ، فَلِكَيْ يَتِمَّ الْكِتَابُ قَالَ: «أَنَا عَطْشَانُ». وَكَانَ إِنَاءٌ مَوْضُوعًا مَمْلُوًّا خَلًا، فَمَلأُوا إِسْفِنْجَةً مِنَ الْخَلِّ، وَوَضَعُوهَا عَلَى زُوفَا وَقَدَّمُوهَا إِلَى فَمِهِ.فَلَمَّا أَخَذَ يَسُوعُ الْخَلَّ قَالَ: «قَدْ أُكْمِلَ». وَنَكَّسَ رَأْسَهُ وَأَسْلَمَ الرُّوحَ.ثُمَّ إِذْ كَانَ اسْتِعْدَادٌ، فَلِكَيْ لاَ تَبْقَى الأَجْسَادُ عَلَى الصَّلِيبِ فِي السَّبْتِ، لأَنَّ يَوْمَ ذلِكَ السَّبْتِ كَانَ عَظِيمًا، سَأَلَ الْيَهُودُ بِيلاَطُسَ أَنْ تُكْسَرَ سِيقَانُهُمْ وَيُرْفَعُوا. فَأَتَى الْعَسْكَرُ وَكَسَرُوا سَاقَيِ الأَوَّلِ وَالآخَرِ الْمَصْلُوبِ مَعَهُ."
وقد وافق بيلاطس على طلبهم ضمن سلسلة من الطلبات التي أثارت استيائه.
لقد كانوا بحسب تعبير احد الكتّاب :" مثل الذباب الرنّان" وأوصلوه إلى ما يشبه الطفل العنيد الثائر، فأنهم وحتى بعد دفن المسيح الحّوا في الحراسة لئلا يُشاع انه قام، لقد ظلّ رعبهم من المسيح كبيرا حتى وهو داخل القبر.
امّا يسوع فلمّا أكمل كل شيء قائلا  مرقس 44 _ 37 :15 :" فَصَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَأَسْلَمَ الرُّوحَ. وَانْشَقَّ حِجَابُ الْهَيْكَلِ إِلَى اثْنَيْنِ، مِنْ فَوْقُ إِلَى أَسْفَلُ. وَلَمَّا رَأَى قَائِدُ الْمِئَةِ الْوَاقِفُ مُقَابِلَهُ أَنَّهُ صَرَخَ هكَذَا وَأَسْلَمَ الرُّوحَ، قَالَ: «حَقًّا كَانَ هذَا الإِنْسَانُ ابْنَ اللهِ!» وَكَانَتْ أَيْضًا نِسَاءٌ يَنْظُرْنَ مِنْ بَعِيدٍ، بَيْنَهُنَّ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ، وَمَرْيَمُ أُمُّ يَعْقُوبَ الصَّغِيرِ وَيُوسِي، وَسَالُومَةُ، اللَّوَاتِي أَيْضًا تَبِعْنَهُ وَخَدَمْنَهُ حِينَ كَانَ فِي الْجَلِيلِ. وَأُخَرُ كَثِيرَاتٌ اللَّوَاتِي صَعِدْنَ مَعَهُ إِلَى أُورُشَلِيمَ. وَلَمَّا كَانَ الْمَسَاءُ، إِذْ كَانَ الاسْتِعْدَادُ، أَيْ مَا قَبْلَ السَّبْتِ، جَاءَ يُوسُفُ الَّذِي مِنَ الرَّامَةِ، مُشِيرٌ شَرِيفٌ، وَكَانَ هُوَ أَيْضًا مُنْتَظِرًا مَلَكُوتَ اللهِ، فَتَجَاسَرَ وَدَخَلَ إِلَى بِيلاَطُسَ وَطَلَبَ جَسَدَ يَسُوعَ. فَتَعَجَّبَ بِيلاَطُسُ أَنَّهُ مَاتَ كَذَا سَرِيعًا. فَدَعَا قَائِدَ الْمِئَةِ وَسَأَلَهُ: «هَلْ لَهُ زَمَانٌ قَدْ مَاتَ؟»".
