المحرر موضوع: صخب الضربات الجوية في كردستان العراق يتزامن مع صدى احتفالات قطر  (زيارة 634 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31604
    • مشاهدة الملف الشخصي
صخب الضربات الجوية في كردستان العراق يتزامن مع صدى احتفالات قطر
كردستان العراق يقع بين مطرقة الضربات الصاروخية وسندان الغارات الجوية من الجارتين تركيا وإيران الطامعتين والمتنافستين لفرض نفوذهما العسكري والسياسي وحتى التجاري على إقليم يتمتع بكيان دستوري لأكثر من عقدين.
MEO

المعارضة الإيرانية في الإقليم ترفض إخلاء مقارها وإلقاء السلاح
أربيل - على عكس أجواء الاحتفالات المقامة في قطر بمناسبة مونديال كأس العالم ووسط حضور دولي غفير بمشاركة معظم قادة دول المنطقة، تتعرض مناطق عديدة في إقليم كردستان بصورة متكررة لضربات صاروخية وجوية بواسطة طائرات مسيرة وطائرات حربية من نوع إف-16 من الجارتين "تركيا وإيران" وسط مواقف وُصفت بالضعيفة كرديّاً والخجولة عراقيّاً.

وبحسب مصادر ميدانية فإنّ الضربات التركية استهدفت مناطق وقرى في سفوح جبال قنديل بحدود محافظة السليمانية، لتمتد غربا وشمالا إلى المناطق الكردية في سوريا "رۆج آڤا"، قُتل خلالها أکثر من ثلاثين شخصا بينهم مدنيون ومقاتلون سوريون، استخدمت خلالها قوات الجيش التركي نحو 50 طائرة من نوع إف-16 النفاثة إلى جانب 20 مسيرة، بحسب ما أعلنت وزارة الدفاع التركية التي أكّدت نجاح خطة العملية.

يرى مراقبون أن العمليات العسكرية التركية "المخلب -السيف" جاءت عقابا على التفجير الذي هزّ الشارع الحيوي في إسطنبول، والذي راح ضحيته نحو 85 شخصا بين قتيل وجريح، لتتهم الحكومة التركية جهات وأذرعاً لحزب العمال الكردستاني بالوقوف وراء عملية التفجير، ونفى بدوره كل من حزب العمال الكردستاني وقوات سوريا الديمقراطية "قسد" أي دور لهما في تنفيذ العملية، رافضين في بيانات اتهامات الحكومة التركية جملا وتفصيلا.

إقليم كردستان العراق الذي يضم المحافظات الرئيسة الثلاثة: أربيل ودهوك والسليمانية، والذي يعرف باستقرار أمني، مقارنة ببقية المحافظات والمناطق العراقية الأخرى، يقع اليوم بين مطرقة الضربات الصاروخية وسندان الغارات الجوية من الجارتين تركيا وإيران الطامعتين والمتنافستين لفرض نفوذهما العسكري والسياسي وحتى التجاري على إقليم يتمتع بكيان دستوري لأكثر من عقدين.

بعد يوم صاخب من الضربات الجوية للقوات التركية والتي أثارت الخوف والفزع لدى سكان إقليم كردستان والمناطق التي تعرضت لها على وجه الخصوص، أيقظت الضربات الجوية والصاروخية لقوات الحرس الثوري الإيراني معظم أهالي إقليم كردستان في الساعات المتأخرة، من ليلة الاثنين، استهدفت مخيمات للاجئين الأكراد في بلدة كويسنجق الواقعة 60 كلم شرق أربيل، كما استهدفت مقر القيادة لحزب "كوملة" في ناحية زركويز جنوبي السليمانية.

خطة للحرس الثوري لتنفيذ عملية برية
العمليات العسكرية لقوات الحرس الثوري جاءت بعد زيارة اسماعيل قاآني قائد فيلق القدس الإيراني إلى بغداد الذي يبدو أنه كُلِّف بمهمة ترتيب أوراق السلطات الإيرانية خارج الحدود، على غرار الدور الذي كان يمثله الجنرال قاسم سليماني لسنوات طوال قبل أن يسقط في عملية عسكرية أميركية داخل مطار بغداد الدولي.

