كيف أفهم بيان البطاركة في العطشانة؟
بولص آدم إن كلمة سريان الواردة في بيان البطاركة المجتمعين في العطشانة، وكما افهم الى حد الآن ووفق تقييمي الآشوري، هي كلمة محصورة بمعناها الديني. شخصياَ على الأقل، لم ننكر يوماَ اننا سوريايي، عندما نعني مسيحيين شرقيين و مشيخايي اي مسيحيين كما هم المسيحيين من البشر بشكل عام، من هذا المفهوم فقط. نبارك البيان. اما البعد الأثني او القومي والوطني، فلم يكن الأجتماع بصدده كما اعتقد.. مقررات اللقاء المبارك، تصب في مصلحة مشرقيتنا وتراثها الذي هو جزء محوري في ايماننا والحفاظ عليه هو مايشترك فيه العلمانيين بروح المسؤولية مع رجال الكنائس.
كُن ماتريد قومياً ولكن لاتتوهم بأن الأجتماع كما افهم واتمنى، ثبت على المجموعة التي يمثلونها دينيا انهم قومياً سريان آراميون! هكذا فهمت وهكذا اتمنى كآشوري عراقي يعتز بكل كلداني وسرياني وماروني متفتح الذهن وتعكس ثقافته روح العصر.
الآشوريين اضافة الى التعصب القبلي العشائري، كانوا ضحايا الخيانة وزرع الفتن بينهم انكليزياً بالدرجة الأولى، الذي دفعوا ثمنه بمذبحة تالياً.
يُدرك البطريرك الآشوري، ان الآشوري يعتز بآشوريته، والآشوريين مع او بمعزل عن البعد الديني، يستمرون باستمرارية آشوريتهم وهم من أثبتوا ذلك الى يومنا هذا ويصب ذلك في مصلحة اللغة واحيائها والتراث المشرقي وصونه واستمرارية المحافظة عليها جيلياً ، وهو ليس لصالح الآشوريين فقط بل لمصلحة جميع ابناء شعبنا المشرقي الواحد.
رغم عوادي الزمن، نحن أحياء وشعب حي، نحن رعايا في كنائس شرقية بمسميات كنسية مختلفة ، لكن الآشوري يبقى آشوري. خاصة وأن جمع الشعب المشرقي تحت أسم رسمي اثني واحد يشير الى المشترك الحضاري لم يتحقق من بعد وللأسف. فذلك كان سيقوينا أجمعين.
أختار فاصلين تاريخيين في حياة شعبنا الآشوري حصراً لأخذ العبر:
لقد فوتت المؤامرة وزرع الفتنة الأنكليزية في اجتماع الموصل عام 1920 الفرصة ليكون لنا وطن.. تم دق اسفين انكليزي بين بطرس اغا والبيت الشمعوني وسورما خانم من جهة. وبين بطرس اغا وملك خوشابا من جهة اخرى. وللتاريخ فقط، ترجى بطرس اغا من سورما خانم ان يتم الأتفاق على اولوية الوطن المؤمل به. لكن سورما خانم كانت مصدقة ومؤمنة بأن الأنكليز يساندوننا وتلك وهنا كانت المشكلة فقد ذهبت الراحلة بعيدا في آمالها من الأنكليز ونفذت رغبة الأنكليز في ذلك الأجتماع وكان ردها سلبياً، فانسحب بطرس اغا من الأجتماع بكل ادب واحترام لها وهو المخلص للعائلة الشمعونية حتى الممات علما انه كان من رعايا الكنيسة الكلدانية . ولم تصحو الراحلة خانم ومعها البطريرك الآشوري من الوقوع في الفخ الأنكليزي المنصوب المُخادع الا بعد فوات الأوان وقبل مذبحة سميل بوقت قصير. رغم مناقب ونضال سورما خانم تحديدا، الا انها وقعت بخطأ هو الأهم بوقعه علينا.
عندما عاد البطريرك الآشوري مار شمون الراحل من الهند بداية الستينيات، دعا الى احياء الشعور القومي وتفعيله بعد ان تم طمسه بشكل علني، فقط لدواعي تداعيات مذبحة سميل الكارثية علينا سياسياَ. وحتى ذلك الوقت كان الأنكليز لنا بالمرصاد.
بعد قراره ان يكون العيد في 25 ديسمبر. وتزامناً مع استلام حزب البعث للسلطة، حصل انشقاق وانتهز البعث الفرصة لزرع العداوة بين الآشوريين واصدروا قراراً بنقل كنائس واملاك الى الجهة المقابلة. ولم يتم تجميد القرار الا بعد لقاء مار شمون مع السفير العراقي في اميركا وزيارة البطريرك الى بغداد.. والعمل البعثي غير الحميد امتد ايضا في البعث السوري . في طريق عودة مار شمون الى اميركا، اراد زيارة آشوريي خابور، الا ان سلطة البعث في الشام منعته وقالت له بأنه محظور عليه التوجه الى هناك!.
رغم كُل ماتعرضنا له بسبب النسطورية تاريخياَ، وسيفو وسميل والبعث والثمن الباهض بالتزامن مع حركة التحرر الكردية وايضا الأرهاب بأشكاله ، مستمرون نحن كآشوريين. نحافظ على مشرقيتنا بكل تجلياتها الثقافية والأجتماعية في الوطن الأم وفي الشتات. ونتمنى للعراق النجاة من فكوك الضباع.