ولكن كيف يتجاسر كما يقول  القديس مرقس ويدخل إلى بيلاطس ليطلب الجسد، وهو ليس قريبًا للمصلوب فتجاسر ودخل إلى بيلاطس، وأين أقرباؤه، أم المريميّتين، وهما الوحيدتان اللتان استمرّتا لآخر المطاف، كانتا تنظران الموضع من بعيد راجع متى 61 : 27  ومرقس 47 :15 :"  وَكَانَتْ هُنَاكَ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ الأُخْرَى جَالِسَتَيْنِ تُجَاهَ الْقَبْرِ. وَكَانَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ أُمُّ يُوسِي تَنْظُرَانِ أَيْنَ وُضِعَ." كما انّ التشفّع في مصلوب أمر من شانه ان يثير الشبهات ويعرّض للمتاعب، فلقد تعرّض البعض للإعدام لمجرّد طلب جسد المصلوب ولكن يوسف رجل سنهدريمي وله شهرته.
لقد عانى بيلاطس نفسيا بسبب اضطراره لصلب المسيح، واشمأزّ من رؤساء اليهود، واستاء كثيرا من إلحاحهم وتهديداتهم له وتهييج الشعب، وأراد بصلب المسيح ان تنتهي  هذه المأساة، وقد تساءل البعض ان كان بيلاطس قد استخلص لنفسه رشوة من يوسف وهو رجل غني، مثلما أراد فيلكس الوالي ان يفعل  مع بولس أع 26 _ 25 :24 :"  وَبَيْنَمَا كَانَ يَتَكَلَّمُ عَنِ الْبِرِّ وَالتَّعَفُّفِ وَالدَّيْنُونَةِ الْعَتِيدَةِ أَنْ تَكُونَ، ارْتَعَبَ فِيلِكْسُ، وَأَجَابَ: «أَمَّا الآنَ فَاذْهَبْ، وَمَتَى حَصَلْتُ عَلَى وَقْتٍ أَسْتَدْعِيكَ».
وَكَانَ أَيْضًا يَرْجُو أَنْ يُعْطِيَهُ بُولُسُ دَرَاهِمَ لِيُطْلِقَهُ، وَلِذلِكَ كَانَ يَسْتَحْضِرُهُ مِرَارًا أَكْثَرَ وَيَتَكَلَّمُ مَعَهُ. ". ولكن هذا الأمر مستبعد، بل الأرجح ان بيلاطس شعر بالراحة لانتهاء عذاب المسيح، وربما سمح بان يذهب يوسف الجسد علّه يقدّم أي لمسة رحمة لذلك الرجل الذي رآه بارا لا يستحقّ الموت.
التكفين والدّفن
مع ان بائعي الاكفان والحنوط كانوا يُعفون من التوقّف عن العمل في أيام السبت إلا ان نيقوديموس استطاع شراء الحنوط قبل السبت يوحنا 39 : 19 :" وَجَاءَ أَيْضًا نِيقُودِيمُوسُ، الَّذِي أَتَى أَوَّلًا إِلَى يَسُوعَ لَيْلًا، وَهُوَ حَامِلٌ مَزِيجَ مُرّ وَعُودٍ نَحْوَ مِئَةِ مَنًا."ومرقس 43 :15 :" جَاءَ يُوسُفُ الَّذِي مِنَ الرَّامَةِ، مُشِيرٌ شَرِيفٌ، وَكَانَ هُوَ أَيْضًا مُنْتَظِرًا مَلَكُوتَ اللهِ، فَتَجَاسَرَ وَدَخَلَ إِلَى بِيلاَطُسَ وَطَلَبَ جَسَدَ يَسُوعَ." وهكذا قُسّم العمل بينهما، فبينما ذهب يوسف للحصول على إذن يأخذ الجسد المقدّس، مضى نيقوديموس لشراء الحنوط وكانت عبارة عن مئة منا _ رطل من المرّ والعود وهي المواد المستخدمة في التحنيط يوحنا 39 :19  أعلاه، ومتى 59 : 27 :" فَأَخَذَ يُوسُفُ الْجَسَدَ وَلَفَّهُ بِكَتَّانٍ نَقِيٍّ،".