قاآني الذي تواجه بلاده اضطرابات واحتجاجات متواصلة لأكثر من شهرين، يقوم بتنفيذ مهمة وصفت بالتنفس الاصطناعي للنظام الإيراني الذي يتآكل داخليا بسبب توسع رقعة الاحتجاجات والتظاهرات العارمة، ويُعزل دوليا وإقليميا على خلفية مشاركته في العمليات العسكرية إلى جانب القوات الروسية في حربها على أوكرانيا. 

وكشفت وكالات دولية ومحلية عن مضامين الاجتماعات الخاطفة لقاآني مع المسؤولين في الحكومة العراقية بينهم مسؤولون أكراد، حيث توعد بتنفيذ عمليات عسكرية براً وجواً إذا لم تتحرك الحكومة العراقية فورا لاتخاذ إجراءات تقضي بإيقاف نشاطات الأحزاب الكردية المعارضة للسلطات الإيرانية.

قاآني موفد نظام الملالي لترتيب أوراقه في العراق والمنطقة
المعلومات المسربة تشير إلى مطالبة السلطات الإيرانية وضغطها على الإقليم والحكومة المركزية في بغداد لنزع السلاح والعتاد من الأحزاب الكردية المعارضة، تتهمها السلطات الإيرانية بنقل أسلحة إلى أنصارها في داخل إيران.

لكن المعارضة الإيرانية في الإقليم ترفض إخلاء مقارها وإلقاء السلاح وتؤكد بأنها تواصل كفاحها المسلح للدفاع عن حقوق الشعب الكردي.

وفي تصريح خاص لموقع "ميدل إيست أونلاين" أعلن أمجد حسين بنهاني القيادي في حزب كوملة الكردي الذي يتخذ مقرا رئيساً له في جنوبي السليمانية، أنهم يرفضون الطلب الإيراني لنزع السلاح من مقاتليه، ولن يخلوا مقراتهم رغم الهجمات الإيرانية عليها، مشيرا إلى أن الأحزاب الكردية الإيرانية تواصل نضالها المسلح لنيل الحقوق المسلوبة للشعب الكردي في إيران، لافتا إلى أن السلطات الإيرانية ومن خلال قواتها القمعية تشنّ عمليات إجرامية لقتل المواطنين والمدنيين العزل في المناطق الكردية.

خطة لاستهداف المدنيين في الإقليم
رجّح "الحزب الديمقراطي الكردستاني" المعارض لطهران تجدد الهجمات الإيرانية قريبا على مناطق متفرقة داخل أراضي إقليم كردستان العراق، محذرا من أن الخطة القادمة لقوات الحرس الثوري قد تكون عملية برية داخل أراضي إقليم كردستان.

في الأثناء حذر آرمانج زيباريي عضو اللجنة المركزية في الحزب الديمقراطي الكردي الإيراني في تصريح خاص لـ"ميدل إيست أونلاين" من أن الخطة القادمة لقوات الحرس الثوري قد تكون عملية برية لاجتياح المناطق التي تتواجد فيها المقرات للأحزاب الكردية المعارضة كما أن قوات الحرس الثوري ستستهدف من خلال ضربات جوية وصاروخية مخيمات تضم عشرات العائلات اللاجئة ومدنين عزلا.

على مايبدو فإنّ حكومة إقليم كردستان تصعّد من لهجتها شيئا فشيئا خلال بيان أصدرته عقب الضربات الإيرانية أدانت من خلاله بأشد العبارات الهجمات التي نفذتها قوات الحرس الثوري الإيراني بالصواريخ والطائرات المسيرة، قائلة إن الانتهاكات الإيرانية المتكررة التي تمس سيادة العراق والإقليم غير مبررة، بل وإنها تشكل انتهاكا صارخا للأعراف الدولية ومبادئ حسن الجوار.

كما طالبت حكومة الإقليم أصدقاءها وشركاءها في بغداد والأمم المتحدة والمجتمع الدولي عامة، باتخاذ موقف واضح وصريح تجاه الاعتداءات الإيرانية المستمرة.

اللجوء إلى نظام انتحاري 
بحسب الكثير من محللي الشؤون الإيرانية فإنّ النظام الإيراني بات نظاما انتحاريا في ظل توسّع رقعة الاحتجاجات وإنه لن يتوانى عن زجّ المنطقة إلى حروب طائفية وانتحارية قد تبدأ بتدمير كيانات للأقليات العرقية التي تعتبرها طهران مصدرَ خطر على إمبراطوريتها التي تعيش حالة الاحتضار!