المحرر موضوع: في ذكرى يوم الشهيد العراقي ... قاعة الشهداء في بغديدي  (زيارة 471 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

متصل نمرود قاشا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 415
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

في ذكرى يوم الشهيد العراقي ... قاعة الشهداء في بغديدي
كتابة : نمرود قاشا
•   شي عن بغديدي
بغديدي , هي مركز قضاء الحمدانية ( قرة قوش ) , في تسميات ألصقت بها قسرا في عصور مختلفة , وهي لا تعود إليها بصلة , سميت ب " قرة قوش " وهي تسمية تركية عثمانية وتعني ( الطير الأسود ) وسميت ب ( الحمدانية ) نسبة لقبيلة ( بني حمدان, الحمدانيون ) الذين حكموا الموصل ما بين (890 - 1004م ) التي كثيرا من نغصت عيش سكان هذه البلدة . 
وبالرغم من التسميات التي أُطلقَتْ عليها فمن (بكديدو) الآشورية إلى (بيت خوديدا) الفارسية و (قره قوش) التركية , و ( الحمدانية ) العربية ... إلاّ أنها بقيت (بغديدي) الآرامية السريانية لغةً وإنتماءاً ولم تغير قاسيات الأيام من هذا الإنتماء وبقي أهلها يوزّعون: " شلاما " السلام ، حُبّاً، " لكل الحلقات التي تحيط بهم. فكانت مركز إشعاعٍ دائماً وكانت على مَر العصور- أيضاً- حالة واحدة متماسكة .
•   كنيسة مار يوحنا
كنيسة مار يوحنا , ثاني أكبر كنائس قره قوش( بغديدي ) بعد الطاهرة الكبرى . طولها 34م وعرضها 19م. ارتفاع قبة الهيكل 15م، وسقف الفضاء الأوسط 11م .
يعود بناءها الحالي الى العام 1909م ،  وبأسم كنيسة مار يوحنا المعمذان ،  بعد هدم الكنيسة القديمة من اسسها لتصدعها وصغر حجمها ، يرجح المؤرخون انها كانت دير للراهبات استولى عليه الأكراد سنة 1261م بعهد المفريان ابن العبري.
ذكرت في مخطوطة القس حبش بن جمعة سنة 1748م بأسم مار يوحنا الحبيب الانجيلي ،  ذكرت بمخطوطة الشماس بولس ابن عبدالعزيز يعقوب الصباغ المنسوخة سنة 1750م بدير يوحنا البوسني ، مذكورة بمخطوطة القس توما موشي عام 1883م ومخطوطة الراهب توما بن الياس البناء بمار يوحنا البوسني في بخديدا ، دعيت بأسم مار يوحنا المعمذان بحسب هامش مخطوطة يشوع بن كوركيس سنة 1757م
•   متحف الشهداء
في فناء هذه الكنيسة بنيت قاعة لشهداء بغديدي الذين سقطوا في حرب الخليج الأولى ( 1980 - 1988 إيران ) والخليج الثانية ( 1991 الكويت ) , قاعة عصرية وضع حجر الأساس لها بتاريخ 21 / 5 /1988 من قبل المثلث الرحمة المطران مار قورلس عمانوئيل بني رئيس أساقفة الموصل وتوابعها للسريان الكاثوليك ( سابقا ) , وبمتابعة والإشراف الأب ( المطران ) يوسف عبا راعي كنيسة مار يوحنا " بتاريخ 1 / 12 / 1990 وفي يوم الشهيد افتتح المتحف رسميا من قبل راعي الأبرشية السابق المطران عمانوئيل بني والمطران مار غريغوريوس صليبا شمعون للسريان الارثوذكس ورجال الدولة وعدد كبير من الكهنة والراهبات وجمع غفير من أبناء قرة قوش والموصل والقرى المجاورة تتصـدر القاعة لوحة زيتية تعبيرية كـبيرة بطول 6م وبعرض 2 م للفنان المرحوم لوثر ايشو ادم تحمل رموز الاستشهاد وبذل الذات من أجل الوطن .
تتوسط القاعة نافورة بقطر ( 2.30 ) م يجري فيها الماء رمزا لديمومة الحياة وذلك من فتحة اسطوانية الشكل وبارتفاع ( 2.50 )م ويعلو النافورة سقف بنصف كروي زجاجي يدخل منها النور فيعكس أنواره على اسطوانة النافورة المثبت فوقها نصب الشهيد ( خوذة عسكرية جلبت من ساحة المعركة لأحد الشهداء ) برموزه المتعددة ليشرق ساطعا إلى الأبد . وسقف القاعة مقسّم إلى خمس خانات اثنتان منها أقل ارتفاعا من الأخريات بارتفاع 80 سم وهذه تشكل فتحات لإنارة القاعة . أما جدران القاعة فتظم ( 260 ) نصبا تذكاريا مثبتة على ألواح مرمرية حاملة صور وتواريخ ( 300 ) من شهداء بلدة ( بخديدا ) قرة قوش , الذين سقطوا دفاعا عن الوطن للفترة ( 1980 -   1991 ) وقد اضيف اليهم شهداء ما بعد 2003 .
•   لماذا دمر داعش متحف الشهداء ؟
في 6 آب 2014 وعندما اجتاحت قطعان داعش مدننا , وبغديدي واحدة منها , ولان مهمتهم الأساسية مسح ذاكرة أهلنا من كل شيء جميل فاحرقوا دور العبادة ومساكن المواطنين ودمروا كل المراكز الثقافية في المدينة كما فعلوا أينما دخلوا , فكان لمتحف شهداء المدينة حصتهم من هذا الحقد الأعمى والأسود فامتدت أياديهم الى لوحات الشهداء ليحطموا اغلبها , فأي دولة كان ينشدون إليها وقد شوهوا جدران بيوتاتها ومؤسساتها بعبارات " دولة الإسلام باقية وتتمدد " فأي بقاء وأي تمدد هذا ؟