أما تعبير  " إنهما كفّناه" حسب عادة اليهود يقول يوحنا 40 :19 :" فَأَخَذَا جَسَدَ يَسُوعَ، وَلَفَّاهُ بِأَكْفَانٍ مَعَ الأَطْيَابِ، كَمَا لِلْيَهُودِ عَادَةٌ أَنْ يُكَفِّنُوا." .
هذا يعني أنهم كفّنوه بحسب العادة المتّبعة وهي لفّ القدم من بداية الأصابع حتى نهاية الفخذ بأشرطة من الكتّان وتحتها طبقة من الحنوط، ثمّ لفّ القدم الأخرى بنفس الطريقة، بعد ذلك تكرار نفس الشيء مع الذراعين، ومن ثمّ تضمّ القدمين وتلفّان معًا من جديد، فإذا ما وصلا إلى الحقوين ضمّوا اليدين إلى جوار الذراع ليُلفّا مع الجسد كلّه فيصبح شكله العام مثل السمكة، فإذا وصلوا إلى الرأس وضعوا بعضا من الحنوط فوق كل من العينين ثمّ لفّوا الوجه كلّه بما يشبه المنديل ليربطوه من الخلف. ولكن دراسات الكفن في تورينو أفادت بأنه لم يتمّ ذلك مع المسيح بل لفّوا الجسد سريعا بقماش من الكتان.
يروي التقليد المقدس انه عند التكفين وبحسب العادة المتّبعة وضع يوسف الرامي ريشة صغيرة ناعمة تحت انف المسيح ليتأكّد من وفاة الشخص فلم تتحرك الريشة، ولكن ما ان بدأ يوسف ونيقوديموس في عملية التكفين حتى رأيا عينا المصلوب تتحركان، وحينئذٍ سبّحاه على الفور:" قدوس الله قدوس القوي قدوس الذي لا يموت ارحمنا" ويرى الكثير من الآباء انه إلى هذا الموقف ترجع هذه التسبحة المسماة:" الثلاث تقديسات _ تريصاجيون".
أخبار أخرى عن يوسف الرامي
  ورد عنه في التقليد ان فيلبس عندما بشّر في بلاد الغال _ فرنسا _  كان يوسف الرامي معه مثل تلميذ مخلص، وقد أرسله فيلبس إلى إنجلترا ومعه اثنا عشر من الاكليروس ليبشّروا هناك، وقيل ان ملك إنجلترا لم يؤمن بالمسيح، غير انه وهبهم جزيرة تُسمّى الآن " جلا ستوري" هناك بنى كنيسة حيث دُفن فيها لاحقا، وهكذا وكما دفن المسيح في قبره ووهبه المسيح شرف ان يُدفن في بيته الكنيسة.
نيقوديموس
ذُكر نيقوديموس والذي اشترك مع يوسف الرامي في دفن جسد المسيح، ثلاث مرات في العهد الجديد، فهو الذي أتى إلى يسوع ليلا وتحدّث معه عن الولادة الجديدة، يوحنا 3، وهو الذي على استحياء عاتب مجلس السنهدريم على التسرّع في الحكم على المسيح، وأخيرا في أعظم عمل قام به في حياته وهو دفن المسيح المتجسّد.
الاسم " نيقوديموس" أي " نقي الدم" _  נקידמון الاسم مركب من لفظتين لفظة منحوتة، נקי_ דם والنهاية  ון هي علامة التصغير"،{القيمة العددية للاسم 260 وحسب علم حساب الأرقام = 8 اليوم الثامن} والاسم كان شائعا بين اليهود في القرن الأول ميلادي غير ان الإنجيل لم يذكر شخصا سواه بنفس الاسم، أما التلمود فقد ذكر شخصا يدعى " نيقوديموس بن جوريرن او كربون" وهو شقيق المؤرخ اليهودي الشهير يوسيفوس بن كربون"، وقد كان غنيا جدا وعضوا أيضا في مجلس السنهدريم ويرى البعض انه ربما كان نفس الشخص، غير ان التلمود يذكر ان ابنة نيقوديموس شقيق يوسيفوس والتي كان مهرها مليون قطعة ذهبية، شوهدت في حصار اورشليم سنة 70 م، تجمع روث البهائم لعلها تجد فيه بعضا من حبات القمح تسدّ بها رمقها، وهو الحصار الذي هلك فيه نيقوديموس وعائلته، فهل نسب التلمود كل هذا الخزي والعار إلى نيقوديموس رفيق يوسف الرامي  نكاية به لأنه أصبح مسيحيا؟ يبقى السؤال.
