المحرر موضوع: الحوثيون على خطى طالبان وإيران في تشديد القيود على النساء  (زيارة 611 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31627
    • مشاهدة الملف الشخصي
الحوثيون على خطى طالبان وإيران في تشديد القيود على النساء
المتمردون الحوثيون يكلفون وحدة من الشرطة النسائية تعرف باسم 'الزينبيات' بتنظيم وفرض النظام في جميع الأماكن المخصصة للنساء على غرار شرطة الأخلاق الإيرانية التي فجرت ممارساتها أكبر احتجاجات ضد النظام الديني الحاكم.
MEO

الحوثيون يفرضون قيودا اجتماعية مشددة على السناء في مناطق سيطرتهم تماما كما تفعل طالبان
طلبنة المجتمع اليمني إستراتيجية الحوثيين لتعزيز قبضتهم الاجتماعية
 الحوثيون يمنعون سفر النساء السفر بلا محرم
 القيود الحوثية على النساء تتسبب في تقويض مشاريع نسائية
 الحوثيون يمنعون الحفلات والاختلاط ويغلقون قاعات التجميل النسائية

دبي - فرض الحوثيون قيودا اجتماعية إضافية على النساء في إجراءات مشابهة لتلك التي فرضتها إيران وحركة طالبان المتشددة العائدة للحكم بعد 20 عاما من الإطاحة بنظامها، بينما تفاقم تلك القيود وضعا اجتماعيا متأزما.

ورغم أن المجتمع اليمني محافظ بشكل عام، إلا أنه سمح تقليديا بمساحة للحريات الفردية. لكن كل ذلك تغير مع صعود الحوثيين. ويفرض المتمردون قواعد اجتماعية ودينية متشددة في المناطق التي يسيطرون عليها.

وتلاشى حلم عبير المقطري بالدراسة خارج اليمن بسبب قيود جديدة فرضها المتمردون الحوثيون على تنقل النساء في المناطق الخاضعة لسيطرتهم. وتقول الشابة البالغة من العمر 21 عاما "حصلت على منحة دراسية في القاهرة ولكن لم يسمح لي الحوثيون بالمغادرة من مطار صنعاء" الخاضعة لسيطرتهم منذ 2014، منددة بحرمانها من حقوقها "البديهية".

كما لم يسمح لعبير التي يحاصر المتمردون مدينتها تعز جنوب غرب اليمن من التوجه إلى مطار عدن الخاضعة لسيطرة الحكومة، متذرعين بمنع النساء من التنقل من مدينة إلى أخرى أو السفر من دون محرم.

ومنع النساء من السفر بدون محرم لمسافات طويلة يشبه القيود التي تفرضها حركة طالبان في أفغانستان، وهو أمر لم يكن موجودا في اليمن قبل الحرب المتواصلة منذ ثماني سنوات.

وينتمي الحوثيون إلى الأقلية الزيدية. ونشأت 'حركة أنصار الله' التي تمثلهم في صعدة في تسعينات القرن الماضي على خلفية تهميش بحق الحوثيين.

وتقول رضية المتوكل وهي ناشطة حقوقيّة يمنية ومؤسِّسة ورئيسة منظمة يمنية لحقوق الإنسان إنه على الرغم من أن المجتمع اليمني لطالما كان محافظا "فهذه أول مرة يصدر فيها قرار بتحديد حرية التحرك للنساء من قبل سلطة رسمية".

وبحسب المتوكل فإن التنقل أو السفر مع محرم يشكل سابقة "خطيرة للغاية" تعاقب بشكل خاص النساء العاملات مع اتجاه عام لتحديد وجودهن في الفضاء العام.

وتم إغلاق العديد من برك السباحة وصالات الرياضة المخصصة للنساء في صنعاء في شهر اغسطس/اب الماضي، من بينها مشروع صالون تجميل وناد رياضي تابع لعائشة أحمد.

وبعد عدة التماسات ومناشدات عبر وسائل التواصل الاجتماعي من طرف عائشة، سُمح لها بإعادة فتح صالون التجميل ولكن ليس الصالة الرياضية التي أغلقت إلى أجل غير مسمى.

وتقول إن القرار ترتب عليه " فقدان ثماني موظفات في النادي الرياضي لوظائفهن من أصل 15 موظفة". وفي الحديدة غرب البلاد والتي تخضع أيضا لسيطرة الحوثيين، أغلقت السلطات مقهى مخصص للسيدات.

وتقول مالكة المقهى (38 عاما) التي اشترطت عدم الكشف عن اسمها إن العاملات طلبن منها "الموافقة على كل الشروط للاستمرار"، موضحة "أخبرناهم بموافقتنا على ارتداء ما يريدونه حتى لو كان البرقع الأفغاني"، مضيفة "تم الاتفاق على ارتداء زي موحد طويل يشبه العباءات".

وترى بلقيس اللهبي مستشارة النوع الاجتماعي في مركز صنعاء للدراسات الإستراتيجية أن هذه الإجراءات تخدم الأهداف الدينية والسياسية على حد سواء، وتأتي لإرضاء الجناح الأكثر تشددا من الحوثيين.

وتقول اللهبي إن الحوثيين "يستلهمون من النموذج الإيراني ونموذج نظام طالبان لقمع أي صوت معارض وتركيع المجتمع".

وفي صعدة معقل الحوثيين وبعض القرى النائية، لم يعد بإمكان السيدات التنقل لوحدهن بعد السادسة مساء، حتى في حالات الطوارئ الطبية ولم يعد بإمكانهن الوصول إلى وسائل منع الحمل بسهولة حيث توجد قيود على ذلك.

وتم تكليف وحدة شرطة نسائية تعرف باسم "الزينبيات" بتنظيم وفرض النظام في جميع الأماكن المخصصة للنساء.

لكن في المدن الكبرى هناك مقاومة من قبل السكان لما تصفه رضية المتوكل بـ"محاولات طلبنة المجتمع" خاصة في العاصمة صنعاء التي لطالما عرفت بالتنوع السكاني والجيل الجديد من اليمنيين الذي يرغب بالدفاع عن حقوقه.

ولقيت قرارات منع حفلات التخرج المختلطة من الجامعات وفي المطاعم بالإضافة إلى منع الموسيقى خلال بعض الاحتفالات استهجانا من قبل السكان في صنعاء ما أجبر السلطات على التراجع في بعض الأحيان، لكن المتوكل تقول إنها "معركة طويلة الأجل"، موضحة "لا نعلم من سيفوز لأنه في النهاية، الناس مرهقون".