المحرر موضوع: فؤاد دنيز، نوري كينو وأسيريسكا، منتخب وطني بلا وطن!  (زيارة 1156 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل بولص آدم

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1185
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني



فؤاد دنيز، نوري كينو وأسيريسكا، منتخب وطني بلا وطن!

  بولص آدم

 كأس العالم لكرة القدم، من الأحداث الدورية الرياضية الكبرى التي ننتظرها ونتابعها بشغف كل اربع سنوات، هذه الايام الشتائية تسخن بحمى المنافسة بين المنتخبات الوطنية، تمتلئ الملاعب بالمشجعين المتحمسين ويتابع المباريات الملايين عبر الشاشات في العالم  بمشاعر جياشة متنوعة، بين الفرحة الطاغية عند الأنتصار والدموع والتأسف عند الخسارة، نحن الذين دحرجنا الكرة في الطفولة والصبا والشباب، سرت كرة القدم في دمنا ولن يغادرنا عشقها، فهي التي تبعدنا عن الهم وتجمعنا مع العالم في ازمنة الكراهية وشياطين كل مرحلة.
  اتى في وقته المناسب، عندما نُشر في 1997 للأورغواني الراحل ادواردو غليانو كتاب ملأ فراغاً من نوع محتواه الأدبي الشعبي، في مؤلفات عن اللعبة هو "كرة القدم بين الشمس والظل" الذي يتتبّع فيه غاليانو تاريخ كرة القدم وأحوالها منذ كأس العالم 1938 وحتى مونديال 1994، كما يتتبّع  أيضاً ، كرة القدم منذ أن كانت مجرد هواية، وتحولّها بعد ذلك إلى صناعة تدرّ الملايين، ويستثمر فيها الأرباح الفلكية، وتجري في أروقتها الصفقات، ويخرج منها دخان الاتهامات بالفساد والرشوة. إنّ كرة القدم، كما يقول غاليانو، هي مرآة للعالم، وهي تقدم ألف حكاية وحكاية مهمة؛ فيها المجد والاستغلال والحب والبؤس، وفيها يتبدّى الصراع بين الحرية والخوف.
  ان مايجمع بين د. فؤاد دينز ونوري كينو وفريق نادي اتحاد أسيريسكا (حويودو أوثورويو)، هو المهاجرين مثل عائلتيهما،  ومنذ العام 1967 مثل عشرات الآلا ف من جنوب تركيا وبيث نهرين العراقية وسوريا وايران وعلى دفعات حسب ضراوة الأحداث الجسيمة في البلدان، هو التهجير والغربة والوقوف على صورة الوطن المفقود ووجوه المغدور بهم من  المنسيين الذين تحجبها صورة السائد الأقوى الظالم وهي جوهر صورة محفورة في اذهاننا وارواحنا تختلط مع الذكريات البعيدة والأحلام القريبة،  وكيفما عشنا في الشتات فما ينقص هو الوطن. فكيف بشعب بدون وطن؟ سيبحث عن شكل آخر تعويضي يعيشه وكأنه الوطن.  وهكذا ولد أسيريسكا في سودرتاليا ستوكهولم، من بيئة العمال المهاجرين في بداية السبعينيات وهي مرحلة مهمة في بدء تكوين وتعليم عالم الأجتماع الآشوري د. فؤاد دنيز والصحفي الأستقصائي والسينمائي المؤلف نوري كينو.. وكينو هي كلمة أكدية استخدمها الأشوريون وتعني عادل وفي بيث نهرين ذلك الأسم  يطلق على الذكور هو كينا..
  في العامين 2006 و 2007 عاشت سودرتاليا استمرارية فورة كروية عبر اسيريسكا وتنافسه في الدوري السويدي من جهة وتنافسه الساخن مع فريق سريانسكا و مقرهما سودرتاليا.. في هذين العامين المذكورين اعلاه تمت صناعة فيلم عرض كمسلسل في التلفاز السويدي هو الفيلم الوثائقي ( أسيرسكا، منتخب وطني بلا وطن) وحاز جماهيرياً مثل النادي الكروي وجماهيره على اعجاب منقطع النظير.  فمن خلال كرة القدم يحكي نوري كينو قصة المهاجرين والأبادة الجماعية سيفو وحصل الفيلم على سعفة مهرجان بيفرلي هيلز في لوس انجيلس وفي نفس العام 2007  توفي د. فؤاد دنيز، المحاضر الشهير وباحث الدكتوراة في مجال علم الاجتماع بجامعة أوريبرو، متأثراً بجراحه. طُعِنَ دنيز في رقبته بسكين عند بوابة مكتبه الجامعي غدرا  في 11 ديسمبر 2007 من قبل جاني مجهول وتوفي في اليوم التالي. صدم مقتل الأستاذ البارز  في مكان عمله الجالية الآشورية والجميع في مدينة أوريبرو السويدية..  كرس الراحل د. دنيز الكثير من أبحاثه للهوية الآشورية والإبادة الجماعية للآشوريين على يد الأتراك ومن تعاون معهم. حظيت أطروحته ، The Odyssey of a Minority - The Assyrian Example ، بثناء كبير للطريقة التي تصف بها التطورات في الهوية الاجتماعية بين الآشوريين. وكان من المقرر في 14 ديسمبر 2007 ، ان يحاضر د. نيز في  مؤتمر دولي حول الهوية الآشورية والإبادة الجماعية الآشورية في جامعة ليدن بهولندا. لكن تأبينه حل محل محاضرته! للأسف.
 نستشف بهذا الربط من كل هذا، حجم الدراما ومرارة القتل البشع .. الرحمة والسلام على روحه في ذكراه وعزاؤنا في استمرار نوري كينو و اتحاد أسيريسكا ، المنتخب الوطني بلا وطن. النادي بقاعدته الجماهيرية في جميع أنحاء العالم وأغنية شعبية خاصة به  "فريقي الآشوري - فريق حلمي" .. أما ملحمة الأقليات التي بحث فيها الدكتور الراحل دنيز، فهي دراما أبوا إلا ان تستمر عذاباتها..
   فيلم نوري كينو الرائع، اتمنى لكم مشاهدته وهو في حلقات على اليوتيوب وهنا رابط الحلقة الأولى من مسلسله:
          https://www.youtube.com/watch?v=F3seyfjqlfI


غير متصل وليد حنا بيداويد

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3069
    • مشاهدة الملف الشخصي
ميوقرا رابي بولص ادم
تحية
عاش قلمك على تسليطك للضوء على نشاط لابناء شعبنا في المهجر القسري الذي اصبح ياوي شعبنا واصبح وطننا الفعلي بعد ان فقدنا وطنا حضاريا غزوه الاعراب وخربوه
تحيتي

غير متصل بولص آدم

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1185
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
 ميُقرا رابي وليد حنا بيداويد
 شلاما
شكراً لمرورك الكريم وكتابة انطباعك الجميل.
 مع المحبة والتقدير ومقدماَ عيد ميلاد سعيد.