نيقوديموس رئيس لليهود ومعلم إسرائيل
يوحنا 10 _1 : 3 :" كَانَ إِنْسَانٌ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ اسْمُهُ نِيقُودِيمُوسُ، رَئِيسٌ لِلْيَهُودِ.هذَا جَاءَ إِلَى يَسُوعَ لَيْلًا وَقَالَ لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ، نَعْلَمُ أَنَّكَ قَدْ أَتَيْتَ مِنَ اللهِ مُعَلِّمًا، لأَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَعْمَلَ هذِهِ الآيَاتِ الَّتِي أَنْتَ تَعْمَلُ إِنْ لَمْ يَكُنِ اللهُ مَعَهُ».أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنْ فَوْقُ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَى مَلَكُوتَ اللهِ».قَالَ لَهُ نِيقُودِيمُوسُ: «كَيْفَ يُمْكِنُ الإِنْسَانَ أَنْ يُولَدَ وَهُوَ شَيْخٌ؟ أَلَعَلَّهُ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ بَطْنَ أُمِّهِ ثَانِيَةً وَيُولَدَ؟»
أَجَابَ يَسُوعُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنَ الْمَاءِ وَالرُّوحِ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللهِ. اَلْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ، وَالْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ. لاَ تَتَعَجَّبْ أَنِّي قُلْتُ لَكَ: يَنْبَغِي أَنْ تُولَدُوا مِنْ فَوْقُ. اَلرِّيحُ تَهُبُّ حَيْثُ تَشَاءُ، وَتَسْمَعُ صَوْتَهَا، لكِنَّكَ لاَ تَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ تَأْتِي وَلاَ إِلَى أَيْنَ تَذْهَبُ. هكَذَا كُلُّ مَنْ وُلِدَ مِنَ الرُّوحِ». أَجَابَ نِيقُودِيمُوسُ وَقَالَ لَهُ: «كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ هذَا؟» أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ: «أَنْتَ مُعَلِّمُ إِسْرَائِيلَ وَلَسْتَ تَعْلَمُ هذَا! "
كان نيقوديموس يضع كلّ رجائه في انه من نسل إبراهيم، لكن السيد المسيح نبّهه إلى انه لن يخلص احد إلا من خلال الصليب يوحنا 15_ 14 :3 :" «وَكَمَا رَفَعَ مُوسَى الْحَيَّةَ فِي الْبَرِّيَّةِ هكَذَا يَنْبَغِي أَنْ يُرْفَعَ ابْنُ الإِنْسَانِ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ. ".
في حديث المسيح مع نيقوديموس وردت ذروة الآيات يزحنا 16 :3 :" لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ.".
نوجز عظمة الآية مفصّلين الآية:
لأنه هكذا: خلاصة الأمر.
أحبّ، أعظم عمل
الله، أعظم كائن.
العالم، أوسع شيء
حتى بذل، أعظم تضحية
ابنه الوحيد، أعظم ما عنده " مونوجينس".
لكي لا يهلك، أقسى عقوبة
كل من يؤمن به، أعظم استجابة
بل تكون له الحياة الأبدية، أعظم مكافأة.
وذهب نيقوديموس يسأل في سذاجة مثل تلميذ مبتدئ، كيف يولد شيخ كبير مثله من جديد؟ العلّه يقدر ان يدخل بطن أمه ثانية؟
غير ان السيد المسيح لم يكن يتكلّم عن البطن الجسدي بل الروحي، بطن الأم الكنيسة والتي تلد بنين الله مثلما علّم القديس كبريانوس:" لا يستطيع احد ان يقول ان الله أبوه ما لم تكن الكنيسة أمه" ومن هنا تبادر الكنيسة بالذهاب إلى المولود الجديد في بيته لكي تهنّيء الأسرة ،ولكنها تقول في صلواتها ان هذا الميلاد لا يكفي ولا يؤهّل لدخول الملكوت، ومن هنا تدعوه إلى الولادة الروحية من المعمودية.
