البابا يدعو للتوصل إلى اتفاق لملء فراغ السلطة في لبنانالبابا فرنسيس يدعو إلى دعم لبنان ومساعدته للخروج من الوضع السيئ، مضيفا "دعوا لبنان يستعيد عظمته".MEO
البابا فرانسيس للسياسيين اللبنانيين: عليكم تنحية مصالحكم الشخصية والالتفات إلى البلد والتوصّل إلى اتفاق.المنامة - دعا البابا فرنسيس السياسيين اللبنانيين الأحد إلى "تنحية... مصالحهم الشخصية" والتوصل إلى اتفاق لملء فراغ السلطة في بلد يعيش أزمة سياسية ومالية غير مسبوقة، وحيث لا يوجد رئيس حالياً.
وقال البابا في مؤتمر صحافي على متن الطائرة التي أعادته من البحرين "أستغل (هذه اللحظة) لمناشدة السياسيين اللبنانيين: عليكم تنحية مصالحكم الشخصية والالتفات إلى البلد والتوصّل إلى اتفاق".
وأضاف "لا أريد أن أقول "أنقذوا" لبنان، لأننا لسنا منقذين. ولكن أرجوكم: ادعموا لبنان، ساعدوه كي يخرج من هذا الوضع السيئ. دعوا لبنان يستعيد عظمته"، مشيراً إلى أنّ هناك "سبُلاً" لذلك.
وأصبح لبنان من دون رئيس بعد انتهاء ولاية ميشال عون في بداية الأسبوع من دون اختيار خلف له، وذلك في الوقت الذي يعاني فيه البلد من أزمة اقتصادية منذ أكثر من ثلاث سنوات.
ويشهد لبنان منذ العام 2019 واحدة من أسوأ الأزمات الاقتصادية في التاريخ الحديث وفقاً للبنك الدولي.
ومنذ ذلك الحين، خسرت الليرة اللبنانية أكثر من 95 في المئة من قيمتها مقابل الدولار في السوق السوداء، بينما ارتفعت معدّلات الفقر لتطال معظم السكان.
وأكد البابا فرنسيس أنّ لبنان "كريم جداً ويعاني"، مشيراً إلى شعوره بـ"الألم" أمام الأهوال التي يمرّ بها البلد حيث بات يعيش 80 في المئة من السكان تحت خط الفقر.
مفتوح للجميع
وذكر البابا لبنان في خطابه العلني الأخير الذي ألقاه في الصباح في كنيسة في المنامة عاصمة مملكة البحرين.
وقال "إذ أرى المؤمنين من لبنان الحاضرين، أؤكد صلاتي وقربي خصوصاً من ذلك البلد الحبيب والمتعب الذي يمرّ بمحنة ومن كل الشعوب التي تتألم في الشرق الأوسط".
وأشار اللبناني وليد نوفل في حديث إلى وكالة فرانس برس إلى "شعور لا يوصف، كنا قريبين جدا من البابا في الكنيسة وشعرت بسلام داخلي وروحانية قوية وكان كلامه معبراً للغاية".
ووصل البابا البالغ من العمر 85 عاماً إلى روما في منتصف فترة ما بعد الظهر، بعد الزيارة التي استمرّت أربعة أيام وخُصّصت للحوار مع الإسلام.
وقال البابا للصحافيين "لقد كانت رحلة لقاء" في بلد "مفتوح للجميع"، مجدِّداً تأكيده على أهمية "الحوار" بين مختلف الثقافات والمذاهب.
والسبت، ترأس البابا الذي التقى قادة مسلمين، قدّاساً حاشداً في استاد البحرين الدولي، شارك فيه قرابة ثلاثين ألف شخص، استقبلوه بالتصفيق والدموع. كما التقى الملك حمد بن عيسى آل خليفة.
وخلال زيارته، ندّد البابا بمنطق "الكتل المتعارضة" بين الشرق والغرب والتي تجعل العالم في "توازن هشّ". ودعا إلى "عدم انتهاك حقوق الإنسان الأساسية، بل تعزيزها".
39 رحلة جوية
تتهم المنظّمات غير الحكومية والمؤسسات الدولية بانتظام السلطة في البحرين بقمع المعارضين السياسيين، بدءاً من الشيعة، وذلك بعد قمع سريع لتمرّد شهدته المملكة في العام 2011 في أعقاب "الربيع العربي".
وتؤكد الحكومة البحرينية أنها لا تعتمد أيّ "تمييز"، مشيرة إلى أنها وضعت آليات لحماية حقوق الإنسان.
من جهة أخرى، التقى البابا شيخ الأزهر الإمام أحمد الطيب الذي قال إن علاقات صداقة باتت تجمع بينهما.
وزيارة البحرين هي الرابعة التي يجريها الحبر الأعظم الى الخارج هذا العام، كما أنها الثانية إلى شبه الجزيرة العربية منذ رحلته التاريخية إلى الإمارات في العام 2019. وهذه الزيارة التاسعة والثلاثين له منذ وصوله إلى سدّة الكرسي الرسولي في العام 2013.
وزار البابا حوالي عشر دول مسلمة، بما في ذلك العراق ومصر والمغرب.