وهكذا كان نيقوديموس المعلم والحاخام الكبير لا يُدرك ان الناموس والأنبياء والنبوات والرموز كلها أشارت إلى الرب يسوع وتوقّفت عنده.
الذي أتى ليلا إلى يسوع
صارت هذه العبارة لصيقة بنيقوديموس، حيث وردت أكثر من مرة مقترنة به، فعلى الرغم من قناعته بعد لقائه مع يسوع إلا انه خشي على مركزه، كما استحى ان يبدو أمام الناس كتلميذ وهو المعلم الشهير، انتظر حتى يتحقق من هوية يسوع ورسالته، وعند المحاكمة والصلب اختفى من الساحة، ولو كان قد قدّم للمسيح في حياته ما قدّمه في مماته لنعم بابتسامه حلوة منه، ولكن عزاء نيقوديموس انّ المسيح لا يموت وانه لن ينسى له تعب محبّته، وعند محاكمة المسيح غيابيا عاتب نيقوديموس مجلس السنهدرين على استحياء قائلا  يوحنا 52 _45 :7 :"  فَجَاءَ الْخُدَّامُ إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيِّينَ. فَقَالَ هؤُلاَءِ لَهُمْ: «لِمَاذَا لَمْ تَأْتُوا بِهِ؟» أَجَابَ الْخُدَّامُ: «لَمْ يَتَكَلَّمْ قَطُّ إِنْسَانٌ هكَذَا مِثْلَ هذَا الإِنْسَانِ!». فَأَجَابَهُمُ الْفَرِّيسِيُّونَ: «أَلَعَلَّكُمْ أَنْتُمْ أَيْضًا قَدْ ضَلَلْتُمْ؟ أَلَعَلَّ أَحَدًا مِنَ الرُّؤَسَاءِ أَوْ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ آمَنَ بِهِ؟ وَلكِنَّ هذَا الشَّعْبَ الَّذِي لاَ يَفْهَمُ النَّامُوسَ هُوَ مَلْعُونٌ».قَالَ لَهُمْ نِيقُودِيمُوسُ، الَّذِي جَاءَ إِلَيْهِ لَيْلًا، وَهُوَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ: «أَلَعَلَّ نَامُوسَنَا يَدِينُ إِنْسَانًا لَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ أَوَّلًا وَيَعْرِفْ مَاذَا فَعَلَ؟» أَجَابُوا وَقَالوُا لَهُ: «أَلَعَلَّكَ أَنْتَ أَيْضًا مِنَ الْجَلِيلِ؟ فَتِّشْ وَانْظُرْ! إِنَّهُ لَمْ يَقُمْ نَبِيٌّ مِنَ الْجَلِيلِ».".
ظهور نيقوديموس في دفن الرب
هل تشجّع عندما رأى يوسف الرامي يظهر، حيث كانت هناك أوجه تشابه بينهما؟ فالاثنان فريسيان وعضوان في السنهدرين، لهما مكانة اجتماعية إلى جوار مكانتهما الدينية، وتجمع بينهما صفة الخوف من اليهود والخوف على كرامتهما ووضعهما.
هل تشجّع عندما رأى يوسف يتجاسر ويتّجه إلى بيلاطس بطلب الجسد المقدّس؟ فذهب هو لشراء الاكفان والحنوط، أم أنهما لضيق الوقت قسّما العمل بينهما؟ لقد كانت محبتهما للمسيح وشجاعتهما في المجاهرة بتبعيّته أثناء حياته قبل الصلب، مثل قصبة مرضوضة لا يمكن الاعتماد عليها، ولكن بعد موته صارت هذه القضية مثل شجرة بلوط او أرز عملاقة.
ولكن لماذا لم يتشفع كلاهما في المسيح لدى بيلاطس البنطي، وهما قويان لهما النفوذ، وفي وقت أسرع من وقت الدفن، فان التماسهم لدى بيلاطس من اجل حياته، أكثر نبلا من التماسهم اخذ الجسد بعد موته!
ان هذا يذكّرنا بالكثيرين الذين يحتاجون إبان حياتهم بيننا إلى ابسط تشجيع وتقدير ولكنهم لا يجدونه، وما ان يرحلوا حتى تتبارى الأقلام في مديحهم والثناء عليهم في وقت لا يفيد فيه هذا الثناء صاحبه.
هل خدم يوسف الرامي المسيح المدفون من خلال نفوذه، بينما خدمة نيقوديموس من خلال غناه؟ فقد اشترى مائة رطل من الحنوط مع كتان نقي هكذا يمكن لكل إنسان ان يخدم المسيح من خلال موهبته، فعند بناء كنيسة مثلا، تجد المشاركين، هذا بجهده وذلك بعلاقته وآخر بنصيحة وهذا بصلاته وهذا بتشجيعه.
يرد في بعض التقاليد انه اعترف جهرا بالمسيح فاديا ومخلّصا، ونال سر المعمودية على يدي القديس بطرس، وما ان سمع السنهدرين في اورشليم حتى أصدروا إقرارا بطرده من مركزه، ونفيه من اورشليم وفقد ثروته مع انه كان من أثرياء اليهود، ولكنه استخفّ بكلّ ما يملك مقارنة بكنز الإنجيل، والكنز المذّخر له في الحياة الأبدية، انه الكنز الذي مضى التاجر وباع كل ما له واشتراه.
إنجيل نيقوديموس
هو واحد من الكتب التي يُطلق عليها " كتابات ابوكريفا العهد الجديد"  ويرجع نصّه إلى القرن الخامس الميلادي وهو عبارة عن تجميع واقتباس من كتابات سابقة متفرقة، وربما جاء كردّ على مقال منسوب لبيلاطس البنطي ضد المسيح، والنص عبارة عن قصة منسوبة إلى نيقوديموس يروي فيها محاكمة المسيح وموته ودفنه ونقاش  السنهدرين حول القيامة.
ويرد في الكتاب ان الجميع اختبأوا عند الصلب باستثناء يوسف ونيقوديموس، ولمّا علم اليهود بان نيقوديموس يحب يسوع سخروا منه قائلين:" لتكن معه حصّة في الدهر الآتي " فأجاب :" آمين آمين آمين".
وذُكر في الكتاب الابوكريفي ان اليهود حبسوه في السبت تمهيدا لمحاكمته، غير أنهم لم يجدوه في الزنزانة بعد يومين هكذا تعيّن نيقوديموس مع يوسف منذ الأزل لخدمة جسد الرب وإكرامه.   
نوجز:
في سفر يهوشع 28 _21 :18:" وَكَانَتْ مُدُنُ سِبْطِ بَنِي بَنْيَامِينَ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ: أَرِيحَا وَبَيْتَ حُجْلَةَ وَوَادِي قَصِيصَ،وَبَيْتَ الْعَرَبَةِ وَصَمَارَايِمَ وَبَيْتَ إِيلَ،وَالْعَوِّيمَ وَالْفَارَةَ وَعَفْرَةَ،وَكَفْرَ الْعَمُّونِيِّ وَالْعُفْنِي وَجَبَعَ، سِتَّ عَشَرَةَ مَدِينَةً مَعَ ضِيَاعِهَا. جِبْعُونَ وَالرَّامَةَ وَبَئِيرُوتَ،وَالْمِصْفَاةَ وَالْكَفِيرَةَ وَالْمُوصَةَ،وَرَاقَمَ وَيَرَفْئِيلَ وَتَرَالَةَ،وَصَيْلَعَ وَآلفَ وَالْيَبُوسِيَّ، هِيَ أُورُشَلِيمُ، وَجِبْعَةَ وَقِرْيَةَ أَرْبَعَ. عَشَرَةَ مَدِينَةً مَعَ ضِيَاعِهَا. هذَا هُوَ نَصِيبُ بَنِي بَنْيَامِينَ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ.וְהָיוּ הֶעָרִים, לְמַטֵּה בְּנֵי בִנְיָמִן--לְמִשְׁפְּחוֹתֵיהֶם:  יְרִיחוֹ וּבֵית-חָגְלָה, וְעֵמֶק קְצִיץ.וּבֵית הָעֲרָבָה וּצְמָרַיִם, וּבֵית-אֵל.וְהָעַוִּים וְהַפָּרָה, וְעָפְרָה.  וּכְפַר העמני (הָעַמֹּנָה) וְהָעָפְנִי, וָגָבַע:עָרִים שְׁתֵּים-עֶשְׂרֵה, וְחַצְרֵיהֶן.גִּבְעוֹן וְהָרָמָה,וּבְאֵרוֹת. וְהַמִּצְפֶּה וְהַכְּפִירָה, וְהַמֹּצָה. וְרֶקֶם וְיִרְפְּאֵל, וְתַרְאֲלָה.  כח וְצֵלַע הָאֶלֶף וְהַיְבוּסִי הִיא יְרוּשָׁלִַם, גִּבְעַת קִרְיַת--עָרִים אַרְבַּע-עֶשְׂרֵה, וְחַצְרֵיהֶן:  זֹאת נַחֲלַת בְּנֵי-בִנְיָמִן, לְמִשְׁפְּחֹתָם.
سهوا ودون معرفة حدّد البعض " رملة _ רמה " التوراتية،مدينة في سبط بنيامين كمكان ولادة صموئيل النبي ومدينة يوسف احد الأشخاص الهامة في صلب يسوع.
في يوحنا 42 _38 :19 :" ثُمَّ إِنَّ يُوسُفَ الَّذِي مِنَ الرَّامَةِ، وَهُوَ تِلْمِيذُ يَسُوعَ، وَلكِنْ خُفْيَةً لِسَبَبِ الْخَوْفِ مِنَ الْيَهُودِ، سَأَلَ بِيلاَطُسَ أَنْ يَأْخُذَ جَسَدَ يَسُوعَ، فَأَذِنَ بِيلاَطُسُ. فَجَاءَ وَأَخَذَ جَسَدَ يَسُوعَ. وَجَاءَ أَيْضًا نِيقُودِيمُوسُ، الَّذِي أَتَى أَوَّلًا إِلَى يَسُوعَ لَيْلًا، وَهُوَ حَامِلٌ مَزِيجَ مُرّ وَعُودٍ نَحْوَ مِئَةِ مَنًا. فَأَخَذَا جَسَدَ يَسُوعَ، وَلَفَّاهُ بِأَكْفَانٍ مَعَ الأَطْيَابِ، كَمَا لِلْيَهُودِ عَادَةٌ أَنْ يُكَفِّنُوا. وَكَانَ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي صُلِبَ فِيهِ بُسْتَانٌ، وَفِي الْبُسْتَانِ قَبْرٌ جَدِيدٌ لَمْ يُوضَعْ فِيهِ أَحَدٌ قَطُّ. فَهُنَاكَ وَضَعَا يَسُوعَ لِسَبَبِ اسْتِعْدَادِ الْيَهُودِ، لأَنَّ الْقَبْرَ كَانَ قَرِيبًا."
يوسف الرامي، من سكان الرامة طلب من الوالي الروماني بنطيوس بيلاطوس جسد يسوع،وانزاله عن الصليب ووضعه في قبر،وبمساعدة نيقوديموس مسح الرب ودفن الجسد. ورد ذكر يوسف الرامي في الإنجيل كصاحب القبر الذي دفن يه المسيح.
يوسف من سكان " رماتيم" وحسب متى  57 :27 كان في السنهدرين.وحسب لوقا  آمن بيسوع وحسب مرقس ذهب لبنطيوس بيلاطس طالبا جسد المسيح المصلوب.
اشترى يوسف الاكفان{حسب مرقس 46 :16 } وانزل الجسد عن الصليب في الجلجلة وبمساعدة الصديق نيقوديموس تم دفن يسوع بالقبر الذي حفر ليوسف الرامي،وبحضور مريم المجدلية ومريم أم يسوع ونساء أخرى{لوقا 55 _53 :23 }.
يُخبرنا التقليد المسيحي والإيمان المسيحي ان نص اشعياء 53 وخصوصا الآية 9 يحدثنا عن صلب الرب بين لصّين، ودفنه بقبر غني. على اسم يوسف ونيقوديموس تمّت تسمية الدير في الرملة.
الاكفان
ما يعني الاكفان؟ حسب التفسير الحرفي للكلمة " תכריכים  " "الكفن هو عبارة عن قماش يتم تغطية جسد الميّت تحضيرا للدفن،ويتم الدفن بالكفن وهناك بعض العادات يتم الدفن "بتابوت خشبي".
اللفظة بالعبرية " תכריכים  "  بصيغة المذكر بمعنى "الغطاء _ اللف" من الثلاثي " כרך_ وبالانجليزية  Shroud " استخدموا الكتان لإيمانهم ان الكتان يبعد السحر والحسد ودلالة للحماية من السحر والشعوذة وبالمشناة وردت اللفطة بحرف النون :" ארון ותכריכין למת" .
 
يعود تاريخ استخدام  " الكفن " وقت الدفن لفترة المشناة، والسبب لذلك الثمن الباهظ بشراء الملابس للدفن،حتى وصل الحال لبعض الناس ترك الجثة لعدم إمكانيتهم بشراء الملابس للدفن.
الراب جمليئيل{ القرن الثاني الميلادي} أقرّر الدفن بالكفن،أضف إلى ان اللفظة العبرية " תכריכים "تعادل بعلم الأرقام للعبارة :" 'אודיע אמונתך בפי' _ أعلن إيمانك بفمي ".
استخدام الاكفان منوط بما سيحدث للجسد والروح بعد الدفن.عادة الدفن بالكفن المصنوع من الكتان،يعود لتقليد واعتقاد لما يحدث للجسد والنفس بعد الدفن.حين الدفن يتمّ انفصال النفس عن الجسد.يبلى الجسد ويتحول لتراب حسب التكوين {19 :3 } ونتيجة لذلك تتحرر النفس وتتحول لروحانية تماما. والكتان سرعان ما يبلى ومما يساعد لانطلاق النفس بسرعة{ ברכות דף יח עמוד ב.}حسب الرمبام {לפי הרמב"ם בפירוש המשנה על מסכת סנהדרין, הקדמה לפרק עשירי.}حين القيامة لن يقوم الميت عريانا بل بلباس الدفن وكما أعجوبة القيامة كذلك  أعجوبة "إحياء لباس الميت }ولان الكتان من نبات فهذا يساعد على إنبات النبات عند القيامة.اختيار اللون الأبيض للكفن ليس صدفة، ففي اليهودية مثلما اقتراب الكاهن لقدس الأقداس بلباس ابيض هكذا يتوجب على الميت ان يقترب للرب بلباس ابيض مثل لباس الكاهن،والشعب الإسرائيلي سُمي "مملكة كهنة "{الخروج 6 :19 }وبالتالي يستطيع الميت ان يخدم الله عند القيامة.
حسب التلمود { מסכת כתובות פרק יב הלכה ג (דף סה עמוד ב). }كانت وصية الراب ارميا:" ألبسوني اللباس الأبيض المكويّ مثلما كنت بحياتي وضعوا الحذاء برجليّ وامسكوني العصا لأكون جاهزا عند مجيء المسيح لاستقباله فورا".
أضف إلى ان الله برؤيا دانيال كان باللباس الأبيض:" : "חָזֵה הֲוֵית עַד דִּי כָרְסָוָן רְמִיו וְעַתִּיק יוֹמִין יְתִב לְבוּשֵׁהּ כִּתְלַג חִוָּר וּשְׂעַר רֵאשֵׁהּ כַּעֲמַר נְקֵא כָּרְסְיֵהּ שְׁבִיבִין דִּי נוּר גַּלְגִּלּוֹהִי נוּר דָּלִק" {9 :7 }.
حسب اشعياء 18 :1 يعبر اللون الأبيض عن الكفارة والطهارة،هكذا حين يرقد الإنسان أمام العرش الإلهي واللباس الأبيض يدل على ثقة الراقد بعدل الله وغفران الخطايا.
ويقول اشعياء 19 :26 :" تَحْيَا أَمْوَاتُكَ، تَقُومُ الْجُثَثُ. اسْتَيْقِظُوا، تَرَنَّمُوا يَا سُكَّانَ التُّرَابِ. لأَنَّ طَلَّكَ طَلُّ أَعْشَابٍ، وَالأَرْضُ تُسْقِطُ الأَخْيِلَةَ".